شذرة حزينة ..

يستوي الحزن و الفرح .. حين لا يزيدك اطمئنانك على أحبابك إلا قلقًا ...



أخي الحبيب باسل .. كلامك درر .. أهلاً بك على صفحاتنا .. شاذرًا ذهبًا تعتق به رقنا العتيق ..

شذرة حنين
ذلك الليل قد مضى وبعده شهور ليال طوال لكن الصبح لم يشرق حتى اتت الشمس بما لها من من قوة من قدرة الله على احياء مامات

ليس لدي شذرة اليوم .. و لكن هذا المرور مكانه هنا ..

أمعنت النظر في قولك أخي باسل .. فقررت العودة إلى دفاتري القديمة .. و حطام القراطيس المتهالكة على رفوف النسيان .. تفاريغ سلاسل حلقات و دروس العلم .. و مسودات و خرابيش كتبتني على أوراق قديمة .. و أمور أخرى .. فوجدت بين ما وجدت أقوالاً كثيرة كنت أرصع بها خربشاتي على تلك القراطيس .. و أدركت كم أسأت لنفسي .. و الله ما قبحني غيري .. و لا شانني غيري .. و هكذا القوم كلهم .. فلسان الفتى نصف و نصف فؤادي .. فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم ..

وجدت شذرة قديمة بين تلك الدفاتر .. أيقظت روحها ورقة رزنامة .. صدفة نقشتها كما كنت قد حفرتها قبلاً ..

يقول ابن خلدون:
إن النفس إذا كانت على حال من الإعتدال أعطت الخبر حقه من التمحيص و النظر , حتى يتبين صدقه من كذبه و إذا خامرها تحيز لرأي أو نحلة قبلت ما يوافقه من الأخبار لأول وهلة و كان هذا الميل و الإنحياز غطاءً على بصيرتها من الإنتقاد و التمحيص , فتقع في قبول الكذب و نقله ..

مقدمة ابن خلدون 35

شذرة عزة ..

ذهب القسام .. ذهب عرار .. وذهب الشيخ ياسين .. و قبله دير ياسين .. ذهب الرنتيسي .. و أبو عمار .. ذهب أبو علي مصطفى .. و ذهب نزار ريان ..  كلهم ذهبوا و لكن يومًا سيأتي لتزغرد الأرض فرحًا بهم و بكم .. و لترفع دماءهم الطاهرة إلى السماء مباركة و معطرة بزيتون نبت على تراب فلسطين ..

أختي .. اصبري و صابري .. و احتسبي .. و اجعلي صلاتك و نسكك و محياتك و مماتك لله رب العالمين .. بذلك أمرتِ .. فكوني أول المسلمين ..

أعدك ..

وأنت أنت من تحدثين الناس كيف يعد الرجال .. و كيف أن اليأس من وعودهم يائس .. سنكتب التاريخ .. معًا ..

و احفظوا علي وعودي ..

علشان نعلى و نعلى و نعلى ... لازم نطاطي نطاطي نطاطي

أختي العزيزة

قد ينطبق هذا الكلام على أي كان ... لكن ليس على غزة ... فغزة علمتنا أنها تعلو وتعلو وتعلو مع روح كل طفل وكل شاب وكل امرأة .... مع كل بيت ينهار ... رغم كل الأنوف ... وكل العيون التي نامت عن بلائها

لك الله يا غزة ..... لكم الله يا أهل غزة

شذرة مسكينة ..

إن فقدت مبادئك و صرت ذئبًا  .. حاول أن تختلي بنفسك قليلاً .. و ابك .. فإن لم تبك فتباكى .. فإن لم تقدر فحاول ..  عسى يكون غسول جنحك دموعًا ...