الوجيـز في السدم الكوكبية............(W.T.O)

مشاركة : 5

هايدي

ادارة منتدى كلية التربية _الإشراف العام .

الدين لله .والوطن للجميع.*_^

مسجل منذ: 11-08-2008
عدد المشاركات: 2820
تقييمات العضو: 102
المتابعون: 91

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : الوجيـز في السدم الكوكبية............(W.T.O)

03-12-2009 08:13 PM

الزميل W.T.O

موضوع علمي ، قيم وهادف أثريت به القسم المخصص والملتقى عموماً وان سمحت

لي باضافة بعض الأفكار حول سر السدم الكويكبية بمايغني الموضوع اكثر

السدُم الكوكبية سحُبٌ غازية وغبارية تدل على موتِ نجمٍ. إلا أن هذه البقايا الكونية تولِّد فيما بعد مجموعاتٍ مستقبلية من النجوم والمنظومات الكوكبية.

كيف؟ لمعرفة ذلك، يجتهد العلماء من أجل فهم تكوّن هذه السُدُم، الذي من شأنه أن يؤدي إلى معرفة منشأ الأشكال الرائعة المنظر والمعقدة التي تتخذها في الكون.

تتناثر في ساحة النجوم اللامتناهية "أزهارٌ" وقتية ذات تفتُّح أخّاذ: السدم الكوكبية nébuleuses planétaires. ورغم أن اشتقاقها يوحي بالكواكب، فإنها في الواقع تعبيرٌ عن آخر نَفَس لفظته نجومٌ هي في طور الاحتضار تقوم بإطلاق آخر ما تحتويه من غازات على شكل هبّات،

هذه "الأكفان" النجمية، الرائعة الأشكال والمعقدة جداً، التي استعصت، حتى الآن، على فهم علماء الفلك بقدر ما حيرتهم. ورغم أن العمليات الحسابية، وعمليات محاكاتها أيضاً، لم تعط سوى أشكال فقاعاتٍ بسيطة جداً، فإن الصور فائقة الدقة التي التقطها المقراب

الفضائي "هابل" أظهرت تُوَيْجاتٍ corolles ضوئية ذات أشكال مذهلة التعقيد. ولكن يبدو أن فريقاً أمريكياً قد حلّ لغز هذه "الإزهارات" الكونية: إن ما يمكن أن يفسر تنوعَ أشكال السدُم اللامتناهيَ هو وجود رفاقٍ لها غير مرئيين، أي على الأرجح وجود نجوم "بنّية قزمة" ( نجوم غير كبيرة الكتلة بما يكفي لتتمكن من السطوع) (1)،

إن لم يكن كواكب. وبتأثير الجاذبية، قد يجتذب رفاقُ الظل هؤلاء، المتجولون في الجوار، جزءاً من الغلاف الغازي الذي يقذفه النجم، مما يتمخض عن أشكال خيالية. إلا أن فهم تكوُّن السدم الكوكبية حاسمٌ بالنسبة لعلماء الفلك، ذلك أنها تساهم في التطور الكوني: لمّا كانت تطلق نتاجَ النجوم الذري الغنيَّ في الفضاء، فإنها إنما تنشر بذلك الذرات التي ستشكل ذات يوم مادةَ نجوم جديدة.

كان لدى علماء الفيزياء الفلكية، منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، سيناريو متين يفسر تكوّن السدم الكوكبية: عند وصولها إلى نهاية حياتها، تفتقر النجوم الشبيهة بشمسنا إلى الوقود النووي – حتى النجوم، ليست احتياطيات وقودها بلا نهاية! وإذْ يتحول هيدروجينها كلياً إلى هليوم حينذاك، فإنها تشرع بتحويل الهليوم إلى كربون.

منظومة مدهشة

ولكن، أن يكون النجم قد عاش حياةً رائعة الاستقرار خلال 90% من وجوده، فإن كل شيء يأخذ بالتعقد عندما يبدأ عمليةَ التحويل الحراري للهليوم ( بعد إتمام حرق الهيدروجين)، وهو ما يتطلب ضغطاً وحرارة أعلى بكثير. يدخل النجم في دورة ترجّحات (تذبذبات) oscillations معقدة ويتضخم غلافه الخارجي بمُعامل 100: يصبح نجماً "عملاقاً أحمر" (2)، غير مستقر، قبل أن ينهار على نفسه، بينما يتلاشى غلافه الخارجي تدريجياً في الفضاء، على شكل هبّات غازية متتالية.

عندئذ، يتسارع كل شيء: نظراً لانعدام الوقود، يتوقف الاندماج في قلب النجم، الذي تنهار نواته على نفسها، نهائياً. هذه النواة الصغيرة، مفرطةُ الكثافة، بحجم الأرض تقريباً، هي جمْرٌ حارق، تعود لتبترد شيئاً فشيئاً: يموت النجم، وتأخذ بقاياه اسمَ "القزم الأبيض" (3). إلا أن أغلفة النجم الخارجية تستمر في الانتشار في الفضاء، على شكل دوائر "دخانية". "يحمل السديم الكوكبي (4) معه ما يعادل بين عُشْر وثلاثة أرباع كتلة الشمس

"، يشرح عالم الفلك " آنييس آكر " A. Acker، من مرصد " ستراسبورغ ". تنتشر التويجات الغازية حينذاك في الفضاء الكوني وتبدأ باللمعان، متأيّنةً بالإشعاع فوق البنفسجي القوي المنبعث من " القزم الأبيض" الذي يبترد ببطء.

سيناريو جميل...أعطى النظرُ الثاقب، الذي يتمتع به المقراب الفضائي "هابل"، معلومات جديدة حوله في بداية تسعينيات القرن الماضي: تظهر السدمُ الكوكبية في أشكال ورسوم مدهشة التناظر، بل أيضاً عبر تعقيد غير مفهوم..." يصادَف السديم النموذجي، الدائري تماماً

والمتجانس، مرة واحدة من كل خمس مرات. في الحالات الأخرى، نلاحظ أغلفةً غازية متطاولة، ملتوية، بأشكال غريبة"، حسب عبارة " إريك بلاكمان" E. Blackman،

عالم الفلك من جامعة "روكستر". ما سبب هذا الالتواءات؟ " سرعان ما اشتبهنا بأن وجود أجرام غير مرئية مرافقة للسدم هو الذي يسبب هذه الأشكال المعقدة، لاسيما وأن نصف النجوم يعيش على نحو ثنائي (نجوم مزدوجة couples)"، يقول "آنييس آكر". ظهر لنا حينذاك نموذج، حيث يرسم السديمُ، الذي يبدأ بالتشكل، قرصاً غازياً وغبارياً كثيفاً حول زوج من النجوم. عندما ينهار النجم، العملاق الأحمر، على نفسه، وينطفئ، تصطدم كميات الغازات الضخمة المنبعثة منه بهذه الحلقة من المادة التي تكبح انتشارَها، فتتسرب عبر جانبيها.

"فضلاً عن ذلك، إذا كان للنجم حقل مغناطيسي، فإن المادة تتبع خطوطَ القوة هذه وتشكِّل مَنْفَثَيْن jets، مدهشين، على صور السدُم"، يؤكد "إريك بلاكمان". نعم، ولكن إذا كان يمكن تفسير نصف السدم الكوكبية من خلال وجود نجم بجوار "العملاق الأحمر" المحتضر، فماذا عن الأخرى؟.

جاءت الإجابة من خلال أجرام صغيرة جديدة، لم يكن أحد يتحدث عنها تقريباً قبل خمس عشرة سنة، أي النجوم " القزمة البنية "، هذه النجوم الجهيضة، غير الكتلية بالشكل الذي يكفي لإطلاق تفاعلات نووية، بل أيضاً الكواكب التي تدور حول نجوم خارج منظومتنا الشمسية

exoplanètes! ووفقاً لفريق" إريك بلاكمان" الأمريكي، ربما تكون هذه الأجرام الصغيرة تحديداً رفاقاً غير مرئيين يعملون على نحت الأشكال الخيالية للسدم! " في الواقع، لم يستكشف سوى قليل من الباحثين فرضيةَ ما إذا كان يمكن لهذه الأجسام الصغيرة مثل هذا التأثير على تحرك السدم"، يقول "إريك بلاكمان". في الحقيقة

، ربما كان يكفي أن توجد في جوار النجوم أجسامٌ بحجم المشتري تقريباً، الكوكب الأكبر في منظومتنا الشمسية، مع كتلة أكبر بنحو عشر مرات، حتى تحمل سُدُمُها بصمتَها إلى الأبد.

يعود الفضل في إطلاق صفة " كوكبي" planétaire، للإشارة إلى السدم التي تطردها النجوم المحتضرة، إلى عالم الفلك الإنكليزي "وليم هرشل" W. Herschel( 1738 – 1822). كان "هرشل"، في ثمانينيات القرن الثامن عشر، مزوداً بأقوى مقاريب عصره، التي كان يصنعها بنفسه. اكتشف كوكبَ " أورانوس " بمقرابه الأفضل، من قطر 460 ملم، والذي كان يكبِّر بنحو 400 مرة. كان الكوكب البعيد يشبه بهذه الأداة بقعةً صغيرة مستديرة وخضراء. اكتشف "هرشل" في السماء بقعاً صغيرة أخرى مستديرة وضبابية، مائلة إلى الزرقة أو إلى الخضرة. شبيهة بكوكبـ " ـه " بالطبع، لم تكن هناك أية قرابة مباشرة بين الكواكب الصغيرة والأغلفة الغازية الضخمة التي تلفظها النجوم: كان التأثير المنظوري، الناجم عن اختلاف المسافة الواسع بين "أورانوس" وهذه السدُم، هو الذي خدع "هرشل".

موجة غازية دائرة

وفقاً لأعمال " إريك بلاكمان"، عندما يبدأ نجم عملاق بطرد غلافه الغازي، يمكن أن يجتذب كوكبٌ عملاق قسماً من الغاز، يسحبه في دورانه حول النجم ويحدِث بذلك موجةَ ضغطٍ تكنس غلافَ الغاز. ستلتف هذه "الموجة" الغازية الدائرة، بدفْع من ريح النجم المحتضر القوية، بشكل حلزوني حوله، وترسم في الغلاف الغازي المتوسع تلك الأشكالَ التي تركت الباحثين متحيرين بصددها لزمن طويل. ماذا يحل برفيقات الكواكب هذه بعد انطفاء النجم؟ يبقى ذلك بحاجة إلى توضيح حتى الآن.

يمكن لتلك الأغلفة الغازية التي تدور بعيداً عن النجم "العملاق الأحمر" القديم، بعد زوال استقرارها بنتيجة الفقدان الكتلي للنجم، أن تبتعد بالتدريج عن النجم "القزم الأبيض" المتشكل حديثاً، وتغرق في ظلام الفضاء. وعلى العكس، يمكن لتلك التي تدور قريباً جداً من النجم العملاق، أن تتهدم بالكامل بتأثير التقلصات التجاذبية العنيفة التي تواكب نهايةَ النجم وابتعاد السديم. في هذه الحال، حسب توقع الباحث الأمريكي، لا بد من أن تلاحَظ بقايا كواكب مقوَّضة في السدم الكوكبية. إلا أن هذه الشموس، النجوم المفجَّرة، وكواكبها الميتة، هي الميدان الذي ستتبرعم فيه أجرام فضائية جديدة مستقبلاً.

السديم الحلزوني Hélice، الواقع على مسافة 700 سنة ضوئية من الأرض، هو أقرب السدم الكوكبية المعروفة. يصل حجم غلافه الغازي، الذي يتوسع منذ اثني عشر ألف عام، إلى أكثر من سنتين ضوئيتين. في العام 2007، صور المقرابُ الفضائي العامل بالأشعة تحت الحمراء " سبيتزر" Spitzer غلافاً غبارياً بيكوكبياً ( بين الكواكب) interplanétaire منتشراً، حول " القزم

الأبيض" الذي ينطفئ ببطء في قلب السديم، يمتد على مسافة 5 إلى 20 مليار كم، أي ضمن منطقة بعيدة على نحو كان كافياً لعدم كنْسه وتدميره كاملاً بفعل نفْخة العملاق المحتضر... ووفقاً لعالم الفلك الأمريكي " كيت سو" Kate Su، فإن هذا الغبار ربما تكون قد أطلقته آلاف المذنبات comètes التي قد تكون مداراتها تزعزعت بنتيجة انفجار النجم وراحت تتصادم الآن بإيقاع مجنون. في آخر الأمر، لا بد أن يعيد مجملُ منظومة " السديم الحلزوني" تنظيم نفسه،

وستنعتق، إلى الأبد في الفضاء بين النجوم، غالبيةُ المذنبات، بعد تحررها من الانجذاب التثاقلي الزائد الضعف لـ " القزم الأبيض". وإذا كان لهذه الشمس كواكبُ أيضاً، فإن تلك التي لا تكون قد دُمرت ستبتعد هي أيضاً لتعوم إلى الأبد في مجرتنا " الدرب اللبنية"، إلا إذا لم يأسرها نجمٌ آخر بجاذبيته...

هوامش

1 - ليست النجوم القزمة البنية naines brunes نجوماً بالفعل، رغم شبهها بها، ذلك أنها أصغر كتلة من أن تطلق عمليات اندماج حراري نووي. " المترجم".

2 - النجوم العملاقة الحمراء géantes rouges هي نجوم في نهاية حياتها. بعد أن استنفدت وقودها الرئيسي، الهيدروجين، تبدأ باستنفاد احتياطيها من الهليوم. يحتدم الاندماج النووي والحالة كذلك، وتتضخم فجأةً. " المترجم"

3 - النجوم القزمة البيضاء naines blanches هي رماد نجوم متوسطة الكتلة، مثل الشمس تقريباً. في نهاية دورتها النووية، وقد غدت مجردة من وقودها، تنهار على نفسها. وإذْ كانت صغيرة، فإنها تبترد وتنطفئ بالتدريج. "المترجم"

4 - السديم الكوكبي: السُدُم الكوكبية nébuleuses planétaires هي أغلفة غازية طردتها النجوم العملاقة الحمراء القديمة في المرحلة الأخيرة من تطورها. تتخفف هذه السدم، المسخَّنة والمضاءة بنجمها، تدريجياً في الفضاء."المترجم".

طبعاً المصدر سرّ السُدُم الكوكبية ترجمة محمد الدنيا

عن " العلم والحياة " الفرنسية

أشكرك مجددا على مواضيعك القيمة والمتنوعة ذات الأفاق العلمية الهادفة

دمت عوناً في نشر العلم والمعرفة ;

[
تحيــــــــــــــــــــــــــــــ أختك بالله هايدي ــــــــــــــــــــــــــــــــــاتي العطرة ]

« عرض آخر مواضيع العضو »

♥ ليتَ قلُوبنا كعيُوننا .. لا تَكذِب ولا تخُون ♥

ايميل منتدى كلية التربية جامعة دمشق

[email protected]

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.