السلام عليكم ورحمة الله...
حلقة مبارح عن العزة....
يقولون لي فيك انقباض و إنما رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
وأقبض خطوي عن حظوظ كثيرة إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وإني لراض عن فتى متعفف يروح و يغدو ليس يملك درهما العزة:يدور أمر العزة حول مبدأين:الغلبة والانتصار- رفض الإهانة
وقد ذكرت العزة في القرآن الكريم بعدة معاني منها:
العظمة وذلك في قول السحرة )) وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون))
الغلبة والحماية نزلت في من يوالي غير المؤمنين ((أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً))
المعنى السيء((وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم))
ومن أسماء الله تعالى العزيز أي الغالب((ولإذا ذكر العزيز في القرآن دائماًيذكر الحكيم أي أن الله عندما يستعمل قوته وعزته يضع الأمور في مواضعها))
المعز أي يعطي العزة لمن يشاء من عباده المؤمنين.
ومن يؤمن بأسماء الله تعالى ويعلم أن الله العزيز المعز لا و لن يخش أحد من عباده...
فمن استقر بقلبه معنى العزيز لا يمكن أن يخاف ولو اجتمعت عليه الدنيا ..... فالله الكبير معه.
نحن نضع الناس في مواضعها و نحترمهم لكن لايدخل تعظيمهم إلى القلوب والدليل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام كتب إلى ملك الروم((من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم))
ماهو هدفنا النهائي (في الدنيا)أما في الآخرة فرضوان الله والجنة:نريد ثلاثة أشياء
1-نريد إقامة حضارة الإسلام من جديد
2- سيادة البشرية من جديد :كنا سادة والآن نحن ضعفاء مغلوبون؛ولن تقوم الساعة حتى يسود الإسلام الأرض كلها وهذا ما أخبرنا عنه رسول اله الصادق المصدوق.
3 –إسعاد البشرية:ولايوجد نظام يسعد وينصف الإنسان كالإسلام.
نحن نطلب عزة الفرد كما نطلب عزة الأمة
أقوال في العزة:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"أحب من الرجل إذا سيم خطة خسف – يعني إذا أصابه أمر فيه إذلال - أن يقول بملء فمه...لا.."
قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:
"الناس من خوف الذل في ذل ومن خوف الفقر في فقر"
لاتسكتوا عن حقوقكم فهذا عين الذلّ
قال الشيخ محمد الغزالي:
"التألم من الحرمان ليس ذلا و لكن التحول من الحرمان إلى الهوان هو الذي يستنكره الإسلام"
قال سيد قطب رحمه الله عندما قيل له وقع و اعترف أنك أخطات (ليعفى عنه من الإعدام!!)
"إن اصبع السبابة الذي يشهد لله في الوحدانية بالصلاة يأبى أن ينحني فيخط كلمة يسترضي بها طاغية"
و اذكروا...أن الذل لله تعالى عز.
أسباب العزة:من تحلى بها استقر في نفسه معنى العزة
1-الإيمان بالله تعالى والعبودية لله تعالى :فمن يؤمن أن الله تعالى بيده كل شيء يركن إلى ركن شديد فلا يخشى الناس؛واذكر الكوارث لتعلم ضعف البشر أمام عزة الخالق وقوته((والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه))
2- الجهاد في سبيل الله تعالى:فكل ما نستطيع ونملك في سبيل الله وهدف الجهاد ليكون الدين كلّه لله؛فمن كان هذا منهجه لن يخش أحد.
3-الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر((تغيير المنكر باليد أولا..ثم اللسان ..فإن عجز وكان ضعيفاً هنا يغير بالقلب))
4- العلم:العزة لاتعني التكبر على الناس؛العلم الشرعي الصحيح يساعدك على ذلك.
5-العفو عند المقدرة:وهذا ليس ذلاً وإنما هي العزة؛فالعزة ليست تجبر أو تهور.
6-التقدم بكل المجالات:وهذا ما فقدناه الآن وسبّب ذلّنا.
7-اليقين بأن العزة ستكون حتماً للمؤمنين.
الفرق بين العزة والكبر:
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.
لكن..كيف لنا أن نميز بينهما؟
الكبر أمرين: رفض الحق واحتقار الناس.العزة المذمومة:
الموالاة لأعداء الله؛فمن يريد العزة بالتحالف مع أعداء المؤمنين فهذا ليس بعزة.
2-العصبية بكل أشكالها؛ "دعوها فإنها منتنة"حديث شريف
3- الاعتزاز بالكثرة:"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً.
4-الاعتزاز بالشكل والمظهر والمبالغة في التزيّن.
5-العزة بالجاه و المنصب.
6-العزة بالكبر.العزة المطلوبة:
1-رد الصائل :لا أقبل من يصول على أهلي أو مالي أو بلدي.
2-التواضع))أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين))؛فهذه العزة على من يعاديني وليس على المؤتمنين من غير المسلمين.
"نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلّنا الله".
3-الجهاد في سبيل الله تعالى.
كنز من كنوز إحياء علوم الدين:يروي حجة الإسلام أن الفضيل بن عياض قال:
"إني لأرحم ثلاثة:عزيز قوم ذَلّ؛وغني قوم افتقر؛وأرحم عالماً تلعب به الدنيا"
عالما تلعب به الدنيا:لأنه أقرب للعودة لرشده إن ذكرناه.