سمات الحرف النسجية في بعض محافظات صعيد مصر، والإفادة منها في تأهيل طلاب التربية الفنية بالجامعة لمجال الصناعات الصغيرة

للمؤلف: د. محمد مصطفى عبد السلام على
يعد الاهتمام بالصناعات الحرفية من الأمور الهامة لتعزيز الإنتماء وتأكيد الهوية والمساهمة في إيجاد حلول لمشكلات التنمية، ولكن مع انتشار الآلية في التصنيع أدى ذلك إلى عدم نماء الصناعات الحرفية وفقد الحرفي قيمة العمل بيديه والتعامل المباشر مع الخامات والأدوات التي كانت امتداداً له، ولم تعد لديه قدرة على الابتكار والإبداع على نحو ما كان في السابق مما ترتب عليه اندثار الفنون والحرف الشعبية التي تميزت بالفكر والخيال اللذين عجزت الألة عن تعويضهما؛ وهذا ما جعل الباحث يتصدى لمعالجة هذه المشكلة من خلال التعرف على الحرف النسجية في بعض مناطق من محافظات صعيد مصر، ودراسة الوحدات الهندسية المتنوعة المنتشرة في الكليم الشعبي، وتدريب طلاب التربية الفنية على إمكانية استلهام تصميمات أخرى مبتكرة وتنفيذها يدوياً على نول البرواز باختلاف الأساليب النسجية، وإخراج وتوظيف المشغولة النسجية بدقة وإتقان، وذلك للنهوض بتلك الحرف وإنقاذها من الاندثار.

ومن أجل تحقيق هذا الهدف؛ اعتمد الباحث على إعداد برنامج تدريسي يهدف إلى تقديم مجموعة من الخبرات الأساسية في صورة مرتبة ومتسلسلة ومرتبطة بالواحدة تلو الأخرى؛ وذلك للحصول على خبرة تعلم مهارات إعداد وتنفيذ مشغولة نسجية بتصميمات مستلهمة من الرموز والزخارف الفنية التراثية.

وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: إبراز دور مجال الأشغال الفنية وخاصة النسجيات اليدوية بالمساهمة في إحياء الحرف اليدوية وتلبية احتياجات سوق العمل، والتوصل إلى صياغة تصميمات جديدة مستلهمة من التراث لإنتاج مشغولات نسجية، وتأهيل طلاب التربية الفنية لمجال الصناعات الصغيرة من خلال التعرف على الحرف النسجية وكيفية إنتاج المشغولات النسجية بتصميمات مستوحاه من التراث، وإدراك أهمية الحفاظ على الحرف اليدوية ومدى ارتباطها بالتراث والإشارة إلى كونه واجب قومي للحفاظ على الهوية الثقافية