أخ أحمد..بتمنى تناديني آفاق..أسهل للكتابة..و مشان القصة..لعيونك..
63-جالت عينا طاهر في أرجاء الغرفة حيث ترك حنان و لكنه لم يجد شيئاَ ...نزل الى الدور السفلي ثم خرج الى الحديقة و لا فائدة..ناداها كثيرا و لكن دون رد..و بعد أن تسلل العجز الى قلبه..جلس يبكي كالأطفال..
أما حنان..الضائعة في مدينة الضجيج..فخرجت الى المجهول لا تدري الى أين تتجه..و بينما هي تمشي ..زأرت معدتها الفارغة منذ الصباح...حدثت نفسها و الدموع تنسكب من عينيها"يا الله ..ليس لي أحد سواك..الجوع يعضني..فأنى لي الطعام؟!"و بينما تمسح دموع مقلتيها.جاء الامل العزيز مجددا..كالجنية التي في الحكايات..وجدت امرأة عجوزا تحمل سلة مليئة بالخبز..ركضت نحوها ..قالت بإنكليزية طليقة"أرجوك سيدتي..أطعميني..فأنا لم أذق الطعام منذ البارحة..."و لكن ذاك الكرم و الشهامة اللذين اعتادتهما من أهل بلدها..لم تجدهما للأسف هنا..حيث احتاجتهما..فما كان من تلك المرأة إلا أن حدجتها بنظرة ملؤها التوجس و الريبة و اخذت تنظر حولها بحثا عن دعم مرقوب..
و لكنها لم تحتج اليه..فالله أنعم على حنان..بذكاء و سرعة بديهة...و فهمت أن طلبها غير مستجاب..فاعتذرت للمرأة بلهجة تقطر أدبا..و سارت على الدرب مبتعدة..والمرأة خلفها,..
لم تر هذه المرأة دموع حنان التي زادت انهمارا..فهي لم تعتد الذل يوما و ما بالها قد طلبت طعاما و لم تجَب..يا للدنيا القاسية!
و لكن المرأة شعرت بالخجل من تصرفها ..و نادت"هي...يا فتاة..يا من طلبت الخبز.."
سمعتها حنان..و لم تدر لها بالا..لم تعد تريد طعاما مغمسا بالذل ..و زادت المرأة من صياحها و زادت حنان من سرعة مشيها و انعطفت سيرا في زقاق مقابل..