السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
( بعد هالكم المرتب يلي أكلتوا اليوم بالموضوع وهو الضغط على كلمة إرسال .. بدل معاينة قبل الإرسال قام الموضوع تم إرساله ولم يكتمل بعد فقمت بإخفاء المشاركة لتعديلها ,, وهلكتني 

حالياً هذا هو الموضوع ... حطيتوا بالمشاركة هون لبين ما يتم فك أسر الموضوع
))
وكلي أمل أن أجد آذان صاغية ,, وأجد استجابة لهذه الدّعوة ....
قال تعالى في كتابه الكريم :
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
ولم تكن (( اقرأ )) بمفهومها الشامل أول ما نزل على رسولنا الكريم إلا دلالةً على أهميتها وفضلها....
وكلمة "اقرأ" تلك تدل على فضل العلم وعلو مكانته وأنه أول منازل الشرف والرفعه وطريق السيادة والمجد وبوابة السعادة والنجاح....
أمّا بعد :
تعتبر القراءة والمطالعة من أهم وسائل كسب المعرفة ، فهي تمكن الإنسان من الاتصال المباشر بالمعارف الإنسانية في حاضرها و ماضيها ، وستظل دائماً أهم وسيلة لاتصال الإنسان بعقول الآخرين وأفكارهم ،
بالإضافة إلى أثرها البالغ في تكوين الشخصية الإنسانية بأبعادها المختلفة ،
وهناك فرق واضح بين إنسان قارئ ، اكتسب الكثير من قراءاته وإنسان أخر لا يميل إلى القراءة ولا يلجأ إليها ، مع أن المطالعة تحتوي على أمور ثلاثة مهمة :- الملاحظة – الاستكشاف – البحث الذاتي عن المعرفة
. ومن هنا تأتي شمولية القراءة والاطلاع .

وتعتبر المطالعة الركيزة الأولى لعملية التثقيف , وتعتبر من أهم وسائل التعلم، ومما لاشك فيه ازدياد الحاجة إلى تعليم مهارات القراءة اللازمة وهذا نتيجة النمو الهائل في المعرفة البشرية .
إن أهمية المطالعة عند العقلاء من أسمى الأهميات وأجلّها قدرا, وقد توشك القراءة أحيانا أن توازي الشراب والطعام لدى المولعين بها ممن عرفوا شرفها ومدى قدرها...

تعتبر القراءة من أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح و المتعة لكل فرد خلال حياته و ذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية و العملية وهي مفتاح أبواب العلوم و المعارف المتنوعة ....

حينما قال المتنبي :
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرجُ سابحٍ وخير جليسٍ في الزمانِ كتابُ
وقال الشاعر:
يا ذكيـاً والذكـا جلـبــــــــــابه وتقياً حسنـت آدابه
قم وصاحب من هم أصحابهُ لا تقل قد ذهبت أربابه
نقول : صاحبِ الكتاب , وجالسه ,وآنسه بالمطالعة فيه , يوانسك بالعلم والمعرفة والخير في الدارين ....
إنك تطالع عقول الرجال ,وتمضي حيث وقفوا وتنطلق من حيث انتهوا..
ثم اعلم أنه لايخلو كتاب من فائدة ,إما أن تعمل بها ,أو تحذر منها ,وليست العبرة بإقتناء الكتب في المكتبات ,وتصفيفها في الأدراج ,ولكن العبرة بالفهم والمطالعة فيها ,فهي خير سمير في الليالي ,وأجمل جليس ,وأحسنه وأكرمه......
ومما قيل عن الكتاب والقراءة وأهمية المطالعة :
-صداقة الكتب أفضل من صداقة الناس، فعي لا تتكلم إلا عندما نريد نحن،
وتسكت عندما يكون هناك ما يشغلنا.
-نعم الأنيس إذا خلوت كتاب تلهو به إن خانك الأصحـاب
-إن القراءة مفتاح العالم
-كلما قرأت أكثر كلما عرفت أشياء أكثر،كلما تعلمت أكثر كلما حققت إنجازات أكثر .
-إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار،ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة،وهما من ألذ أعداء الحرية .
-قارئ الحرف هو المتعلـم، وقارئ الكتـب هـو المثقـف .
-حـب المطالعـة هـو استبدال ساعات السأم بساعات من المتعـة .
-كـان العلم في صـدور الرجال، ثم انتقل إلى الكتاب، ومفاتحه بأيدي الرجال .
-الكتـاب معلمُّ صـامت .
-القراءة هي متعة التجول في عقول الآخرين دون الاضطرار لتحمل رعونتهم...
-قيل للمأمون ما ألذ الأشياء ؟؟ قال التنزه في عقول الناس.. (يعني القراءة في الكتب)

لماذا نقرأ؟ ماذا نقرأ؟ كيف نقرأ...؟؟؟؟
يمكن اختصار ذلك بقول أحدهم :
إن الرحى مهما طال دورانها, ومهما كانت جيدة ومحكمة الصنع, فإنها لا تستطيع أن تعطينا دقيقاً من أي نوع إذا لم تزودنها بالحبوب,كما أنها أيضا لاتستطيع إدخال تحسينات على نوعية الحبوب التي تقوم بطحنها, فإذا وضعنا فيها قمحا نخره السوس, فإننا سنحصل حتما على دقيق, فيه شيء من السوس.
هكذا أدمغتنا, فإننا إذا لم نزودها بالمعرفة المطلوبة,والملائمة فإنها تعمل دون أن تنتج أي أفكار جيدة أو آراء سديدة, وإذا غذيناها بمعلومات مغلوطة أو مشوهة فإنها ستمدنا بأفكار ورؤى مشوهة ومغلوطة وهذا يلقي علينا مسؤولية كبيرة في اختيار الكتب التي نرغب في قراءتها.
عقولنا لا تتعامل مع قضايا الوجود المختلفة على نحو مباشر, وإنما عبر أدوات, وأدواتها هي التعريفات والمصطلحات والمفاهيم والأفكار و المعلومات, تمامًا كما يتعامل أصحاب المهن
المختلفة مع المواد التي يعالجونها,لكن أدواتهم عبارة عن أشياء ملموسة ومحسوسة, فإذا أعرض المرء عن القراءة فإن مخزونه اللغوي يتراجع, أو يكون ضحلاً في الأصل, كما أنه يكون فقيراً في المفاهيم والمعلومات المطلوبة لتكوين تصور صحيح عن القضايا التي يرغب في معالجتها..
وأضيف :
يجب علينا أن نقرأ بعين الناقد ولا نصدق كل ما نقرأ , بل نقرأ ونفكر ونفهم ما نقرأ
ثم ننظر بتمعن بكلام الأديب أو الكاتب هل هو على صواب , هل أوافقه الرأي
على ما يقول أم أنني أتخذ موقف مغاير تماماً لموقفه ,
( فالكتاب الوحيد الغير قابل للنقد ولا يحتمل الخطأ والكذب هو كتاب الله عز وجل )
فيجب أن تقرأ قراءة نقدية - وتعتدل فيها -
وألا تكون مجرد حاطب ليل، فالذي يحطب في الليل لا يرى فقد يجمع حشيشاً وحطباً، وقد يحمل حيةً فتلدغه، فالذي يقرأ ويتلقى كل ما يقرأ بالتسليم والقبول حاله كحال حاطب الليل، فحين نقرأ ونسمع يجب أن نفكر كثيراً فيما نقرأ، ولا يجوز أن نعطل عقولنا، إذ تعطيل العقول من التشبه بالأنعام وقد نهانا الشارع الحكيم عن التشبه ببهيمة الأنعام؛ فينبغي أن نتحرى في تفكيرنا وعقولنا وأن نقرأ قراءة ناقدة، وفي المقابل يجب أن تكون القراءة الناقدة باعتدال ولايكون هم القارئ أن يقف عند كل كلمة وسطر ويبحث فيه عن خطأ حتى يقرر أنه استطاع أن يكتشف هذا الخطأ على فلان أو فلان من الناس.

معاً ... لإعادة إحياء قسم الكتاب الشهري