سَقطتْ آخِرُ أوراق "حُبٍ خَريفيّ"
على ضِفافِ المَشَاعِرِ ..
وَ حُطامِ قَلْبينِ عَصَفتْ بِهُما أَمواجُ الحَياةِ
..{ هُناكَ
حَولَ حديقةُ المَساءِ
و غُيومٌ رَمَادِيّةٌ مُكْتَضّةٌ
بِـ شَهوةِ المَطر ْ...
يَنهَالُ على تُربةٍ ,
بِغَضَبٍ بِفَرحٍ , بِقَسوةٍ بِعَطفٍ ,
يَتمَلمَلُ بَينَ مَسامَاتِها
وَ ينَامُ مُرتاحاً , ثملاً على صَدرِ الشَجر
..{ هُناكَ
تحتَ جِسرٍ لِلمُشاةِ ,
في عُتمِةِ ليلٍ سَاديٍّ يَعشَقُ
تَعذيبَ الارواحِ وَ صلبها بِالوَحدةِ
مَشاعِرُ خَوفٍ وَ غُربةٍ
ذَنبٍ .
تَشتُتٍ
حَرٌّ وَ بردْ
أربَعةُ
جُدرانٍ لِغرفةٍ يَسكُنها
أَلفُ شيطانٍ وَ أنا
هُناك ...
في اللاوَقتِ واللامكان ...
عَشِقتْ حُروفي .. حُروفها ..
دونَ ان اراها أو تراني
و هذا كَلُّ ما في الامر
اصبحنا وَراءَ الحُروفِ نَعيشُ قِصةَ حُبٍّ
لَسنا أبطالها ..
لكنهُ حُبٌ قَويٌّ مَجنون ,
لا يَعرِفُ المَلَلَ
وَ لا يَعتَرِفُ بِقوةِ اللا مُمْكنِ وَ المُستَحيل
هكذا كُنتُ اعتقدُ ..
فَ تَقاسَمنا النُجومَ و القَمر
و الليلُ و السهر
و المُستَقبلُ وَ المَاضي
و كل لحضاتُ العمر
رسمنا بآالوانِ الطِفولةِ بيتاً صغيراً تحتَ شجرةٍ خضراءَ
حديقةُ صغيرة زرعناها نرجس و نرمين
و نافذةٌ تِطلُ على الجنةِ
و انجبنا طفلينِ جميلين
اهِ على مراهقةِ قلمٍ و حبر
و طيبةُ قلبِ شاعرٍ جنتهُ حروفٌ و اوراق
و احاسيسٌ مبعثرةٌ لملمتها هيَ ..
تلكَ من احببتُها قبل موتِ
الربيعِ في حلم الاطفال
لآ ..
لَمْ نَلتقِ وَ لَمْ نَكُنْ نُريدُ هذَا اللِقاءْ
رُبَما لآنّهُ يُقَلِلُ نَزعةَ الحُبِ فينا وَ يُطْفِءُ نوراً
قَدْ تَوَهجَ مِنْ حرَِّ شوقنا .. لِمَعرفَةِ المَجهول
كُنتُ لا اعرفها شكلاً ولا جنساً
ولآ اثِقُ بأيِ كلامٍ يخرجُ من شفتاها الكافرتينِ الطاهرتين
لكنَّ حروفي عشقت حروفها
و هذا كل ما في الامر
كانت نفسي تسألني دائِماً ولآ أُجيب
رُبما كانت هي لَيستْ هي .. او رُبما كانتْ هي هو
و ربما كانت هي لا احد
فالغائبِ البعيدُ... مجهولُ الهوية و العنوان
لا يعرفهُ سوى رب البشر
لكنَّ حروفي عشقت حروفها
و هذا كل ما في الامر
"
مَرَّ الوَقتُ قِطاراً سريعاً
و لسنا نعلمُ الى اين نحنُ ذاهبين
ولآ نستطيعُ تَغييرَ وجهتنا
سارَ فَ سرنا واياهُ , طائِران مُهاجِرانِ
مع الريحِ , بينَ حبات المطر
سفينةٌ ابحرت و نحنُ على مَتنها مُبحريين
ننتظرُ و ننتظر
يابسةٍ او جزيرةُ امان
انهكنا العيشُ بِقَصرِ الاحلامِ البَعيدْ
و تعبنا دربَ السفر
"
حَلَّ الليلُ و البردُ قارسٍ شديدُ
تَكوّمتْ باحضاني طِفلةٍ مُتعبة مِنَ الضَياعِ
حَضنتها بِشَغَفٍ
بحبِ الموتِ للارواحِ , نامت بعمقٍ
بارتياح...
قَبّلتُ عينينها و دعوتُ اللهُ يحفضها لي
و نمتُ و بينَ احضاني أُلملِمها , حُلماً جميلاً
اخشى ان اصحَ فلا اراهُ ..
و صحوتُ و لم اراه
اينَ انتِ يا حلمي صرختُ صرختُ صرختْ
فعادَ الصدى يقولُ
سافر وحدكَ ما استطعت
و عش وحدك ما استطعت
حبيبتكَ ذهبتْ برحلةٍ
الى حيثُ لا توجدُ انت
فقد تعبت من حبك و حنانك
و لم تعد تستطيعُ الكذب عليكَ اكثر .
اكبر وحدك ما استطعت اكبر
طارق الشرع
الى طلاب كلية الحقوق ..بشأن التكميلية والتأجيل وقصة التسجيل..تفضلوا
"حُبٍ خَريفيّ"
Catch Me If You Can