اعصار
.
.
.
ماذا جرى؟؟
وماذا حدث ؟؟
وما الذي صار ؟؟
اجتاح قلبي اعصار
من سحر عينيها قادم
قد أحل بقلبي الدمار
ماذا صار؟؟
حينما خرج الحنان من عينيكِ
كالاعصار
وطاف كل الحدائق
ومختلف المناطق والأمصار
ليستغيث قلبي وحيداً
ولا يجد في مدينة العشق أنصار
كل من حوله ولوا الأدبار
ليبقي وحيداً تحت القصف والنار
فالعشق تغلغل بين أقسى الصخور
وأحدث الانفجار
ها أنا ذا بحبكِ بركانٌ ثار
كل البيوت التي بنيتها
وكتبتها ورتبتها وزرعتها وسقيتها
ورششتها من عسل الأنهار
كل جدار فيها حينما رأيته انهار
منزلي أين هو قد حل به الدمار
حبيباتي أين هن
لازال بعضهن تحت الأنقاض
وبعضهن لذنّ من شدة الهول بالفرار
قلبي لما أنت؟
ليس لدي الخيار
ليس لديّ وقت للانتظار حتى أختار
انتهى الأمر وقدرت الأقدار
ها قد حل الدمار
اعصار كبير
وجمال مثير
وجو مطير
وأقلامي تئن بالصرير
ودمار يتلوه دمار
تتناقله دماركِ باتت الأخبار
من جار الى جار
ومن دار الى دار
مجنون .. وغرق
وتمزق واحترق وصل الاندحار
وقبلكِ لم يعرف الا الانتصار
لا تقولي استهتار
ليس لديّ سوى الجنون خيار
ان الجمال فيكِ يحرق كالنار
وفيضان الحنان دمار
لا حواجز توقفه
يعتلي أعالي السدود والأسوار
من جمال عينيكِ جاء
ومن كبيرات المحيطات والبحار
وها هو الجنون يفتك بي بالليل والنهار
فبكل مشاعري أشعل النار
وما عساها تفعل النار
فالقادم لن يكون الا شرار
ولن يكون
سوى الحريق والرماد والدمار
لا تقولي
مزيدا من التحدي والمقاومة والاصرار
الروعة لا تقاوم
والسحر لا يقاوم
ونظراتكِ المُفجرة
واطباقاتكِ المدمرة
والذوق الذي يشق نصفين كالمنشار
لما لم تخبريني قبل
لما لم ترسلي اخطار او اشعار
بانكِ قادمة بعد
كل هذا الغياب
وبعد هذا الانحسار
لتقودي حملة الرياح والأمطار
والأمواج والأزهار
ضد قسوة صخوري
وتستقرين بالصلب من شعوري
وتفجرين أخر الاخضرار
كجيش مرعب من جيوش التتار
لا تقولي اختصر
كيف يحدث أن أختزله بكلمة
وكيف يحيط بالاعصار الاختصار
اعصار لم تعرفه تضاريسي
ولم أجد له شبيه في طقوسي
ولم أره يوماً في كوابيسي
ولم تستطع ترجمته قواميسي
ولم تقاومه مراكبي
ولم أعرفه في كواكبي
ليس له في سمائي مدار
عنده يلقى كل سمع شهيداً
وتشخص من شدة هوله الأبصار
.
.
صمح
كيف سيكون حالي
اِن كان حنان عينيكِ اعصار