كيفَ أحلام الطفولة .... حدثيني يا صغيرة
هل سمعتِ الريح همسًا بين أغصان الخميلة؟
أو رأيتِ الطير يلهو فوق أشجار طويلة
والروابي يانعاتٍ.. تكتسي الحلة الجميلة؟
أو سمعتي البلبل الشادي ينادي للخليلة
يلقط الحبَّ ويغدو من أياديكِ النحيلة؟
أم تخافينَ الليالي والكوابيس الطويلة
من صراخٍ وعواءٍ وخُطى الجند الثقيلة
يملؤون الليل رعبًا في بساتين القبيلة؟
حدثيني يا صغيرة واهمُسي في أذن جدك
هل رأيتِ الشمس يغزو نورها شباكَ نومك
يملأُ الدنيا ضياءاً سارقًا ألوان شعرك
والفراشات الحيارى تحسبُ الزهرَ بثغرك
والعصافير تغني طرب الدُنيا بلحنك
فعزفت اللحن رقصًا مالئًا ساحات قصرك؟
أم سمعتِ العزف .. قصفًا هزاً من أركان بيتك؟
لا تراعي يا فتاتي.. واهدئي في حضن أمك
هذه النظرة تحكي سرَّ أحداث مريرة
هالها الرعب فتاهت عن أمانيها الكبيرة
يا ظلامَ الليل رفقًا بالأزاهير الصغيرة
واجعل البسمة تبدو في مُحيَّاها منيرة