لقاء مع سماحة السيد حسن نصر الله
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن إسرائيل اليوم في مأزق استراتيجي فهي غير قادرة على صنع السلام وغير قادرة على شن الحرب متى شاءت وفي المدى المنظور الحالي لا يبدو أن هناك أي ضمانات لتحقيق نصر إسرائيلي في أي مواجهة ممكنة.
وأضاف نصر الله في مقابلة أمس مع قناة المنار أن إسرائيل عندما ترى أن هناك موقفاً متيناً في لبنان وسورية وفلسطين وتتأكد من قدرات المقاومة تعيد النظر كثيراً في أي خطوة تقوم بها لافتاً إلى أن المقاومة أقوى وأفضل من السابق وهي على أعلى جهوزية وثقافة وإيمان وعدة وعديد وهي جاهزة لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.
وحول زيارة النائب وليد جنبلاط إلى سورية رأى السيد نصر الله أن في هذه الزيارة مصلحة للبنانيين وللوضع السياسي في لبنان وللعلاقات اللبنانية السورية مضيفاً..نحن نتطلع دائماً إلى الأمام ونستفيد من عبر وتجارب الماضي ولكن يبقى المستقبل والتحديات التي يواجهها لبنان على كل صعيد هو الهاجس الحاكم على الموقف والتصرف.
وأضاف نصر الله أن ما تحقق اليوم هو نتيجة طيبة في الحقيقة وهي مناسبة لأن نتقدم بالشكر إلى السيد الرئيس بشار الأسد وقال: من البدايات كنت أعلم أن هذا الأمر لم يكن سهلاً ويوجد حوله الكثير من النقاش والملاحظات سواء في سورية أو في لبنان ولكن أنا أشهد في هذا الأمر أن الرئيس الأسد تصرف بمعزل عن كل الاعتبارات الشخصية والاعتبارات التي يمكن أن يأخذها بعض القادة والرؤساء بعين الاعتبار وفي تصرفه وفي كل ما قاله من خلال المقابلة التي أجراها مع قناة المنار.
وأكد نصر الله أن الرئيس الأسد تصرف كقائد عربي كبير ولديه تشخيص استراتيجي لطبيعة الصراع في المنطقة وأولويات الصراع التي تحكم كل العلاقات وكل ما يمكن أن ينشأ من علاقات أو ما يمكن أن يتم تجاوزه من ملابسات أو أحداث حصلت في الماضي.
سورية كانت دائماً إلى جانب المقاومة وتريد أن يكون لبنان محصناً في مواجهة أي عدوان إسرائيلي
وأشار نصر الله إلى أنه تابع مقابلة الرئيس الأسد مع قناة المنار وقال إن سورية لديها معايير أولها موضوع أن إسرائيل هي العدو وبالتالي تريد أن يكون لبنان قوياً ومحصناً في مقابل أي عدوان إسرائيلي وهذا جزء من التزامها القومي والوطني فيما يعنيها من أن ما يؤذي لبنان يؤذي سورية والعكس صحيح ولذلك نجد أن سورية كانت دائماً إلى جانب المقاومة في أصعب الظروف ولم تقبل في يوم من الأيام أن تتآمر على المقاومة وأنا أذكر أنه في عام 2004 عندما كان هناك توتر في العلاقات اللبنانية السورية وضغوط دولية لإخراج سورية من لبنان جاء من القادة الكبار من يعرض على الرئيس الأسد أنه إذا تعهد بإنهاء حالة المقاومة في لبنان ونزع سلاحها فنحن نستطيع توفير التزام دولي بأن لبنان لسورية ويمكنها حكمه إلى الأبد ولكن الرئيس الأسد رفض هذه الصفقة.
الالتفاف حول خيار المقاومة يحقق المصالحة الفلسطينية ويحرر الأرض وينقذ القدس
وحول المستجدات الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية على القدس قال نصر الله: إن الشعب الفلسطينى أثبت ويثبت فى كل يوم أنه شعب لديه قدرة استثنائية على التحمل والصبر والصمود ولا يستسلم لليأس لافتا إلى أن الوضع العربى والاقليمى لن يستمر على حاله وكذلك الوضع الدولي فهناك تحولات مهمة تحصل من ناحية الخيارات والوضوح والرؤية وحجم الوعي واليقظة في العالمين العربي والاسلامي وصدقية خيارات المقاومة ووهن خيارات التسوية.
ودعا السيد نصر الله إلى الالتفاف حول خيار المقاومة الذي سيؤدى في نهاية المطاف إلى مصالحة فلسطينية حقيقية يمكن أن توحد الشعب الفلسطينى لانجاز قضيته الكبرى وتحرير أرضه.
وأضاف السيد نصر الله: نحن أمام خيار وحيد ومتاح هو المقاومة وأي خيار آخر هو مضيعة للوقت ولابد لبعض الاطراف من مراجعة ما حققت لها المفاوضات وما الزمن الذي تعطيه للاسرائيليين موضحا انه لو قدر للانتفاضة الفلسطينية أن تستمر لوضعت المشروع الاسرائيلي وكل الكيان الاسرائيلي على خط الزلزال ودعم خيار المقاومة سيمكن من انقاذ القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة ومقدسات المسلمين والمسيحيين في فلسطين وانقاذ فلسطين. وقال الأمين العام لحزب الله إن القدس هي العنوان والجوهر هو فلسطين كلها.
وأوضح نصر الله ان اسرائيل تعمل على تحويل القدس الى مدينة يهودية سكانيا بالدرجة الاولى ومن ثم على مستوى الرموز الدينية والتاريخية وخاصة المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وهو الامر الاشد خطورة حيث تخطط لهدم المسجد الاقصى منتقدا الصمت الدولي ازاء هذه الحفريات والانفاق الضخمة الذى يعطي اسرائيل المزيد من الوقت لاحداث تغييرات ميدانية وديموغرافية فى القدس المحتلة.
ولفت نصر الله إلى أن خيار المقاومة أوجد الكثير من الانجازات على مستوى التحرير واستعادة زمام المبادرة وتوازن الردع ووضع المشروع الصهيوني كله في دائرة الخطر.
واشار نصر الله إلى فشل السياسة الأمريكية بتحقيق السلام وعجزها عن فعل شيء حقيقى لوقف الاستيطان في الضفة أو في القدس.
الاتهامات لحزب الله سياسية هدفها النيل من المقاومة ودورها في مواجهة إسرائيل
وفي موضوع الاتهامات إلى حزب الله قال نصر الله ان الاتهامات الموجهة للحزب في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري هي اتهامات اعلامية وسياسية وتهدف للنيل من المقاومة ودورها في المواجهة مع اسرائيل بعد فشل الطرق السابقة ومنها العدوان المباشر.
واضاف نصر الله: أن اسرائيل دائما توجه الاتهامات للمقاومة وهي اول من اتهم الحزب في هذه القضية وان القادة الاسرائيليين والصحافة الاسرائيلية قاموا بحملة واسعة في هذا الصدد.
وبين الأمين العام لحزب الله أن مكتب المدعى العام للمحكمة الدولية في بيروت اتصل في الاسابيع الماضية ببعض الاشخاص بعضهم ينتسب إلى حزب الله مؤكدا ان كل ما قيل عن اتهامات لعناصر بحزب الله هو اتهام سياسي اعلامي وانه حتى هذه اللحظة لم يوجه أي اتهام من قبل المدعى العام لأي شخص في الحزب وان مكتب المدعي العام للمحكمة اكد أن كل الذين يتم استدعاؤهم هم كشهود وليس كمتهمين.
وقال نصر الله ان التحقيق سار وفق فرضية واحدة قامت على الاتهام السياسي لجهات معينة وتجاهل الفرضيات الأخرى وعلى رأسها احتمال أن تكون اسرائيل هي التي ارتكبت الجريمة مؤكدا أن من يرفض التعامل مع هذا الفرضية يضرب مصداقية التحقيق ومهنيته.
ودعا نصر الله مدعي عام المحكمة الدولية إلى الحفاظ على سرية التحقيقات حرصا على التحقيق وعلى العدالة, مشيرا الى الحملة الواسعة التي شنتها العديد من الصحف العالمية وتتحدث عن تفاصيل التحقيقات وتحدد المتهمين وتوجه الانظار نحو المقاومة اللبنانية وتحاول رسم خريطة للشبكات وللمجموعات وذكر أسماء وتفاصيل تنسب كل ذلك إلى مصادر في المحكمة الدولية أو إلى مصادر مقربة من شخصيات وقيادات سياسية لبنانية وعربية.
المقاومة مستهدفة اليوم أكثر من أي وقت مضى لتأثيرها في الصراع بالمنطقة
واعتبر السيد نصر الله ان فشل اسرائيل فى ايجاد تغيير ديموغرافي في لبنان وخاصة في منطقة الجنوب في عدوانها على لبنان في حرب تموز وخروج المقاومة منتصرة دفعها لمحاولات زج المقاومة في صراعات الداخل واحداث فتنة طائفية في لبنان للنيل من المقاومة المستهدفة أصلا ومن الطبيعى أن تكون مستهدفة اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن لها تأثيرها وفعلها فى الصراع في المنطقة.
وقال نصر الله ان اسرائيل تسعى للفتنة الطائفية في لبنان للقضاء على المقاومة وتحاول ايضا تشويه صورتها ضمن حملة عالمية ودولية تتهمها تارة بالارهاب واخرى بالتجارة بالمخدرات وغسيل الاموال وتزوير العملة وبكل ما يمكن ان يسيء لسمعة المقاومة.
واشار نصر الله الى انه ليس لدى حزب الله ما يخشاه بالنسبة للمحكمة الدولية ولكن هذه الاستدعاءات الآن بالتزامن مع المعلومات السياسية والامنية تجعلنا نتساءل عن الطريقة التي تعلم بها هذه الجهات ذلك وكيف تصلها المعلومات وبالتالي كيف يمكن تفسير معرفة هذه الجهات السياسية والامنية في لبنان بتوقيت التحقيق وزمانه ومساره والى أين سيفضي.
وحمل الأمين العام لحزب الله المحكمة الدولية المسؤولية عن هذه التسريبات ورأى أن تاريخ لجنة التحقيق والمحكمة الدولية حافل بالتسريب لأنها محكمة ليست ذات إطار منسجم وبداخلها نزاعات وصراعات تدل عليها الاستقالات المتسارعة التي تحصل بين موظفيها.
وأكد نصر الله أن حزب الله لن يسكت على أي اتهام سياسي أو إعلامي يوجه إليه وخاصة أنه قوة سياسية موجودة في الحكومة اللبنانية ومجلس النواب وتعتبر أن أي اتهام يشكل إساءة لها وتشويها لصورتها وكذلك ستتعامل مع توجيه الاتهام لأي شخص داخل الحزب لأن هذا الاتهام ستترتب عليه آثار كبيرة جداً على المستوى السياسي والاجتماعي والمعيشي وحتى على مستوى لبنان والمنطقة ولذلك لا يجب الاستهانة به.
وقال نصر الله نريد التعاون مع المحكمة لمواجهة التضليل ونحن معنيون بمنع تضليل التحقيق ونريد التعاون ليس على قاعدة الثقة وإنما على قاعدة أن هذا التعاون ربما يساعد كما ساعد على إسقاط مسارات سابقة خاطئة في التحقيق.
وعرج نصر الله في حديثه على موضوع الاتفاقية الأمنية اللبنانية الأميركية معتبراً أنها تحتوي على مضامين خطرة و أن المقاومة تدرس الطريقة التي ستتصرف على أساسها حيالها وخاصة أنها تضمنت السماح للحكومة الأميركية بالوصول إلى الأجهزة والمعدات التي أعطتها لقوى الأمن اللبنانية لترى من يستخدمها دون أي عوائق أو قيود من أجل معاينتها.
وأشار نصر الله إلى أن هدف إثارة هذا الموضوع هو العلاج ورأى أنه من الجيد أن يدرب كوادر المؤسسة الأمنية ولكن موضوع التثقيف هو موضوع خطير والتصنيفات التي تقدم لهم خطيرة وفتح الباب أمام الأمريكيين للدخول على كل شيء موضوع خطر أيضاً.
نقلاً عن سانا