شــحــذتــه
لا بل استعرته لأشحذ
من فكري
بقايا صورك الممزقة ...
لا تفزعي لم
أمزقها بقصدي
إلا أنَّ مناجاتك
لروحي
أفقدت
جزءً من عقلي
و ها أنا الآن أشحذها
على وجه الأرصفة
بين طرقات ملئها
الضجيج
كما كنت أستذكرها من
قبل
في نفس الطرقات
تحت شرفٍ تدلى منها
الياسمين
يفوح ملئ صدري
حتى هو أصبح يبخل علي
بعطره
ما سرُّك ؟
أثـَّر بكل الطبيعة
من حولي
ما سرُّهُ وجهك
لم يطفئ في مصابيح المدينة
و أنا أنيرها من سهدي
و أكتب ....
أكــتــب الآن
بعد أن أطبق الليل أجفانه علينا
و لم يبق فيه أحد ٌ
سوى رماد أهدابنا
أرمد سيجارة ً من
جديد
لأعمق نشوتي
بسرقتي للحظات ٍ في بقايا الذاكرة
قبل أن يصح الفجر
فيَّ
و يراني متسولا ً عند
أبوابك
بخطايَ الدامية
غريب ٌ على أرصفتك
ترى لما المدينة كلها
ملك لك
أعدل ٌ ! كلما وضعت
قدمي في مكان ٍ منها
صرخ فيَّ صوتك
لا تطأ .. لا تقترب
.. لا تبتعد
لا يمكن
لا يمكن أن أبقى
عاريا ً كأي شجرةٍ
جرَّدتها قسوة الصيف
من كيانها
أ لأنَّ
عيناك سوداوان
يجب أن استيقظ في
ليلي
و أصارع ألمي ..
علـِّي أخرج منهما
أ لأنكِ
الليل ؟
وما قيمة
الليل دون مرح الأطفال
وما قيمة الوقت كلُّ
الوقت
بلا ضحكة الأطفال ؟!!
النصر الصادق
...................................................
مرَّ يوم ٌ بعنائه
و غرقت شمسنا الشاحبة خلف أسوار
بيت جدي العالية