إذا الشعب يوماً أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي............ ولا بد للقيد ان ينكسر...
أي مواطن عربي لم ينتشي بالسعاده والانتصار...
أي مواطن مسلم الآن لا يقول للشعب التونسي دمتم ودام عزكم فقد أعززتمونا ورفعتم رأسنا وأسقطتم دموعنا فرحاً وإباءً وفخراً....
من منا لم يستحضر ما قاله الشاعر أبو القاسم الشابي... ليتك بين شعبك الآن يا ابا القاسم لترى ما هو حاصل....
أين أنت يا محمد بوعزيزي... حرقت نفسك لتنير تونس الخضرا تونس الحره...
يا حبيب الأحرار....كلمة واحدة نقولها ونطلب من ربنا ألا يعتبرك منحراً ونسألك يا ربنا مغفرة ورحمة وأن تكون يا البوعزيزي في جنة الأطهار ...ولم لا فقد أشعلت درب الحرية وجهود الخلاص...
كم أم عربية يتمنى أن يكون اسم ابنها محمد البوعزيزي الآن...
من هو تشيغيفارا في هذه اللحظات ... هذه لحظات البوعزيزي وكل شهيد تونسي سقط في سبيل حرية إخوانه وشعبه... في سبيل الكرامة والخلاص من النظام الديكتاتوري العميل، نظام الولايات المتحدة ... وربيب الإتحاد الأوروبي...
هرب الأرنب وهربت أرنوبته معه.... وهرب الأرانب الآخرين ممن أرنبوا حتى شبعوا وسرقوا حتى ضاق الشعب التونسي منهم ما ضاق...
اسمحولي-- فهذا هو زمن كل حر تونسي ... هذا زمن كل حر عربي... هذا زمن كل شريف ومقاوم على وجه الارض... والله عبارات ودروس يجب أن تعطى غداً في المحاضرات والندوات والصفوف... والله يجب أن توثق في أي جملة من تاريخ يكتب...
اسمحلي لا يا سيدي يا شعب تونس.... فقد علمتنا معنى الكرامة ... وأعطيتنا الثقة ... وكشفت لنا ما لشعب أن يفعل اذا ما أراد أن يفعل...
من المحيط إلى الخليج تصدوا بروحك أيها التونسي...
آن الآوان لكل حاكم يعتقد أن حلفائه بالغرب سيحمونه أن يدرك أن البقرة إذا ما وقعت كثر ذباحوها.... هاهي الولايات المتحدة وفرنسا تعترفان بإرادة الشعب التونسي بل وترفضان استقبال الأرنب على أراضيها ونسوا ما قدموه هذا الخائن لهم ... آن الآوان ليدرك كل من يتعامل مع هؤلاء أن الشعب هو من يحمي ابنه وليس الغريب من يحمي ابنه...
اعذروني أخوتي ... والله أن سعادةً غمرتني لم أشهدها إلا لحظات قليلة سابقة في حياتي... شعرت بسعادة مماثلة لحظة عودة الأسرى اللبنانيين إلى وطنهم بعد تحريرهم بجهود المقاومة البطلة...
شعرت بهذه اللحظة سابقاً بعد نهاية حرب تموز وبكيت كثير لعزتي وكرامتي التي أحييت سابقاً وهاهي تُحيى من جديد اليوم....
حان للمنفيين أن يعودوا لوطنهم... لك يا غسان بن جدو أن تعود لوطنك بعد ال21 سنة خارجه... ولك ذلك يا كريشان وأن يا غنوشي وووووووو.... لكم يا مئات الآلاف من شعب تونس أن تعودوا لحاراتكم وأزقاتكم ورفاقكم... وأمهاتكم وأخواتكم...
هذا زمنكم اصنعوه وعلمونا.... عيشوه وحسسونا.... افعلوا وأنظرونا...
كم أتمنى أن أكون بينكم ... لأبكي معكم ... وأفرح معكم... وأرقص معكم ... وأبني معكم...
برشا برشا نحبكم ... ونعزكم...
كتب ستتألف... وصحف ستنشر... ومواقع ستُشغل... أنتم من يصنع التاريخ اليوم... هو حقكم.... هو تاريخكم...