السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
**** بيير سيمون لابلاس 1749 - 1827 ****
رياضي و فلكي من مواليد فرنسا. بدأ دراسته في كاين عام 1765 ثم انتقل عام 1771 للتدريس في الأكاديمية العسكرية في باريس. وقد كان من مدرسي نابوليون بونابرت. سنة 1773 أصبح لابلاس عضوا في أكاديمية باريس . لخّصَ ووسّعَ أعمال سابقيه في مجال الرياضيات الفلكية في مؤلّفه المكوّن من خمسة مجلّدات ((ميكانيكا الأجرام السماوية)). هذا العمل الجوهري حوّلَ دراسة الهندسة من الطريقة التقليديّة إلى طريقة تعتمد على التفاضل والتكامل، فاتحاً المجال أمام المزيد من التحدّي.
أنشأ معادلة لابلاس، وابتكر تحويل لابلاس والذي يُستخدم الآن في كثير من مجالات الرياضيات والفيزياء والهندسة. معامل لابلاس التفاضلي , والذي يستخدم بشكل واسع في الرياضيات التطبيقية ، سمّيَ أيضاً كذلك نسبةً إليه.
بدأ بتطوير الفرضية السديمية في نشأة النظام الشمسي وكان أحد الأوائل الذي افترضَ وجود الثقوب السوداء وفكرة الانهيار الجاذبي .
يصنّف لابلاس كأحد أعظم العلماء على الإطلاق، يُطلق عليه احيانا نيوتن فرنسا، وذلك لتملكه حسّ رياضي عظيم لم يجاريه فيه أحد من معاصريه.
حصل على لقب الـ (كونت) الأول لإمبراطورية الفرنسية عام 1806، وتمّ منحه لقب (مركيز).
قدم العالم بيير لابلاس العديد من الإنجازات العظيمة والمهمة وقد قدم معظم تلك الإنجازات في صغره مثل جميع علماء الرياضيات بينما قضى الأربعين عامًا الأخيرة من حياته في تأليف العديد من الكتب القوية والمؤثرة .
في عام1796 ، أصدر كتابه عن نظام الكون باسم ((تقديم نظام الكون)) والذي كان يحتوي على واحدة من أكثر أفكاره إبداعًا . وتدور تلك الفكرة في جوهرها عن كيفية نشأة النظام الشمسي ، بحيث تقع الشمس في المركز وتدور حولها جميع الكواكب ؛ بعض تلك الكواكب يحتوي على بعض الأقمار والمذنبات . وقد كان يعتقد بيير لابلاس – ومثله الفيلسوف الألماني إيمانويل كنت الذي كان يعيش في الوقت نفسه – أن النظام الشمسي نشأ في صورة سحابة ضخمة من الغاز والغبار (السديم) . وقد تجمعت جزيئات كل من الغاز والغبار عن طريق قوة الجاذبية التي كانت تعمل على سحبها تجاه بعضها البعض ، وبالتالي ، أخذ حجم تلك السحابة في التقلص . ولكن حافظت الحركة العشوائية لها على استمرار دورانها . وكلما تقلص حجم تلك السحابة ، فإن سرعتها تزداد مثل المتزلج الذي يجر ذراعيه . وعندما تزداد سرعة الدوران ، تصبح السحابة أكثر انبساطًا مكونة نتوءً في المركز .
داخل تلك السحابة ، تجمعت جزيئات الغاز والغبار بشكل عشوائي مكونة تكتلات أو تجمعات من تلك الجزيئات . ثم تجمعت تلك التكتلات مع بعضها البعض عن طريق قوة الجاذبية أو التصادم لتكون تكتلات أكبر حتى تصبح في النهاية في حجم الكوكب أو أكبر . ثم استقرت الكتلة الأكثر ضخامةً في المركز مكونة الشمس ، أما التكتلات الأصغر حجمًا فقد كونت الكواكب والأقمار والمذنبات التي تدور في فلكها حتى الآن .
من الجدير بالذكر أن تلك النظرية تقدم تفسيرًا للعديد من الظواهر التي توجد بالنظام الشمسي . فعلى سبيل المثال ، قدمت تفسيرًا لدوران جميع الكواكب حول الشمس في المستوى والاتجاه نفسها ؛ بالإضافة إلى دوران الشمس نفسها في الاتجاه نفسه . ولكن على مدار الأعوام التالية ، دار الجدل حول عدد من التفاصيل التي تذكرها نظرية السديم . لكن الآن ، تعد تلك النظرية مقبولة تمامًا لتفسير نشأة النظام الشمسي بهذا الشكل .
لكن أثار بيير لابلاس في كتابه ذلك الافتراض المرعب بإمكانية اصطدام الأرض بأحد المذنبات يومًا ما . وذكر أنه على الرغم من أن ذلك الافتراض صعب التحقق ، فإنه يعدّ أمرًا حتميًا لازم الحدوث – لكن يحتاج ذلك إلى وقت كافٍ – ذلك ، لأن دمار الكون وانتهاء الحياة يعد شيئًا لا مفرّ منه.
أرجو أن تكون المعلومات مفيدة.. وعلى فكرة جاري البحث عن الكتب المذكورة أعلاه مترجمة.. وسأبدأ بقرائتها وتلخيصها فور شرائها بإذن الله...