قدْ شردَ الصبحُ هذا الليلَ عنْ أفقهِ
( أبو تمام )
قدْ شردَ الصبحُ هذا الليلَ عنْ أفقهِ
وسَوَّغَ الدَّهْرُ ما قَدْ كانَ مِنْ شَرَقِهْ
سيقتْ إلى الخلقِ في النيروزِ عافية ٌ
بها شَفَاهُمْ جَدِيدٌ الدَّهْرِ مِنْ خَلَقهْ
يا ربِّ مصطبحٍ بالبثِّ مغتبقِ
صَحَا ومُشْتَجِرٍ لَيْلاً ومُرْتَفِقِهْ
لما اكتَسَى القاسِمُ البُرْدَ الأَنِيقَ غَدَا
إلى السرورِ فأعداهُ على حرقهْ
اللَّهُ عافَاهُ مِنْ كرْبٍ ومِنْ وصَبٍ
كادَ السماحُ يذوقُ الموتَ منْ فرقهْ
لم يبقَ ذو كرمٍ إلا وجامعة ٌ
ثقيلة ٌ قدْ حناها الدهرُ في عنقهْ
أَجْنَاكَ مِنْ ثَمَراتِ البر أيْنَعَها
ربُّ كساكَ الأثيثُ النضرَ منْ ورقهْ
حتى َّ يقالَ لقدْ أضحى أبو دلفٍ
وخَلْقُهُ قَدْ طَغَى حُسْناً على خُلقِهْ