[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"
كلية الحقوق

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
الى طلاب كلية الحقوق ..بشأن التكميلية والتأجيل وقصة التسجيل..تفضلوا
برنامج الدورة التكميلة لكلية الحقوق 2012
برنامج امتحانات كلية الحقوق الفصل الثاني ..نهائي
الى طلاب الحقوق الاكارم..التحية
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الرابعة حقوق
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الاولى..كاملة
المحذوف والمطلوب في المقررات لكل السنوات..حقوق
برنامج امتحانات كلية الحقوق للفصل الأول..نهائي..بالتوفيق
برنامج دوام الدراسات العليا/معدل/
عضو + مشرف = منتدى هادئ وراقي ومحبب..تحت المجهر
مواضيع مميزة..


بســـــــــ الله ــــــــــم   الرحــــــــــــ الرحيم ــــــمن

 

أهلاً وسهلاً بكم

..العدل أساس الملك..

مركز تحميل الصور

  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> كلية الحقوق --> -:- حـق (حــقــوقـيـيـن) يقـيـن -:- --> -:- مكتبة الحقوق العامة -:-
    --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 3 من 5 <- 1 2 3 4 5->

مشاركة : 21


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

17-10-2010 01:51 PM




!قام من قبره ليبصم على صك التنازل؟


يلجأ طلاب كلية الطب غالباً إلى شراء الهياكل العظمية أو أجزاء منها من حفاري القبور لتعينهم على متابعة دروسهم التطبيقية، وفي أحيان كثيرة يبالغ حفارو القبور بالأسعار متذرعين أن ما يفعلونه من سرقة جثث الموتى أمر يعاقب عليه القانون، والقاعدة التجارية تقول الربح على قدر المغامرة.
لهذا كان كثير من الطلاب يقومون بهذه المغامرة بأنفسهم في غفلة عن نواطير المقابر.
زياد وبسام زميلا دراسة أرادا الحصول على بعضِ قطع هيكلٍ عظمي لرجل بالغ، فعقدا العزم على المخاطرة والتسلل إلى المقبرة ليلاً للبحث عن مطلبهما. وكي يستطيعا تنفيذ ما عقدا العزم عليه يجب عليهما أولاً اختيار المقبرة، ومن ثم استطلاع المكان نهاراً، والبحث عن قبر قديم ومهجور، تمهيداً للعودة ليلاً وتحقيق غايتهما.
كانت المقبرة التي وقع عليها الاختيار مقبرة (( الدحداح )) في شارع بغداد، فهي الأقرب والأكثر أمناً، وأثناء دخولهما المقبرة وتجوالهما في أرجاءها لَحظ حفار القبور بحكم تجربته وخبرته أنهما يبحثان عن قبر قديم ولما سألهما عما يريدان لم يطُل الحوار بينهم كثيراً فسرعان ما اعترفا له عما يبحثان عنه ودسا بيده بعض المال ليرشدهما فقط إلى ضالّتهما، وأنهما يتكفلان بتنفيذ ما بقي من المهمة، شريطة أن يكون القبر ترابياً متهدماً لا يعانيان من حفره كثيراً. فأرشدهما إلى قبر حديث دفن صاحبه منذ ثلاثة أيام فقط. ولما حاولا إفهامه أنهما لا يريدان جثة إنما هيكلاً عظمياً قديماً، ابتسم (( حفار القبور)) وأجابهما: ستجدان تحت الجثة هيكلاً عظمياً قديماً سبق وشاهدته بنفسي.
ونصحهما أن يعيدا الجثة إلى مكانها بعد أخذ العظام و إعادة حالة القبر إلى حاله السابقة لأن ذوي الميت لا زالوا يترددون لزيارة ضريحه ويجب ألا يلحظوا شيئاً ووعدهما (( الناطور )) أن يغيب عن المقبرة في تلك الليلة من مبدأ (( لا عين رأت ولا أذن سمعت((
في تلك الليلة لم يغمض لزياد وبسام جفن وهما في حالة من التوتر العصبي الشديد خوفاً من كل الاحتمالات في انتظار انتصاف الليل لإنجاز ما عزما عليه وقد استحضروا معولاً ومجرفة لتنفيذ المهمة وزيادة في الحيطة والحذر اعتمر كل منهما كوفية غطى بها رأسه ووجهه.
مفاجأة غير منتظرة
قال زياد لرفيقه بسام ممازحاً، وهما في طريقهما إلى القبر المنشود بعد أن تسللا للمقبرة حسب الاتفاق (( انظر إلى مكان الشقق في هذه الأبنية فالواحد منهم إذا مات لن يبتعد كثيراً، وأهله وذووه لن يتحملوا مشقة زيارة ضريحه، فبإمكانهم أن يقرؤوا له الفاتحة وهم يقفون في البلكون))... كان من الممكن أن يضحك بسام لهذه المفارقة لولا أن وقعت عيناه على ما أذهله، لقد رأى شيئاً لم يخطر في البال، فتبسمر في مكانه هلعاً وسأل زياد همساً إن كان يرى ما يراه فتطلع الاثنان وجحظت عينا كل منهما للمشهد.. يا إلهي .. هل هذا هو القبر المتجهين إليه!!؟..
اقتربا قليلاً وتلفت كل منهما حوله للتأكد من صحة الموقع وأمعنا النظر وتأكَّد لهما أنّهما غير مخطئين.. لقد وجدا جثة ملفوفة بالكفن الأبيض وممددة على جانب القبر ولا تزال رائحة الكافور تفوح منها..
أول ما تبادر إلى ذهن زياد وبسام أن يكون (( حفار القبور)) نفسه سبقهما إلى استخراج عظام الهيكل العظمي الذي حدثهما عنه والمدفون تحت هذه الجثة ليبيعه لهما بالسعر الذي يريده.. ولكن هذا الظن تلاشى حين اقتربا من حافة القبر ووجدا على ضوء المصباح اليدوي أن الهيكل العظمي لا يزال في مكانه ولو أنه مبعثر قليلاً..
ولكن من أخرج الجثة ولا تزال في الكفن، ولماذا تركها ملقاة في العراء؟... لابد أنهم لصوص جاءوا يبحثون عما بقي من أسنان ملبسة بالذهب.
وقرر زياد وبسام أن يتركا الجثة في مكانها وينزل أحدهما إلى قاع القبر ويلملم قطع الهيكل العظمي على ضوء المصباح اليدوي.. ويغادران المقبرة بأسرع ما يمكن.
في قبضة الشرطة
على الطرف الآخر، وفي الطابق الرابع في بناء يطل على المقبرة من الجهة الشمالية، نهضت صاحبة الدار الحاجة فوزية بعد أن استبد بها الأرق وتوضّأت وأرادت أن تؤدي صلاة (( التهجد )) ولكنها لمحت من وراء زجاج النافذة ضوءاً ينبعث من أحد القبور، فأمعنت النظر لترى جثة ميتٍ لا تزال في الكفن وقد قام من قبره واستند على شاهدة قريبة، فأطلقت صرخت رعب أيقظت كل من في الدار الذين ما أن رأوا المشهد حتى بادر أحدهم للاتصال بالشرطة.
تلقَّت الشرطة الخبر بكثير من التحفظ واللامبالاة ومع ذلك استجابت للنداء، وأمرت بعض الدوريات بالتوجه فوراً إلى مقبرة الدحداح واستطلاع الأمر.
في المقبرة سمع زياد وبسام صوت (( زمور )) سيارة الشرطة يلعلع من بعيد ولم يخطر ببالهما أنها متجهة إلى المقبرة، وعندما شعرا باقتراب رجال الشرطة حاولا الاختباء في حفرة القبر، ولم يكن من الصعب اعتقال الشرطة لهما وسوقهما مكبلين بالأصفاد بتهمة عدة جرائم أولها هتك حرمة الموتى وآخرها سرقة الأكفان.
في قسم الشرطة لم يكن بمقدور زياد وبسام أن ينفيا عن نفسيهما التهمة فسرقة الأكفان أهون بكثير من سرقة الموتى نفسها.
دليل سياحي
  سرت بين الناس حكاية جثة الرجل التي قامت من القبر وجلست إلى جانبه وانتشرت كالنار في الهشيم ..وبدءوا يتناقلوها كلٌ حسب تصوره ومخيلته..حتى أن البعض قال إن الميت مزق الكفن وخرج من المقبرة مهرولاًعلى مرأى الشرطة التي جاءت لإعادته إلى قبره.
آخرون قالوا إن الميت لم يكن قد مات بعد وأن أهله استعجلوا دفنه ثم رُدّت إليه الروح وهو في القبر.
حَكايا من كل حدب وصوب وعلى كل شفةٍ ولسان ، وبدأت الناس تتقاطر إلى مقبرة الدحداح لتشاهد القبر الذي نهض منه الميت.
والملفت للنظر أن ((حفار القبور )) نفسه الذي غاب عن المقبرة تلك الليلة كان يصحب الزائرين كأي دليل سياحي ويشرح لهم تفاصيل المعجزة ولكن بمخيَّلة لا حدود لها..
كان لابد لزياد وبسام من محامي يدافع عنهما ، والمحامي نفسه وقع في حيرة من أمره فإن نصحهما بالاعتراف فالجريمة هي الشروع التام في سرقة جثث الموتى وإن نصحهما بالإنكار فلن يصدقهما أحد ، لقد ضبطا في حالة التلبس والجرم المشهود ، فكان لابد له من أن يتوصل إلى سر وجود الجثة على حافة القبر ومن الذي أخرجها من مكانها، ومن ثم من هو الذي له مصلحة في فعل ذلك .
كان عليه أن يبدأ من عند حفار القبور ويسأله وبطريقته الخاصة عن تفاصيل ما جرى في تلك الليلة. وأخبره أنه إن لم يقل الحقيقة سيعتبره شريكاً وسيتقدم بالإدعاء ضده والعاقبة ستكون وخيمة.
بدأ (( حفار القبور )) يغير ويبدل من أقواله زيادة ونقصاناً وبدت حكايته متناقضة ومثيرة للشك، تارة يقول أنه غادر المقبرة وقت أذان المغرب وتارة أخرى بعد العشاء وإثبات براءته كان همه الأول والأخير وأنه كان بعيداً عما جرى، وبدأ يسترسل بالكلام إلى أن جاء على ذكر أهل المتوفى حين قال أنهم حضروا لزيارة القبر في ذاك النهار ولا يعرف أكثر من ذلك..
عائلتان لا عائلة
فكر المحامي بزيارة منزل أهل المتوفي ليسألهم إذا كانت لديهم أية تفاصيل تلقي الضوء على هذه الحادثة الغريبة، وحين سأل المحامي عن منزل المتوفي فوجئ أن له بيتين وزوجتين وأولاد من كل منهما، واحتار أي المنزلين يزور أولاً، وقرر زيارة منزل الزوجة الأولى وهناك وجد أولاد المتوفي رجالاً كباراً ولم يحسنوا استقباله واعتبروا زيارته لهم استفزاز لمشاعرهم.
وخرج المحامي من منزلهم بخفي حنين، وفي منزل الزوجة الثانية وجد الأمر يختلف فاستقبلوه وقبلوا منه تعازيه، وقدّموا له واجب الضيافة وراحوا يمطرونه بوابل من الأسئلة القانونية، ولاسيما ما يتعلق منها بتوزيع التركة ومن خلال الحديث تبين للمحامي أن هناك خلافاً حاداً بين الأسرتين حتى أنهم عاتبون على إخوتهم من الزوجة الأخرى حين أسرعوا وأعادوا دفن جثة أبيهم وقبل أن ينتهي التحقيق ودون أن يخبروهم بما جرى.
في ضوء ذلك وجد المحامي نفسه أمام عدة حقائق أولها الخلاف الحاد بين الأسرتين حول توزيع التركة، ثانياً ذلك التباين في استقباله لدى كل من الأسرتين وما ترك هذا الاستقبال من انطباعات لديه ، وأخيراً إسراع أولاد إحدى الأسرتين دون علم الأخرى إلى إعادة دفن الجثة ودون إذن من النيابة بزعم أنه لا يجوز بقاء الميت في العراء.
اللغز والحل
وصل المحامي إلى قناعة بأن هناك من سبق موكليه زياد وبسام إلى المقبرة بقليل وقام بإخراج الجثة لغرض ما ولمّا شعر بدخول زياد وبسام إلى المقبرة ترك الجثة مكانها وهرب وحل اللغز يتطلب معرفة الغرض الذي من أجله نبش القبر وأخرجت الجثة، وهل تحقق الغرض أم لا؟. كان مفتاح الحل يكمن في التركة التي اختلف عليها الورثة، ولكن كيف؟.
قام المحامي بزيارة لمنزل الزوجة الثانية ورحب به أفراد الأسرة بما فيهم زوجة المتوفي ووجدوا في زيارته كمحامي ما يعينهم على فهم الكثير من التساؤلات، وكان يجيب على أسئلتهم بكل طيبة خاطر إلى أن سمع منهم السؤال المنتظر: (( هل تستطيع زوجته الأولى وأولادها أن يحرمونا من التركة؟.أو شيئاً منها ياأستاذ ))؟. فأجاب المحامي بالنفي لكنه أضاف: (( إلا إذا كان المرحوم كتب لهم إسناداً أو تنازل لهم خطياً عن شيء من التركة((
هنا بدأت الصورة تتضح معالمها للمحامي أكثر فأكثر.. فحزم أمره وقرر زيارة رئيس النيابة، حيث أسر إليه بظنونه في أن من نبش القبر أخرج جثة الميت هم أولاده من الزوجة الأولى لطبع بصمته على أوراق بيضاء يملئونها فيما بعد لتكون سنداً وحجة على مايدعونه.
استمع رئيس النيابة إلى حكاية المحامي من أولها إلى آخرها دون أن يقاطعه بحرف ولما توقف قال له: (( حكايتك أشبه ما تكون بفيلم سينمائي، جميلة ولكنها غير واقعية، على الرغم من ذلك تقدم إليّ بطلب خطي لفتح القبر وفحص الجثة ثانيةً))
لما كشف الطبيب الشرعي الكفن عن الجثة وأمسك براحة كف المتوفي لم يكن صعباً أبداً أن يرى الجميع آثار الحبر المتبقي على بصمة الإبهام الأيسر





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 22


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

24-10-2010 07:08 AM





حب حتى الطلاق المميت *



تورطت مروان مع بعض زملائه في جريمة تهريب الذهب والعملات الأجنبية إلى خارج البلاد بدافع الثراء السريع واعتقادا منه أنها ستكون العملية الأولى والأخيرة وبعدها سيقبر الفقر والى الأبد ويتحرر من العوز..
والاهم انه سيبقى بكل وعوده التي قطعها على نفسه تجاه العروس الحسناء بما في ذلك الشقة المريحة والسيارة الفارهة وسيعيش في ثبات ويخلف صبيان وبنات (وما حدا أحسن من حدا) ولكن مروان لم يكن يدري أن العيون المبثوثة والأذان المرهفة والأقلام المشرعة كانت له بالمرصاد فما أن باشر عملية التهريب حتى قلب الميزان ووجد يديه مكبلتين بالقيد وطريقه إلى سجن عدرا المركزي .
حكاية فريدة
في السجن التقى مع من سبقوه وبجرائم شبيهة أو مماثلة فاللصوص كثر منهم من صدر الحكم عليه ومنهم من ينتظر والعاقبة هنا للتحقيق.
وفي السجن لم يجد مروان ما يروي غله فحكايا المحكومين والموقوفين تختلف تماما عن حكايته فهو رجل مازال عريسا لم يمض على زواجه من سعاد سوى عام واحد ولم يهنأ بعد في وصاله ما كان أصلا ليتورط في جريمته الاقتصادية لولا تلك الأحلام الذهبية التي سعى إلى تحقيقها إكراما لعيون سعاد.
كيف له أن يقضي خمسة عشر عاما ي هذه المهاجع المزدحمة وفي ردهات الدهاليز الرطبة التي توزعت أبواب الحديد المدعمة على طرفيها.
وجد مروان السجن عالم أخر لا يشبه أي شيء خارج أسوراه فإذا كان المثل يقول الصحة على رؤوس الأصحاء لا يعرفها إلا المرضى فالحرية تاج على رؤوس الناس لا يعرفها إلا نزلاء السجون.
في السجن في هذا العالم الغريب تسود أفكار وتقاليد وتحكم سلوكيات وقيم ليس لها مثيل في الخارج وعلى النزيل أن يتقبل الآمر ويتكيف مع شروط السجن شاء أم أبى.
لهذا بدأ مروان يروض نفسه على أن ينسلخ وجودا وفكرا عن كل ما هو خارج أسوار السجن وقد وجد أن الكثير من نزلاء السجن سبقوه إلى هذه المعاناة فمنهم من اجتازها وتأقلم وتحول من اسم يعتز به إلى رقم لا معنى له ومنهم من لم يستطيع فذوى وذاب كشمعة في مقلاة حامية وانتهى أمره إلى مشرحة المشفى الوطني أو تسلم جثته أهله أو من تبقى منهم ليواروها بخجل في اقرب مقبرة.
وسط هذا الجو الثقيل لم يفقد مروان إنسانيته ولم يفقد حتى البقية الباقية من أمله في العودة إلى رحاب الحرية ويعيش بقية حياته مع أمل حياته سعاد وعلى الرغم من أن معظم أحاديث نزلاء السجن تذكره وتعظه من اجترار ما حدث مع كل احد منهم وعن تجربته المرة التي أوصلته إلى هذا المكان إلا إن هذه الحكايا كانت تسلية له تساعده على قتل الوقت الذي يمر بطيئا.
إلى أن سمع ذات يوم حكاية غيرت مجرى تفكيره لا تختلف هذه الحكاية عن مثيلاتها التي تدور حول ندرة وفاء الزوجات حال غياب أزواجهن عنهن ولا سيما إذا كان هذا الغياب طويلا فمن هي التي ستصبر على فراق زوجها لها سنوات و الشرع الحنيف الذي أجاز لها طلب التفريق في حال هجرها بالفراش وامسك عنها.
وبدأت الحكاية تترى من هنا وهناك وكلها تصب في معنى واحد أن المرأة لا أمان لها حتى أن احدهم أفاض بالشرح من أن الكثيرات مارسن الخيانة وهن لازلن في عصمة أزاوجهن.
حكاية وقرار
تروى مروان مليا عند الذي سمعه وبدأت الأسئلة المحرجة تتلاحق وتطرح نفسها بقوة تبحث لها عن جواب ترى هل تصبر سعاد خمسة عشر عاما دون زوج..؟ دون رجل وهي الأنثى الجميلة التي يتمناها الكثير من الرجال وهل تصمد عن الانزلاق أمام هذا الطوفان من المغريات وما أكثر الذئاب!
بدأت هذه الحقيقة تتوضح وأصبحت هاجسا يأكل أعصابه وبدا يتخيل ذلك الذئب الذي سيندس إلى جانب هذه النعجة الوديعة كما بدأت الحقيقة تتوضح وبدأ يسأل نفسه ما الحل؟
وصل إلى أن الحل في أن يطلقها ويرخي لها عنانها إلى حيث ترغب وتريد فما دام لم يعد قادرا على أن يحتفظ بسعاد على الأقل يحتفظ بكرامته وشرفه.
ومع أول زيارة قامت بها سعاد إلى السجن وجدت أن مروان كان قد اتخذ قراره بتطليقها ليطلق سراحها وقد أذهلتها المفاجأة أو هكذا بدت له
ولماذا يا مروان؟... لماذا ؟
لأني احبك يا سعاد
تحبني وتريد أن تطلقني؟؟
هل هذا هو الحب؟
بدأ مروان يشرح لها أسباب اتخاذ قراره بالطلاق لا ظنا سيئا بها لا سمح الله وإنما ليتيح لها فرصة العيش بكرامة وهدوء فالحب ليس هو الأثرة والامتلاك إنما هو العطاء لذلك قرر أن يعتقها من عصمته وعقد نكاحه وتمسكت الأيدي من وراء الشباك الفاصلة وانخرط الاثنان في نوبة بكاء طويلة لم تنته إلا بانتهاء مدة الزيارة.
في حقيقة الأمر ما سمعته سعاد من مروان هو تماما ما كانت ستطلبه منه بنفسها في أول فرصة مناسبة ولكن مروان كان الأسبق إلا انه لم يكن يدري ما يخبئه له الدهر.
في ذمة الماضي
سعاد أصبحت مطلقة ولم يعد من الجائز شرعا ولا أخلاقا أن تزور طليقها مروان في السجن فلا مسوغا لا أمام الله ولا أمام الناس حتى انه ذات يوم كتب لها رسالة مطولة ضمنها كل عواطفه وخواطره وبثها حبه الملتهب ولم ينس أن يقول في هذه الرسالة انه على العهد ولن يفرق بينهما إلا الموت عسى أن تكون كلمات الرسالة خيط عنكبوت المتبقي.
ولكن أهل سعاد حريصين أن تنسى مروان استلموا الرسالة ومزقوها دون أن تعلم سعاد بما ورد فيها لم يعد في مقدور مروان أن يعتب على سعاد لانقطاعها عنه فراح يغرق نفسه في هموم السجن وهموم نزلائه عساه ينسى سعاد ولكن هيهات له أن ينسى .
كانت سعاد الجرح الذي لم يندمل بقي جرحا غائبا في نفس مروان جرح كف عن النزيف ولكنه ترك وراءه ندبة كبيرة من المستحيل أن تخفي ملامحها الأيام.
سنة ...سنتان ....أربع وبدأت الناس تتحدث عن احتمال صدور قانون العفو وما كانت تتداوله ألسنة الناس صار حقيقة وأصدرت السلطات المعنية قانون العفو العتيد الذي شمل فيما شمل المحكوم عليه مروان وفتح باب السجن وخرج مروان .
أول ما توجه إلى دار أهله وذويه الذين فاجأهم قدومه على حين غرة ولم يكن احد منهم يتابع أخبار قانون العفو لذلك كانت عودته مثار استغراب ودهشة أكثر منها فرحة وبهجة وأول ما استغرب ودهشة أكثر منها فرحة وبهجة وأول ما سأل عنه كانت سعاد؟
ما هي أخبار سعاد ؟؟
سكت الجميع ولم ينبس احد منهم بنت شفة كرر السؤال ثانية وثالثة ووجد سكوتهم جوابا فأعاد الكرة هل ماتت ؟
وهنا انبرت شقيقته الكبرى المطلقة وأجابت بلؤم واضح: يا ليتها ماتت يا أخي
فهموني ماذا حل بها فهموني وهنا تدخلت الأم وبلهجة تقبض حنانا وماذا يهمك في الأمر يا ولدي ؟
أريد أن أعيدها إلي
لقد تزوجت يا ابني.
ماذا تقولين ؟
لقد تزوجت ابن عمها راتب.
راتب؟!
أيه نعم راتب الله لا يردها.
عاد مروان بذهنه إلى تلك الأيام الخوالي أيام كانت تحثه على أن يخلصها من ابن عمها راتب الذي زاحمه في التقدم إليها وتذكر كيف استجاب وقتئذ إلى توسلاتها واستعجل الأمر قبل أوانه وتقدم إلى خطبتها وهو لا يملك من حطام الدنيا سوى نقير خشية أن يسبقه إليها راتب الذي سكت يومئذ على مضض وكان يعتقد انه الأحق بابنة عمه من أي رجل أخر...
حين دخل مروان السجن انفرجت أسارير راتب ودخلت إلى قلبه الفرحة ووجد في ذلك فرصته في الوصول إلى سعاد (الآن عاد الحق إلى صاحبه) بعد خمسة عشر عاما ستكون الناس غير هذه الناس والدنا غير هذه الدنيا ولا احد يعلم من سيبقى حيا ومن سيموت ولكن الذي لم يكن في الحسبان هو قانون العفو الذي قلب المعادلة وغير كل الحسابات
والعود أسوأ
بدأ راتب يتحسب من خروج مروان من السجن لأنه وصلت إليه شائعات غير مريحة فقد تناهى إلى مسامعه أن مروان يفكر باستعادة زوجته إليه وانه ناشط في هذا المسعى كما بدأت تصل إليه أحاديث مروان من أن طلاق سعاد كان مؤقتا وان الله منّ عليه بقانون العفو حتى يعود إلى سعاد وتعود سعاد إليه كلام غريب لا يصدر إلا عن رجل مجنون ومروان نفسه لم يكن ينفي عن نفسه صفة الجنون إذ كثيرا ما كان يقول أنا مجنون بحب سعاد وسأسترد سعاد على الرغم من انف الطبيعة.
ولكن كيف وسعاد متزوجة من راتب فلا احد يدري وبدأ مروان يجهر بخفايا حكايته الأولى من انه لولا سعاد لما أقدم على ارتكاب جناية تهريب الأموال فهو يريد الآن أن يسترد الحق الضائع ويستعيد معه الزمن الجميل اللذيذ الضائع ولكن كيف لا احد يدري؟
اعتذر الكثير من الأقارب والأباعد عن قبول هذه المهمة المستحيلة لا بل والوضيعة.
وراح الكثير يعنف مروان على تفكيره في استرداد مطلقته التي تزوجت سواه وأنجبت واستقرت كما بدأ هذا البعض يتوجس شرا من مروان ويردد في السر والعلن الله يجيب العواقب سليمة ولكن مروان لم يشأ أن تكون سليمة .
الاقتحام
ذات ليلة وبينما سعاد في مطبخ بيتها تحضر العشاء وهي تحمل طفلها الصغير على كتفها وإذ بالباب الخارجي يدق فتطلب من زوجها راتب أن يفتح يقوم راتب متثاقلا ومتسائلا عن هذا الزائر الغليظ وفي هذا الوقت المتأخر الذي قطع عليه متابعة المباراة يمشي بخطى وئيدة ويفتح الباب يا للهول تشابكت نظرات كل من راتب ومروان وحدث ما لم يكن في الحسبان وساد الصمت الرهيب المخيف تمر ثوان كأنها الدهر .
وإذ بصوت سعاد من الداخل تسأل ن دق الباب يا راتب لا يجيب لاذ كل منها بالصمت المريب والموقف كان أشبه بالقنبلة التي بدأ يشعل فتيلها وانفجارها قادم لا ريب فيه.
تعود وتسأل بصوت ملح من الذي يدق الباب من على الباب
لم يدع مروان أن يجيب راتب فتولى هو الجواب بنفسه وبنغمة لها معنى واحد لا ثاني له أنا يا سعاد ها قد عدت ودفع الباب ودخل بخطى هادئة موزونة حتى صار في الصالون وسط دهشة راتب ونظراته الزائغة الحائرة وهو لا يدري ماذا عليه أن يفعل
- نعم ماذا تريد
أن تطلق سعاد والآن
- سعاد زوجتي وابنة عمي وآم طفلي
كانت سعاد زوجتي قبل أن تصبح زوجتك
- اخرج من هنا قبل أن اطلب الشرطة
لن اخرج من هذه الدار إلا ومعي سعاد

الموقف الحاسم
الموقف لم يعد يحتمل أي تردد فامسك راتب بتلابيب مروان واخذ يدفع به نحو الباب الخارجي.
ومروان يحاول جاهدا التملص من قبضتي راتب القويتين وسعاد تحمل طفلها الذي اخذ يبكي رعبا وانتحت به جانبا تنقل مقلتيها في ذعر شديد بين الرجلين وفجأة ظهرت سكين في يد مروان من النوع الأمريكي التي تبرز فيها النصلة الطويلة بالضغط على الزر وتقدم بها نحو راتب يريد طعنه في رقبته.
وفي اقل من ثانية تضع سعاد ابنها جانبا وتمسك بالفاز المشربية الخزف الذي يعتلي الحامل وتهوي به على رأس مروان من الخلف بكل ما أتاها الله من قوة ويترنح مروان قليلا ثم يسقط مضرجا بدمه .
هل تستحق حواء


البعض قال دخل مروان السجن من اجل سعاد ومات مروان من اجل سعاد فهل تستحق سعاد كل هذا الثمن؟





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 23


مـــــــــلاك

جامعـي مبـدعـ





مسجل منذ: 14-10-2010
عدد المشاركات: 281
تقييمات العضو: 10
المتابعون: 7

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

25-10-2010 11:37 AM




   

الله يعطيك العافيه اخي الثائر ولا حرمنا الله من جديدك مجهود يقدرلك





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 24


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

27-10-2010 05:37 AM







مـــــــــلاك

اهلا وسهلا بملاك شرفتي
الموضوع

ونحن بخدمة المنتدى

وخدمة الطيبين





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 25


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

04-11-2010 05:49 PM




الطفل الرضيع يثأر لمقتل جده الحاج عادل


الكثير من الناس لا يعرف أن الحاج عادل تاجر الخضار في سوق الهال كان في الأصل تاجر مخلل بسيطا وقبلها كان عتالا في سوق العتيق القريب من ساحة المرجة واستطاع عبر الأيام بكفاحه الدؤوب أن يصبح تاجرا مرموقا.
الأيام علمت الحاج عادل أهمية المثل القائل معك قرش بتساوي قرش الأمر الذي جعل إنفاقه بحسبان عملا بالقاعدة الذهبية الأزلية القرش الأبيض لليوم الأسود التي لا تغيب عن ذهنه لحظة في الوقت الذي كانت زوجته أو أولاده رفيقة دربه وكفاحه ترى انه أن الأوان ان تعيش هي وأولادها في بحبوحة وانه من حقها أن تشاركه في مدخراته.
ولكن الحاج العادل كان نموذج المثل القائل من شب على شيء شاب عليه فلازمه السلوك الذي كان عليه يوم نزل إلى السوق يافعا يشتغل عتالا ، المفردات البذيئة ، الشراسة في الطبع ، الصوت العريض الأجش حتى لو أراد مجرد الهمس ..
لم يكن الحاج عادل يتعامل مع المصارف ولم يكن يؤمن بها بل بالقول المأثور إذا ضاقت عليك المخابئ فخير مخبأ هو عبك فكان يحمل معه في آخر النهار مجموع الغلة التي كانت تصل أحيانا إلى مئات الآلاف من الليرات ليسدد في اليوم التالي ثمن البضائع التي قبضها من اليوم الأول.
خطر المال الذي كان يحمله في الكيس يستفز زوجته التي لم تكن تقتنع أنها أموال الناس وان حصته منها هي مجرد الأرباح فقط.
وبدأ الشرخ بين الاثنين يكبر ويتسع ليس فقط في نظرتها إلى المال وأسلوب الحياة التي يعيشانها وإنما إلى الأمراض التي بدأت تزحف على الحاج عادل فبقدر ما كانت تتسع مساحة الخلافات بقدر ما كانت تتراجع العلاقة الودية حتى تلاشت نهائيا بما في ذلك اللقاءات الزوجية الحميمة وانفردت الزوجة بغرفتها وأصبح الحاج عادل ينام في غرفة أخرى كانت في الأصل للجلوس كما تحولت اللغة بينهما إلى عتاب وتأفف مستمرين ولم يعد يجمع بين الاثنين إلا السقف الواحد.

ومما زاد وضع الأسرة تأزما غياب أولاد الحاج عادل عن الدار فالكبير منهم يعمل في الخليج ، والأخر هرب من جحيم المنزل إلى بيروت ، والابنة سعاد تزوجها رجل عاطل عن العمل طمعا في ثروة أبيها ويدعى راتب واستولدها طفلا ما زالا رضيعا.
كانت سعاد تتفهم ظروف أمها وتجد العذر في كل ما يسيء إلى الأب وكان يشد أزر سعاد وأمها الصهر العتيد راتب فأصبح الثلاثة يشكلون حلفا غير مقدس في مواجهة الحاج عادل الذي وجد نفسه وحيدا مريضا ضعيفا لا حول له ولا قوة.
استغل راتب الظرف القائم وبدأ يحرض زوجته سعاد على أن تطلب من أبيها مبلغا من المال يشتري به سيارة عامة ليعمل عليها سائق تكسي بدلا من البقاء عاطلا عن العمل.
رفض الحاج عادل الفكرة جملة وتفصيلا وكان جوابه على الصهر راتب أن يتدبر أمر نفسه وليكن عصاميا وبدأ الحاج عادل يسرد الاسطوانة المعروفة كيف بدأ حياته من الصفر وكيف أنشأ نفسه إلى آخر هذه المعزوفة التي مل سماعها أفراد الأسرة.
عندما اصطدمت سعاد بجواب أبيها الرافض طرقت باب أمها كان لجوؤها إلى أمها بمثابة استرداد المعروف الذي صنعته معها بوقوفها جانبها ضد أبيها وبدأت سعاد تضغط على الأم والأم تضغط بدورها على الحاج عادل ووراء كل هؤلاء الذي ينخر كالسوس الصهر راتب فكلما لمس ضعفا من إحداهن ازداد تحريضا وضغطا حتى انه لم يتورع عن التلويح في وجه زوجته سعاد وبحضور أمها بالطلاق أن لم يتم له ما أراد.
وكلمة الطلاق ترتعد لها عادة فرائض الزوجة وأمها أيضا فالطلاق بالنسبة للزوجة يبقيها ريشة في مهب الريح ولا سيما أن لم يكن لها نصيب من الجمال.
أمام تهديدات راتب وجدت الزوجة وابنتها سعاد نفسيهما أمام وضع جدي في البحث عن حل فاجتمعا مع الصهر راتب ووصل الجميع إلى وضع خطة محكمة التنفيذ وهي أن يداهموا الحاج عادل في غرفته وهو نائم ويأخذوا منه كيس النقود الذي يحمله معه عادة إلى الدار ويضعوا الحاج عادل أمام الأمر الواقع ومن ثم ليذهب ويبلط البحر ..
في منتصف الليل حين كان الحاج عادل يغط غفي نومه وصوت شخيره يعلو ويهبط كان يمسك بكيس النقود فوق صدره بكلتا يديه..
انسل الثلاثة إلى الغرفة وانكبوا دفعة واحدة على صدره وانتزعوا من بين يديه الكيس أفاق الحاج عادل مذعورا وراعه المشهد الذي لم يكن يتوقعه زلا يخطر في باله أن يرى زوجته رفيقة دربه وعمره وابنته من لحمه ودمه وصهره مسند ظهره لصوصا في منتصف الليل.
فبدأ يصرخ ويهدد ويتوعد ويقسم انه سيطردهم ويسجنهم ويفضحهم وكلما أراد أن ينهض كان رابت ينكب عليه ليبقيه مستلقيا في فراشه ويطلب في الوقت ذاته العون من سعاد وأمها أن يساعداه في ربطه ريثما يتسنى لهم مغادرة الدار.
أمام هياج الحاج عادل وصراخه الأجش القوي اخرج راتب سكينا ذات نصل طويل وغرزها في رقبته فنفر الدم غزيرا قويا فتناول الوسادة الصغيرة ووضعها فوق الجرح النازف وبقي مطبقا على الرقبة والزوجة الوفية تمسك رجليه والابنة البارة تمسك يديه لمنعه من الحركة فيما ينزف ويموت في فراشه وبقي الجميع على هذه الحال إلى أن هدأت اختلاجات الجسد الذبيح ولفظ الحاج عادل أنفاسه وفارق الحياة.
نظر الجميع بعضهم في وجه البعض ولسان حال كل واحد منهم يقول وألان ما العمل ؟؟
جاء الجواب سريعا من راتب أن يغادروا المنزل فورا لعنده وان يرجعوا في الضحى كأن شيئا لم يكن ويتظاهروا أنهم فوجئوا بهذه الجريمة البشعة وان الفاعل لابد أن يكون احد اللصوص المجرمين ..
انتزعت سعاد طفلها الرضيع النائم في سريره وحملته على كتفها بسرعة وانسل الجميع من الدار واحدا اثر واحد دون ان يراهم احد سوى عين الله الساهرة..
في ضحى اليوم التالي كان رجال المباحث يملأون غرف منزل المرحوم الحاج عادل كل منهم يقوم بمهمته هذا يصور الجثة بأوضاعها المختلفة وذاك يقوم بنزع بعض أثار البصمات من على مقابض الأبواب والجدران وآخر يقيس المسافات والطبيب الشرعي يفحص الجثة والأستاذ منيب رئيس النيابة يستجوب أفراد أسرة الحاج عادل ..
فكانت جميع الإفادات متفقة على رواية واحدة أنهم غادروا المنزل عصر ذلك اليوم وعادوا في الضحى اليوم التالي وان زوجة المرحوم كان في صحبة ابنتها سعاد وزوجها راتب ثم انخرط الجميع في نوبة بكاء حادة كأنها سيمفونية مزعجة لا تحسن الأداء ولا البكاء
كان رئيس النيابة يعول كثيرا على المخبر الجنائي عساه يعثر على أثار بصمات القاتل الذي دخل الدار وارتكب فعلته وغادرها دون أن يراه احد إلا أن تقرير المخبر الجنائي الذي ورد سريعا وخلال ساعتين فقط أكد أن جميع البصمات التي وجدها رجال المخبر تعود لأصحاب الدار ولم تكن بينها بصمة غريبة هذا التقرير قلب المعادلة رأسا على عقب وطرح رئيس النيابة كل الافتراضات وكل الاحتمالات وفي طليعتها السؤال التالي أين هي بصمة القاتل؟؟
بمعنى عدم العثور على البصمة أي لا بصمة غريبة في الدار السؤال الأكثر أهمية لو أن القاتل قام بمسح بصماته لمسح معها كل البصمات الأخرى إذن يبقى الافتراض الأضعف أن يكون القاتل يلبس قفازات جلدية أو قفازات طبية العلم الجنائي يقول هذه القفازات تترك آثار معينة لها هويتها المميزة من المسح والتسطح على الأجسام الصلبة بحيث أن الذي يرتديها يخفي بصمات يديه ولكنه لا يستطيع أن يخفي آثار القفازات أبدا !!؟
أمام هذه الحقائق العلمية الثابتة لا يبقى أمام رئيس النيابة منيب إلا السؤال الأكثر خطورة من هو القاتل بين هؤلاء ؟
نظر رئيس النيابة في وجه هؤلاء كل على حدة واخذ يحدق في عيونهم طويلا فتراءى له أن وراء نظراتهم أمرا يخفونه ولكن لم تبلغ الجرأة برئيس النيابة أن يوجه إلى احدهم سؤالا كيف يسألهم وهم المفجعون بقتل الحاج عادل..
ولكن هناك قواعد ذهبية في التحقيق الجنائي منها أن لا احد خارج نطاق الشبهة وان سوء الظن من الفطن ..
استدار رئيس النيابة وبدأ يتجول في أرجاء الدار بهدوء وبخطى ثابتة وعلى وقع نقرات حذائه كانت سعاد تتابعه بنظراتها القلقة إلى أن وصل إلى سرير الطفل وبحركة مفاجئة وسريعة التفت باتجاه سعاد وكأنه على يقين من أنها تتابعه بنظراتها وسألها بحزم :
أين الطفل ؟
فأجابت بلعثمة انه في.... في الدار
-          منذ متى وهو في دارك
منذ البارحة
-          عند من تركته
عند حماتي ولماذا تسألني يا سيدي
وهنا مد رئيس النيابة يده إلى فراش الطفل واخذ يمررها جيئة وذهابا ويتحسس الفراش مبتل والبلل حديث العهد ؟!
لم يمض عليه ساعات معنى ذلك أن الطفل وقت وقوع الجريمة كان يرقد في سريره الأمر الذي ينسف حكاية سعاد وأم سعاد وزوج سعاد من أساسها ..
هنا هز رئيس النيابة رأسه عدة هزات لها معنى واحد فهمته سعاد على التو هنا التفت إلى الطبيب الشرعي الذي تنحى جانيا وعكف على كتابة تقريره وسأله هل ل كان تحدد لي زمن الوفاة بدقة يا دكتور
ارتمت على وجه الطبيب ابتسامة عريضة جدا وفهم ما يقصده رئيس النيابة من السؤال لأنه كان يتابع الحوار مع سعاد فأجاب وبلهجة مشبعة بالثقة كل ما يدور في ذهنك صحيح يا أستاذ منيب
وأمام بلل السرير ببول الطفل الرضيع اعترف الجميع بارتكاب الجريمة؟





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 26


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

09-11-2010 07:03 AM




انتقام الزوجة السكرتيرة من الزوج المدير العام

لا تستهن بكرامة امرأة ذلك درس تعلمه عماد .. لكن بعد أن (( وقعت الفأس في الرأس )) كما يقول المثل الشائع، وأودت به أمل إلى السجن مكبلاً بعد أحلام وردية كان يخطط لها في العيش الرغيد برصيد مليون دولار.
لما تسلم عماد منصبه مديراً عاماً للمؤسسة التي يشغلها توجس جميع الموظفين شراً لما يعرفون عنه من سوء الخلق.
فهو نموذج الموظف المنافق المتسلق، أول ما فعله عماد أن أمر بتوسعة مكتبه على حساب ثلاثة غرف أخرى مجاورة وجعل من الرابعة غرفة نوم له مع حمامها الأنيق، دونها غرف الفنادق الفخمة واستكمالاً لهذه الأبهة عيّن ثلاث سكرتيرات حسناوات، وأقام كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت في الأروقة والممرات ليدس أنفه في كل صغيرة وكبيرة...
في هذا الوقت لم تكن زوجته نهلة مطمئنة إلى أفعال زوجها وكانت أخباره تصل إليها شذراً وكلما كانت تستوضح منه عما سمعت يجيبها إنه كلام الحساد و الأعداء، ثم يطمئنها ببضع كلمات جميلة، كان يدعوها إلى تناول العشاء في الخارج بين الحين والآخر.
كان دأب عماد أن يحيط تصرفاته الخاصة بجدار من الكتمان والسرية ، فيما جندت الزوجة السائق ميشيل لينقل لها كل حركات زوجها، وفي ذات الوقت كانت حريصة جداً ألا تعاتب زوجها في الصغيرة والكبيرة بما يكشف عن ميشيل حرصاً منها أن يبقى في موقعه سائقاً لدى زوجها وبذات الوقت سرياً لديها.
بداية الطريق نحو الثراء
ومع الأيام بدأ المدير العام يستمرىء مظاهر المنصب والعنجهية وبدأ يفتش عن مصادر مالية جديدة حتى ولو كانت من مصادر غير شرعية أو رشاوى حسب التعبير الوظيفي.
ولم يعد عماد يكتفي بالعمليات الصغيرة فالمائة ألف.. والمئتان.. لا شيء أمام طموحاته الكبيرة..فأخذ يبحث عن (خبطة محرزة) بالملايين ويستحسن أن تكون بالدولار.
حين كلفه مجلس الإدارة أن يستدرج العروض الخارجية لشراء بضاعة بقيمة ستة ملايين دولار.. كان عرض إحدى الشركات السلوفاكية هو الأنسب سواء من حيث السعر أو المواصفات، وجاء مندوب الشركة إلى دمشق وقدم العرض أصولاً، وفي يوم فض العروض رست المناقصة على الشركة السلوفاكية..
وتم توقيع العقد بين المؤسسة والشركة في حفل مكتبي بهيج وقد تضمن العقد فيما تضمن شروطاً من بينها أن تبادر المؤسسة إلى إيداع ثمن البضاعة ستة ملايين دولار في أحد المصارف قبل يوم واحد من تحميلها على الباخرة من قبل المؤسسة وعلى مسؤوليتها..
من يقرأ دفتر الشروط.. وعقد المناقصة يرى في هذه الصفقة ما يحقق أرباحاً وفيرة للمؤسسة واعتبر رؤساء عماد أنه حقق إنجازاً تجارياً هاماً يستحق عليه كل تقدير وثناء.
الزوجة الثانية
كانت الآنسة أمل هي الأكثر حظاً من بين زميلاتها السكرتيرات في المكتب لأنها الأكثر جمالاً وجاذبية فوقع عليها اختيار عماد لتطبع له كتب المراسلات التجارية مع الشركات والمؤسسات، وبحكم وظيفتها وإتقانها للغتين الإنكليزية والفرنسية أصبحت تعرف كل صغيره وكبيرة.
كانت أمل مثقفة وعلى غاية من الأناقة والجمال فقد سبق لها أن عملت سكرتيرة في إحدى السفارات الأجنبية، ما أكسبها تجربة في حسن التعامل واللباقة الاجتماعية واستطاعت أمل بذكائها الفذ وجمالها الأخاذ أن تمتلك مشاعر عماد إلى أن فاتحها ذات يوم برغبته في الزواج منها على أن يبقى هذا الزواج سراً كي لا يتدخل أحد ويفسد عليهما حياتهما ثم يرتب أموره في الخارج ويستقيل وبعدها يغادران القطر ويمضيان بقية حياتهما في نعيم الخارج...
في الجهة الأخرى لم تكن نهلة بحاجة إلى الكثير من الأدلة والبينات إذ كانت تدرك بحسها الغريزي أن امرأة أخرى دخلت حياة عماد.. ولكن من هي؟ فأطلعت أهلها على شكوكها، وما آلت إليه أحوالها وعلاقتها به خصوصاً في ظل غيابه المتكرر عن البيت.
وكانت نصيحة والدها لها أن تتحلى بالصبر وأن ما يمر به زوجها هو نزوة عابرة سيصحو منها إلى نفسه عاجلاً أم آجلاً ويعود إلى بيته وأولاده كما كان، وإن كانت تشكو من حواء منافسة دخلت حياته سراً عليها أن تكون جديرة بهذه المنافسة وأن تبعد هذه الدخيلة عن طريقه بأن تكون هي الأكثر وفاءً وعطاءً وحناناً منها.
صحيح أن أمل قبلت أن يبقى أمر زواجها من رئيسها سراً إلا أنها أصرت على تسجيله في المحكمة الشرعية وإمعاناً من عماد في إخفاء علاقته معها دفعها إلى الاستقالة والابتعاد عن المكتب واستأجر لها شقة مفروشة تقيم فيها..
استقالة أمل وابتعادها عن مكان الوظيفة خلقا لدى نهلة ارتياحاً لا حدود له واعتقدت أن الظروف أبعدتها عن طريقها ولكنها لم تدر أن غياب السكرتيرة الحسناء عن المكتب جعلها أكثر قرباً من زوجها.. ونقلها من منصب سكرتيرة إلى منصب أكثر نديّة لها في مواجهتها هو منصب الزوجة الأصغر سناً والأكثر جمالاً وثقافة وجاذبية ولما تأكدت نهلة من صحة الأخبار التي وصلتها عرفت أن المنافسة صعبة والمعركة محسومة سلفاً...
إذن عليها أن تبادر إلى ما يحفظ لها كرامتها وماء وجهها وتنتقم من غريمتها في آن...
خطة انتقام نهلة
فأرسلت في طلب السائق ميشيل وهي تعلم أنه حاقد ولا يكن وداً لزوجها ولا تزال تذكر كيف عاقبه ذات مرة لأنه أركب عائلته يوماً في سيارته المرسيدس الفخمة وطاف بها في نزهة.
وفي جلسة سرية خاصة ضمت كلاً من شقيق نهلة وصديق له تم الاتفاق على أن يذهب ميشيل بالسيارة المرسيدس إلى منزل الزوجة السكرتيرة ويعلمها أن المعلم (عماد) اشتبك مع زوجته نهلة في شجار حامي رماها بعده بيمين الطلاق وغادرت على أثره مع أولادها المنزل وحملت معها ما خف حمله وغلى ثمنه وأنه يريدها الآن لتكون شاهداً على صدق ما وعدها به.
حين فتحت أمل باب شقتها ووجدت السائق ميشيل يقف وحده سألته عن عماد وعما يريد فأخبرها بما حفظه وأنه ينتظرها في السيارة ليصحبها إليه وعليها ألا تتأخر.
في الطريق أخذت أمل تسأل السائق عن بعض التفاصيل بدافع الفضول وميشيل يجيبها بما يؤكد ويعزز صحة الرواية التي نقلها إليها، وبعد وقت قصير كانت أمل تضغط على جرس الباب بانتظار أن يفتح لها عماد وكم كانت المفاجأة مذهلة حين فتحت الباب نهلة وأمسكت بتلابيبها وجرتها إلى الداخل وأغلقت الباب.
في الداخل ودون مقدمات انهال الجميع بالضرب والصفع والركل واللكم على نحو مؤلم ومهين، ثم اتصلت بزوجها وطلبت منه الحضور فوراً دون أن تخبره بما تريد وأغلقت السماعة...
حين حضر عماد وشاهد ما حصل لأمل ارتبك وتلعثم ولم يدرِ ماذا عليه أن يتصرف أمام هذه الفضيحة، فاكتفى أن أمسك بيدها واصطحبها إلى خارج المنزل مباشرة وهي تجهش بالبكاء والنحيب.
في جلسة هادئة رفضت أمل العودة إلى منزلها وأقسمت ألا تعود إليه زوجة أبداً ورفضت كل مصالحة وتسوية وكلما حاول استرضائها..
أمعنت بالرفض وأقسمت أغلظ الأيمان أنها ستنتقم منه وتلحق به فضيحة تصم الآذان، واشترطت عليه أن يطلق نهلة وأمامها لتلقنها درساً لن تنساه.
وتسترد كرامتها المهدورة وإلا فلينتظر منها العجب!
بدأ عماد يراوغ ويلف ويدور وأخذ يحاول إفهامها أن طلاق زوجته أم أولاده لا يفيد ما دام في نيته مغادرة البلد بصحبتها ونهائياً مع عوائد ( الصفقة ) إياها لكنها رفضت الانتظار وأنذرته إن لم يطلقها خلال أربع وعشرين ساعة.. فهي ستتصرف. مضت أربع وعشرين ساعة ومضى أسبوع كامل وعماد لم يطلق نهلة، فما تطلبه أمل يفوق قدرته على التصرف في الوقت الحاضر.. حتى ولو كان يرغب في طلاق نهلة.. إلا أنه يرفض أن يكون تحت وطأة التهديد والوعيد...
الصفقة لم تتم
في المؤسسة التي يرأسها عماد كانت مشكلة عويصة تدور بين المسؤولين وتفوح منها رائحة كريهة .. فالبضاعة التي تم التعاقد عليها لم تشحن... والسبب أن الباخرة لم تحضر في اليوم المحدد إلى الميناء لتحميل البضاعة المتعاقد عليها، الأمر الذي حدا بالشركة البائعة أن تسحب من المصرف الثمن مقابل ( بوالص الشحن ) ومن ثم تلجأ إلى بيع البضاعة إلى جهة ثالثة .
رفع المدير العام ( عماد ) تقريراً مفصلاً إلى الجهات المعنية يضعهم في الصورة التي آلت إليها صفقة الشراء ليدفع عن نفسه المسؤولية فالباخرة لم تحضر إلى الميناء في الموعد المحدد والشركة البائعة سحبت الثمن من المصرف ولي أمام المؤسسة إلا أن تقاضي الشركة ومالكي الباخرة على مافعلوه أمام المحاكم الأجنبية .. (وهات يا محاكم(
انتقام أمل
كان من الواضح أن ما جرى لم يكن بالصدفة.. وأن هناك عملية اختلاس كبيرة ومتقنة لا بد من أن يكون أحد أطرافها المدير العام للمؤسسة نفسه ولكن كيف الوصول إلى إثبات ذلك .. هذا ما لم يستطع إثباته أحد...
حين فرغ المفتش في الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش من قراءة ملف القضية بتفصيلاتها أدرك أن التحقيق يجب أن يأخذ منحى آخر فلا بد من التعاون مع إدارة البحث الجنائي والتعاون مع فروع الأمن الأخرى لأن الوصول للحقيقة شبه مستحيل..
وبينما كان المفتش يهم في الكتابة كانت أمل تستأذن وتدخل عليه وتحمل في محفظتها كل المستندات التي يبحث عنها المفتش ومن علاقة عماد مع الشركة البحرية التي تم التعاقد معها على نقل البضاعة موضوع عقد الصفقات، ومراسلاته السرية مع مسؤولي الشركة السلوفاكية بكل تفصيلاتها وبالتحديد نسبة العمولة الضخمة التي سيتلقاها من الشركة مقابل الصفقة الوهمية.
كل ذلك كان كافياً لوضع يدي عماد في الأصفاد وسوقه إلى السجن.





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 27


أحـمـد............

جامعـي مبـدعـ





مسجل منذ: 30-08-2010
عدد المشاركات: 210
تقييمات العضو: 7
المتابعون: 8

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

09-11-2010 07:14 AM




مشكور والله يعطيك العافيه اخي ثائر بالفعل مواضيع حلوة مشتقه من الواقع

عن جد مواضيع فيها من العبر كتير ولازم الانسان يستفيد من هالتجارب في المجتمع


مشكور وتقبل مروري





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 28


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

09-11-2010 07:36 AM




الأخ الغالي أحمد
مشكور على مرورك الكريم

وجزيت خيرا



تقبل تحياتي
وأجمل امنياتي

أخوك أبوعدي





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 29


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

20-11-2010 10:40 AM




قارئة الفنجان


نجاح هي الوحيدة من أخواتها التي لم تتزوج وكان عزائها أنها تعيش في كنف والدها المتقدم بالسن في دار فسيحة كانت تضم قي الماضي كل أفراد الأسرة الذين تفرقوا مع مرور الأيام بعيداً عن هذه الدار.
لم يكن يمزق قلب الأب ويقلقه إلا أن يرى ابنته تتقدم بالعمر وهي يائسة من أي بارقة أمل في الزواج وذات ليلة طرق عليها باب غرفتها يحمل إليها بعضاً من سندات التمليك لكثير من العقارات ودفعها بين يديها وعيناه تدمعان، قال لها: ياابنتي لقد تزوج كل إخوتك إلا أنت.. فخذي هذه علّها تكون تعويضاً عما فاتك من هذه الحياة وأرفق مع هذه السندات صكاً يتضمن تنازلاً عن ملكية العقارات. بكت نجاح.. وبكى معها أبوها..
ودعت له بتمام الصحة وطول العمر ولكن العمر لم يطل فما هي إلا أيام حتى وافت الأب المنية وترك ابنته وحيدة.
ما إن انتهت مراسم الوفاة وما يتبعها من تقاليد.. حتى بدأت نجاح تسمع أجزاء همس من بعيد يريد تصفية التركة وتوزيعها ولكنها كانت الأسرع فسألت عن معقب معاملات نشيط لينقل لها ملكية العقارات، فقادها السؤال إلى رجل كان موظفاً سابقاً في مديرية المالية ثم سرحته الوزارة ويدعى ( لطفي ) وأصدقائه يلقبونه مزاحاً ( أبو لطفي المطفي ) لكثرة ما يتناول من الكحول.
( لطفي ) كان رجلاً ذكياً في مجال عمله فهو يعرف كيف يتعامل مع الموظفين وكان دائماً السباق في إنجاز معاملاته بين زملائه من معقبي المعاملات إلا مع نجاح فلم تحظى معاملاتها بما كانت تريد وتشتهي ففي كل يوم عذر، الأمر الذي أفسح له المجال أن يزيد من وتيرة اجتماعاته بها إلى أن أصبح لقاءه معها في كل يوم أمراً محتماً لا محيد عنه والذريعة هي واحدة، معاملات (نقل الملكية).
من خلال هذا التردد عرف ( لطفي) الكثير عن نجاح.. وألم بكل تفاصيل علاقتها مع أسرتها وأصدقائها وجيرانها... الأمر الذي أهلّه أن يكون قريباً من منصب ( المستشار ) الشخصي لها حتى لم تعد تجد أي حرج في إستقباله في دارها متى شاء وأراد والذريعة المعلنة واحدة.. إنجاز المعاملات العقارية ( معاملة الطابو).

قارئة الفنجان

خلال ذلك لاحظ لطفي نجاح مغرمة ( بشرب القهوة ) لا لشيء إلا ليقرأ أحدهم لها الطالع وسألته ذات يوم إن كان يعرف أحداً يقرأ لها الفنجان ويكشف لها الطالع، فأجابها بثقة أنه يعرف امرأة لايخطئ طالعها أبداً... والناس تقصدها من كل حدب وصوب، وفوراً أخرجت عدداً من الأوراق النقدية دستها في كفه ورجته أن يحضرها لها.

توجه لطفي مباشرة إلى أحد مخيمات ( النوَر ) الضاربين في ضواحي دمشق وبدأ يسأل ويبحث عن امرأة تقرأ بالفنجان وتضرب بالمندل.. ولم يطل الأمر به كثيراً حتى وجد ضالته، وفي الطريق أفهمها لطفي أن الزبونة المتجهين إليها مليئة وكريمة.. وعليها أن تحسب له شيئاً من الأتعاب فرفعت قارئة الفنجان إصبعها إلى عينها وقالت له: من عينيَّ الإثنتين.

وتكررت زيارة قارئة الفنجان إلى منزل نجاح وتكررت قراءة الطالع وكان لطفي يزود قارئة الفنجان بالكثير من التفاصيل عن حياة نجاح سواء ما يتعلق بالماضي أو الحاضر .. أو عما تنوي فعله في المستقبل الأمر الذي عزز ثقة نجاح بهذه القارئة إلى أبعد الحدود ولم يعد في مقدورها أن تخلفها في أمر أو أن ترفض لها طلباً.

وبعد طول تسويف أنجز لطفي كافة المعاملات العقارية وبحسبة بسيطة وجد ان نجاح أصبحت تملك من العقارات ما تزيد قيمته عن ثمانين مليون ليرة سورية، فضلاً عن الشقة التي تسكنها وأثاثها الفاخر من موبيليا وسجاد وتحف وثريات كريستال.

الزواج بالخديعة

فكر ( لطفي ) بالموضوع وأخذ يقلبه من كل جوانبه وأطرفه.. وبدأ يسأل نفسه لماذا لا يتقدم إليها ويفاتحها بطلب يدها.. هل سترفض؟ ثم بدأ مع نفسه حواراً ذاتياً ولماذا ترفض...؟ ها قد شارفت على الأربعين.. ولم يتقدم إليها أحد.. ثم ما هي علّته.. صحيح أنه متزوج وله أولاد.. ولكنه مستعد أن يهجر زوجته لا بل يطلقها عند اللزوم.
وبعد طول تفكير توجه لطفي إلى مضارب ( النوَر ) للقاء قارئة الفنجان وإقناعها بمساعدته التي أصغت باهتمام لما يقوله وأدركت على التو وبذكائها الفطري ما يريده منها وأظهرت تفهمها الواضح ثم مدت يدها وبسطت كفها أمامه وقالت بلهجة الواثق ( بيض فألك ) ولكن من أين له أن يدفع لها الآن، وبعد أخذ ورد عقد معها اتفاقاً أن يكون الدفع وبسخاء بعد إنجاز المهمة مباشرة.
لم يطل الأمر كثيراً حتى نثرت قارئة الفنجان أمام نجاح قبضة من الودع وبدأت تحملق فيه بطريقة مدروسة ثم جمعته وأعادت نثره من جديد فقطبت جبينها.. وعلا وجهها عبوس مخيف مما دفع نجاح إلى أن تسألها والرعب بدأ يتسلل إلى أوصالها ماذا وجدت؟ فوضعت إصبعها على شفتيها وأشارت عليها بالصمت وكأنها تحذرها من مغبة الكلام، ثم أخذت تصعد نظراتها ببطء شديد على وجه نجاح دون أن ترفع رأسها.. الودع يقول أن مصيبة فظيعة ستحل بك في نهاية هذا الأسبوع.. ما لم تقبلي الزواج .. ثم سكتت.. أقبله ممن؟!..
من أول رجل يتقدم إليك.
وبحركة مسرحية متقنة نهضت قارئة الفنجان وغادرت المنزل مسرعة دون تحية أو استئذان وتركت نجاح تغرق في ذهول مخيف!!.
أول رجل يتقدم إليها كان السيد لطفي الذي جاءها بكامل أناقته، صحيح نجاح لم تكن تتوقع أن يكون أول رجل سيتقدم إليها ولكنها لم تتفاجأ بحضوره ولذلك وجد (أبو لطفي المطفي ) طريقاً إليها سالكاً وآمناً كما وعدته قارئة الفنجان.
كان لخبر زواج نجاح من ( لطفي ) وقع الصاعقة على إخوتها وأهلها، فمن غير المعقول أن تتزوج نجاح رجلاً له زوجة وأولاد.. ثم الأهم رجل سمعته الاجتماعية سيئة ورغم أن الجميع حاول إثناءها عن هذا الارتباط إلا أن نجاح لم تأبه وتزوجت لطفي على أسنة الرماح لتعيش معه.
حين قبل أخوة نجاح بما آل إليها من أملاك وعقارات هبة أو إرثاً عن والدهم المتوفي كان ذلك بدافع التقدير لوضعها الإجتماعي، أما وأنها تزوجت فلم يعد ما يبرر هذا القبول..
لذلك راح الجميع يسأل عن حل قانوني يعيد توزيع التركة من جديد.. وهذا أقرب إلى العدالة وأدعى على راحة البال.
ووصلت أصداء هذا السعي المحموم إلى مسامع نجاح وأن أهلها في طريقهم إلى تجريدها من أملاكها وعقاراتها عن طريق المحاكم، فأسرت إلى زوجها لطفي ما وصلها بالأخبار المزعجة...

وأصبح لطفي مليونيراً

وبدلاً من أن يهدئ من روعها راح لطفي يؤجج مخاوفها أكثر فأكثر قائلاً أن القانون ليس في جانبها..
وإن في تاريخ المحاكم الكثير من القضايا المشابهة، وأن إخوتها سيجردونها حتى من المنزل الفخم الذي تسكنه وعليها منذ الآن أن تشد الرحال لتغادره إلى منزل سواه، حتى أوصل زوجته إلى ذروة القلق ودفعها أن تسأله بتوسل وإلحاح أن يدرء عنها ما يسعى إليه أهلها.
فاستمهلها أياماً عدة لإيجاد الحل وبعد عدة أيام وفي الظهيرة حين عاد لطفي إلى الدار كان بصحبته ( كاتب العدل ) وكان قد أعد الأوراق اللازمة لنقل ملكية العقارات كافة إلى اسم لطفي بيعاً وشراءً لا نكول فيه ولا عدول.. ولا ينقص هذه الأوراق سوى توقيع صاحبة العلاقة..
وأمام تردد نجاح في التوقيع راح لطفي يشرح لها وبحماس شديد الغاية من ذلك.. وأن إخوتها إذا ما ربحوا دعواهم أمام القضاء فلن يجدوا لديها ما يستردوه منها لأن لكل من الزوجين ذمة مالية مستقلة حتى إذا إنجلت الغمة أعاد لها كل شيء، ثم أخذ يحثها ويستعجلها في التوقيع إلى أن أذعنت ووقعت.
وبعد بضعة أيام وبينما كانت نجاح تهتم بشؤون البيت زارتها قارئة الفنجان على غير موعد ففرحت بزيارتها كثيراً وجلستا سوية تتسامران.. ومن حديث إلى آخر.. جاءت نجاح على ذكر ما فعلته من نقل كل أمواها وعقاراتها بإسم زوجها لطفي وطلبت منها أن تقرأ لها في الودع لتتأكد من صحة وسلامة ما فعلته وتعرف الحقيقة، لم تكن قارئة الفنجان بحاجة إلى الودع لتعرف الزواج من نجاح أصلاً، وبالتالي أن يلطش هذه الملايين من وراء ظهرها.
فكرت قارئة الفنجان قليلاً واستمهلها الجواب إلى حين قريب..

إنتقام البصارة

لما استوقفت قارئة الفنجان لطفي في مدخل البناء لم يكن يخطر في باله أن تطلب هذه ( النَّوَرية ) مقاسمته بما آل إليه واعتبر ما تقوله في منتهى الوقاحة فنهرها وطردها.. وهددها بالشرطة إن عادت إلى داره ثانية.
لكنها عادت في غيابه فانفردت بالسيبدة نجاح.. ونثرت أمامها الودع وبدأت تقرأ لها فيه وبدأ دم نجاح يغلي ويفور وبدأت أوداجها تنتفخ غيظاً وحقداً.. وأدركت قارئة الفنجان أنها وصلت في سردها إلى مبتغاها وهي تعرف جيداً أن نجاح تصدق كل ما تقوله لها ثم إستأذنت.. وغادرت وهي مطمئنة على ما تفعله نجاح.
بعد يومين فقط حين عاد لطفي إلى داره، وقبل أن يضع المفتاح في قفل الباب سمع لغطاً آتياً من الداخل.. ولما دخل وجد في الداخل عدداً من رجال المباحث وبعض إخوتها ومعهم كاتب العدل.. فحاول أن يعود أدراجه ولكنهم لحقوا به وأمسكوا به. حينها أدرك لطفي الذي إصفر وحهه وارتجفت شفتاه أن لا محالة من التوقيع صاغراً على صك يعيد كل ما نقله إلى إسمه من أملاك زوجته، ثم قام أحد رجال المباحث بوضع القيد الحديدي قي يده وساقه للتحقيق..
وبينما كان رجال المباحث يدفعون لطفي إلى داخل السيارة وهو مكبل بالقيد كانت قارئة الفنجان تقف على الجانب الآخر من ناصية الشارع..





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 30


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

22-11-2010 02:34 PM




المهربات المسروقة ولغز إختفاء حمزة السوداني؟


مدينة الزبداني والقرى المحيطة بها مصيف جميل يؤمه سكان دمشق والكثير منهم يملكون شققاً وفيلات ومزارع متناثرة بين بساتينها هنا وهناك، سواء لقضاء فصل الصيف أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في فصل الشتاء.
في هذا الفصل من السنة حيث تبلغ قسوة الطبيعة ذروتها تنشط همة بعض المهربين في القرى المتاخمة.. وأغلب المهربات من البضائع التي لا تتوفر في السوق المحلية لسبب أولآخر، ويلجأ المهربون عادة إلى إستخدام السيارات القوية القادرة على السير في الطرقات الترابية الوعرة.. ومن كان منهم أقل يسراً استخدم ( البغال ).. أما الآخرون وهم الكثرة فينقلون مهرباتهم على ظهورهم عبر الجبال والوهاد الفاصلة بين البلدين بعيداً عن عيون رجال الأمن والجمارك حتى لا يكاد الواحد منهم يصل إلى مشارف قريته إلا ويكون في غاية الإنهاك والتعب.

رحلة تهريب مضنية
في مثل هذه الأيام قام حسان ورفيقه جعفر من سكان ( مضايا ) بشراء كمية من ( بنطلونات الجينز ) من أحد تجار اللبنانيين في البقاع على أن يتم نقلها ليلاً على الأكتاف ويسيران بها إلى داخل الحدود السورية مستفيدين من هطول الأمطار وكثافة الضباب والبرد القارص الذي تغيب معه عادة عيون الرقيب.
وبعد رحلة مضنية إستمرت عشر ساعات وصل حسان ورفيقه جعفر إلى أول الطريق المعبد الذي يدخل بلودان، فارتميا عند محطة الوقود التي يهجرها صاحبها عادة طيلة فترة الشتاء، وافترشا الأرض عند زاوية الجدار درءاً للريح الباردة.
عشرة كيلو مترات كانت تفصلهما عن مضايا فقررا أن يتركا البضاعة جانباً بالقرب من محطة الوقود المهجورة ويتابعان إلى مضايا ليعودا بسيارة ( البيك آب ) يحملان البضاعة إذ من المتعذر أن يدخلاها وهما يحملان البضائع على الأكتاف وعيون المخبرين مبثوثة في كل مكان.
لما عاد جعفر وحسان بالسيارة البيك آب .. كانت الصدمة أكبر من أن يتحملاها.. إذ لم يجدا البضاعة ولم يجدا أي أثر يدل عليها، أو على من أخذها.. ولولا أنهما كانا معاً في الذهاب والإياب لاتهم أحدهما الآخر فلا أحد يعلم بوجودها غيرهما، فأخذا يبحثان في المكان.. ويدوران في كل إتجاه، دون جدوى ومما زاد في تعقيد البحث عن البضاعة، إستمرار هطول الأمطار بغزارة، الأمر الذي يزيد في طمس معالم الأقدام إن وجدت.
وهما في هذه الحالة من البحث المرتبك ولا أحد حولهما يسألانه بدا لهما بصيص ضوء باهت من نافذة ( فيلا ) صغيرة أنيقة تقع على رابية مرتفعة قليلاً لا تبعد عنهما أكثر من مائة متر، فاتجها إليها بدافع الإستطلاع والسؤال عسى ولعل وحين وصلا عرفا أن بصيص الضوء الباهت صادر من غرفة الناطور، فطرقا عليه الباب، واكتشفا أنه وحيد في غرفته، فنظر كل منهما في وجه الآخر يتساءل في صمت، من يكون غير الناطور الذي أخذ البضاعة...؟

إعتراف كاذب
فلم يمهـلاه فبادراه وبصيغة الجزم بالسؤال أين خبأت البضاعـة
يا كلب.. ؟
كان السؤال بالنسبة للناطور أحجية! فهو لا يعرف شيئاً عن البضاعة ومن باب المصادفة أنها كانت الليلة الأولى له في هـذه  ( الفيلا ) فقد جاء من القامشلي ليحل مكان أخيه الذي نال إجازة من رب العمل لمدة أسبوع.
لم يقتنعا بالنفي لا بل إستفزهما في الجواب وإختصاراً للوقت إنهالا عليه بالضرب المبرح وبلا رحمة ولا شفقة وأدرك أنهما سيقتلانه لا محالة.
وتحت وطأة التعذيب المرير إخترع حكاية علّهما يتوقفا عن ضربه وتعذيبه ليلتقط أنفاسه فقال لهما إن البضاعة أخذها أخوه وخبأها في مكان بعيد لا يعرفه، ومن هناك غادر دمشق وأن أخاه سيعود في الصباح الباكر وإن أرادا إسترداد البضاعة عليهما إنتظاره وهو على إستعداد أن يبقى تحت رحمتهما كل الوقت إلى حين عودة أخيه وأبدى إستعداده لتقديم فراشه ليستريحا ..
وتعزيزاً لحسن النية، قدم لهما أيضاً ما توفر له في البراد من طعام فأكلا حتى التخمة وشربا الشاي إلى أن إنتفخ البطن وانسدلت الأجفان وبدأ النعاس يداعب العيون المتعبة والأجساد المرهقة.. التي عانت المشي المضني وهي تنقل على كتفها وظهرها الأحمال الثقيلة ما هي إلا لحظات حتى إضطجع كل منهما على جنبه وغرق في النوم .
حينها إنسل الناطور بهدوء وحدر من الغرفة وما أن أصبح خارج ( الفيلا ) حتى أطلق ساقيه للريح بإتجاه مخفر الشرطة. وما هي إلا دقائق حتى كانت الشرطة تطوق الفيلا وتطبق على كل من حسان وجعفر اللذين حاولا المقاومة ولكن من دون فائدة وساقتهما مكبلين بالأصفاد إلى المخفر.. وصل الخبر إلى الأستاذ نهاد صاحب الفيلا الذي إستدعته الشرطة وحضر مسرعاً من دمشق ليقف على تفاصيل ما جرى في منزله فالأمر بالنسبة إليه سابقة مزعجة لا سيما وأن ( الفيلا ) تقع على الطريق الممتدة بين (سرغايا وبلودان) ويكثر فيها المهربون وأن يتكرر ما جرى إحتمال كبير ولا سيما أن موضوع إختفاء الناطور السوداني الجنسية (حمزة) لم يغب عن البال ولم ينساه الناس بعد.

أين اختفى حمزة السوداني
حمزة شاب سوداني جاء إلى سوريا بحثاً عن لقمة العيش الحلال إثر ما إجتاح السودان من مشاكل وبطالة ومواسم عجاف، واستقر المقام به عند فيلا رجل يناديه أهل المنطقة ( سعدو ) يسكن بالقرب من ( فيلا نهاد ).
( سعدو ) هذا إنتهازي متسلق منافق دأبه أن يوحي للآخرين أنه مقرب من رجال السلطة .. وكثيراً ما كان يجري إتصالات هاتفية من بعض الأمكنة العامة على أنه يتحدث مع مديرالمنطقة أو سواه من المسؤولين وبلغة ومفردات فيها الكثير من ( رفع الكلفة ) حتى أصبح ( سعدو ) شخصية مرهوبة الجانب ويحسب لها الآخرون ألف حساب ، إلا نهاد ( صاحب الفيلا في قصتنا ) الذي لم يكن يعيره أي اهتمام لأنه يعرف هذا الطراز من المتبجحين.

حين إنفرد الناطور بصاحب الفيلا راح يقسم له أغلظ الأيمان أنه لا يعرف شيئاً عن المسروقات وأنه لم يغادر ( الفيلا ) لحظة واحدة وتمنى ألا تهتز ثقته به ولم يكن نهاد بحاجة أن يقسم له الناطور ليصدقه، فهو يعرف تماماً أن وراء هذه السرقة الشخص نفسه الذي كان يقف وراء إختفاء السوداني حمزة لتشابه الأحداث، وطلب من الناطور أن يقص عليه ثانية كل التفاصيل لا سيما تلك التي لم يذكرها للشرطة إعتقاداً منه أن لا أهمية لها وراح الناطور يعيد سرد ما جرى معه بالتفصيل الممل ونهاد يصغي بإهتمام شديد إلى أن جاء على ذكر بعض من الحوار الذي كان يدور بين حسان وجعفر وأنهما "سيقتلاه ويدفناه إلى جانب حمزة ليدخلا الرعب في قلبه".
كان لإسم حمزة وقع في إذن نهاد كدوي المدفع، وحين سأله هل تعرف من هو حمزة؟ أجاب الناطور: كلا ومن أين لي أن أعرف فهذه ليلتي الأولى التي أبات فيها عندكم.

أسئلة محيرة
وتكونت أمام ناظري نهاد الصورة التالية: حسان وجعفر يعرفان بمكان جثة القتيل السوداني حمزة، وحمزة كان يعمل ناطوراً عند سعدو فالسؤال الذي يقفز إلى الذهن ما هي علاقة سعدو بكل من جعفر وحسان؟
وعلى ضوء هذه الصورة توجه إلى مكتب مدير المنطقة ووضع بين يديه أن قضية حسان وجعفر لا تقتصر على مجرد مداهمة منزلة والإعتداء على الناطور، ثم وضع مدير المنطقة أمام واقعة محيرة فعلاً : إذا كان الناطور المعتدى عليه بريئاً من سرقة المهربات التي تركها حسان وجعفر... فمن هو الذي قام بأخذها؟.
أطرق مدير المنطقة قليلاً وأخذ يقلب الموضوع على مختلف وجوهه... فوجد في كلام الأستاذ نهاد ما يثير، وأن التوقف في التحقيق عند حدود الإعتداء على الناطور يشكل قصورا غير مبرر. فأرسل في طلب حسان وجعفر من النظارة وباشر معهما التحقيق من جديد وكان البحث هذه المرة يدور حول أمرين ، من الذي أخذ بضاعتهما، ومن ثم أين حمزة؟.

اكتشاف المهربات
لم يستغرق الوقت مع مدير المنطقة طويلاً فالبضاعة التي كان يحملها حسان وجعفر يقارب وزنها المائة كيلو، وبالتالي لا يمكن أن ينقلها من المكان الذي تركاها فيه، إلا رجلان أيضاً ويتمتعان بقدرة جسدية قوية مشابهة أو تنقلها سيارة.
وبعد إستبعاده الإحتمال الأول، لأن المنطقة وعرة ولا طرقات فيها والفصل شتاء توصل إلى أنه لابد أن تكون سيارة نقلت البضاعة ولكن السؤال، سيارة من ستمر من هناك...؟
استطلع مدير المنطقة المكان على الطبيعة وأخذ فحص الطرقات الترابية الجانبية بإهتمام فعثر على بقايا آثار دواليب سيارة، فتتبع الآثار فقادته إلى منزل سعدو المجاور لـ ( فيلا ) نهاد، فاعتمد على عنصر المباغتة واستحصل على أذن من النيابة العامة في ذات الليلة ودهم المنزل فوراً وكانت توقعاته في محلها، إذ وجد أكياس البضاعة ملقاة على المقعد الخلفي من السيارة والسيارة كانت مغطاة بالكامل بواقي ( الشادر).
لما مَثُلَ سعدو أمام مدير المنطقة للسؤال كان قد أعد مسبقاً الجواب أنه وجد هذه الأكياس ملقاة بالقرب من المحطة المهجورة والطريق مقفرة من المارة والفصل شتاءً فنقلها إلى سيارته ريثما يتضح له مالكها ثم أخرج هاتفه النقال وتظاهر أنه يتصل مع جهة رسمية وبدأ يتحدث بصوت عالٍ ، فما كان من مدير المنطقة إلا أن إنتزع من يده الهاتف ولم يدعه يكمل التمثيلية، وأفهمهه أن الموقوف لا يحق أن يكون في حوزته هاتف، ثم أمر بوضعه في غرفة منعزلة دون أن يمكنه من الإتصال بأحد.
وعلى التو أحضر كلاً من جعفر وحسان من النظارة وأطلعهما على البضاعة التي وجدها في سيارة ( سعدو ) وسألهما: هل هذه هي بضاعتكم؟.
ففغر كل منهما فاه دهشة وتعجباً وكانت الدهشة أكبر حين عرفا أن الشرطة وجدتها مخبأة في سيارة ( سعدو ) المازدا في تلك الليلة.

الإعتراف بالتهريب والتنصل بالقتل
وقبل أن ينبس أحدهما بحرف وقف مدير المنطقة منتصباً على قدميه وتقدم منهما بخطوة الواثق من نفسه وتوجه إليهما وقال لماذا قتلتما حمزة؟...
وصرخا في رعب: نحن لم نقتل حمزة.
من الذي قتله إذن؟....
إسأل سعدو..
وهنا بدأ مدير المنطقة يتظاهر أنه العارف ببواطن الأمور وأخذ يهز رأسه . وتابع: لقد سألته.
ماذا قال؟.
أنتما اللذان قتلتماه.
كذاب... لقد طلب منا أن ندفنه فقط.. أن ندفنه بعيداً عن الزبداني. أين؟.
في البربريس.( منطقة جردية جبلية تفصل بين سهل الزبداني والبقاع اللبناني).
وبعد ذلك اعترفا أن سعدو طلب منهما أن يحملا جثة حمزة على ظهر ( بغل ) ويرمياها هنالك خلال رحلة تهريب عبر الجبال ولقاء عطاء مجزٍ .
لم يستطع سعدو الإصرار على الإنكار طويلاً واضطر للإعتراف بعد أن راوغ كثيراً وحاول الإفلات من قبضة مدير المنطقة الذي أحكم طوق الأسئلة حوله بدقة وعندما سأله عن السبب راح سعدو يخترع حكاية إثر حكاية، وكلها يعوزها الترابط المنطقي ولا يبرر إرتكاب جريمة القتل.
وبعد ثلاثة أيام بلياليها كان سعدو في غاية الإرهاق والإنهاك و( بق ) البحصة التي كان يخبئها تحت طي لسانه وقال:
كان حمزة يعمل ناطوراً عندي ودهمني في غرفة نومي وعلى غير توقع وأنا في وضع جنسي مع آخر لا أريد لأحد أن يعرفه، فأردت أن أدفن سري معه؟!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 3 من 5 <- 1 2 3 4 5->
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة