قصور القلب Heart Failure

15-10-2010 08:31 AM

قصور القلب الاحتقاني CHF

وهو حالة لا يستطيع القلب فيها ضخ الدم الكافي ليفي باحتياجات نسج الجسم. ورغم استخدام مصطلح قصور القلب الاحتقاني عند البعض إلا أن المصطلح الأكثر دقة هو قصور القلب heart failure HF.

يصيب هذا المرض حوالي 4.5 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، ويعيش بعض الناس مع المعالجة حياة أقرب إلى الحياة الطبيعية بينما يموت كل سنة 50% (أي النصف) من الأفراد ذوي قصور القلب الشديد.

الـHF متلازمة سريرية معقدة يمكن أن تنتج من عدد من الاضطرابات القلبية أو الاستقلابية مثل مرض إقفار (نقص تروية) القلب ischemia heart disease (نتيجة عصيدة أو خثار ..إلخ) أو ارتفاع الضغط أو فرط الدرقية Hyperthyroidism.

باختصار يمكن لأي حالة تؤدي إلى إفساد قدرة البطين على ضخ الدم أن تؤدي إلى HF.

وقد اكتشف أنه يحدث عدد من التغيرات في الهرمونات العصبية neurohormonal changes كمحاولة من الجسم لتعويض العمل المحمل workload على القلب..فالجسم يفعل آليات المعاوضة الهرمونية العصبية والتي تؤدي إلى:

- زيادة إفراز الهرمونات العصبية من قبل الجهاز العصبي الودي (زيادة الكاتيكول أمينات كالأدرينالين والنورأدرينالين) مما يؤدي إلى زيادة في سرعة القلب وتضيق الأوعية..

- تفعيل جملة الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون RAA (بسبب نقص الإرواء perfusion في الكلى تتفعل هذه الجملة "كآلية معاوضة" وتحصل زيادة في مستويات الأنجيوتنسين II والألدوستيرون مما يزيد من ضغط الدم ويزيد الحمل على القلب ..

- تؤدي هذه التغيرات إلى تغيير بنية remodeling خلية العضلة القلبية وينجم عن ذلك تضخم hypertrophy القلب وزيادة احتياجه للأكسجين..والتنخر القلبي الذي يزيد حالة HF سوءاً

إذاً فنسيج القلب تغير بأسلوب زاد من الكتلة الخلوية للنسيج القلبي ويغير من شكل البطين ومنقصاً من قابلية القلب على التقلص بفعالية ..

يمكن أن يوصف قصور القلب بحسب البطين الذي أصابه القصور الوظيفي إلى:

- قصور وظيفي يسار (البطين الأيسر) أو left HF
- قصور وظيفي يميني (البطين الأيمن) right HF

القصور الوظيفي في البطين الأيسر يؤدي إلى: أعراض رئوية مثل dyspnea ضيق النفس والسعال الرطب (الرئة تغرق) ..

القصور الوظيفي في البطين الأيمن يؤدي إلى انتفاخ وريد العنق، وذمة محيطية، خسارة الوزن، احتقان الكبد (أي وذمة محيطية عموماً) ..

وبما أن الجانبين يشاركان في العمل القلبي فإنه سيصاب كليهما في النهاية..ولكن نموذجياً يصاب الجانب الأيسر من القلب أولاً يتبعه الجانب الأيمن ..

إذاً أعراض القصور الوظيفي في البطين الأيسر (الأكثر شيوعاً)
• قصر النفس مع التمرين أو صعوبة التنفس عند الاستلقاء والاضجاع Orthopnea
• سعال سطحي متقطع جاف أو صفير whezzing
• التململ والقلق


أعراض القصور الوظيفي في البطين الأيمن

تورم الكاحلين أو الساقين أو البطن..
القهم (فقد الشهية)
الغثيان
البوال الليلي (الحاجة إلى التبول عدة مرات أثناء الليل)
الضعف
خسارة الوزن نتيجة احتباس السوائل..

يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى تسرع القلب أو عدم انتظام ضربات القلب والدوخة والتعب أثناء القيام بالنشاطات العادية ..


المعالجة

المعالجة المختارة للـHF تكون باستخدام المقويات القلبية ومدر كما تتضمن زمر أخرى:

ACEIs مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين

حاجبات بيتا (لا تستخدم في HF الحاد)

الموسعات الوعائية

مناهضات الألدوسترون

يوجد في المعالجة مصطلحين هامين: الحمل القبلي preload والحمل البعدي afterload انظر الشكل


نلاحظ أن النتاج القلبي cardiac output يتكون من شيئين:

ضربة القلب (قصور القلب أي ضعفها) – سرعة القلب ..

تتأثر ضربة القلب بثلاثة أشياء:
أولاً – القلوصية contractility وهي التي تنقص في HF (دوائياً تزيد باستخدام مقويات القلب cardiotonic)

ثانياً – الحمل القلبي preload (أي الحمل الآتي على القلب من الأوردة مثل كمية الدم الآتية إلى القلب قبل التقلص)

ثالثاً – الحمل البعدي afterload (القوى التي تقاوم الجريان من القلب مثل تضيق الشرايين يولد مقاومة وبالتالي يؤثر على قوة الضربة)

تؤثر معظم الأدوية بإنقاص الحمل القبلي أو البعدي ..

كما نلاحظ العلاقة مع العناصر الأخرى في الشكل،

فنتاج القلب + المقاومة المحيطية يؤثران بالضغط الشرياني وبالتالي عند خفض الضغط نعمل إما على خفض نتاج القلب أو على خفض المقاومة المحيطية ..

في نفس الوقت تتحسس مستقبلات الضغط السباتية والأبهرية (تقع في الشريان السباتي والشريان الأبهري) الضغط الشرياني...كما نلاحظ أن الضغط الشرياني يؤدي ارتفاعه إلى ارتفاع الحمل البعدي على القلب ..


في حال ارتفاعه تقوم المراكز العصبية بآلية معاوضة تؤثر على سرعة القلب – المقاومة المحيطية والعائد الوريدي venous return (والذي يؤثر على الحمل القبلي على القلب)..

وهكذا ترتبط الحالات القلبية بشبكة من العناصر المعقدة التي تؤثر إصابتها على كل هذه المنظومة ..وبفهم هذه المنظومة يمكننا فهم آلية عمل أدوية الجهاز القلبي الوعائي وتأثيراتها الجانبية ذات الصلة بهذا الجهاز ..

كتابة وإعداد : محمد القاضي