وفي العام 1942 انتقلت شعبة طب الأسنان إلى
الطابق الأرضي العائد لأحد أبنية المستشفى الوطني وقام المسؤولون في ذلك الوقت بإعادة تأسيس الشعبة السنية التي كانت تابعة لكلية الطب وبقى هذا القسم على وضعه حتى عام 1959 .
و لدى مراجعة جنسيات الطلاب الذين درسوا في شعبة طب الأسنان منذ تأسيسها وحتى اليوم نجد بأنهم أتوا
من كل حدب و صوب من العراق و الأردن و مصر ولبنان و السعودية بالإضافة إلى الطلاب السوريين وكانوا
اللبنة الأولى في نشر تعريب العلوم الطبية .
وفي تزويد الأقطار العربية بأطباء أسنان درسوا في جامعة دمشق .
في العام 1959 صدرت اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات و التي نصت على
أن يصبح هذا القسم كلية مستقلة كباقي كليات الجامعة بعد أن توافرت له الإمكانيات و المؤهلات العلمية اللازمة .
و قد كان لاستقلال كلية طب الأسنان عن كلية الطب
عاملاً هاماً في سرعة تطورها و نموها حيث أصبح لها كيانها المستقل و موازنتها الخاصة ، و أساتذتها المختصين .
و على الرغم من صغر البناء ، و ضيق الأمكنة ، فقد استطاع العاملون في الكلية في ذلك الوقت من أساتذة و تقنيين
تطوير الكلية و العمل و التفاني في سبيل رفعة مكانتها والسهر على تثقيف و تدريب طلاب كلية طب الأسنان الذين وفدوا إليها من شتى أنحاء الوطن العربي
ليتخرجوا ويمارسوا المهنة كأعضاء عاملين في خدمة بلادهم و مواطنيهم .
و في هذه الفترة تم
إيفاد عدداً كبيراً من المعيدين إلى الخارج ليتزودوا بالعلم و المعرفة و الحصول على الشهادات العلمية الاختصاصية ليعودوا إلى الكلية كأعضاء في الهيئة التدريسية و
مازال بعضهم حتى الآن قائمين على عملهم يؤدون الدور الإنساني العظيم لرفع المستوى العلمي للطلبة و تخريج أطباء أسنان مزودين بالمعرفة و الخبرة يلبون حاجات المواطن الصحية السنية.
و تفخر كلية طب الأسنان شأنها شأن باقي كليات الجامعة بأنها
اتخذت اللغة العربية منذ نشأتها لغة التأليف والتدريس فبالعربية تؤلف الكتب و تلقى المحاضرات و هذا ما أعطى البرهان الساطع على
قدرة لغتنا الفصحى على استيعاب العلوم الحديثة بمصطلحاتها الكثيرة و المتزايدة باستمرار .
كما تفخر بأن أحد أساتذتها وهو
الأستاذ المرحوم الدكتور ميشيل خوري كان
عضواً في مجمع اللغـة العربية بالإضافة إلى كونه أستاذاً لمادة التشخيص .
و تاريخ الكلية حافل
بالنشاط و الاجتهاد و الجد و العمل الدؤوب و الكفاح عبر السنين الماضية على الرغم من الظروف القاسية والصعبة التي مرت بها البلاد خلال فترة الحروب العالمية و الاستعمار و ليس من شك أن الفضل لما وصلنا إليه اليوم يعود إلى
الدعم الكبير الذي لاقته الكلية شأنها شأن سائر كليات الجامعة من رعاية واهتمام كبيرين من القائد الخالد حافظ الأسد إثر قيامه بالحركة التصحيحية المجيدة حيث ارتفع عدد الطلاب المقبولين في الكلية بشكل كبير .
كما و افتتحت دبلومات الدراسات العليـا حيث تـم افتتاح
دبلوم طـب أسنان الأطفال عام 1973/ 1974 وبالعام
1976/ 1977 تم افتتاح
دبلوم التيجان وبالعام
1977/ 1978 أضيف إلى الدبلومات المذكورة
دبلوم جراحة الفم و الفكين و دبلوم تعويض الأسنان و دبلوم مداواة الأسنان و دبلوم أمراض النسج الداعمة وبالعام
1985/1986 افتتح
دبلوم التشريح المرضي و أخيراً تم افتتاح
دبلوم الدراسات العليا في طب الفم للعام
2003-2004 وحالياً تستقبل الكلية طلاب الدراسات العليا بكافة الدبلومات المذكورة .
تعتبر كلية طب الأسنان من
أكبر كليات طب الأسنان و أقدمها في الشرق الأوسط ، تم افتتاح
البناء الجديد لها عام 1995، إذ تتألف من أربعة طوابق
بمساحة طابقية تبلغ 6478م2 ،كما أشيد بناء الكلية الجديد مع ما أشيد من أبنية كثيرة في حقل الطب و الصيدلة و مشفى الأسد الجامعي
بحيث غدت هذه الصروح العلمية الضخمة الأساس المتين للعلوم الطبية التي تساند بعضها البعض ،
و بهذا تكون كلية طب الأسنان
الجديدة من أكبر و أحدث كليات طب الأسنان
ليس في العالم العربي فقط بل في العالم .
..................
هذه كليتي .. ولي متابعة في وصفها إن شاء الله .
دمتم بخير .