رسالة إلى صديق مهاجر
حروف المجد أضاءت معانيها
ودمع غزير غسلت مآاقيها
شتى العلوم على الأوراق قد نسخت
وما في الأحشاء صارت مطاويها
وأنا سجلت ابياتي بلا زعنفة
واخترت حرف من حسن قوافيها
تداويت بالأدواء كل علة
بالطب نالت الأسقام مكاويها
وهجر الأخوان داء معل فهل
لذاك الهجر البعيد من يداويها ؟؟
أيها الراحل عن الأوطان والأهل
بسفينة قعساء ركبت رواسيها
حللت بارض النوى أنت فيها
فرداً غريباً لست من أهاليها
واهلك من بعد بعدك قد دعوا
الله أن ينجيك من أعاديها
أخي تصبر على البين الطويل
ولا تجزع لفخ شرك مراميها
واستعن بالاه الكون ربي
الذي هو على الأقدارواليها
والبس ثوب الرضى متقياً
شرور النفس وكن حاميها
لن ينالك البؤس إذا عشت
فيها معايشا كما أنت بما فيها
لا لين ولا قسوة فكن
واسطا فيها لا حواليها
فكم من ملوك قد شربوا
من نهر الردى سقيم مجاريها
وكم من أحمق جاهل لم يتعض
يحسب ذاك النهر من مصافيها
هكذا الزمان يغدر بنا تباعاً
الأحمق صاعدا والنبيه واطيها
وهذه الحياة لا غرابة فيها
تذل العزيز والذليل عاليها
أخي بك جوارح فحافظ عليها
تنل كل الخيرات من معاطيها
وأرضى بما قُسم لك من رزق
فأن الرزق يأتي لراضيها
أن الرشيد هو من على مجده
في كل نجد ركبت نواصيها
اسمع لصدى غناء الطير
فصوت الطير اجمل مغانيها
فهو يشجي الهوى البعيد
ويذكرك بمن كان قلبك هاويها
وتسبح في بحر خيال جميلٍ
ويعلو صداك كأنك تناديها
تذكر تلك الأيام التي خلت
أيام عشق الجبال وواديها
والخضرة فراش ونهر جار
وسط الحقول ما أجمل مساقيها
وذاك العطر ذو جمال عابق
زهت الأزهار وأنت تزاهيها
ونجوى الحمام علت في الأجواء
سلبت الأرواح من تناجيها
مائدة الشعر
