شعور مميت
أن تجد نفسك وحيداً ... أن تعانق نفسك بنفسك .. أن تكلم نفسك وتبثها همومك لا
لأنك لا تجد محبين بل لخضوع الأحرف أمام جبروت الأحزان
فأنت لا تستطيع أن تقول كلمة متعب أمام أحد .. قد لا يحسن فهمها .. وقد يلا يفهم
خطرها .. وقد يكشف سر ألمك ..
شعور مميت
أن تستيقظ في الصباح معلناً الثورة على أحزانك .. تقبل وجه الشمس ببراءة طفل ..
تحاول تجميل وجهك ببعض الضحكات فتمر الساعات لتكتشف أن جرحك خالد في
حياتك خلود الشقاء ..وبأنه لا شيء سيتغير حولك إلا فنجانك الصباحي من الأمل ...
تحاول أن تدمع ... ولكنك لا تستطيع
فهل يا ترى أنهار دموعك قد جفت ,, ومياه بحار عينيك قد اختفت ولم يبقى منها إلا
الملح يحرق قلبك ..أم أنها تنتظر فرصة غير مناسبة .. في الزمن الخطأ .. في
المكان الخطأ .. أمام الشخص الخطأ
لتفضحك أمرك وتعلن خيانتها لك ..
تعاود المحاولة ......
تبكي ... بقلبك هذه المرة .. فلم يعد للدموع مكان في عينيك .. فحتى الدموع قد تخلت
عنك ... يا لفاجعة الأشياء ..!!! ..
هل جربت ذلك الشعور يوماً أيها الصديق ...
ربما ستقول لي خبرته
ولكنك لن تعرفه بطريقتي .. لن تخبره بشقائي ...
فأحزاني قد ترعرت في صحراء الألم ... وقررت أن تكون أشجاراً دائمة الموت ..
هل خبرت يا معذبي أن تكون ميتاً على قيد الحياة ...
أن يموت احساسك بالأشياء .. بالأشخاص .. بالفرح .. بالحب ..
أن تكون انساناً مخلصاً للجميع .. محباً للجميع ..إلا لنفسك
لا لأنك لا تستحق المحبة والحنان .. بل لأنك لا تستطيع الكذب على نفسك .. فتخدعها
وتداري ضعفك كعادتك ..
غريب هو الانسان يا صديقي ..لا يجد ملجأً لضعفه إلا الحزن
فحتى عندما لا يجد سبباً للألم يبحث عن شخص خيالي ليكون بطل
مسرحياته ...يلبسه ما يريد .. خيانة وغدر وأشاء أخرى حسب الحاجة إلى الحزن
ويصبح هو الضحية .. الشاة المذبوحة .. ويكتب شعراً في بعض الأحيان عن جرحه الوهمي
هؤلاء بني البشر يتلذذون بالألم ويستمتعون بالعذاب ...أما أنا فلست منهم
ليس لأنني كالملائكة بروح بيضاء .. أو كالشياطين بأفكار خرقاء ...
بل إنه الألم من يستلذ بي .. هو من يسوقني إلى ساحة الإعدام مكرهة
مجبرة .. هو من يجرعني مرارة القهر .. ويذيقني سياطه اللاذعة
وحتى عندما أكتب.............. تؤلمني أحرفي
كنت قد آمنت من سنين بأفكار أديبة قد عشقتها حد الثمالة ...
فقد أخبرتني أحرفها بأنها تكتب كي تقتل أبطالها وتدفنهم بطرق مختلفة ...
فلماذا لا أستطيع أنا قتل من أريد ؟؟؟؟؟؟؟
لماذا تقتلني أحرفي بدل أن أقتلها ....
لماذا أيها الصديق لا أحيا كالآخرين !!!!! لماذا ...
ورغم كل تلك الجراحات فمازلت اؤمن بالصباح ..
مازلت أحلم بالفرح .......
فأن تحيا على وهم خير من أن تموت على يأس
WALAA