[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"
كلية الحقوق

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
الى طلاب كلية الحقوق ..بشأن التكميلية والتأجيل وقصة التسجيل..تفضلوا
برنامج الدورة التكميلة لكلية الحقوق 2012
برنامج امتحانات كلية الحقوق الفصل الثاني ..نهائي
الى طلاب الحقوق الاكارم..التحية
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الرابعة حقوق
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الاولى..كاملة
المحذوف والمطلوب في المقررات لكل السنوات..حقوق
برنامج امتحانات كلية الحقوق للفصل الأول..نهائي..بالتوفيق
برنامج دوام الدراسات العليا/معدل/
عضو + مشرف = منتدى هادئ وراقي ومحبب..تحت المجهر
مواضيع مميزة..


بســـــــــ الله ــــــــــم   الرحــــــــــــ الرحيم ــــــمن

 

أهلاً وسهلاً بكم

..العدل أساس الملك..

مركز تحميل الصور

  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> كلية الحقوق --> -:- حـق (حــقــوقـيـيـن) يقـيـن -:- --> -:- مكتبة الحقوق العامة -:-
    --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 4 من 5 <- 2 3 4 5->

مشاركة : 31


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

29-11-2010 05:39 PM




مقتل الزوجة الجامعية التي قابلت التضحية بالخيانة ؟

من خلال الدروس الخصوصية تعرف الأستاذ صلاح على التلميذة غادة وعرف طباعها وكل شيء عنها وعن أسرتها، ولما تقدمت إلى فحص الشهادة الثانوية.

نجحت بتفوق وحازت على مجموع للعلامات يؤهلها دخول إحدى كليات العلوم الإنسانية ، فاختارت غادة كلية الفنون الجميلة، كما أختار الأستاذ صلاح بطلب يدها من أسرتها ولم يكن لدى الأهل شرط للموافقة سوى أن تكمل غادة دراستها الجامعية.. فالشهادة عند الأهل شرط يجب الالتزام به لكي يتم الزواج...

ولم يكن صعباً على الأستاذ صلاح الذي وقف إلى جانبها في دراستها الثانوية أن يوافق على متابعة دراستها الجامعية وهي في كنف الحياة الزوجية.. واستقر الرأي على هذا النحو.. فأُعلنت الخطوبة وتم عقد القران وأصبحت التلميذة غادة زوجة وطالبة جامعية في الوقت ذاته.

لم يكن موقف الأستاذ صلاح في مساندة زوجته في دراستها الجامعية أقل حماساً عما كان عليه أثناء دراستها الثانوية، فحبه لها جعله يرغب في أن يراها تصل إلى أعلى مراتب العلم، فساندها وتابعها باهتمام وضحى بالكثير من حقوقه الزوجية ليوفر لها الوقت للمتابعة والتحضير ولا سيما أثناء الفحوص.. لا بل أكثر من ذلك... كان يشاركها في قراءة بعض المذاكرات الجامعية ويقوم بكل الأعمال المنزلية حتى يوفر لها الوقت للدراسة.

حتى أن والدته زارته على غير موعد ذات يوم فأطلقت صرخة استنكار لما شاهدت ( المريول ) على خصره استعدادا للوقوف على المجلى بينما كانت زوجته مستلقية على الأريكة تقرأ الصحف وتتسلى بالكلمات المتقاطعة.



أربعة أعوام في الصف الثاني

كان الأستاذ صلاح يؤمن بالتساوي بين الرجل والمرأة وأن الثقافة والحياة العصرية تفرض عليه أن يعامل غادة بالمثل . وكان يترقب الوقت الذي تنهي فيه دراستها وتتخرج من الجامعة حتى يتحرر هو من أعباء..؟

ولكن غادة كانت مسيرتها الجامعية تطبق المثل الشعبي الدارج: ( اللي في بيت أهله على مهله ) وكلما كان يحثها أو يستنهض همتها على الدراسة تجيبه بفتور ماذا تريدني أن أفعل أكثر من ذلك..؟

مرت أربع أعوام وغادة لا تزال في السنة الجامعية الثانية وكان تقدير صلاح أنها استمرت على هذه الوتيرة المتراخية في الدراسة فلن تتخرج ولو بعد عشر سنوات وقد لا تتخرج أبداً ... وبدأ يلاحظ أنها تهدر الكثير من الوقت في غير الدراسة فقد تعرفت على شلة من الصديقات الجامعيات وغير الجامعيات يترددن على بعض المقاهي والمقاصف ولا سيما في الفنادق الفخمة ويجالسن الرجال والشباب.

ثمن فنجان القهوة في هذه الأماكن يساوي ثروة ، وعلى مدار الأسبوع اعتادت غادة أن تفعل وهذا يخرج عن نطاق قدرتها المالية ولما سألها كيف تتدبر أمرها؟؟؟؟ أجابت ببساطة متناهية:  أن هناك من يدفع عنا جميعاً .

ولما عاد وسألها : ولماذا يدفع؟؟؟؟؟

أجابت وهي تشرح بطريقة لا تخلو من الاعتداد بالنفس: بعض الرجال يدفع بطيب خاطر مادام الطرف الآخر من البنات الجميلات والنساء الحسناوات فكل ابتسامة تساوي عند هذا البعض أكثر بكثير من مجموع قيمة الفواتير... ثم هزت كتفيها بثقة وماذا في الأمر هم يضحكون ويدفعون... ألا ترى معي، أننا من حيث النتيجة نحن اللواتي نضحك عليهم.

بهذه البساطة فلسفت غادة تصرفها هي وصديقاتها ولكن صلاح لم يستسغ هذا التبرير فهو يعرف جيداً أن كل شيء له ثمنه في هذه الحياة.. فعندما يسدد أحدهم فاتورة لابد وأن يكون قد قبض ثمنها سلفاً أو أنه على الأقل في طريقه لاستيفاء الثمن، ولكنه كان أجبن من أن يصارح زوجته غادة بهذه القناعة خوفاً من أن تتهمه بالتخلف الحضاري، وعدم الثقة بها.

وبدأت غادة تتغيب عن المنزل وفي كل مرة هناك عذر، وذات يوم أعلمت زوجها صلاح أنها ستشارك في رحلة جامعية إلى لبنان وأن في بنود البرنامج أن يبيت أعضاء الرحلة ليلة واحدة في جونية..

وصلاح لا يملك أن يرفض لها رغبة، فعرض عليها أن يشترك معها فكان الجواب، أن العدد مكتمل ولا مكان له في  (البولمان) فاستبدل الاقتراح بآخر أن يقوما سوية وفي سيارة أجرة عامة ولو أنها أكثر كلفة بمرافقة البولمان ويكونان مع زملائها في كافة محطات الرحلة.. ولم يكن جوابها هذه المرة بأحسن حالاً من المرة السابقة...

سكت صلاح على مضض وفكر ملياً ووجد نفسه في وضع لم يألفه سابقاً، فتوجه إليها قائلاً: أنت تسأليني للموافقة أم مجرد الإخبار، التفتت ورمقته بنظرة تحمل الكثير من المعاني التي لا يرغب في تفسيرها وفهمها وكان غياب غادة في تلك الليلة، هو الأول من نوعه ولكنه لم يكن الأخير.

بعد ذلك لم يعد من الضروري أن تبرر غادة لزوجها صلاح غيابها عن المنزل لاشتراكها في رحلة أو مكان شابه ذلك يكفي أن تقول أنها ستغيب وأصبح السفر إلى بيروت متى تريد أمراً عادياً إذ أصبح لدى غادة أصدقاء في لبنان تزورهم ويزورونها.



نصيحة الأهل

هذه الحال دفعت صلاح إلى إخبار أهلها علهم يردعونها عن هذه التصرفات، وكم كانت صدمته قوية حين لم يجد لديهم تفهماً وكل الذي فعلوه أنهم نصحوه باستعجال مجيء الولد سيشغلها ويشغل فراغها ورأوا أن الموضوع لا يعدو عن مشكلات تافهة يمر بها كل زوجين في بدء حياتهما الأسرية...

بدأ صلاح يتردد على كافتريا أحد الفنادق الفخمة التي كانت تتردد عليها زوجته غادة ويجالس بعض الأصدقاء تمضية للوقت وكانت تعليقات معظم أصدقاءه حول تلك الفتيات الزائرات أو العابرات اللواتي يرتدين الألبسة الضيقة والمثيرة.. وحول أسمائهن المتعارف عليها.

وعندما استوضحهم ماذا يقصدون أجابوه: بأن كل واحدة منهن تستعمل أسما مستعاراً وهن يمارسن البغاء ولكل واحة سعر. وبدأت الصورة تتضح لصلاح أكثر فأكثر.. وبدأ يستعيد ذهنه ما كانت تفعله غادة وزميلاتها في التردد على الكافيتريات ولكنه طرد هذه الهواجس لثقته بأن غادة ليست من النوع الذي يخون الثقة.



مقتنيات ثمينة

وفي ذات مساء عادت غادة إلى المنزل ودخلت غرفة نومها وخلعت معطفها وعلقته في الخزانة بعناية فتقدم صلاح وأمسك بطرف المعطف وسألها من أين لك هذا ؟ سخرت غادة من السؤال وأغلقت باب الخزانة بعنف وقالت في عصبية واضحة: لقد استعرته من ابنة خالتي هيفاء..

ولكن هذا فاخر فمن أين لهيفاء أن تشتريه؟؟؟؟

فأجابته:  اسألها ؟؟؟؟؟  ثم لاحظ سواراً ذهبياً في معصمها فسألها: وما قصة هذا السوار الذهبي؟

هنا أطلقت غادة ضحكة مفتعلة ثم قالت : يا غشيم هذه إكسسوار رخيصة الثمن، هل ظننتها ذهباً حقيقياً..؟ فمن أين لي ثمنها...

في صباح اليوم التالي غافل صلاح زوجته غادة وهي خارج المنزل وأخذ من خزانتها الإسوارة واتجه بها إلى أقرب صايغ يعرفه.. وكانت المفاجأة المذهلة أن الإسوارة ذهب حقيقي عيار 21.



رحلة البحث عن الحقيقة

وعاد الشك يأكل صلاح، وكان عليه أن ينطلق في رحلة البحث من الكافتريا التي تتردد عليها غادة وصديقاتها ومن ثم يسأل عن الوسيط وبشيء من المتابعة الجادة عرف أن هناك  (واحدة) تسكن في حي راق تدير شبكة من البنات اللواتي يتجولن في الكافتريات ، يتم الاتصال بهن هاتفياً بعد أن يحدد الزبون المواصفات التي يرغب فيها على أن يتم اللقاء في إحدى غرف الفندق أو في إحدى الشقق التي تختارها هذه ( المديرة ) شرط أن يكون الدفع مقدماً.

توصل صلاح إلى التقاء الوسيط ودفع له ( المعلوم ) سلفاً وسأله الوسيط إن كان يريد صاحبة أسم معين.. ولكن كيف يتسنى لصلاح أن يعرف أسما معيناً... وكلهن يحملن أسماءً مستعارة... وهل من المعقول أن يفرط باسم غادة جهاراً.. وقد تكون غادة حقيقية الأمر بريئة من كل هذه الظنون السيئة، فاكتفى بذكر مواصفات البنت التي يريدها، من حيث الطول، والجمال، ولون الشعر... الخ، وباختصار كل مواصفات زوجته.

وفي الزمان والمكان المتفق عليهما.. التقى صلاح مع الفتاة وكانت بمواصفات شبيهة جداً بزوجته، فأحس صلاح بارتياح عظيم لهذا الفشل الذريع وعقد العزم أن يعتذر لغادة في الوقت المناسب عما بدر منه من شكوك وظنون فيغير محلها المحبة والثقة وغادر المكان دون أن يفعل شيء.



الصدفة القاتلة

بعد أيام... وبينما كان صلاح يجلس مع أصدقاءه في الكافتريا يرتشفون القهوة إذ بسيدة ترتدي ثياباً مثيرة وتضع شعراً مستعاراً لونه كستنائي لامع وتتجه مسرعة نحو باب الفندق الخارجي وبعد أن لمحها صلاح اختفت عن أنظاره وعندما هم بملاحقتها سمع أحدهم يقول: ألم تعرفونها، إنها فلانة، وذكر أسما عرف منه صلاح أنه الاسم الفني المستعار لزوجته غادة.

وسرت في أوصال صلاح قشعريرة كادت تشل حركته... ونهض من مكانه وسار بخطوات باتجاه الباب وعيناه زائغتان تبحثان عن غادة إذ كانت لا تزال السيارة التي ركبتها واقفة.. ثم أخذ يتلفت يمنة ويسرة يبحث عن سيارة أجرة.. إلى أن وجدها وطار إلى المنزل.

عاد صلاح إلى المنزل والدماء تتصاعد إلى دماغه غضباً وما أن أصبح صلاح في الداخل حتى سمع صوتاً من الداخل يسأل، من صلاح...؟ لماذا تأخرت يا صلاح ... يا إلهي هذا صوت غادة... غادة في البيت مستلقية في الفراش... إذن من تكون تلك ذات الشعر المستعار فلام نفسه على ظنونه ودخل غرفة النوم، وراح في نوبة بكاء حادة يذرف الدموع السخية.

بعد أيام قليلة رن الهاتف في مكتب صلاح فكان المتحدث ذلك الوسيط يخبره أنه وجد له ضالته، وذكر له اسمها المستعار المعروفة به، وكان الاسم هو الذي سمعه من أصدقاءه عن تلك الفتاة ذات الشعر الأصفر وحدد له الوسيط الفندق الذي سيلتقيها به.

لم يذق صلاح نعمة اليقين باستقامة سلوك زوجته غادة حتى عادت وقفزت شكوكه الآبقة، وعلى نحوٍ أكثر قوة وإلحاحاً، بدأ يسأل نفسه، هل من الممكن أن يكون ساذجاً إلى هذا الحد؟

وبردة فعل غريزية أراد أن يقطع الشك باليقين فطلب من الوسيط تحديد الموعد. في الموعد المحدد كان صلاح يسير بخطى هادئة في الرواق المؤدي إلى الغرفة التي سيلتقي فيها مع الفتاة، وصل إلى الباب، تريث قليلاً ثم وضع يده على المقبض وأمسك به وأداره بهدوء شديد...

ثم دخل دون أن يغلق الباب وما أن أصبح قريباً من السرير التي استلقت عليه غادة وهي شبه عارية حتى وقعت نظراتها عليه وإذا بها تطلق صرخة رعب فلم يترك لها صلاح فرصة المزيد من الصراخ فعاجلها بسبع رصاصات..

ووقف إلى جانبها يتأمل اختلاجاتها... وحين هرع من سمع صوت الطلقات من مستخدمين وموظفين وآخرين... كان صلاح يخرج من الغرفة وقد حمل بين يديه جسد غادة المضرج بالدماء وهو يهذي ويقول: ابتعدوا عني ... هذه زوجتي





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 32


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

02-12-2010 06:01 PM




.المال والبنون والانتقام المجنون

حين وصلت رجاء إلى صف الشهادة الثانوية اضطرت أن تترك المدرسة تحت وطأة فقر أسرتها وحاجتهم إلى معيل، فأخذت تبحث عن عمل يؤمن لها راتباً ترفد به دخل الأسرة.. وقادتها الخطى إلى معمل السيد أدهم لصنع القطنيات الذي ما أن وقعت عيناه عليها حتى قبلها عاملة لديه.

بعد أيام قلائل اكتشف السيد أدهم أن رجاء تتمتع بالثقافة والذكاء فألحقها بمكتبه سكرتيرة، فأخلصت له العمل وتفانت في خدمته، فراح يجزي لها العطاءات مما انعكس إيجابياً على أناقتها وثيابها فبرزت مفاتن أنوثتها وازدادت قرباً من عواطف أدهم شيئاً فشيئاً إلى أن نشأت بينهما علاقة جامحة.

لم يكن طموح رجاء في بدء العلاقة أن تفكر بالزواج من أدهم ، على الرغم من معرفتها الأكيدة بتعلقه بها ، لأسباب كثيرة منها الفارق الاجتماعي الكبير ومن ثم فارق السن إذ أن أدهم في الخمسين وهي في العشرين.

كما أنه متزوج رغم أنه لا يعيش سعيداً في بيته فزوجته دأبها النكد وتعامله بقسوة لدرجة أنه كثيراً ما كان يغادر منزله ليلاً إثر شجار معها ويبيت في مكتبه بزعم أن لديه أعمالاً مكتبية يريد إنجازها.

هذا الوضع إضافة إلى حبها الصادق والعميق أنعش في نفس رجاء شيئاً فشيئاً الأمل في الزواج من أدهم رغم الفوارق.. إذن عليها أن تسعى والباقي على الله سبحانه وتعالى.

بعد أن تزوجت أمل أبنة ادهم الوحيدة وغادرت إلى منزل زوجها لم يبق أحد في البيت سوى أدهم و زوجته وأصبحت الزوجة تنوء تحت وطأة أعباء خدمة المنزل الكبير .. الأمر الذي جعلها تفكر بالاستعانة ( بخادمة ) فاقترحت على زوجها أدهم أن يحضر لها خادمة فلبينية أو أي واحدة من دول شرقي آسيا كما تفعل معظم الأسر الأرستقراطية الأخرى... فخادمة مثل هذه عدا عن كل ما ستقوم به، فيها من الوجاهة الاجتماعية أمام الناس ما يرضي غرور سيدة المجتمع.

أدهم لم يرفض فكرة استحضار خادمة ولكنه رفض أن تكون أجنبية بسبب ما تحمله الأخبار عن جرائم يرتكبها هؤلاء الخدم إضافة إلى ما يمكن أن تحمله هذه ( الخادمة ) من أمراض ومشاكل.. والبديل الصحيح هو أن تكون هذه الفتاة من أهل البلد واستمهل زوجته فترة ليبحث لها عن هذه الفتاة..

من سكرتيرة إلى خادمة

حين أسرّ أدهم إلى رجاء ما دار من حديث بينه وبين زوجته أدهشه ما بدا على وجهها من ارتياح.. ولما سألها رأيها، انبرت وبحماس وقالت: أنا تلك الخادمة التي ستكون في منزلك . ولما أفهمها أن الخادمة ستكون مقيمة أجابت وبمزيد من الاندفاع... وأنا سأنام وسأخدم بيتك وزوجتك.. وستكون لي فرصة لا تعوض لأخدمك أنت بالذات..

وراحت رجاء ترجو أدهم و بإلحاح أن لا يفوت عليها هذه الفرصة لأنها ستراه في حياته المنزلية التي تاقت وحلمت بها... وهي مستعدة للتضحية بلا مقابل من أجل حبه.. وأضافت رجاء بأنها كفيلة بإقناع أهلها، والناس لا يعنيهم أن يعرفوا أين تعمل. أما شكلها ولباسها فهي كفيلة أن تبدو في ناظري زوجته كخادمة بشعة مسحوقة فقيرة بكل معنى الكلمة....

لم يجد أدهم في كلام رجاء كلاماً جميلاً فحسب بل كان أكثر مما يتوقعه ويتمناه ثم الأهم أن إقامة رجاء في منزله ستوفر له فرص اللقاء معها أكثر بكثير من تلك التي كان يقتنصها في المكتب.

لما نقل أدهم إلى زوجته نبأ العثور على الخادمة، تلقت الزوجة المتوترة دائماً النبأ بشيء من التحفظ وسألته متى سيحضرها؟.. فأجاب بأنه سيفعل بعد تهيئة مكان لها في المنزل واستقر الرأي أن تنام الخادمة على فراش يمدّ لها على الأرض في غرفة الجلوس حتى إذا أستقر الرأي على بقائها بعد التجربة والامتحان تنقل إلى غرفة أبنتها الشاغرة والتي تزوجت حديثاً.

الحامل تكشف الحامل

أتقنت رجاء دورها على مدار عشرة أشهر لولا أن بدأت تداهمها بين حين وآخر نوبات الغثيان الخفيف التي لم تسترع انتباه أحد ما عدا أمل ابنة أدهم التي كانت في زيارة لأهلها لتشابه أعراض الغثيان بينهما فطلبت من والدتها أن تراقب رجاء وأن تطردها إذا ما ثبت الظن السيئ بها

في ذات الوقت بدأت تفتر همّة أدهم في استمرار بقاء رجاء عنده في البيت، فالمداراة ... والاختباء أتعباه كثيراً، كم بدأ القلق يساوره من اكتشاف زوجته وأبنته أمل وصهره جلال وأفراد العائلة العلاقة كم أن رجاء أتعبها التمثيل.

فطلب أدهم من رجاء أن تبادر من تلقاء نفسها للاعتذار عن الاستمرار في الخدمة وتعود إلى منزل أهلها ووعدها أن يبقى على ود وصلة بها كلما سنحت له الفرصة. وأن راتبها سيصلها في أول كل شهر.

وكم كانت المفاجأة عظيمة حين رفضت رجاء هذا العرض وأصرت أن تبقى خادمة ولما استوضحها السبب أجهشت بالبكاء وراحت تستجديه أن يجد لها حلاً غير العودة إلى منزل أهلها لا لشيء.. إلا لأنها حامل.. وأهلها سيذبحونها..

كلمة حامل لم يستوعبها أدهم في البداية فقد كان الخبر مفاجأة صاعقة، وبعد أن بدأ يستعيد إدراكه أخذ يعرض على رجاء حلولاً مختلفة منها أن يصحبها إلى طبيب يقبل العطاء، خصوصاً أن وضعه لا يسمح له بالزواج بها في الوقت الحالي، لكنه أصطدم برفض رجاء للإجهاض.

في منزل أمل ( ابنة ادهم ) وأثناء تبادلها الحديث مع زوجها أفصحت أمل عن شكوكها في رجاء، وكم كانت دهشتها كبيرة حين أجابها جلال أنه لحظ أعراض الحمل، وأنه كتم الأمر لشكه في علاقة والدها بالموضوع.

ولم تستطع أمل كتم الأمر فنقلت ما دار بينها وبين زوجها جلال إلى والدتها ومن أن مصيبة قد تحل على هذا المنزل قريباً وأن وريثاً جديداً في طريقه إليهم فجن جنونها.

مصيبة لحل مصيبة

في هذا الوقت كلما أوغل أدهم بالتفكير والبحث عن الحل ينتهي إلى نتيجة واحدة هي أن يرفع يديه إلى السماء ويدعو الله أن يقصف عمره أو عمر رجاء أو زوجته وبأسرع ما يمكن..

وتحقق ذلك إذ بينما كان يجلس في مكتبه إذ بالهاتف يرن، كان الطالب صهره جلال الذي طلب منه العودة إلى المنزل فوراً وأغلق الخط قبل أن يتيح له فرصة السؤال.. لماذا ؟..

لما وصل أدهم أمام منزله وجد جمعاً غفيراً من الناس ورجال الشرطة تحاول إبعادهم عن المكان لنقل جثة الفتاة التي سقطت من الطابق الثامن لمنزل سيدها وانزلقت قدمها وهوت إلى الأرض وهي لا تزال تمسك بيدها الخرقة الصفراء المعدة خصيصاً لمسح زجاج النوافذ وقد أطبقت أصابعها بقوة، لم تكن تلك الفتاة إلا رجاء.

نظم رجال الشرطة الضبط اللازم واعتبروا أن سقوط الفتاة وهي وحيدة في الدار من النافذة كان قضاءً وكان يمكن للقضية أن تنتهي عند هذا الحد لولا ملاحظة بسيطة جداً التقطها جار أهل الفتاة المحامي

فحين ذهب لمؤازرتهم لاستلام الجثة من المستشفى إذ استرعى انتباهه إطباق يد رجاء على قطعة المسح ، فأثار الأمر في نفسه تساؤلاً علمياً خطيراً.. هل الذي تزل قدمه ويسقط من شاهق يبقى ممسكاً ما كان في يده أم يحاول أن يتشبث بأطراف النافذة أو أي شيء ثابت صلب يمنعه من السقوط وعندها ستفلت الخرقة وهذا ما دفعه بصفته وكيلاً عن أهل الفتاة يطلب فحص زمن ( التيبس ) لأصابع اليد من قبل ثلاثة أطباء شرعيين، وكان تقريره بمثابة القنبلة المدوية... ويتضمن أن زمن التيبس يسبق زمن السقوط بأكثر من ساعة، الأمر الذي دفع بالمحامي إلى طلب تشريح الجثة كاملة.

وجاء تقرير التشريح بالكامل أكثر دوياً .. فقد ذكر أن جدران عضلة القلب لم تصب بأي تمزق وكذلك الحجاب الحاجز والكبد والطحال، الأمر الذي لا يتفق وأعراض سقوط الإنسان الحي ومن هذا الارتفاع لأن من آثار السقوط تمزق جدار عضلة القلب ومن ثم بقية الأحشاء الداخلية وبنسب مختلفة.

وأضاف التقرير أن الكسر الذي أصاب جمجمة الضحية لم يكن بسبب السقوط إطلاقاً والذي أكد هذه المعلومة زمن تخثر الدم المتبقي على حواف جرح فروة الرأس.

زلة لسان الأم أوقعت القاتل

لم يلزم المحقق كثيراً من الذكاء لأن ما يربط بين وفاة المغدورة وبين ما وجد الأطباء الشرعيون من أنها حامل.. فالعلاقة واضحة واتجهت أصابع الاتهام إلى الزوج الذي أكد الجميع من عمال المصنع والموظفين وجود علاقة تربطه برجاء إذن الحكاية يمكن تلخيصها ببساطة، عندما عرف أنها حامل رفضت الإجهاض وهددته بالفضيحة فتخلص منها ولكن أدهم أستطاع أن يقيم الدليل القاطع على وجوده في مكتبه وقت وقوع الجريمة.

وكان من الممكن أن يقبل المحقق دفاع أدهم وأدلته لولا إصرار زوجته على توفير جو الشبهة حوله بقولها أنها كانت تعرف علاقته مع هذه (( العاهرة )) منذ زمن .. لا بل راحت تزيد من تأجيج نار الشبهة حوله أكثر فأكثر، حين أتهمته أنه كان ينوي قتلها بالاشتراك مع رجاء وهنا استوقفت المحقق جملة قالتها الزوجة كانت بمثابة زلة لسان فسألها المحقق: كيف عرفت بهذه العلاقة؟ ومتى..؟ وعندها لم تجد بداً من أن تقول بأن من أخبرها عن العلاقة ابنتها وزوجها جلال.

عندها وضع المحقق الثلاثة في ظل دائرة الشك فهم كانوا يعرفون أن الفتاة حامل.. وثلاثتهم يشكون في أن يكون هذا الحمل من رب الأسرة أدهم، كما أنهم متضررون من وجود وريث جديد للثروة في حال وفاة الأب.

وبعد طول تفكير قرر المحقق استدعاء زوج الابنة جلال للاستجواب: وعندما مثل أمامه بدأ بتوجيه الأسئلة، وكان أولها:من أين اتصلت بعمك وطلبت منه الحضور فوراً... ثم لماذا أغلقت سماعة الهاتف في وجهه قبل أن تعطيه فرصة يستوضح منها عن سبب استدعاءه؟.

فأجاب جلال وبلا تردد: اتصلت معه من داري.. وأغلقت السماعة لعدم وجود وقت للحوار. فالقصة حياة أو موت.

وهنا فاجأ المحقق جلال بسؤال غير متوقع: ومن الذي أخبرك بالواقعة في دارك ومتى؟

هنا أُسقط في يد جلال ولم يعد يدري ماذا يجيب. واستغل المحقق وقع المفاجأة ليقول له: أنت اتصلت به من داره وليس من دارك ونستطيع التأكد من ذلك بمراجعة إدارة الهاتف.

سكت جلال وجمد في أرضه ولم يجب ولم يحرك ساكناً فتابع المحقق كلامه: المدة الزمنية التي تيبست فيها أصابع رجاء هي الفترة الزمنية ذاتها التي أستغرقها أدهم للوصول إلى منزله من مكتبة، هل تعرف ماذا يعني هذا الكلام يا جلال ..؟ يعني أنك أنت الذي وضعت الخرقة في يد رجاء وأطبقت أصابعها بإحكام وهي لا تزال جثة طرية تنزف من رأسها وقبل أن يباشرها التيبس، ومن ثم قذفت بالجثة على الشارع.

أمام هذا التصور الذكي الذي يعكس حقيقة ما جرى اضطر جلال وزوجته أمل أن يعترفا أنهما حضرا إلى المنزل صباحاً لإجبار رجاء على الاعتراف ولما امتنعت وأمسكت عن ذكر ما يلامس كرامة وسمعة أدهم ضربها جلال على رأسها بعصاً غليظة فخرت صريعة





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 33


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

16-12-2010 11:02 AM






لم تكمل الخمسة عشرة عاماً، ذكية وتتصف بخيال واسع ومع هذا فقد احترفت الهروب من البيت ، هذه هي هند..

البنت الوحيدة لأسرة فقيرة والدتها لا تراعي عمرها وتعاملها بقسوة اعتقاداً منها أنها تحسن تربيتها، أما والدها فيبيع الخبز اليابس غير مكترث بأولاده سواء من الزوجة السابقة أو من والدة هند، ويتصف بالأنانية.

أما إخوتها من أبيها، فالكبير منهم يعمل في جمع القمامة والثاني يتسكع على مفارق الطرق والإشارات الضوئية يبيع المسكة أو يمسح بلور السيارات... أما الثالث فهو لا يزال رضيعاً.

أسرة هند المنشغلة بأعمال غير مستقرة دأبها الحصول على قوت يومها لم يتسع لها الوقت لفهمها ولم تعمل على توفير الجو المناسب لها ولا سيما أنها تمر في أخطر مراحل عمرها.. ألا وهي سن المراهقة..

فقد قادها تفكيرها القاصر ذات يوم إلى الهرب.. وغابت عن البيت ثلاثة أيام، اكتفى الأب خلالها بإخطار الشرطة.. رغم أن هند كانت تغير موقع تشردها إلا أن الشرطة استطاعت العثور عليها وسلمتها إلى أبيها..

ولكنها لم تمكث في بيت أهلها إلا أياماً عدة وعادت إلى الهرب ثانية.. فكانت حياتها تشرداً في الشوارع تجلس في الحدائق العامة ومن ثم تنام في بيوت الناس الغرباء.. في كل يوم حكاية جديدة واسم جديد.

من التشرد إلى السرقة

بعد كر وفر بين الشرطة والأهل تم وضعها في معهد الأحداث علّها تتعلم مهنة.. ولكن وبعد أسابيع قليلة تعلمت السرقة لدرجة أن لوازم وثياب نزيلات المعهد وحتى مديرة المعهد لم تسلم من يدها الخفيفة..

ذات يوم دعت إدارة المعهد أحد رجال القانون ويدعى الأستاذ عصام للقاء النزيلات وإلقاء نصائح وتوجيهات من خلال تجاربه العملية عليهن، علهن يجدن في ذلك العظة والعبرة، وبعد أن انتهى الأستاذ عصام من كلمته التربوية ومن خلال أسئلة النزيلات والحوار معهن... وجد هذا الزائر أن إحداهن تضج حيوية وحركة وتتسم بذكاء ملحوظ..

وفي نهاية اللقاء سأل مديرة المعهد عنها.. فروت المديرة قصة هند وأنها الآن في المعهد بصفة إيداع ولمدة غير محدودة والإدارة بانتظار من يبادر إلى استضافة الفتاة ويشرف على تربيتها ويحسن إليها وما من شرط لدى الإدارة سوى أن تكون هذه لأسرة التي تستضيفها كريمة الأخلاق وحسنة السمعة.

أطرق الأستاذ عصام قليلاً واستعرض في ذهنه ما تعانيه زوجته المريضة من أعباء وتذكر إلحاحها المستمر أن يبحث لها عن فتاة وتحت أي عنوان، إن لم يكن للمساعدة في أعباء المنزل على الأقل لتؤنس وحدتها أثناء النهار ولما سألته المديرة عن سبب شرود ذهنه وبما يفكر قال لها: هل أصلح أنا لاستضافتها في بيتي.. وليس عندي سوى زوجتي المريضة؟. وأضاف: لدي ولدان غادرا القطر منذ زمن إلى أمريكا للدراسة وانشغلا بحياتيهما هناك ولم يعودان. وأغلب الظن أنهما لن يعودا لذلك سيكون وجود هذه الفتاة في بيتي بديلاً عن وجود أولادي.

انفرجت أسارير مديرة المعهد.. ولم تخف دهشتها ثم سألته: هل من المعقول وأنت ( فلان الفلاني ) أن تقبل في بيتك مثل هذه الفتاة المتشردة، فأجابها وبلا تردد:  كل الفتيات اللواتي يقبلن الخدمة في بيوت الناس على شاكلة هند ولا أحد يعرف ماضيهن بينما هند على الأقل ، كلنا يعرف حاضرها وماضيها أيضاً وهذا أدعى إلى ضبط سلوكها.. والإشراف عليها بالتعاون مع أهلها ؟؟؟؟

تجاوزت المديرة كل الإجراءات المطلوبة والمنصوص عنها قانوناً في اللوائح والتعليمات نظراً لمعرفتها بشخصية هذا الرجل الكريم واكتفت بتعهد خطي، وقعه أصولاً، توطئة لإعلام أهلها ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ثم نادت المديرة على هند وطلبت منها أن تجمع حوائجها على قلتها لتغادر المعهد برفقة هذا الرجل وتقيم معه في بيته كواحدة من بناته...

حليمة عادت لعادتها القديمة

المثل الشعبي الدارج يقول: ( رجعت حليمة لعادتها القديمة ) فما أن مضى شهران أو قرابة ذلك على إقامة هند في منزل هذا الكريم الذي استضافها وأطعمها وألبسها وأحسن إليها حتى حنّت لحياة التشرد فغادرت المنزل خفية، فقام الرجل بإبلاغ الشرطة أصولاً دفعاً للمسؤولية المترتبة في إيواء قاصر..

وعادت هند إلى مسيرتها القديمة في التسكع والتشرد والتسول والسرقة.. إلى أن ظهر في طريقها عبد الفتاح.

عبد الفتاح رجل متمرس في معاملة الفتيات لا سيما الجانحات منهن منذ أن كان شريكاً في كافيتيريا للذين يبحثون من الشباب والشابات عن مكان يأويهم في عتمة المكان ولو لمدة ساعة من الزمن بعيداً عن الأنظار.

ثم تحول إلى سائق تكسي يعمل لحسابه من خلال وردية الليل للبحث عن الفتيات المتشردات ليضمهن إلى قائمة ضحاياه.

وجدت هند في شخص عبد الفتاح كل ما يرضي الفتاة المراهقة الضائعة فقادها في تلك الليلة إلى منزله واستقبلتها زوجته التي كانت شريكته في موبقاته، فأحسنت استقبالها وغمرتها بعاطفة لم يسبق لهند أن عرفت مثيلاً لها...

وما هي إلا أيام قليلة حتى كان عبد الفتاح يقود هنداً ليلاً إلى منازل الراغبين فيها لقاء مبالغ خيالية، وأصبحت هند لدى عبد الفتاح ( الدجاجة التي تبيض ذهباً ) وانتقلت هند من فتاة متشردة في الشوارع والحدائق تتعاطى السرقة والنشل إلى حسناء يتهافت عليها الرجال...





ذات يوم كان عصام ( رجل القانون ) وزوجته خارج المنزل تلبية لدعوة على الغداء... وما أن عادا إلى الدار ودخلا بعد غياب عنها، استغرق مدة ساعتين أو أقل.. حتى اكتشفا تعرض منزلهما للسطو فباب الخزانة مفتوح..

أسرع عصام يفتش عما كان يخبئه من مال فيها فلم يجده...، وأسرعت الزوجة المسكينة المريضة تبحث عن مصاغها أيضاً فلم تجده..، وكذلك لم يجدا الكثير من الأشياء الثمينة والتحف الذهبية التي خف وزنها المتناثرة هنا وهناك.

سرقة غامضة

حين حضر رجال المباحث.. أول ما فعلوه أن أخذوا البصمات المحتمل وجودها على مقابض الأبواب وكذلك بصمات الأقدام.. وراحوا يفحصون أقفال الأبواب ومنافذ الشقة من كل مكان... فلم يعثروا على ما يدل دخول إنسان غريب ومما زاد غموضاً تقرير المخبر الجنائي وما جاء فيه، من أن لا بصمات واضحة تدل على هوية أصحابها...

من الأمور التي وقف عندها رجال المباحث أن اللصوص لم يعبثوا بمحتويات المنزل بحثاً عن المسروقات.. كما اعتادوا أن يفعلوا، فكل الذي وجدوه أن أحد أبواب خزانة الملابس هو المفتوح دون بقية الأبواب، كما أن درج الطاولة اليساري الأعلى قد تم خلعه بأداة .. ( بمفك  براغي ) أو ما شابه ذلك دون بقية الدروج، وهذه المشاهدات هي من الحقائق التي تؤكد أن اللص يعرف المكان جيداً وأين توضع الأموال أو المصاغ، أما بقية المسروقات الذهبية الثمينة، فهي تماثيل ( و فازات ) بادية للعيان، لا تحتاج إلى الكثير من البحث والتفتيش.

أمام هذه الصورة اتجه ذهن رجال المباحث أن يكون السارق واحداً من أهل الدار أو الأقارب الشديدي الصلة بالأسرة، أو أن يكون الإدعاء بالسرقة أمراً مفتعلاً لأسباب يجهلها رجال المباحث في الوقت الحاضر.

واستمع رجال المباحث إلى أقوال عصام وزوجته وعما إذا كان يشتبهان بأحد... فنفى كل منهما الشبهة بأحد وأضافا أن ما من أحد يزورهما إلا في المناسبات والأعياد وبدت جريمة السرقة أنها لغز حقيقي وأن اللص على غاية من الذكاء بحيث أنه خطط لها ونفذها ولم يترك وراءه أثراً يدل عليه ووجد رجال المباحث أنفسهم يسيرون في طريق مسدود..

لولا أن ما ورد على لسان زوجة الأستاذ عصام وبشكل عفوي وعابر اسم الفتاة ( هند ) وعندما سأل رجال المباحث وبلهفة من تكن هذه الفتاة راح عصام يشرح لهم كيف أتى بها من معهد الفتيات لخدمة المنزل وكيف أنها هربت.. ومن أنه وقتئذ أخبر الشرطة وأنه لا يعلم ماذا حدث للفتاة بعدئذ..

استمع رجال المباحث إلى ما يرويه الأستاذ عصام بإصغاء شديد وهم في عجلة من أمرهم، لأنه ظهر لهم بصيص ضوء سيقودهم إلى كشف غوامض الجريمة ولم يغامرهم أدنى شك أن اللص الذي دخل الدار هي تلك الفتاة واسم الفتاة لم يكن غريباً عن مسامعهم فهي ( زبونة ) قديمة لديهم من تشرد وسرقة وهروب من دار الأهل، إذن عليهم أن يبحثوا عن ضالتهم بأسرع ما يمكن.

مفاجأة غبر منتظرة

لم يطل الأمر كثيراً برجال المباحث فقد استطاعوا الوصول إلى هند ولكن المفاجأة التي ألجمتهم عن توجيه التهمة إليها.. أنهم وجدوها موقوفة بجرم تعاطي الدعارة بتاريخ يسبق تاريخ وقوع سرقة منزل عصام بزمن الأمر الذي ينفي عنها ارتكاب الفعل لا بل يجعل من السؤال الموجه إليها بهذا الصدد مجرد نكتة سخيفة وساذجة.

كانت هند موقوفة بجرم تعاطي الدعارة في معهد الفتيات ولا تعرف شيئاً عن موضوع سرقة منزل مخدومها السابق الأستاذ عصام إطلاقاً ولكن عندما حضر رجال المباحث إلى إدارة المعهد ترامى إلى سمعها ومن خلال ما نقلته إليها بعض المستخدمات من أن حضورهم إلى المعهد كان الأمر يتعلق بها وتبادر إلى ذهنها أن الأمر يتعلق حصراً بأحد السواح الخليجيين الذي سبق وسرقت محفظته المليئة بالعملات الأجنبية في تلك الليلة استضافها في شقته.

وكم كان ارتياحها عظيماً حين عرفت أن حضور رجال المباحث لم يكن للبحث عن محفظة النقود، إذن لماذا حضر رجال المباحث إلى إدارة المعهد وسألوا عنها؟.

وفي خطوة جريئة طلبت هند مقابلة مديرة المعهد، ومن خلال اللقاء عرفت هند أن منزل مخدومها السابق قد سرق وأن قيمة المسروقات بالملايين

عادت هند بذاكرتها إلى تفاصيل علاقتها مع سائق التاكسي عبد الفتاح وتذكرت كيف كان عبد الفتاح يسألها بكثير من اللف والدوران عن تفاصيل منزل مخدومها عصام وعن تفاصيل الحياة التي كانت تعيشها وبحركة لا شعورية مدت يدها إلى جيبها وأخرجت حزمة المفاتيح تتفقدها واحداً واحداً...

وكم كانت الصدمة قوية حين لم تعثر على مفتاح شقة الأستاذ عصام الذي بقي معها وغادرت منزله تلك الليلة عائدة إلى حيث كانت تتسكع سابقاً... وأطرقت رأسها وراحت تفكر بصمت.. ولما سألتها مديرة المعهد عن سبب شرودها وعما تفكر به، رفعت رأسها بهدوء وبكلمات مفعمة بالثقة قالت: إنه عبد الفتاح يا سيدتي.

لم يصمد عبد الفتاح كثيراً أمام رجال المباحث ولا سيما حين وجدوا في منزله المسروقات واعترف بكل التفاصيل وكيف كان يرسم ويخطط لسرقة منزل الأستاذ عصام منذ أن بدأت تحدثه هند عن ثرائه.

حين جاء عصام إلى مقسم الشرطة ليستعيد المسروقات والمتبقي من المال.. طلب أن يقابل الموقوفة هند وعندما إلتقاها سألها لماذا أخبرت عن عبد الفتاح ومكنّت رجال المباحث من إعادة المسروقات، فأجابت بهدوء وهي تبتسم: لقد عودتني الحياة أشياء سيئة كثيرة يا سيدي... ما عدا أمر واحد ( لا أعض اليد التي أحسنت إلي)





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 34


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

25-12-2010 05:04 AM




الدولارات المزيفة فضحت القتلة

يقول أحد فلاسفة القانون: (( خير للضمير الإنساني أن يبرئ القضاء عشرة متهمين من أن يحكم بالإدانة على بريء واحد )).



وتأسيساً على ما تقدم إليكم هذا الملف القضائي بكل تفصيلاته التي جرت أحداثه في محافظة طرطوس مستأذناً الصديق جودت نابوتي الذي كان يشكل منصب المحامي العام.



على الساحل السوري الجميل تقع مدينة بانياس الهادئة الوادعة وإلى جنوبها تماماً وعلى بعد خمسين كيلو متراً تقع مدينة طرطوس التي تضج بالحركة والنشاط وبين هاتين المدينتين وخلال هذه المسافة القصيرة التي لا تخلو فيها الطريق من السيارات ذهاباً و إياباً وقعت أبشع جريمة عرفتها المنطقة، فقد وجد الناس سيارة سياحية خاصة جانحة على جانب الطريق وخلف مقودها جسد رجل في العقد الرابع من عمره ينزف وقد فارق الحياة.

وصل الخبر إلى الشرطة التي حضرت سريعاً وحضر رئيس النيابة برفقته الطبيب الشرعي وسائر المعنيين بالأمر، وبالمعاينة وجدوا محفظة النقود ملقاة على المقعد المجاور فارغة من النقود... واتضح من خلال تفتيش السيارة والأوراق الخاصة التي كانت في حوزة القتيل ومنها ( فاتورة الفندق وهويته الشخصية ) أن السيارة كانت آتية من اللاذقية بإتجاه طرطوس... ومن ثم والاحتمال الأرجح أنها كانت في طريقها إلى دمشق.

لم تتوفر لرجل الشرطة أية معلومات أخرى لكشف غوامض هذه الجريمة، ولكن الشيء شبه المؤكد أن الدافع هو السرقة وجرى الإتصال بذوي المغدور لاستلام الجثة... واستيضاحهم إن كانت لديهم أية معلومات يضيفونها إلى التحقيق تفيد في كشف غوامض الجريمة وصولاً إلى الفاعل.

كان لوقوع هذه الجريمة أبشع الأثر في نفوس أهالي المنطقة للطريقة التي تمت بها والغموض الذي لفها، وأصبحت حكايتها على كل لسان وبدأت تنمو على  هامشها حكايات كثيرة. وفي وقت كانت الداوائر المعنية في دمشق تصدر التعليمات الصارمة للبحث عن الفاعل وبالسرعة القصوى ومهما كلف الأمر.



وتكررت الجريمة

وما أن بدأ الزمن يرخي النسيان على هذه الجريمة حتى وقعت جريمة جديدة وبذات المواصفات وقريباً من الموقع... ومن سيارة سياحية خاصة جانحة على قارعة الطريق وصاحبها جثة نازفة مرمية إلى جانبها.. وقد سرقت منه نقوده وكل ما يحمله من أشياء خف وزنها وثقل ثمنها والخاتم الذهبي.. وساعة اليد.. إلخ..

الأمر الذي لا يترك مجالاً للشك في أن الجريمة وقعت بدافع السطو والسرقة وأن القاتل هو نفسه في كلا الجريمتين.



كان لوقع هذه الجريمة دوي هائل يصم الآذان... ولا سيما في دور الشرطة والمباحث الجنائية وكانت ردة الفعل مزيداً من النشاط المحموم، فاستجوبت من أهل المنطقة ما يزيد عن مائة وخمسين رجلاً وامرأة حتى الأطفال استدعاهم مدير المنطقة لسماع أقوالهم على سبيل المعلومات ربما وجد فيها كلمة بريئة تكون شمعة تلقي بصيص نور ليضيء ظلمة الطريق...

ووسط هذه الأعصاب المتوترة والنفوس المشدودة عقد مدير المنطقة اجتماعاً لعناصره ووصلوا إلى قرار، أن ينصبوا كميناً لهذا القاتل اللعين وعلى مسؤوليتهم الشخصية دون إعلام المسؤولين وتسابق الجميع أن يكونوا أبطال هذا الكمين وبعد النقاش تم اختيار أحدهم لهذه المهمة الخطرة وهو رجل رياضي يتقن لعبـة ( الجيدو والتايكوندو )..

سيناريو الكمين ينص على أن يقود هذا المتطوع سيارة مدنية سياحية خاصة وحيداً كما تم في الحادثتين الماضيتين ويمض بين بانياس وطرطوس جيئة وذهاباً وفي أوقات مختلفة من الليل والنهار إلى أن ( يُسعده ) الحظ ويستوقفه ذلك القاتل المحترف... ومضت الأيام والأسابيع على التنفيذ من دون جدوى وباءت المحاولة بالفشل.

وبعد فترة وفي ساعة متأخرة من الليل رن هاتف منزل مدير المنطقة ناقلاً إليه خبر وقوع جريمة جديدة في الطريق ذاتها.

وكالعادة... حضرت الشرطة إلى مكان الحادث ثم سيارة رئيس النيابة وورائها سيارة مدير المنطقة وسيارات أخرى تتبع لجهات متعددة ذات صلة وعلاقة بأمن المنطقة.



ووجد الجميع أن الأمر لا يختلف كثيراً عن سابقتيه... السيارة جانحة على يمين الطريق... وصاحبها جثة هامدة كما وجد رجال الشرطة بركة من الدماء إلى جانب باب السيارة الأيمن الأمامي، ولكن الأمر الملفت للإنتباه أن لا آثار للدماء على الأرض بين بركة الدم في الجانب الأيمن للسيارة وبين وجود الضحية وهي تحاول الركوب من باب السائق... الأمر الذي يؤكد أن الضحية قضت وفارقت الحياة وهي في عراك مع الجاني ثم تم حملها ونقلها إلى الجانب الآخر وألقيت في داخل السيارة على النحو الذي وجدوها فيه.

ولم يكن مصير التحقيق في هذه القضية يختلف كثيراً عن سابقاتها



المحفظة المفقودة

وتكررت الجرائم إذ بعد فترة أفيد مدير المنطقة عن وقوع الجريمة الرابعة وهرع الجميع بلا وعي إلى مكان الجريمة وهناك وجد الجميع أن السيناريو نفسه قد تكرر، سيارة تقف إلى جانب الطريق... الجثة ملقاة جانباً النقود والأشياء مسروقة... إلا أن شيئاً هاماً كان يختلف هذه المرة عن سابقاته ... فالمحفظة بكامل محتوياتها مسروقة... والشيء الثاني والأهم أن رجال الشرطة عثروا في أرض السيارة على ( سيدارة ) واحد من منظمة الشبيبة وقد كتب صاحبها اسمه على حافتها من الداخل، تفادياً من ضياعها وكان العثور على هذه السيدارة كافياً أن يستدل رجال التحقيق أن صاحبها هو الفاعل أو أحد شركاء الفاعل...

( السيدارة ) والشعار الذي تحمله يشير وبشكل واضح أن صاحبها هو واحد من تلاميذ المرحلة الثانوية... وأن اسمه مدون عليها... والوصول إليه لن يكلف جهداً.

وبعد أقل من ساعة كان التلميذ صاحب ( السيدارة ) يقف أمام عدد من محققي الشرطة وقد أدهشته أن سيدارته وصلت إلى أيديهم... ثم تذكر أنها وقعت منه وقت أن أقله صاحب السيارة بعد أن رآه يقف على قارعة الطريق في ذاك النهار وهو في طريقه إلى المدرسة ولما علم أن صاحب السيارة وجد مقتولاً كانت المفاجأة مرعبة... والمرعب أكثر أنهم لم يصدقوه.

لم تبزغ خيوط فجر اليوم التالي إلا وكان هذا التلميذ تحت الضغط يعترف بأسماء شركاءه الآخرين، وهما تلميذان أيضاً وبذات المدرسة.

وأمام همة وعزيمة المساعد ( جميل ) وأساليبه في الإقناع اعترف التلاميذ الثلاثة بالجرائم المسندة إليهم وجاء في اعترافهم أنهم ألفوا عصابة للسرقة نظراً لحاجتهم إلى المال وتفتقت أذهانهم عن هذه الوسيلة، يداهمون السيارات العابرة ويقتلون أصحابها ويسلبونهم.

وقاموا بتمثيل كل جريمة على حدة أمام كبار الضباط والمسؤولين وأمام عدسات المصوريين وعلى أثر ذلك بادرت الجهة المعنية إلى مكافأة العناصر التي ساهمت وشاركت في الكشف عن هوية المجرمين وإلقاء القبض عليهم.



الشك في الإعتراف

  بعد أن تم استكمال محضر الضبط ودونت اعترافات الموقوفين والموقعة أصولاً والموثقة بالبيانات والمرفقة بالصور الفوتوغرافية، أحالتهم الشرطة إلى النيابة العامة في طرطوس ليجري استجوابهم، ولكن الشبان الصغار الثلاثة ما أن وصلوا إلى رحاب القصر العدلي وأصبحوا أمام مكتب المحامي العام حتى ارتموا على الأرض يبكون ويتوسلون ويستنجدون، كان مشهداً غريباً لم يألفه أي رجل في القضاء، ولدى السؤال والاستيضاح أنكروا ما سبق واعترفوا به أمام الشرطة وعزوا اعترافاتهم إلى أنها انتزعت بواسطة المساعد جميل والمساعد لطيف، وقالوا أنهم أبرياء.

كانوا حليقي الرأس، منهوكي القوى تعلو وجوههم صفرة الموت.. وكأن الواحد منهم عائد للتو من المقبرة، ولكن في جملة ما تبادر إلى ذهن المحامي العام الأيام التي قضوها بعيداً عن بيوتهم وأهليهم والمعاناة التي مروا بها كافية أن تترك بصماتها عليهم... فاستدعى إلى مكتبه قاضي التحقيق واختلى به وأطلعه على هواجسه وشكوكه في صحة اعترافاتهم... ومن أنه يحيلهم إليه ولكن طلب منه أن يتريث باتخاذ أي قرار بشأنهم بانتظار ما سيحمله الغد.

مرت شهور عدة والمتهمين الثلاثة موقوفين على ذمة التحقيق في طرطوس... ولكن إلى متى ...؟ ووكلاء الإدعاء الشخصي يلاحقون ويضغطون على قاضي التحقيق لإحالة الأوراق إلى محكمة الجنايات، والذي عزز القناعة، أنه لم تقع بعد إلقاء القبض عليهم أية جريمة في المنطقة، وتحت وطأة هذه الضغوط أصدر قاضي التحقيق ومن ثم قاضي الإحالة قرار الإتهام وأصبحت القضية أمام محكمة جنايات طرطوس والكل يعرف أنها ستعقد جلستين أو ثلاثة وبعدها سيصدر الحكم بلا أدنى ريب بالإعدام.



الدولارات المزورة والمحفظة

في حمص.. جاء ذات يوم رجل إلى أحد التجار، وعرض عليه أن يشتري منه مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي، أمسك التاجر بالدولارات وبدأ يتفحصها واحدة واحدة.. فاكتشف أن نصفها أوراق مزورة، فأخذ يداور هذا الرجل حتى تمكن بطريقته الخاصة من الإتصال بالمباحث الجنائية فحضروا وألقوا القبض عليه.

وأمام الإستجواب الجدي ومحاصرته بالأسئلة الدقيقة المتبعة ادعى المتهم أنه عثر على محفظة نقود في الطريق ووجد فيها في جملة ما وجد هذه الكمية من الدولارات... وكي يقنع رجال المباحث أنه يقول الصدق طلب منهم أن يصحبوه إلى داره ليريهم المحفظة التي وجد فيها الدولارات، فهو لايزال يحتفظ بها لم يكن اسم صاحب المحفظة غريباً عن أذهان رجال المباحث فهذا الاسم سبق وورود في البرقيات الواردة من المجافظات عن وقوع بعض الجرائم.

وبالعودة إلى السجلات اكتشفوا أن صاحب المحفظة هو أحد ضحايا جرائم الطريق بين بانياس وطرطوس.



تكتم رجال المباحث في حمص مبدئياً على هذه المعلومة وأوحوا إلى هذا الرجل أنهم صدقوا روايته وأن مسؤوليته تنحصر أنه لم يطلع المسؤولين على هذه الدولارات المزورة، وهذه عقوبتها في حدها الأقصى غرامة مالية.

وفي ذات الوقت كانت الهواتف ترن في مكاتب المسؤولين في طرطوس وحمص ودمشق، تنقل الخبر الصاعق ولما وصل الأمر إلى مسامع المحامي العام في طرطوس وضع يده على القضية وطلب إحالة ذاك الرجل إليه وفي باله أمر واحد: كيف يستدرج بائع الدولارات إلى الإعتراف الصريح؟

ولما مثُل أمامه سأله عن الظروف التي وجد فيها المحفظة والدولارات التي فيها ووعده أنه سيطلق سراحه فور أن ينتهي من الإستجواب، وأثناء سرد الحكاية طرق باب مكتب المحامي الحاجب وأعلمه أن الشرطة أحضرت صاحب المحفظة المفقودة فأمر بإدخاله فوراً...

دخل رجل مهيب وبصحبته شرطي وأمره المحامي العام أن يقف جانباً مع الشرطي ثم إلتفت وعاود طرح السؤال على المتهم:

هل تصر على أنك وجدت المحفظة صدفة؟؟؟؟

نعم.. وجدتها صدفة وفي الطريق العام!!!

ولكن صاحبها يقول بأنك سرقتها منه وفي داخلها الدولارات.

إنه يكذب.. ثم استدرك وبخبث أين صاحبها الذي يزعم أنني سرقتها منه، أين ؟؟؟؟؟ .. أرني إياه.

فأجابه المحامي العام: ها هو أمامك..



وأشار المحامي العام بيده إلى ذاك الواقف جانباً وهنا انتفض الرجل مذعوراً يصرخ ليس هو أبداً.. ولم يدر وقد زل لسانه وقال: صاحب المحفظة قد مات.



وتحول السؤال إلى كيف عرفت أنه مات؟ وانطلت اللعبة على القاتل وبدأ يسرد الإعتراف تلو الآخر وأنه ورفيقه كانا يقومان بنصب الكمائن للسيارات العابرة بين طرطوس وبانياس، ثم يوليان هاربين إلى ريف مدينة حمص حتى إذا واتتهما الفرصة ثانية عاوداا ارتكاب الجريمة التالية ومن خلال مداهمة منزل كل منهما عثر رجال المباحث على معظم المسروقات من خواتم ذهبية وساعات فاخرة وكانت المضبوطات أدلة الإثبات القاطعة.               





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 35


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

28-12-2010 05:45 AM




وقاحة ( الضحية ) أدت إلى براءة مغتصبيها

كانت الساعة تقترب من الثانية صباحاً حين طرق الحاجب مكتب الضابط المناوب ليلاً ليخبره أن فتاة معتدى عليها تنتظر في بهو القسم جاءت تتقدم بالشكوى.

لم يكن رئيس القسم يدري أنه أمام مشكلة ستكون لها أبعاد خطيرة تضعه في صدام مع المحامي.

كان منظر الفتاة يدع إلى الرثاء حقاً فثوبها ممزق وقميصها أيضاً وقد انحسر عن مساحة كبيرة من صدرها وبدت عليه أثار خدوش حمراء عميقة نازفة وشعرها أشعث، ودلالة الحال تنطق بلا نقاش أن الفتاة كانت في معركة حامية خرجت منها تواً.. جريمة الاغتصاب

أمام رئيس القسم روت الفتاة وأسمها ( نهلة ) ما جرى معها.. من أنها كانت تقف تحت جسر الشيراتون في دمشق تنتظر سيارة ( تكسي ) تنقلها إلى دارها في ( مساكن برزة البلد ) وإذ بسيارة تقف أمامها وتدعوها إلى الركوب، وكان في السيارة السائق الذي يقودها وإلى جانبه شخص آخر وكل اعتقادها أن هذا الشخص الذي يركب إلى جانب السائق هو راكب عادي... ولكن الذي تبين لها ومن خلال الحديث الدائر أنهما صديقان ... ولم تدر أن السيارة التي أقلتها ليست سيارة عامة ( تكسي ) إلا بعد أن انحرفت عن الطريق المفترض أن تسلكه ولما استوضحت السائق اتضحت لها الصورة الجلية من أنها وقعت في كمين شابين يريدان أن يقضيان منها وطرا ..

ولما حاولت الهرب وفتح باب السيارة انطلقت السيارة بأقصى سرعتها وفوتت عليها الفرصة ولم تسعفها توسلاتها ولا دموعها ولا حتى تهديداتها بالشكوى إلى الشرطة ولما أدركت حياتها قد تكون في خطر حقيقي انكمشت على نفسها ترتعد خوفاً من مصيرها المجهول..

واخترقت السيارة طرقات الغوطة الرئيسية ثم مسالكها الترابية حتى وقفت أمام باب بستان كبير.. فطلبا منها أن تنزل وسارا بها وسط البستان إلى بناء صغير بسيط مؤلف من غرفة ومنافعها .. معدة أن تكون سكن للناطور.. وهناك أفهماها بأن لا جدوى من الصراخ مهما علا صوتها.. وأن ما من مغيث لها في الجوار لذا علها أن تكون هادئة ومهذبة ومتعاونة .. وشرعا يخلعان ثيابهما ويعدان نفسيهما لما عقدا العزم عليه.

ولما اقترب أحدهما منها يحثها على خلع ملابسها رفضت.. ولما عاود ثانية دفعته وحاولت أن تولي هاربة ... ولكنهما قفزا معاً وأمسكا بها عند  الباب، وتولى أحدهما إخماد حركتها المتمردة الرافضة لتمكين الثاني من قضاء ما يريد وتناوبا اغتصابها وعندما انتهيا قام أحدهما بعصب عينيها، ثم أركباها السيارة وتعمدا التعرج في الطريق ثم أنزلاها في مكان ليس بعيد عن الطريق العام وولى هاربين.

مكان الجريمة فضح المغتصبين

حاول رئيس القسم أن يتلمس من خلال إفادتها معالم شخصية كل من هذين المجرمين فأفادته أن الذي بقي في ذهنها أن أحدهما يدعى مروان والثاني شهاب، وأنها سمعت أيضاً أحدهما يقول للآخر ( سر إلى الأمام قليلاً ثم انعطف يميتاً إلى بستان الباشا).

وبستان الباشا معلم حقيقي في الغوطة لا يتوه عنه أحد.. عندما سألها رئيس القسم، إن كان بمقدورها الاستدلال على مكان الجريمة، إن أوصلها على بستان الباشا فأجابت: إن الصدمة القوية أضعفت ذاكرتها ومع ذلك ستحاول، وما إن بزغت خيوط الفجر الأولى حتى كان رجال المباحث يهتدون إلى مكان البستان الذي وقعت فيه الجريمة، ومن هناك توصل رجال المباحث بشيء من المتابعة المضنية إلى إلقاء القبض على كل من مروان وشهاب، كان البستان ملكاً لوالد مروان... والسيارة ملكاً لوالد شهاب... وكل منهما شاب ضائع في هذه الحياة..



اعتراف ثم إنكار

بعد ذلك أوعز رئيس القسم إلى العناصر أن تباشر التحقيق مع كل من مروان وشهاب ووضعهما العناصر أمام خيار واحد هو الاعتراف بتفاصيل الجريمة وإلا فالخيار الآخر هو الاستعانة  بالمساعد ( جميل ) وبأدواته في فن الإقناع، وعندما لم يعترفا طواعية تولى المساعد جميل التحقيق معهما فاعترفا اعترافاً صريحاً

أمام هذا الاعتراف... لم يبق لرئيس القسم إلا أن يعلم رئيس النيابة بالأمر ليحضر ويقوم الموقوفان بتمثيل جريمتهما أمام وسائل الإعلام ورجال القضاء والتحقيق ولكنهما عندما مثلا أمامه عادا وأنكرا كل ما اعترفا به وأخذا يقسمان له أن ما قالاه ليس اعترافاً بالمعنى الصحيح.. وإنما هي إفادات تم انتزاعها بالقوة.

أنكر كل من مروان وشهاب مزاعم ( نهلة ) وأنها لفقت القصة كونها مومساً محترفة، تصطاد من الشوارع الزبائن واعترفا أنهما اصطحباها دون ضغط أو إكراه وأنهما اختلفا معها على الثمن ولم يدفعا لها ما طلبته.

وفي صباح اليوم التالي كان والدا مروان وشهاب يطرقان باب منزل المحامي يخبرانه عما حل بولديهما... وأنهما موقوفان في قسم الشرطة، تردد المحامي قليلاً في قبول هذه المهمة لأنه يعرف مسبقاً أن أقسام الشرطة لا ترحب بتدخل المحامي، وتحت وطأة توسل الرجلين قرر المحامي زيارة رئيس القسم.



تناقض في أقوال الضحية

في قسم الشرطة ومن خلال كلام المحامي الهادئ استطاع أن يتجاوز مع رئيس القسم حول تفاصيل الجريمة ومن خلال استعراض أقوال ( نهلة ) اتضح أنها طالبة جامعية وتعمل موظفة أيضاً في دائرة حكومية، وسأل المحامي رئيس القسم: هل من المعقول أو المقبول منطقياً أن تركب نهلة السيارة مع الشابين ظناً منها أنها سيارة ( تكسي ) علماً أن سيارة التاكسي مميزة بشارتها وعدادها واللوحات التي تحملها... وأخيراً وليس آخراً لونها الموحد الأصفر الفاقع؟.

أمام ذلك أعاد رئيس القسم مواجهة ( نهلة ) بالمتهمين بعدها اضطرت ( نهلة ) وبصعوبة شديدة وتردد الاعتراف أنها ركبت السيارة معهما طواعية في السيارة وهي تعلم أنها ليست سيارة عامة ( تكسي ) ولكن ليس لأي غرض سيئ آخر سوى أنهما عرضا عليها أن يوصلاها إلى منزلها في مساكن برزة ظناً منها أن ما يفعلاه مجرد نخوة، إلا أنهما قاداها إلى البستان وقاما باغتصابها على النحو الذي ذكرته بإفادتها آنفاً.

بهذا التعديل الذي طرأ على إفادة نهلة أصبحت الرواية أكثر تماسكاً وأكثر إقناعاً، الأمر الذي عقد الموقف على المحامي ودفع برئيس القسم إلى الشماتة به وبأسلوبه في التحقيق..

ولكن المحامي لم ييأس من المحاولة... قناعة منه أن نهلة تكذب بإتقان شديد وأن حكاية الخطف والاعتداء مجرد تلفيق كما أن تصرفاتها وتفاصيل سردها لما جرى تجاوز حدود الجرأة إلى الوقاحة بما لا يتفق مع كونها طالبة جامعية وموظفة، الأمر الذي يؤكد أنها صاحبة تجارب سابقة حتى ولو لم يكـن لها بعد أسبقـيات محفوظة في ( الشعبة الأخلاقية ) ولكن كيف السبيل إلى إثبات ذلك وقبل أن يفوت الأوان وقبل أن يحال المتهمان إلى النيابة العامة.



دليل البراءة

خرج المحامي من مكتب رئيس القسم محبطاً ويائساً وأثناء توجهه إلى الخارج وجد ( نهلة ) تشارك رجل شرطة الشاي ويدور بينهم حديث ودي ملحوظ فتريث في مشيته قليلاً ثم توقف وأخذ يراقب وجهها وسألها بلهجة ودية هادئة عمن أحدث في وجهها ورقبتها هذه الخدوش الدامية مروان أم شهاب؟ فأجابت بلهجة لا تخلو من التهكم والاستفزاز كلاهما يا أستاذ؟ وبدأت تكشف عن ساعديها... وعن فخذيها دون تردد من خجل أو حياء لتريه ما فعلاه بها، فأظهر المحامي تعاطفاً مفتعلاً معها وأبدى آسفه لما وقع لها، ثم اقترب وبدأ يتفحص آثار الخدوش واهتمام لم تفهم الشاكية أسبابه في حينه.

ثم كمن تذكر شيئاً عاد إلى مكتب رئيس القسم الذي استغرب عودته فالقضية منتهية ولا غبار على أن المتهمين مذنبان حتى العظم فلماذا إصراره على تبرئتهما.

وحاول المحامي إقناعه بأنهما يعملان في اتجاه واحد هو المساعدة على كشف الحقيقة، وأن من حق أي متهم الاستعانة بمحام وأن القانون أجاز حضور المحامي أمام النيابة العامة، والشرطة ما هي إلا ضابطة عدلية تتبع النيابة.

كل هذا الكلام لم يقنع رئيس القسم بضرورة وجود المحامي ، فلم يجد هذا الاخير بداً من أن يكون أكثر جرأة فانتصب واقفاً وقال: أرجوك أن تفهمني يا سيادة رئيس القسم فأنا أحملك مسؤولية توقيف هذين الشابين ومسؤولية الطريقة التي تم فيها استجوابهما، فلا جريمة في هذه القضية إطلاقاً... واعترافهما كان منتزعاً بطريقة لا يقرها القانون وبصراحة أطلب إحالتهما إلى الطبيب الشرعي..

وهنا استرخى رئيس القسم في كرسيه الفخم الدوار وبدأ ينقر بمسطرة طويلة على الطاولة بين حين وآخر وقال وبسخرية مريرة: كيف تقول يا أستاذ لا جريمة في هذه القضية..؟

ثم تبدلت لهجته إلى ثورة وغضب: إنها جريمة اغتصاب... اعتداء... خطف... إنها جناية وعقوبتها أكثر من سبع سنوات أشغال شاقة ..

ثم هدأت ثورته قليلاً وقال: ألم تر ما تركه الجناة على وجه الفتاة ورقبتها وصدرها... ماذا تريد دليلاً وإثباتاً أكثر من ذلك

فقال المحامي لهذا فأنا أطلب منك خطياً يا سيادة رئيس القسم أن تحيل الشاكية إلى المخبر الجنائي لفحص ما تحت الأظافر فوراً وقبل زوال الأثر..

بعد ساعتين... ورد تقرير المخبر الجنائي ويفيد بوجود بقايا خلايا لحمية مجهرية تعود إلى ذات الخدوش التي تركتها أظافر الشاكية نفسها على وجهها وصدرها ورقبتها وتتفق اتجاهات الخدوش مع حركة يد الشاكية.

ولما انتهى رئيس القسم من قراءة التقرير انتصب المحامي واقفاً وقال له: ألم أقل لك أن كلاً منا يقف إلى جانب الآخر وفي خندق واحد.





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 36


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

05-01-2011 04:37 AM




القـط ) .. رصاصة واحدة أفقدته أرواحه السبعة!



كان غسان يصف نفسه دائماً بالقط الذي لا يقع إلا على رجليه واقفاً وهذا المثل يتداوله العامة من الناس ليصفوا به الرجل الحذق، ولكن غسان هذه المرة وقع على رأسه ودقت رقبته غير مأسوف عليه أبداً.. رصاصة واحدة كانت كافية لتطوي صفحة الشر.

تعرف مروان وغسان على بعضهما بعضاً أثناء تأديتهما خدمة العلم بحلب ونشأت بينهما صداقة حميمة امتدت إلى ما بعد انتهاء الخدمة.. حتى أنها امتدت إلى ذويهما... فكان مروان يستضيف غسان في دار أهله كلما حل زائراً في دمشق...

كذلك كان غسان يدعو مروان إلى زيارته في حلب ليستعيدا معاً ذكرى الأيام التي مضت.

ذات يوم كان مروان في زيارة صديقه غسان.. الذي دعاه إلى تناول العشاء في أحد أندية حلب الراقية وهنالك وأثناء السهرة... كانت تجلس على طاولة منعزلة أسرة كريمة عريقة الحسب مؤلفة من الأب والأم مع أولادهما الثلاثة، شابان صغيران.. وابنة لم تتجاوز بعد الخامسة عشرة على أبعد تقدير.

كانت هذه الفتاة محط اهتمام الحاضرين جميعاً من حيث جمالها البريء وأناقتها البسيطة وعفويتها الأخاذة ولم يكن من الصعب أبداً أن يحزر المرء أن كل من كان في صالة العشاء يتحدث همساً عن هذه الفتاة الرائعة.

ولما دعاها أحد أخويها وهو شاب صغير دون العشرين من عمره إلى حلبة الرقص تسمرت عيون الحاضرين حولهما، ما أن انتهت الجولة حتى التهبت أكف الحاضرين تصفيقاً.



سأل مروان صديقه غسان وهما لا يزالان على مائدة العشاء من تكون هذه النجمة الاجتماعية الرائعة فأخذ غسان يشرح له الكثير مما يعرفه عنها، فهي ابنة رجل صناعي كبير ثري جداً تجارته تمتد إلى كل من دمشق وبيروت... وهي وحيدة على ثلاثة صبية ومدللة أهلها ولا سيما أبيها الذي لا يرفض لها طلباً.

وراح كل من مروان وغسان يحثان بعضهما بعضاً أن يتقدم واحد منهما ويدعوها لحلبة الرقص... ولكن الخجل والتردد كانا الغالبين عليهما ولكن ما أن بدأت ( الأوركسترا ) تعزف مقطوعة ( التانجو الكوبرستيا ) حتى جمع مروان كل شجاعته ونهض من مكانه وشد أطراف سترته من الخلف وبكّل أزرارها بأناقة ومشى بخطوات هادئة ولكنها ثابتة... وتقدم من الطاولة التي تجلس حولها الأسرة وأحنى رأسه قليلاً تحية واحتراماً وعرف عن نفسه واسمه ودعى الفتاة لمشاركته الرقصة وقبل أن تجيب كان مروان قد رفع ذراعه اليمنى لتتأبطها ويتجه بها إلى حلبة الرقص.

الدب في الكرم

واستطاع مروان بهذه الجرأة التي تتسم بالتهذيب... أن يخترق جدار الحذر... حتى أن والدها دعاه أن يجلس قليلاً معهم...

تعرف الأب على مروان... وسأله عن اسم رجل في دمشق وكم كانت دهشة الأب كبيرة حين قال له مروان:  أنه والدي!!!

وعاد وبدأ يسأل عن أحوال والده وهل لازال موظفاً في الداخلية ؟؟  فأخبره: أنه استقال منذ زمن وهو الآن يمارس مهنة المحاماة على الموجة الطويلة نظراً لتقدمه بالسن من جهة وكثرة مشاغله من جهة أخرى....

ودعاه الأب مروان ليزوره في المنزل وتكررت الزيارات وتكررت اللقاءات وبدأت تشتد أواصر المودة والمعرفة...

في الوقت ذاته لم يكن مروان يدري أن ما جرى في تلك الليلة قد أغاظ غسان الذي بدأ يتحرق ندماً لأنه لم يبادر هو نفسه إلى دعوة الفتاة أولاً إلى حلبة الرقص ووصل إلى قناعة أنه أتى بصديقه مروان إلى هذه السهرة كالذي يأتي (بالدب على كرمه)



تزوج مروان جهينة ابنة ذلك الصناعي الكبير وتزوج غسان ابنة عمه التي كانت تسكن في أحد أحياء حلب الشعبية . وأنجب كلٌ منهما الصبيان والبنات واستمرت العلاقة بينهما كما كانت أيام الصبا والعزوبية ولكن بقيت ذكرى جهينة ندبة جرح عميق في قلب غسان.

في البداية كان غسان يصطحب زوجته معه في كل زيارة يقوم بها إلى دمشق ويحل ضيفاً في منزل مروان ولكن مع مرور الأيام بدأ غسان يحل ضيفاً وحيداً  متذرعاً بشتى الأعذار وكثرت زيارته حتى أضحت إقامته في دمشق تمتد أياماً أكثر مما هي عليه في حلب.



صداقة الانتقام

لم يدر في خلد مروان لحظة أن يشك في غسان أو في نواياه ومآربه... فهو صديق العائلة لا بل بمثابة فرد منها... حتى الأولاد أحبوه وتعلقوا به إلا ابنة جهينة البكر وتدعى مايا التي بلغت من العمر خمسة عشرة عاماً أي السن ذاتها التي كانت عليه أمها حين تعرفت على أبيها في أحد أندية حلب.( مايا ) كان لها موقف آخر من غسان ليس عدائياً ولكن عدم استلطاف.

بدأت تظهر على سطح العلاقات بين مروان وزوجته جهينة الكثير من الخلافات التي لا سبب مقنع يبررها.

إلى أن جاء يوم عادت فيه الزوجة إلى المنزل ليلاً متأخرة بعض الوقت ولما سألها مروان عن سبب تأخرها.. تأففت.. وأمسكت عن ذكر السبب ولما ألح عليها أطلقت تلك القنبلة التي لا تبق ولا تذر وطلبت منه الطلاق فهي لم تعد تطيق العيش معه.

وقف الأولاد مشدوهين أمام هذا المشهد غير المسبوق  وكل منهم  يحاول بمداركه البسيطة أن يفهم ما يدور بين الأبوين ما عدا ( مايا ) التي كانت تتوقع بحسها الأنثوي أن يحدث ما يجري الآن في المنزل.

نقل مروان ما جرى في ليلة البارحة إلى والد جهينة فأخذ الأب يهدئ من روع صهره ويطلب منه المزيد من الصبر عليها فهو بحكم تجاربه في هذه الحياة يعرف أن المرأة مزاجية الطباع،

وتعهد الأب المسكين أن يتولى بنفسه أمر إقناع ابنته جهينة أن تعدل عن قرارها الخطير بطلب الطلاق ولكن يبدو أن لا الأب ولا الأم  ولا أحد من الأقارب استطاع أن يثني جهينة عما عقدت العزم عليه...



ذاب الثلج وبان المرج

في المحكمة الشرعية حين تبادل مروان وجهينة ألفاظ المخالعة... كانت الكلمات تخرج من حلقه بصعوبة أشبه بالحشرجة والدموع تنفر على خده بصمت وهدوء وكان الإنسان الوحيد الذي يشاركه البكاء بغضب صامت ابنته ( مايا )

عادت جهينة إلى دار أبيها في حلب لتلتزم ( العدة ) وهي ثلاثة أشهر وعشرة أيام ولا يعرف أحد ماذا يدور في خلدها بعد انتهاء العدة.

في أول يوم حل بعد انتهاء فترة العدة فاجأت جهينة الناس كلهم بزواجها السريع من غسان كان للخبر دوي هائل ترددت صداه كل أنحاء حلب وكان موضع أحاديث المجتمع وتكهناته.

حين عاد غسان من حلب يقود سيارته وبرفقته زوجته الجديدة  ( مطلقة صديقه مروان ) كان يستعرض في ذهنه تفاصيل تلك الليلة المثيرة التي تعرف فيها مروان على جهينة وكيف قام يطلب مراقصتها كانت ليلة لا تنسى، لقد اعتبر غسان أن طلاق جهينة من مروان و زواجه منها الآن بمثابة إعادة الأمور إلى نصابها فهو يعتبر نفسه الأحق بها.

لم يكن لدى غسان منزل في دمشق لذا فقد استأجر جناحاً (سويت) في أحد فنادق دمشق الفخمة ذات الأربع نجوم ريثما يتسلم منزل الجمعية في دمر وكان اختيار السكن في دمشق لأكثر من سبب أولها نزولاً عند رغبة جهينة في أن تبقى قريبة من أولادها تراهم متى شاءت ولكن الأولاد أحجموا عن مقابلة والدتهم حتى أنهم رفضوا محادثتها هاتفياً.

مضت أربعة أشهر وغسان وجهينة لا يزالان نزلاء الفندق، والشقة الموعودة اتضح أنها سراب واكتشفت جهينة أن غسان مجرد نصاب سطا على  كل مدخراتها بما فيها ما كانت تحمله من مصاغ وحُلي، ويلاحقه الدائنون في كل مكان واكتشفت أيضاً أنه يحمل أكثر من جواز سفر مزور هذا الرجل مصيبة حقيقية.

والأهم من كل ذلك أنه لم يسدد قيمة فواتير الفندق ووجدت جهينة نفسها أنها خسرت كل شيء وكسبت فقط احتقار الناس ولومهم لها عما فعلت وفرطت به.

اعتقدت جهينة أنها تستطيع طلب الطلاق والعودة إلى منزل والديها كأي مطلقة ولكن الأهل لم يرحبوا بعودتها.. بل رفض والدها أن يستضيفها في داره ليلة واحدة، وبدأت جهينة بطرق كل الأبواب، فوجدتها كلها مغلقة.

وعادت إلى دمشق تتنقل من فندق إلى آخر، وكلها فنادق رخيصة الثمن والسمعة، حتى انتهى بها المطاف أن تستأجر غرفة غسيل لا حمام فيها ولا مرحاض على سطح أحد الأبنية، وبدأت تعيش الكفاف، وعلى عطاءات الآخرين الشحيحة...



محنة الأم وانتقام الابنة

الإنسان الوحيد الذي كان يتابع جهينة ويتقص أخبارها ويتردد عليها سراً كانت ابنتها ( مايا ) التي عانت محنة والدتها بكل تفاصيلها.

وأسرت جهينة على ابنتها مايا بكل التفاصيل والأسرار وعرفت مايا بذكائها الحاد أن ما فعله غسان بأمها كان انتقاماً منها وإرواء لنفس حاقدة عطشى للانتقام وبالتالي لم يكن زواجاً بقدر ما كان تصفية لحسابات قديمة.

بكت مايا كثيراً وبكت معها أمها كثيراً، وتماسكت الأيدي وتعانقتا وأخذت مايا تهدأ من روع أمها وتطمئنها أن الله سيكون معها ولن يتخلى عنها وأن يوم الحساب آت قريب...

ذات يوم وفي ساعة متأخرة من الليل وقفت سيدة ملثمة تضغط بقوة وإلحاح على جرس باب منزل غسان في حي السبيل في حلب فاستيقظ الجميع وهرعوا إلى الباب بما فيهم غسان ليروا من هو الطارق المنتاب.

وكم كانت دهشة غسان بالغة لا توصف حين وجد أمامه سيدة ملثمة أزاحت عن وجهها الكوفية وإذ بها مايا تمسك بالمسدس وتطلق رصاصة أصابته في وجهه ثم تبصق وترمي المسدس جانباً وتغادر مهرولة إلى قسم الشرطة لتحكي هذه القصة





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 37


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

13-01-2011 03:14 PM




من قتل حنان؟

حين وصل نبيل وأصدقاؤه إلى باب البناية وجد جاره جوزيف الذي يعمل نجاراً يخرج من المحل المجاور للمدخل وينادي عليه ويستوقفه ليعطيه اللحمة التي أحضرها صبي اللحام ( أبو سعيد ) ولما استوضحه عن سبب وجود اللحمة عنده أجابه بأن ( صانع اللحام ) طرق الباب كثيراً ولم يجد أحداً، فأودعها عنده ريثما تعود ( المدام ) ربما تكون غادرت المنزل لاستدراك بعض حاجيات المنزل وستعود بعد قليل.. ولكن المدام ( حنان ) لم ترجع حتى هذه اللحظة.

أمسك نبيل بصرة اللحمة بدهشة وذهول وتمتم بكلمات هامسة غير مفهومة وامتقع لون وجهه وقفز الدرجات القليلة إلى الطابق الأرضي وأسرع يخرج المفتاح، ووضعه في ثقب القفل وفتح الباب... ومما لفت نظره أن الباب لم يكن مقفلاً، لأن من عادة حنان أن تقفل الباب حين تغادر المنزل ولو كانت مغادرتها لساعة واحدة، إذن حنان في المنزل.

تريث لحظة أو أقل ثم دعا أصدقاءه إلى الدخول معه.

في الداخل بدأ ينادي على زوجته باسمها ( حنان أين أنت يا حنان ضيوفي حضروا معي ) ثم أخذ يفتح أبواب غرف المنزل ويغلقها بشيء من العصبية وسط دهشة أصدقائه الذين تسمروا في الصالون بانتظار ما ستحل لهم الدقائق الآتية... ثم اتجه أخيراً إلى الحمام وهو يصرخ بأعلى صوته: ( إذا كنت في الحمام يا حنان ردي علي ). ولكن حنان لم ترد، وعلى الرغم من أنها كانت في الحمام، فهي جثة هامدة مثخنة بجراحها النازفة، فأطلق نبيل صوتاً كالرعد الهادر: ( إلحقوني، حنّة مقتولة ) ( وحنة هو الاسم الحقيقي، وحنان اسم الدلع والحداثة(

حضر رئيس النيابة ورجال المباحث والطبيب الشرعي ورجال الأدلة الجنائية وراح الجميع يعمل كخلية نحل كل حسب اختصاصه، وعلمه، وما هي إلا دقائق حتى انتشر الخبر في سائر أرجاء الحي... حنان زوجة نبيل مقتولة.



جريمة غامضة ؟

لم يتضمن تقرير المخبر الجنائي وجود آثار بصمات ملفتة للنظر، إذ أنها تعود إلى أصحاب الدار وزوار الدار وأصدقائهم.

واستبعد التحقيق الشك في الزوج لقوة حجة غيابه وقت وقوع الجريمة واتصاله بالمغدورة ،كما شهد اصدقائه ، من مكان عمله ليخبرها بدعوته لهم على الغذاء ، ثم اتصل مع اللحام ( ابو سعيد ) ليطلب منه ان يؤمن اللحمة الى البيت..

وفي التقرير الشرعي تم الكشف عن وجود آثار ( مادة منوية ) متبقية في قناة مهبل الضحية، مما يرجح أن تكون قد مارست الجنس قبل مقتلها مباشرة مما لم يسمح لها أن تغتسل على الأقل موضعياً.

تقرير الطبيب الشرعي دفع التحقيق إلى ترجيح أن تكون الجريمة هي اعتداء جنسي أو أن يكون الدافع إليها علاقة جنسية أو دوافع غامضة أو أحقاد شخصية.

ولكن المحير بالنسبة الى المحققين هو عدم وجود اي كسر او خلع او جروح دفاعية على جسد الضحية تدل على انها قاومت ، ومع استبعاد الزوج يصبح الاحتمال الاقرب الى الواقع دخول الجاني الى المنزل بموافقة الزوجة ..

واتجه التحقيق في هذا المنحى ونشط عناصر المباحث في استجواب الجيران واصحاب المحلات المجاورة للمنزل ، وكانت افادة الجميع بانهم لم يروا اي شخص غريب قد دخل في ذاك اليوم الى البناء..؟!



استجواب الزوج

كان لا بد ان يتم سؤال الزوج عن بعض التفاصيل ، ومحاولة الاستفسار عن سلوك زوجته ، لكن الزوج اكد بانه خرج الى عمله كالمعتاد بعد الساعة الثامنة بقليل ، وابدى استغرابه لوجود المادة ( المنوية ) بحسب تقرير الطبيب الشرعي لانه اكد بانه لم يقيم اي علاقة مع زوجته منذ فترة طويلة لاسباب خاصة ، كما اكد بانه ليس لديه اي شكوك حول سلوك زوجته ..

وامسك رئيس النيابة بخيط انقطاع العلاقة الجنسية مع الزوجة وبدأ البحث عن الاسباب علها تقوده الى اكتشاف الحقيقة ، والتقى والدة حنان التي فجرت مفاجأة عند سؤالها فيما اذا كانت حنان قد اسرت لها عن اسباب انقطاع العلاقة بينها وبين زوجها ..

وكان الجواب صادما ومفاجئا للجميع ؟؟!



السر ؟

زوج حنان بدأ يتغير تجاهها بعد الزواج ولا يبدي اي رغبة في التقرب منها ، لتكتشف حنان بعد مدة وعن طريق الصدفة بان زوجها شاذ!

فقد عادت في أحد الايام كان من المفترض الى تفقضيه مع والدتها الى المنزل باكرا بعدما اختلفت مع الاخيرة ، لتجد زوجها ورجل اخر في سرير الزوجية في وضع مشين ، فيهرب الرجل شبه عار ، ويتوسل الزوج لكي تحفظ الزوجة سره؟



بالجرم المشهود؟

تم وضع الزوج تحت المراقبة ، وبالفعل شوهد في اليوم التالي يصعد هو ورجل اخر الى المنزل ، وتكرر الامر في الايام التالية اكثر من مرة ، وبعد ان تم الحصول على اذن من النائب العام تمت مداهمة الشقة بعد صعود الرجلان اليها بربع ساعة وتم تأكيد اتهامات الام وضبط نبيل ورجل اخر في وضع مشبوه واقتيدوا الى التحقيق ..

كرر الزوج كلامه السابق واكد بان زوجته تفهمت الحالة وكانو في صدد اتخاذ اجراءات للانفاصل ، وعاد ليؤكد على حجة الغياب .. فكيف يقتلها وهو في عمله؟؟

وهكذا اتجهت الشكوك الى الرجل الاخر الذي اتضح بانه رجل معروف في الحي ، ومن المؤكد بانه ليس لديه الثقة بزوجة نبيل كما يثق الاخير بزوجته وما الضمان بان لا تفضح حنان سره بعد الانفصال؟



العودة الى نقطة الصفر؟

وخلال التحقيقات انكر صديق نبيل ضلوعه في القتل واستطاع هو الاخر ان يأتي بحجة غياب فقد اثبتت السجلات بانه كان مغادرا خارج القطر في ذاك اليوم ولم يعد الا بعد يومين من تاريخ الجريمة.؟!

اعاد رئيس النيابة النظر في الادلة والصور التي امامه ، ووقف عند جزئية ساعة الوفاة وقرأ بتمعن بان الوفاة حدثت الساعة 11 بعد نزيف جراء عدة طعنات في انحاء الجسد واستدعى مباشرة الطبيب الشرعي وسأله عن مدة النزف وهل من الممكن ان يتم تحديد تاريخ الطعن .. وليس الوفاة؟

وجاء التقرير لمعلومات هامة ، فقد نزفت الضحية لمدة ثلاث ساعات كما دلت الجروح في جسدها والدماء المتخثرة ، اذا فقد تم طعنها الساعة 8 صباحا..؟

 

مواجهة ثانية مع الزوج؟

تلعثم الزوج امام الحقائق الجديدة الا انه بقي مصرا على اقواله وانه خرج من المنزل وحنان كانت على قيد الحياة ، وعاد الى شهادة اصدقائه وحديثه مع زوجته لاخبارها بانه دعا اصدقائه على الغذاء ..

وصل ظرف اثناء الحديث الى رئيس النيابة فتحه بينما كان نبيل يعيد رواية قصته ويتشبث في التفاصيل التي رواها سابقا مبديا الاستياء والحزن من موت زوجته وعدم مراعاة وضعه ..

وفجأة رمى رئيس النيابة بالورقة التي في الظرف امام نبيل وعلى وجهه ابتسامة الظفر ، وسأله ما رأيك .

قرأ نبيل مافي الورقة واسقط في يده ..

اطرق رأسه في الارض وقال بعد الصمت بصوت خافت .. لقد تمادت كثيرا في استغلالي وتهديدي بالكشف عن سري .. كان يجب ان تموت ..

وروى كيف تودد لزوجته في ذاك اليوم واقنعها بانه برأ من ميوله الشاذة ، واقام معها علاقة قبل ان يقتلها حتى تبدو القصة وكأنها هي الخائنة .. كيف دخل عليها الحمام وطعنها .. الى اخر القصة ..



وضعت الاصفاد في يد نبيل واقتيد خارج الغرفة في طريقه للسجن ، وبقيت ورقة كشف الاتصالات في ذاك اليوم على طاولة رئيس النيابة وقد جاء فيها بانه لم يتلقى منزل نبيل اي اتصالات في يوم الجريمة ؟؟





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 38


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

30-01-2011 04:19 AM




لم تكن لينا البالغة من العمر ثلاثين عاماً ممرضة بالمعنى الصحيح... فلا هي مجازة من معهد التمريض، ولا من أي مشفى آخر... إنما هي التحقت بعيادة الدكتور غسان كمسؤولة عن نظافة العيادة وملحقاتها... ثم بعد فترة وجيزة كلفها طبيب الأسنان أن تكون (( سكرتيرة )) تنظم وتدون المواعيد وتجيب على الهاتف، ثم أناط بها نظافة وتعقيم الأجهزة الطبية وأدوات الجراحة والعمليات... ومن خلال هذه المهمة عرفت لينا الكثير من الأدوات وحفظت أسماءها ومهامها والغاية من استعمالها، حتى أن الدكتور غسان كان يستعين بها في بعض العمليات الجراحية البسيطة التي يجريها في العيادة ولا تحتاج إلى تخدير عام.



مطلقة لعوب

كانت لينا تتمتع بقسط وافر من الذكاء والجمال أيضاً، وكان يزيد في جمالها أناقتها البسيطة، وقدرتها على توظيف أنوثتها متى تشاء وتريد في نيل مبتغاها، ما جعلها تعتقد أنها قادرة على اجتذاب الرجال.

وكانت تدرك في أعماقها أن وجودها في عيادة الدكتور غسان مرحلة عابرة اقتضتها الضرورات المادية بعد أن طلقها زوجها، فالمستقبل ليس في عيادة الدكتور غسان  وطموحاتها لا تقف عند حدود، حتى أن الدكتور غسان سألها أكثر من مرة عن سر إحجامها عن الزواج ثانية خصوصاً وأنها لا تزال في مقتبل العمر، فكان جوابها المعتاد... ((حتى يأتي النصيب((

ذات يوم قصد العيادة شاب اسمه عارف يشكو آلاماً حادة في أسنانه وطلب من لينا أن تدخله إلى الطبيب فورا ًولما حاولت أن تفهمه أن الدخول يخضع للمواعيد المسبقة وعليه أن ينتظر دوره أخرج من جيبه ورقة نقدية من فئة الخمسمائة ودسها في كفها، ثم أخرج ورقة مماثلة أخرى وقال لها، هذه للطبيب أجرة  ((الكشف)) عندها دخلت غرفة الطبيب لتخرج بعد لحظات مشيرة للمريض بالدخول فوراً والدهشة تعلو وجهها من هذا الكرم الذي لم تعتده..

ثم تكررت زيارات هذا المريض، وتكررت العطاءات، والأوراق النقدية المختلفة ولأن هذا المريض ( لقطة)  فقد أشهرت لينا عليه كل أسلحتها الأنثوية وقررت أن تكون هي الصياد، وعارف هو الطريدة وبدأت الحرب العاطفية الخفية، ونجحت في استدراجه إلى فخها وصار يطلب لقاءها خارج العيادة وهي تصر أن تكون اللقاءات في العيادة بزعم أن ذلك أدعى لإبعاد الشبهة عنها، ولكن وفي كل المرات وعلى الرغم من خلو العيادة وانفرادهما لم تكن تمكنه من نفسها على النحو الذي كان يرغبه ويسعى إليه، إذ في اللحظة الحرجة تماماً وفي كل مرة تتملص منه ولا تنيله إلا ما ترغب هي في إعطائه حسب لعبة حواء (( الأزلية((



الطرف الثالث

وما لم يدركه عارف أن لينا على علاقة بشخص آخر، أو بمعنى أدق أن لها عشيقاً كانت علاقتهما وافتضاحهما سبب طلاقها من زوجها، ويدعى عبد الفتاح  ، يعمل سائق سيارة أجرة وله نشاطات أخرى يعتبرها القانون نوع من تسهيل

(( الدعارة  )) فهو يعرف بيوتاً عدة، مشبوهة ينقل إليها ليلاً من يسأله عن بنات الهوى وغالباً ما يتقاضى أتعابه من الطرفين.

لم تخف لينا عن عبد الفتاح معرفتها بعارف، حتى أنها كانت تروي له بعض جوانب اللقاءات بطريقة ساخرة... كما أنها أسرت إليه أن عارف رجل ثري ومعطاء أيضاً.

ومن خلال أحاديثها عن عارف قفزت إلى ذهن عبد الفتاح فكرة استغلال هذه العلاقة لسحب المال من عارف على سبيل القرض، وأقنع لينا بفكرة استقراضها المال من عارف، وأن القرض سيحل الكثير من المشاكل المادية العالقة التي تحول دون سعادتهما المشتركة.

اقتنعت لينا بالفكرة وفي أول لقاء لها مع عارف جندت كل قدرتها الأنثوية مع افتعال الخجل والدلع المصطنع، ووافق عارف على تسليفها المبلغ الذي طلبته وقدره خمسون ألف ليرة سورية ( في الثمانينات ) ولكنه استكتبها مقابله سند دين كأمانة وطمأنها بأنه لن يطالبها برد المبلغ، وأن السند ليس سوى حبر على ورق، وتكررت العملية وتكرر الطلب وتكررت كتابة السند حتى بلغ مجموع ما استدانته من عارف ما يزيد عن المئتي ألف ليرة.

كان عارف يعتقد أن المبالغ التي دفعها إلى لينا ستمكنه من الوصول إليها وأن يوم المنى قد أتى بوصال ولقاءات ممتعة بعد غنج وتمنع طال أمده وأفقده صبره.



تسديد الحساب

وكانت الأموال التي أسلفها إلى لينا تنتهي إلى يد عبد الفتاح، والذي لم يكن يعرفه عارف أن لينا لم تكن قادرة أن تعطيه من نفسها أكثر مما كان يسمح لها به عبد الفتاح ولغايات مدروسة ومحسوبة من الطرفين.

لكن عارف أدرك بعد طول صبر أنه كان ضحية عملية نصب وأن لينا كانت تراوغه كل هذه المدة الطويلة، ولن تعطيه ما يبتغيه، كما استنتج أن وراء هذه المراوغة رجلاً في الظل. ع

ندها اتخذ قراراً حاسماً بالخروج من هذه الدوامة عبر طلب استرداد المبلغ فوراً وإلا فالمحامي بانتظار أن يتقدم بسندات الأمانة إلى رئيس النيابة العامة والقضاء سيقول كلمته.

جلس الاثنان يفكران ماذا يفعلان، فعبد الفتاح أنفق المال حسب زعمه ولم يبق إلا القليل، ولينا لا تملك أن تعيد إلى عارف المبالغ التي استدانتها... والمحامي هدد بإشهار سلاحه القضائي في وجهها ملوحاً بقدرته على سجنها بجرم إساءة  الائتمان واستقر الرأي في النهاية أن تبادل لينا عارف السندات مقابل التمتع بجسدها.

وفي أول زيارة لعارف إلى العيادة لمتابعة العلاج وبعد أن انتهى وهم بالمغادرة استوقفته لينا عند باب العيادة الخارجي وأخبرته أنها تنتظره في بيتها لأنها ستكون وحدها الليلة معلنة الإذعان، وقالت له: لا تنس إحضار سندات الأمانة لأني سأسدد لك كامل المبلغ بالطريقة التي تفضلها أنت.

وفي الساعة المحددة كان عارف يقرع باب منزل لينا وهو في كامل أناقته وبحذر شديد فتحت له الباب ودعته إلى الدخول بسرعة كي لا يراه أو ينتبه إلى مجيئه أحد من الجيران.

ثم أغلقت الباب وكانت تلبس ثياباً تكشف عن جسدها الغض أكثر من ما تستر وأمسكته من يده بدلع واضح وقادته مباشرة إلى مخدعها ودلالة الحال أبلغ من كل بيان.



الخديعة المزدوجة

في غرفة النوم وبعد أن ارتوى من مفاتنها وبدأ بارتداء ثيابه تمهيداً للانصراف طلبت لينا من عارف أن يعيد إليها سندات الأمانة فمد يده إلى محفظتة وأخرج السندات وسلمها لها وبحركة سريعة جداً أشعلت (( الولاعة )) وأحرقت السندات، لكن دهشت حين انفجر عارف ضاحكاً وأخبرها أنها صور عن السندات أما الأصول فما زالت في حوزته، عندها ملك لينا الغضب فأمسكت بمشرط طبي تحتفظ به وانهالت عليه طعناً بغير وعي حتى لفظ أنفاسه.

اتصلت لينا هاتفياً بعبد الفتاح الذي حضر فوراً وأخذ يهدئ من روعها ويحاول إقناعها أن ما فعلته كان دفاعاً عن النفس ولا تجريم لمن يدافع عن نفسه وماله أو عرضه.

لكن لينا لم تقتنع بآراء عبد الفتاح وأصرت على إخفاء الجثة لإخفاء الجريمة بأي طريقة، ونزولاً عند رغبتها وإصرارها اقترح نقل الجثة إلى أرض بعيدة على أن يتم دفنها ليلاً، ولكن كيف ينقلان الجثة من دون إثارة الانتباه خصوصاً أن القتيل ضخم الجثة؟.

وبعد استعراض كل الاحتمالات استقر الرأي على أن تقوم لينا بتقطيع الجثة مع طمس معالم الوجه، ووضع الأشلاء في البراد تمهيداً لنقلها ليلاً ودفنها، وحسب هذه الخطة استحضر عبد الفتاح معولاً ومجرفة ونقلا الجثة وقاما بدفنها في أرض نائية يملكها والد عبد الفتاح، من دون أن يدركا أن عيوناً ترصدهما.

وفي الليلة ذاتها وصل إخبار هاتفي إلى مدير المنطقة يعلمه أن بعض مهربي السلاح قاموا بدفن مهرباتهم في أرض يملكها والد عبد الفتاح، وعلى الأثر تحرك مدير المنطقة مع بعض العناصر الأمنية للتأكد من صحة الإخبار وقاموا بمسح المنطقة فوجدوا الحفرة  الطرية التراب وظنوا أن فيها السلاح المهرب ونبشوها ولكنهم لم يجدوا السلاح المنشود وإنما جثة رجل مقطع إرباً في ثلاثة أكياس نايلون.



احتمالان لا ثالث لهما

تضمن تقرير الطبيب الشرعي أشياء كثيرة، أهمها أن القاتل هو أحد اثنين، إما ( قصاب ) لحام محترف، أو طبيب جراح، واستدل على هذا الرأي من خلال تقطيع  أوصال الجثة بشكل دقيق.

وفي اليوم التالي بدأ شقيق عارف البحث عنه، إذ ليس من عادته أن يختفي أو يغيب عن بيته، وكلف محامياً لمتابعة الموضوع فهو الأقدر على تحريك البحث لدى الجهات المعنية.

كانت بداية الخيط معلومة تلقاها المحامي من شقيق عارف أنه سمع منه صباح يوم اختفائه أنه على موعد مع طبيب الأسنان غسان، ومنها انطلق البحث.

في غرفة الانتظار سألت لينا المحامي الذي كان يجلس في غرفة الانتظار إن كان مريضاً فأجابها بالنفي وإن زيارته هي للاستعلام فقط عن مريض اسمه عارف ثم أتبع ذلك بسؤالها: (( هل تعرفينه يا آنسة؟ )) فأجابت وبهدوء يشوبه الحذر: (( طبعاً فهو مريض ويتردد على العيادة بين وقت وآخر )) ثم سألها: (( متى كانت آخر زيارة له )) فأجابت:(( منذ فترة بعيدة... ولماذا السؤال؟ ))

وفي لقاء المحامي مع الدكتور غسان اتضح للمحامي أن لينا كانت تكذب... فقد أوضح الدكتور غسان أن آخر لقاء مع عارف كان اليوم الذي اختفى فيه...

وفي اجتماع ضم رئيس النيابة ومدير المباحث الجنائية والمحامي الذي كان يتابع البحث عن عارف وعن مصيره، وطرح المحامي ذلك الحوار البسيط المقتضب الذي جرى مع لينا في ذلك الصباح. وكيف أنها نفت زيارة عارف للعيادة رغم أن الطبيب غسان أكد الزيارة، كما اتضح من خلال البطاقة الطبية التي يدون فيها كل المعلومات عن المريض وتاريخ زياراته.

وفي مصادفة طرح أحدهم فكرة محاولة ربط اختفاء عارف وبقايا أشلاء الجثة المجهولة التي عثر عليها.

وبطلب من النيابة العامة جرى الكشف على بقايا الجثة المحفوظة في براد المشفى وفي مطابقة بسيطة وسريعة قام الطبيب الشرعي بين فك الجمجمة التي وجدوها مقطعة والصورة الشعاعية لفك أسنان المريض عارف الذي يحتفظ بها الدكتور غسان في عيادته، تبين أن جمجمة هذه الأشلاء تعود لهذا المريض.



التصرف المريب

توجه المحامي إلى الدكتور غسان في محاولة لجمع بعض المعلومات عن القتيل ولكن المعلومات التي أدلى بها الدكتور غسان لم تكن تتجاوز حدود العلاقة العلاجية، ولاحظ المحامي خلال ذلك كثرة دخول السكرتيرة لينا إلى مكتب الطبيب أثناء زيارة المحامي له، وأدرك أن لينا كانت قلقة وتحاول أن تسترق السمع وتعرف ماذا يدور من أحاديث بين الاثنين.

أثناء خروج المحامي من مكتب الطبيب سأل السكرتيرة بعفوية ولا مبالاة إن كانت بدورها تعرف شيئاً عن عارف... فأجابت بعصبية: (( أنا لا أعرف أحداً... لا عارف ولا سواه ))



السند – الدليل

طلب المحامي في اليوم التالي تفتيش منزل القتيل وأثناء البحث دخل المحامي غرفة مكتبه وبعد أن سحب أدراج الطاولة وأخرج كل ما فيها من أوراق، استأذن رئيس النيابة في تدقيقها، بينما انصرف الآخرون إلى مهامهم في البحث والتفتيش وبدأ المحامي يقلب الأوراق إلى أن علا صوته فجأة وقال وجدتها، فسأله الجميع: ماذا وجدت؟

أمسك المحامي بورقة وناولها إلى رئيس النيابة.

كانت الورقة هي أحد ( سندات الأمانة ) المذيلة بتوقيع لينا





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 39


بنت العز90

جامعـي مشــارك





مسجل منذ: 12-02-2011
عدد المشاركات: 49
تقييمات العضو: 0
المتابعون: 5

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

20-02-2011 12:20 PM




قصص حلوة كتير جزاك الله عنا كل خير





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 40


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

20-02-2011 03:38 PM





غرام المراهقين يكون قاتلاً أحياناً

يحذر
علم النفس والاجتماع من أن أهم المراحل في حياة الإنسان المراهقة، إذ تشهد
بواكيرها تشكل الوعي العاطفي والجسماني تجاه الآخر المختلف، وقد تنحو
بأصحابها لسلوك دروب الخطر إن تفلت من الرقابة
..

الفتى
سامر ابن السابعة عشرة شاءت أقداره أن يتعرف بفتاة تماثله سناً تدعى رفاه،
وكأي مراهقين يجدان فسحة حرية من الرقابة كانا يلتقيان خلسة.


ينتظرها
أمام المدرسة ساعة الانصراف ويتسكعان في الشوارع، وطوراً عند موقف الباصات
وتمر الساعات هناك وهما يتحادثان كأي عاشقين، وكانا من وقت إلى آخر
يلتقيان لفترة قصيرة في مداخل البنايات التي لا تشهد كثافة رواد وزائرين
لاختلاس قبلات سريعة. وكان كل لقاء يزيدهما عطشاً إلى مزيد من اللقاءات
.


كان اللقاء ومكانه هاجسهما على مدار الساعة،  وقد
أثر ذلك على دراستهما، ولكن وخلافاً للقاعدة التي تقول إن الزوج آخر من
يعلم، وهنا وفي هذه العلاقة الأهل، كانوا أول من يعلم.. ولكنهم لم يفعلوا
شيئاً مع كل أسف
...


كانت
والدة رفاه تدرك أن ابنتها تعرف شاباً يواعدها، ولكنها تجاهلت الأمر، فهذه
سن المراهقة ولا بد لابنتها أن تنضج عاجلاً أو آجلاً، ولا خوف عليها
مادامت تراقبها من بعيد ولا داعي لإطلاع الأب على التفاصيل
.


أما
سامر فقد كان أكثر حرية في الحركة فهو يتيم الأب ووحيد أمه الموظفة التي
تقضي أكثر وقتها في العمل، وبالتالي فلا أحد يسأله، إذا ما عاد متأخراً إلى
المنزل وإن استوضحته والدته عن سبب تأخره فالذريعة جاهزة: (( كنت أدرس عند
رفيقي
((


ذات
يوم جمعة توجهت أم سامر ومعها ابنها لتمضية يوم العطلة الأسبوعية لدى
شقيقتها الحاجة فوزية الأكبر سناً، والتي تعيش وحيدة في شقتها منذ أن
ترملت، وذلك لوداعها بمناسبة سفرها إلى إحدى دول الخليج لزيارة ابنها
الطبيب الذي يعمل هناك.


وقد
أبدت خالة سامر قلقها على النباتات الجميلة التي تزين شرفات المنزل
والصالون، إضافة إلى بعض طيور الكناري حيال من سيعتني بها خلال فترة سفرها،
خصوصاً أنها تخشى أن تودعها عند أحد مخافة أن يهملها وتموت.


وأبدى
سامر استعداده القيام بهذه المهمة خلال فترة غيابها، ولاقت الفكرة
استحساناً لدى خالته التي أعطته نسخة عن مفتاح شقتها، وأوصته خيراً بها،
ووعدته بهدية قيمة لدى عودتها إن أحسن القيام بالمهمة
.


عش الغرام...


ما
أن أحس سامر بأصابعه تتحسس مفتاح الشقة حتى سرت على شفتيه ابتسامة خافته
وتبادرت إلى ذهنه فكرة جلب رفاة إلى الشقة، فالمفتاح وضع حداً للتسكع
ولأزمة المكان.. وحرج الغزل في الحدائق العامة والطرقات الجانبية
.


لم يكن سامر يتوقع أن ترفض رفاه لقاءه في شقة خالته، لكن ظنه خاب.


فعندما
عرض الفكرة عليها رفضت على الرغم من إلحاحه الشديد وتوسلاته العاطفية، ولم
تذعن إلى طلبه وبقيت مصرة أن تكون لقاءاتهما كما كانت في السابق، فهذا
برأيها أدعى إلى الطمأنينة.


 بل
ذهبت إلى أبعد من ذلك حين وجهت إليه إنذاراً إن كان يحبها فعلاً ويريدها
أن تكون زوجة المستقبل فعليه أن لا يضعها في مثل هذه المواقف المريبة
.


كانت
الحرة والرغبة تنهشان سامر وتتآكلانه، فكل يوم يمر من دون أن يلتقي رفاه
في الشقة خسارة لا تعوض.. إلى أن تفتق ذهنه عن كذبة متقنة الصنع على الرغم
من أنها كذبة كلاسيكية، وتتمثل في استدراج رفاه إلى الشقة بزعم أنه أطلع
والدته على تفاصيل علاقته بها وأنها وافقت أن تخطبها له بشرط أن تراها
أولاً، فإن حازت القبول لديها ستكون الخطوة الثانية زيارة أهل رفاه لقراءة
الفاتحة.


وحفاظاً
على سمعة ومعنويات رفاه وحتى لا يسجل عليها سابقة أنها زارت سامر في
منزله، سيكون اللقاء في منزل خالته من خلال زيارة تبدو في ظاهرها أنها
عفوية وبنت ساعتها
.


دروس إضافية


في
شقة الخالة الحاجة فوزية، وجدت رفاه نفسها وحيدة مع سامر، فلا أحد في
الدار، وعلى الرغم من وضوح الصورة إلا أنها سامحت سامر وانساقت معه ضمن
حدود عدم تجاوز الخطوط الحمراء، أي العفة
.


وبعد
أن كسرت رفاه حاجز الخوف، تكررت اللقاءات وبإيقاع سريع، قبل الظهر وبعد
الظهر، وفي كل فرصة متاحة، وكان عذر رفاه لأهلها واحداً هو ( الدروس
الإضافية
( .


 بعد
أيام قليلة.. وبينما كان سامر يخرج من شقة خالته صباحاً بعد أن قام بتفقد
العصافير، إذ برجل يسكن الشقة المقابلة يدعى الحاج قاسم، يتوقفه ويسأله عن
خالته وعن موعد عودتها وقبل أن يرد باغته بالسؤال الآخر الذي كان كالصاعقة:
من هي هذه الفتاة التي تحضر إلى شقة خالتك؟ لكن سامر حافظ على رباطة جأشه
وأجابه بأنها ابنة خالته الثانية، ثم تابع هبوط الدرج غير مبال بشكوكه
.


لم
يكن الحاج قاسم رجلاً سوياً فهو ناقم على الدنيا ومن فيها ويزعم أنه يعمل
محرراً أو صحفياً في جريدة محلية، إلا أنه لم يدرك يوماً أن لا علاقة له
بعذوبة القلم أو جماليات الفكر، لهذا أسندوا إليه منصباً إدارياً ومالياً
مع حق الترفيع بمجرد أن يشغر المنصب بوفاة السلف.


فقد
كان موظفاً محنط العقل بامتياز، وزاد في السن أولاً ولأسباب أخرى.
باختصار، كان قاسم ثقيل الدم والذي يزيد في ثقل دمه، إضافة على شكله
القميء، قناعته بأنه بالغ الذكاء وخفيف الدم
.


لم يدر في بال الفتى سامر أنه أصبح موضع رقابة ومتابعة جاره الحاج قاسم المتقاعد حديثاً والذي لا شيء يشغله على الإطلاق.


كلما
سمع صرير باب شقة الحاجة فوزية يهرع وبسرعة شديدة إلى ( الناضور ) بحيث
أصبحت مراقبة الشقة شغله الشاغل إلى أن جاء يوم دخل سامر الشقة وبرفقته
التلميذة رفاه، وأغلقا دونهما الباب بحذر شديد، الأمر الذي كشف عن طبيعة
الزيارة وعن نوايا الزائر.


وما
هي إلا دقائق حتى خرج الحاج قاسم من شقته ووقف أمام باب شقة الحاجة فوزية
وبدأ يضغط على الجرس وبقوة وعلى مرات متلاحقة والشرر يتطاير من عينيه ولسان
حاله يقول ماذا يفعلان في الداخل.. سأريهما من أنا...؟


في
الداخل كان الأمر بالنسبة لرفاه كارثة! فمن هو الطارق المنتاب وعلى حين
غرة؟. ولما شاهد سامر من خلال الناضور أن من يقف بالباب هو الحاج قاسم، سرت
في أوصاله قشعريرة كالبرداء ، فهو يعرف أنه رجل لئيم ومعقد نفسياً، لا بل
حقير أيضاً
!.


فانتحى
جانباً برفاه التي بدأت فرائضها ترتعد، ويداها وشفتاها ترتجفان رعباً
وقلبها كاد يقفز من صدرها من شدة الخفقان. تداولا ماذا يفعلان، وتوصلا إلى
قرار سريع: أن يتظاهر سامر أنه كان وحده في الشقة ويخرج بلا مبالاة.. ومن
ثم تخرج رفاه بعد نصف ساعة أو أكثر يكون قاسم خلالها دخل شقته وانصرف...
وينتهي الموقف بسلام
.


الحاج قاسم يدخل على الخط...


خرج
سامر من الشقة كما تم عليه الاتفاق، ونزل الدرج وغادر وكأن شيئاً لم يكن
والحاج قام لم يدخل شقته، بل بقي واقفاً ينتظر الفتاة التي في الداخل أن
تخرج ويذكرها أنه يعرف أنها في الداخل. وبدأ يهددها إن لم تخرج فوراً
فسيتصل بالشرطة ويسبب لها فضيحة، ثم أخذ يطرق الباب بيديه ثم برجليه محدثاً
ضجيجاً خرج على أثره معظم سكان البناء يستوضحون ما يجري فالتفت عليهم
الحاج قاسم وأخبرهم وبصوت عال بأن فتاة سافلة من ( إياهن ) مختبئة في
الداخل
!..


وشرع
الحاج قاسم، صاحب النخوة والرجولة، يمسك بالباب محاولاً فتحه بقوة، وهو
يعلم أنه لا يستطيع، ولكن لكي يدخل الرعب في قلب التلميذة المختبئة في
الداخل والمرتجفة كعصفور صغير
...


اجتمع
الكثير من الجيران، وبينما هم متجمهرون أمام باب الشقة والحاج قاسم يقود
المعركة لإخراج الفتاة، إذ يسمع الجميع صوت ( خبطة ) قوية جاءت من منور
البناء... صوت ارتطام لم يعرفوا سببه! يهرع الجميع إلى نافذة المنور،
ليتفاجأوا بوجود فتاة في قاع المنور جثة بلا حراك مرتدية ثوب الفتوة
والحقيبة المدرسية لا تزال معلقة على كتفها
.


حضرت
الشرطة وحضر رئيس النيابة، وباشروا التحقيق وبدأ السؤال، كيف سقطت رفاه من
الطابق الخامس وفي فسحة المنور... ولماذا...؟ وهل كان في سقوطها مداخلة
جرمية؟
.


وتبين
أنه حين أدركت التلميذة رفاه أن الحاج قاسم الموظف المحال على التقاعد
سينال منها لا محالة، ولن يثنيه عن عزمه شيء، لم تجد أمامها إلا أن تغامر
وتحاول الهرب على الشقة الأدنى من خلال نافذة المطبخ المطلة على المنور
مستعينة بمواسير وتمديدات المياه المالحة... إلا أن يديها المرتجفتين
خذلتاها.. فانزلقت قدماها الواهنتان وهوت المسكينة إلى قاع المنور تشكو إلى
بارئها ذلك الرجل الذي أطلق على نفسه زوراً وبهتاناً لقب الحاج
.


الحاج... المنبوذ


عندما
فرغ محامي الإدعاء الشخصي من شرح تفاصيل المأساة لقاضي الإحالة إغرورقت
عينا القاضي بالدمع وأقسم بألا يخلي سبيله أبداً مادام الملف تحت يده حتى
ولو وصل الأمر إلى الوزارة
.


بعد ذلك بدأ قاسم حملة تقديم إخلاءات السبيل بنفسه بعد أن رفض معظم المحامين التوكل عنه.


مضى
عام كامل وقاسم يتوجع، ليس من ألام السجن وفقدان الحرية فحسب، إنما من
اضطهاد نزلاء السجن له ورجال الإدارة على السواء. فقد كان منبوذاً محتقراً
من الجميع، إلى أن جاء يوم وقرر القاضي إخلاء سبيله بكفالة ما دام الجرم
المعزو إليه هو التسبب بالوفاة وهو وصف جنحوي والتوقيف سنة أكثر من كاف...
ولكن المفاجأة أن إدارة السجن أعادته إلى الزنزانة ثانية تنفيذاً لمذكرة
توقيف صادرة عن قاضي التحقيق لدى محكمة الأمن الاقتصادي بجرم جناية الفساد
واختلاس الأموال العامة بناءً على تقرير الجهاز المركزي للرقابة والتفتيش
حين كان يشغل منصبه في العمل تكليفاً
!! 


 





أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 4 من 5 <- 2 3 4 5->
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة