حسام عبد الرحمن
باستخدام شركات الواجهة وغيرها من الاستثمارات في الشركات الشرعية، يمكن استخدام عائدات غسيل الأموال للتحكم في قطاعات مهنية بأكملها في اقتصادات بعض الدول.
ويمكن أن يؤثر ذلك في الاستقرار المالي والاقتصادي بسبب سوء توزيع الموارد من التشوهات المصطنعة في أسعار الأصول والبضائع. كما يؤدي ذلك إلى إيجاد وسيلة للتهرب الضريبي، وبالتالي حرمان الدولة من الإيرادات. ويمكن أن يؤدي غسيل الأموال وتمويل الإرهاب إلى الإضرار بسلامة القطاع المالي للدولة.
ويمكن أن يؤثر سلباً على استقرار البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى، مثل شركات الأوراق المالية وشركات التأمين. والواقع أن النشاط الإجرامي ارتبط بعدد حالات الانهيار للبنوك حول العالم، بما في ذلك انهيار أول بنك من خلال الإنترنت، وهو بنك الاتحاد الأوروبي.
كذلك، فإن بعض الأزمات المالية التي وقعت في التسعينات من القرن الماضي مثل فضيحة الاحتيال وغسيل الأموال ببنك الاعتماد والتجارة وانهيار بنك بارينجز في عام 1995 حين تكشفت خطة للتعامل في مشتقات محملة بالمخاطر من قبل متداول في وحدة فرعية تضمنت عناصر جنائية واحتيالية كبيرة.
أما المؤسسات المالية التي تعتمد على عائدات الجريمة فتواجه تحديات إضافية في إدارة أصولها وخصومها وعملياتها على نحو كافٍ.
وبصفة عامة، يمكن وصف عواقب غسيل الأموال على أنها مخاطر على السمعة، ومخاطر تشغيلية، وقانونية ومخاطر التركز. وهي مخاطر مترابطة، ولكل منها عواقب مالية منها خسارة النشاط المربح ومشكلات في السيولة من خلال سحب الأموال وإلغاء تسهيلات البنوك المراسلة وتكاليف التحقيقات والغرامات وضبط الأصول و خسائر القروض وانخفاض قيمة الأسهم للمؤسسات المالية.
وتتمثل المخاطر على السمعة في أن الدعاية السلبية لممارسات النشاط في البنك مثلا وارتباطاته، سواء كانت دقيقة أم لا ستؤدي إلى فقدان ثقة العامة بنزاهة المؤسسة. فالمقترضون، والمودعون، والمستثمرون قد يتوقفون عن التعامل مع المؤسسة بسبب فضيحة تتعلق بغسيل الأموال تتورط فيها المؤسسة.
ويؤدي فقدان المقترضين من النوعية الجيدة إلى خسارة القروض المربحة وزيادة مخاطر محفظة القروض بشكل عام. وقد يقوم المودعون بسحب أموالهم. كذلك، فإن الأموال المودعة في ودائع لدى البنك من قبل غاسلي الأموال لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر مستقر للتمويل. فالمبالغ الكبيرة التي يتم غسلها غالباً ما تخضع لعمليات السحب غير المتوقعة من المؤسسة المالية من خلال الحوالات البرقية أو عمليات الضبط والمصادرة الحكومية، مما يسبب مشكلات محتملة في السيولة.
*عن صحيفة" البيان" الإماراتية