"صمتاً صغيري.. لا تنطق..
فأنت لازلت يافعاً جداً..
لا تفقه شيئاً في المنطق"..
"لكن يا شعبي لم لا أفعل..
وأنا أتقنه وبما أعلم أثق"..
"لا يا ولدي.. لا تفعل..
لا يجوز لك وإن تصدق
فأنت صغير بين كبار
تلك عاداتنا نحن أهل المشرق"..
........
"ويحك صغيري.. ماذا تغعل..
أتقرأ ذاك الكتاب؟؟".. قالها وهو منصعق!..
"إن مؤلفه يهودي بغيض..
لعنه الله.. فليحترق"..
"لكنه يا شعبي كتابٌ عظيمٌ
في علم الفلك وفي المنطق"
"حاذر يا ولدي لا تقرأ..
فكاتبه ينثر أفكاره بين سطور الألغاز..
يريد ليردك عن دينك بكلام سحري منمق".
........
وكبرت وضعت في مجتمع..
يخشى على صغيره كل جديد ممتع..
وأضحيت أفسر أحلامي ..
بأنها ذاك المستحيل البشع..
لكن ماذا أرى؟..
"صمتاً ياشعبي.. صمتاً..
قرآنٌ يتلى هلا نستمع..
ذاك خير من كلام لغو..
وحديث كثر فيه الممتنع"..
"كفاك صغيري.. هلا أوقفته..
فكلامي له حين و غاية.. لا يمكن أن ينقطع..
وسأسمع القرآن في وقت
أكون فيه بحاجةٍ إلى إغاثة العزيز.. وعندها سأنتفع"..
...........
"ويحك شعبي .. ماذا تفعل..
أتبتاع تلك البضاعة..؟؟ أتشتري تلك السلع؟؟..
إن صاحبها يهودي بغيض
يقتل شعبي.. يحتل أرضي.. فلينقلع"..
"لكنه ياصغيري يأتي بأجود الأشياء
في أحسن الأشكال وأتقن صنع..
وسأرفضه يوماً ما..
حين تأتيني السماء بكل ثمين.. عندها سأقتنع"
.............
فأين ضاع عمري؟؟.. وعلام فقدت أحلامي؟؟
ألأنني صدّقت نصح شعب خانع ذليل .. لا يحسن إلا الأماني والتمني والرهاب والرغب؟؟..
فاتعظ يا صاحبي .. واغتنم حياةً كانت قيمتها كالذهب