حلم لا ينقطع
كانت الشمس تميل برأسها تودعه الى الغد مبتسمة من خلال الغيوم المتناثرة في أفق يعد بمطر وجو بارد كما العادة , خفت الضوء وتسارعت الرياح و ....
سقط المطر .....
وبدأ صوت سقوط قطراته في الجدول يتسلل الى أذنه , شعر للحظة أنه يبكي ولكنه لم يفعل ,
بل كانت القطرات تتوالى على وجنتيه لتصنع ذلك الاحساس لديه مرغما ً !!!
نسي أنه في الخارج , وأنه ما زال ينتظر ؟؟!! .
كانت الورود على ضفاف الجدول مختبئة تواقة الى المطر الذي يعزف الحانه لها على قيثارة أمل لا ينتهي ...
وما زال صاحبنا معنا , فمالت برؤوسها نحوه وهي ما زالت تنتظر جوابا ً لسؤالها , الذي ما زالت تسأله منذ ثلاث سنين , ولا تجد له جواباً !!!
لماذا تقف هنا كل يوم في ذات الساعة تنظر الى الغروب, وتنتظر المطر ؟!
لعلها تلك الغيمة التي تنتظرك عند الافق محملة بالخير ؟
: لا .
: أو لعله منظر الشمس ملوح للارض توعدها بيوم آخر ؟
: لا .
فإن لم يكن الجدول أو ذلك الجبل البعيد أو حتى نحن !!
فما هو سبب وقوفك المتكرر هنا ككل مساء ؟؟ .
فاضت عيناه أخيرا ... ورفع رأسه الى الاعلى للحظات مرت كدهور ...
ثم التفت اليها وقال – وقد اصبحت عيناه تذرف الدموع حقا ً - :
انتظرها هي .. !!!
- من هي ؟؟ قالت الورود .
صمت طويلا ً .....
قبل أن يجيب بنبرة حزينة تكاد تصل اقاصي الأرض :
نجمة رأيتها في وضح النهار , فكرة ما زالت تؤرقني طوال الليل ... ,
من قال لها قلبي " أحبك" , وقد اعتلته قصرا ً من ذهب وزمرد و .....!!!
أطرق رأسه مرة أخرى تاركا دائرة الحيرة تزداد في قلوب الجميع , فأسرعت الورود بالسؤال
ومتى قالت لك أنها ستأتي ؟
قال – والمطر يخفي دموعه - :
قالت لي انتظرني ....
سآتي عندما
تكف الشمس عن المغيب , والمطر عن الهطول
والنهـر عن المسـيـر , والأمـل عن الذبـول
انتظرني ... سآتي من هذا الطريق
حيث الغروب كل يوم , والـغـيـم لا يـنـقـشـع
والـنـهـر لا يـتـوقـف , والأمـل دائما ً ينقطع !!!!
حنت الورود رؤوسها و قالت بعدما احست ما يجول في داخله :
يا عزيزي ... أستظل هنا طويلا ً ؟؟؟
عاد لصمته مدة , ثم أجاب – وهو يمسح دمعة نفرت من عينه - :
الى أن يحدث كل هذا , وإلا لما كنت عاشقا ً .