رسالة الى الـملك - منتدى جامعة دمشق

.رسالة الى الـملك

رومانسي بعطر فرنسي

جامعـي اســتثنائي

مسجل منذ: 26-10-2010
عدد المشاركات: 810
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 5

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رسالة الى الـملك

13-11-2010 07:41 PM

أنقلـُهـَا لكـُمْ مِن بيتِ سمير ٍ ينتـَمِي لأسرةٍ فقيرةٍ فاجَأتـْهُ ليلـَة ً نبْضة ُ ُ جدّ ُ مُؤلِمَة ٍ كأنها سكاكينُ تـُمزقُ بطنـَهُ، عُرضَ على الطبيبِ فنـََصَحَهُ بإجراءِ عمليةٍ جراحِيَّةٍ جدّ ُ مُكلفةٍ، اسْتغاثَ بأمّهِ فـَلمَسَ عَجْزهـَا عَن فِعْل أيّ ِ شيءٍ أمامَ هوْل ِ المُصيبَةِ التي أحلـّـَت به، فقالَ لها:"يَا أمّي... مَن تـَظني أن يُساعِدَنـَا"، قالت:"عائلتـَنـَا"، أحضرتـْهم فحوّلوا المشهدَ جَنائِزيا ً وانصَرَفوا، فقال:"مَن تظنيهِ أيضا يُساعِدُنـَا"، قالت:"جارنـَا"، أحضرتـْهُ وقد وقفَ مكتوفَ الأيدي ينظرُ ويتأسّـَفُ ثم انصرفَ، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"غنِيّ ُ ُ فِي حَيّـِنـَا"، أحضرتـْهُ فتأسفَ لحَالِهِ ووعَدَهـَا بالمُساعدَةِ وانصرفَ"، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"وَالِي (مُحَافِظ ُ) مَدينـَتِنـَا وإنما يحتاجُ طلبا في رسالةٍ مكتوبا بأيدينا"، قال:"أحضري لي قلما ً لأكتـُبَهـَا"، سلمّـَتـْهـَا لِمَكتـَبـِهِ فقالوا لها انتظِري في منزلِكِ حتـّـَى يأتيكِ رَدّ ُنـَا، فقال:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"وزيرُ بلادِنـَا، وكذلكَ يحتاجُ طلبا في رسالةٍ مكتوبا بأيدينا"، قالَ:"أحضري لي قلما لأكتـُبَهـَا"، سلمّـَتـْهـَا لِمَكتـَبـِهِ فقالوا لها لن تعودي إلينا حتى يأتيكِ جوابا منا"، فقالَ:"ومَن تظنيهِ أيضا يُساعدُنـَا"، قالت:"ملكُ بلادِنـَا، وكذلكَ هوَ الآخرُ يحتاجُ إلى طلبٍ في رسالة مكتوبٍ بأيدينا"، أخذهُ التعبُ الشديدُ، وفي صباح ِ الغدِ قامَ أخوهُ ليـُوقِظهُ فإذا هوَ جُثة هامدَة ً، فوجَدَ بجانِبـِهِ ظرفا ً كـُتِبَ على ظهرهِ "رسَالة ً إلى الملك"، فقالَ لأمّهِ:"مسكين ٌ أخِي كتبَهـَا قبلَ أن يمُوتَ أمَلا ً منهُ فِي العلاج والحياة"، قالت أمّه:"وما نفعُ الرسالةِ الآن، ومَا انتـَفـَعْنـَا حتى بـِسَابـِقـَاتِهـَا"، رغبة ً مِنَ الأخ في الإطلاع على فحوى الرسالة أخذها بين يديهِ وأخذ يتتبعُ سُطورَهـَا ويبكي بكاءً شديدا ومُؤثرا جدا فقالَ:"يَا أمي إنها رسالة ً عجيبَة ً"، قالت اقرأها عليّ َ، فقال:"يا مولايَ... طرقتُ كلّ الأبوابِ أملا في العلاج، فوجدتُ قلوبا ً كثيرة ً غافلة ً عن مُعاناتي وآلامي، فرجَوت ُ لقاءكَ في أقربِ الآجال، يا ربي، يا خالِقِي، ولن أطلـُبَ بعْدَ الآن سواكَ...)...

هذا هو واقِعُ مُجتمعِنـَا الذي فشِلتْ فيه كل المعايير الإنسانية وأصبحَ بعيدا ً عن روح التضامن والتآخي والتكافل، وعجزتِ القلوب عن مدّ ِ نبض ِ الخير ِ لبعضِهـَا البعض، وأصبحَ كل واحدٍ منا لا يرى إلا مصلحَتـَهُ، وأينَ تكونُ مصلحتـه، إننا أصبحنا نرى التنافر بينَ النفوس لا تلتقي إلا عندَ المصلحة...
إن مُجتمعنا ساءَت تربيتـُهُ وعانقَ لهـْوَ القلـُوب وغـَفِلَ عن الرسالة الحقيقية التي هوَ مِن أجلِهـَا الآن...
لقد ابتـَعَدَ كل البعدِ عن القيم الأخلاقية التي تجعلـُنـَا نلمَسُ فيهِ الإنسانية، حتى أصبحنا لا نسمع ولا نرى إلا بما اقترفت يدُهُ مِن سرقة... نصب... احتيال... دمار... قتل... نهب... ذبح... ووو...ووو....

ما رأيُكم في مضمون القصة؟
كيفَ ترونَ الناس في علاقاتِهم في منطقتِكم؟
هل يلقى المُعوزون الإهتمامَ الذي يَليقُ بإنسانيتهم وتمتيعهم بكرامتهم؟
هل الرسائلُ المُوجهة ُ إلى المسؤولينَ لطلب المساعدَةِ تـُجدي نفعا ً؟
ولأقلامكم مساحة شاسعة للتعبير والنقذ

« عرض آخر مواضيع العضو »

فحـــــظي
مثل شــعرك .. مثل ثــوبك .. مثل عــينيـك
ســواد بســـواد بســواد

عالمي رومانسي خيالي
فحياة البشر متشابهة
لكني اعيش حياة بعيدة عن تلك الحياة
فحياتي بعالم اخر
عالم تسكنه قلوب دافئة فقط
وبشر ليسو كالبشر
كلماتهم ليست كالكلمات

أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.