هديتي إلى أقلامكم المبدعة ( لغتنا العربية ... محلها من الإعراب ) تتمة ...
أحبتي وإخوتي أصحاب الاقلام المبدعة والمتميزة ..
أقران الفكر الرّاقي والكلمة الحرّة ....
كلّكم يعلّم أن الكلمة مسؤولية والعلم أمانة ... وعلينا أن نتحمّل المسؤوليّة ونخلص في أداء الأمانة
كلّ من كتب منكم شعراً أو قصّة أو مقالة أو خاطرة ... إنّما كتب نتاج فكره و روحه وإحساسه أيضاً
وكان هذا النّتاج - في معظمه - نتاجاً ثميناً لا يقدّر بذهب ولا بلآلئ ...
ولا يحقّ لأحد - كائناً من كان - أن ينتقص من قيمته أو يقلل من شأنه ...
وأنا اليوم أقدّم لكم هديتي هذه كملحق بموضوع " لغتنا العربية لا محل لها من الإعراب "
لتزيد ما كتبتم لمعاناً وبريقاً .... أو تسهل - على الأقل - عليكم البحث والجّهد .
وعلينا أن نتعاون في جمع الأخطاء الشّائعة وتصويباتها لتبقى مرجعاً للمهتمين ...
ولنكون بذلك قد انتقلنا - ولو بخطوة - من الكلام إلى التّطبيق .
وقد اخترت هذا المنتدى الفرعيّ لأضيف فيه الموضوع لأنّني رأيته أنسب المنتديات لمضمون الموضوع
( لعدم وجود منتدى خاص بالعربيّة ) ، ولأنه قد يفيد روّاد هذه السّاحة أكثر من روّاد بقية السّاحات ..
وإن رأت الإدارة غير ما رأيت فلتنقل الموضوع إلى المكان الأنسب ...
أحبتي ....
في النّهاية ... لا معصوم بيينا من الخطأ ... وكلّنا سنخطئ ...
لكن الاجتهاد واجب ...
وسأحاول أن أجمع لكم هنا بعض الأخطاء الشّائعة وتصويب كلّ منها ... وعليكم أن تجتهدوا في الباقي ...
.................................................................................
بالنّسبة إلى :
يقول البعض : بالنّسبة لي أو بالنّسبة لهم أو له أو لها ... وينسب لفلان ... ونسَبْتُه لهؤلاء .....
وهذا خطأ والصّواب بالنّسبة إليّ وإليهم وإليه ... وينسب إلى فلان ... ونسبته إلى هؤلاء ، أي باستعمال إلى وليس اللام .
..................................................................................
عتيد :
ويخطئ من يقول عن اليوم المنتظر هذا يوم عتيد ، وعن الرّجل القويّ هذا رجل عتيد
لأن العتيد هو المهيّأ و الحاضر يقول تعالى "مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " أي معدّ حاضر.
وفعله : عَتُدَ يعْتُدُ عَتاداً وعَتادة .
...................................................................................
عجوز :
وتقال للمرأة المسنّة ، يقول تعالى :"وقالت عجوز عقيم " أما الرّجل المسنّ فيدعى شيخاً .
ويجوز استعمال كلمة عجوز للرّجل ولكن للضرورة القصوى فقط و يفضل ألا تستعمل .
....................................................................................
أربعة عشر فتاةً ورجلاً :
ويخطئ البعض فيقول : سافر أربعَ عشرة فتاةً ورجلاً وفقاً لقاعدة الاعداد المركبة ،
التي يؤنّث صدرها مع المعدود المذكّر ويذكّر مع المدود المؤنث . ويطابق عجزها (العشرة) المعدود في تذكيره وتأنيثه .
ولكن هذه القاعدة تشذّ ، إذا كان للعدد المركب تمييزان من العقلاء ، أحدهما مذكر والآخر مؤنث ،
حيث يكون الاعتبار للمذكر ، ولو جاء متاخراً .
فالصواب أن تقول : سافر أربعة عشر فتاةً ورجلاً ، أو : سافر أربعة عشر رجلاً وفتاةً .
فإن لم يكن تمييزا العدد المركب من العقلاء ، روعي السابق منهما وفق القاعدة الأصليّة ، فتقول :
في السّاحة خمسةَ عشرَ غزالاً وغزالةً ، أو خمسَ عشرةَ غزالةً وغزالاً ....!!!!!!
......................................................................................
معصوم من :
يقولون : معصومٌ عن الخطأ ، والصّواب : معصوم من الخطأ .
يقول تعالى :" قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءاً".
......................................................................................
عصى :
يقولون : عصي أمره . والصّواب : عصى ، بالألف المقصورة . يقول تعالى " وعصى آدم ربّه"
أما عصيَ (بالياء) بسيفه ، أو عصاه ( بالألف الممدودة) أي ضربه به او بها . وعصا الجرح أي شدّه .
....................................................................................
امرأة معطاء :
يقول البعض امرأة معطاءة . والصّواب معطاء لأن المعطاء يستوي فيه المذكر والمؤنث .
فتقول : رجلٌ معطاءٌ ، وامراةٌ معطاءٌ .
....................................................................................
عقّار :العَقَار الشاّفي . والصّواب : العَـقّار ، أو العِقّير ، أو العَقَاقِر .وحمعها : عقاقير . وأفضلها العقّار .
أما العَقَار فهو : المنزل او الضّيعة او الأرض ... وهو متاع البيت الذي لا يبتذل إلا في الاعياد ..
وعَقَار كلّ شيءٍ خِياره .
والعُقار : هو ضرب من الثّياب أحمر . أو الخمر . وعُقَار القصيدة خِيار ابياتها .
...................................................................................
الفِراسة والفَراسة :
ويقولون فلان معروف بفَراسته ، والصواب : بفِراسته .
والفِراسة هي المهارة في تعرّف بواطن الأمور من ظواهرها . أما الفَراسة : فهي الحذق بركوب الخيل .
...................................................................................
خلط :
خلط الشعير بالقمح : لامزجه به
لأن الخلط عامٌّ ، بينما يختص المزج بالسوائل ، فنقول مزجت الشراب بالماء .
.................................................................................
اشتاق إلى رؤيته :
لاتلهف لرؤيته ، أو عليه .
ويقولون : نحن متلهفون لرؤيته ،أو عليه . والصواب : نحن مشتاقون إلى رؤيته ،
لأنّ معنى ( تلهف عليه ) هو :حزن عليه وتحسر.
واللهْف واللّهَف : هو الحزن والتحسّر والغيظ . واللّهْفَة هي الحسرة ، وليست الشوق والحنين .
......................................................................................
اشتغل بأجرٍ لالقاء أجر.
ويقولون : اشتغل فلانٌ لقاء أجر ، أو: مقابل أجر. والصواب : اشتغل بأجر.
........................................................................................
لاتعرفُ الكلال :
ويقولون : له همّةٌ لاتعرف الكلَََلَ . والصواب : لاتعرف الكلّ ، والكلالَ ،والكلالة ، أي التعب والإعياء .
وهو كالٌ وهم كلالٌ . وفي الأساس : هو مكلٌّ .
أما الكلل والكلّة فمعناهما : الحالة : فيقال : بات فلانٌ بكلل سو ، أو بكلّة سوءٍ، أي بحالة سوءٍ .
...........................................................................................
أكْفاء ، وكِفاء :
ويجمعون كُفْء على أكْفِياء. والصواب :أكْفاء ، وكِفاء (الوسيط) . وهذا كفاءُ هذا ، وكفْأَتُهُ ، وكفيئُهُ ، وكفْؤهُ ، وكُفُؤهُ ، و كَفْؤهُ ، أي مثلُهُ .
ويجمعون كفيف ، على أكفياء ومكافيف ، والصواب : أكفّاء ،
والكفيف هو : الأعمى . أما مكافيف : فجمع مكفوف ، ومعناه : أيضاً الأعمى ، أما الأكفياء فجمع : الكفي ،
ومعناه : الكافي . وكل جمع لصفة على وزن فعيل ( أفعلاء ) ، مثل : نبي أنبياء ،
صفي أصفياء .
...........................................................................................
الكسِل أو الكسلان :
ويقولون : الفتى الكسول ، والصّواب :الكسِل أو الكسْلان ، والجمع : كَسالى ، وكُسالى ، وكَسالِي ، وكَسْلى ،
والفتاة كَسُولٌ بفتح فضم ، وكَسِلة ، وكَسْلى ، وكسلانة ، ومِكْسال .
..........................................................................................
كَسِب :
يقولون : كَسِب مالاً كثيراً ، والصّواب : كَسَب مالاً كثيراً بفتح السّين .
ويجوز أن نقول : اكتسَبَ المال ، وتكسّبَه .
...........................................................................................
وقَفَ نفسه :
ويقولون : كرّس نفسه لخدمة النّاس ، والصّواب : وَقَفَ نفسه لخدمة النّاس أو على خدمتهم ،
لأن كرّس بهذا المعنى كلمة دخيلة على العربيّة وهي ( يونانيّة ) .
أمّا في العربيّة :
- كرّس الأشياء : ضمَّ بعضها إلى بعض .
- كرّس البناء : أسّسه .
- كرّس اللآلئ والخرز: نظمها في خيوط ، فهي مكرّسة .
...........................................................................................
يُعدُّ لا يُعتبر :
ويقولون : فلان يعتبر من الشّعراء المجيدين ، والصّواب :
فلان يعدّ في الشعراء المجيدين ، أو في عِدادهم ، أو منهم .
أما الفعل ( اعتبر) فمن معانيه في المعجم :
- استدلّ على الشّيء بالشّيء .
- اعتبر منه : تعجّب .
- اعتبر به : اتّعظ .
ملاحظة : قد جاء في أحد المعاجم اعتبر فلاناً عالماً بمعنى عدّه عالماً وقد تكون صحيحة على أن يقرّها مجمع اللغة العربيّة .
..........................................................................................
طولَ عُمْرِه :
ويقولون : قضى طِيلَةَ عُمْرِه في التّدريس . والصّواب :
قضى طولَ عمره ، أو طِيلَتَه ، أو عُمْرَه ، أو طِوَلَه ، أو طِيَلَه ، لأنّ ( الطِّوَل و الطِّيَل ) بكسرٍ ففتح ، معناها : العُمْر .
ومن الخطأ استعمالها بمعنى العمر لئلا يصبح معنى الجملة : قضى عمْر عُمْره في التّدريس .
ويضيف الصّحاح : طِوالَ ، وطَيْلَ ، و طَوْلَ ، و طُوْلَ ، و طَوالَ ، وطِيالَ ، وجميعها تعني العُمْر .
ويرجى الانتباه إلى حركة الميم الساكنة في كلمة (العُمْر) لا المضمومة ( العُمُر) كما يظنّها البعض .
...........................................................................................
الشُّبّان العرب :
ويقولون الشبيبة العرب ، والصّواب : الشّبّان العرب ، أو الشّباب العرب ،
لأنّ الشّبيبة مصدر تقول : شبّ الغلام ويشبّ شباباً وشبيبةً ، أي : صار فتيّاً . والشّبيبة أيضاً اسم خلاف الشّيب .
أمّا جمع الشّاب فهو : شبّان و شباب وشبَبَة .
...........................................................................................
معاً لا سوِيَّة :
ويقولون : ذهبوا إلى النّادي سويّة ، والصّواب : ذهبوا معاً ، لأنّ السَّوِيَّة هي مؤنث السَّويّ ، فنقول :
هما على سَوِيَّة ٍ في هذا الأمر ، أي مستويان . وقسمت الشّيء بينهما بالسّويّة ، أي بإنصاف .
ومن معاني كلمة سَوِيَّة :
- التّامة الخَلْق والعقل .
- أرض سويّة : مستوية .
- كساء يوضع على ظهر البعير ، وهو من مراكب الإماء .
............................................................................................
رأيتُ عمْراً :
ويكتبون : رايت عمْرواً ، والصّواب : رأيت عمْراً ، لأنّ واو (عمْرو) تسقط في النّصب و تخلفها الألف ،
ولأنّ ( عُمَرَ) ممنوع من الصّرف ، لذا نستطيع التّفريق بين (عُمَرَ) و ( عمْرو ) بحذف واو الثّانية وإضافة ألف إليها .
أما الأول فتنصب بالفتحة ولا تقبل التَنوين . أمّا في حالتي الرّفع والجر فتبقى واو عمْرو فنقول :
جاء عُمَرُ وعمْرٌو ، ومررتُ بعُمَرَ و عمْرٍو .
.............................................................................................
كان مَقُودَاً :
ويقولون : هرب المجرم بينما كان مُقاداً إلى السّجن ، والصّواب :
هرب المجرم بينما كان مقوداً إلى السّجن ، لأن الفعل قاد هنا ثلاثيّ واسم المفعول منه مَقُود .
أمّا اسم المفعول مُقَاد فهو من الفعل الرّباعيّ أقاد ومن معانيه :
- أقاد القاتل بالقتيل : قتله به .
- أقاد السّحاب : صار السّحاب له قائد . ( مجاز )
- أقاده خيلاً : أعطاه إيّاها ليقودها .
- أقاد فلان : تقدّم . (مجاز)
.............................................................................................
( كـ ) لا بمثابة :
ويقولون : كان لي فلان بمثابة الأخ ، والصّواب : كان لي فلان كالأخ ِ .
لأنّ المثابة تعني :
- المنزل : لأنّ سكّانه يثوبون إليه ( يرجعون ) .
- المَرْجِع .
- مجتمع النّاس بعد تفرّقهم .
..............................................................................................
مهم لا هام :
يقولون خبر هام ، أو أمر هامّ ، والصّواب : مهم .
..............................................................................................
شاكر :
ويستعملون كلمة ممنون بمعنى شاكر ،وهي كلمة تركيّة .
أما في العربية فكلمة ممنون تعني : مقطوع .
قال تعالى :" لهم أجر غير ممنون " أي : غير مقطوع .
..............................................................................................
مملوء أو ملآن :
ويقولون : إناء مليء باللبن . والصّواب : مملوء ، أو ملآن .
لأنّ المليء في اللغة العربيّة هو :
- الغنيّ . (مجاز )
- الحسنُ القضاءِ لدينه ، أي يسلّمه بلا مشقّة .
- هو مليءٌ بكذا : أي مضطلع به .
- الرّئيس .
..............................................................................................
تفاعل :
جميع الأفعال على وزن تفاعل هي أفعال تقتضي المشاركة .
مثلاً : من الخطأ ان نقول ترافع المحامي إلى القاضي ، أو تساءل الرجل عن الأمر .
وهي مثل : تقابل ، تشارك ، تلاسن ، تنازل ........ .
ويجوز أن نشتقّ من الفعل على وزن ( تفاعل ) للواحد ، إذا دلّ ذلك الاشتقاق على الكذب ،
مثل : تعامى : اي تظاهر بالعمى ، تماوت : تظاهر أنه ميّت ................. .
..............................................................................................
ويجب الانتباه دائماً إلى عين الفعل فهناك أحياناً أخطاء شائعة تشوب لفظ بعض الأفعال وخاصّة لفظ حركة العين
أمثلة : يأسِر أم يأسُر ..... يجذِب أم يجذُب ..... يجلِس أم يجلُس ..... يرصِد أم يرصُد .......................................................
ويجب الانتباه إلى حرف الجر الذي يتبع الفعل
أمثلة : يرسل لـه أم إليه ... يخلص له أم إليه .... يحار به أم فيه ... يهتم ... يلجأ .... يعتذر .......................................
وهناك أيضاً أفعال لا تتعدى بأحرف الجر ويشيع استخدامها مع هذه الأحرف
أمثلة : نقول تحرّى الأمر لا تحرّى من الأمر .... وامتثل الأمر لا امتثل للأمر .... مسّت كرامته لا بكرامته ... تروقه لا تروق له ................................
ولايزيل هذا اللبس إلا العودة إلى المعجم فلا يمكن لأحد أن يحصي مفردات العربيّة جميعها لكن يمكن للجميع
بعودة سريعة إلى المعجم تفادي أخطاء كثيرة وشائعة ...
.............................................................................................
أخيراً محبتي للجميع .... ولي - بإذن الله - عودة مع المزيد من الأخطاء الشّائعة .