[x]

"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"


..لمحة عن كليات جامعة دمشق و فروعها... شاركنا تجربتك وكلمنا عن اختصاصك



المحـاضـرات
برنـامج الـدوام
برنـامج الامتحــان
النتـائج الامتحـانيـة
أسـئلة دورات
أفكـار ومشــاريع
حلقــات بحـث
مشــاريع تخـرّج
"وقـل اعمـلوا فسـيرى الله عـملكم ورسـوله والمؤمنـون"
كلية الحقوق

مشاريع وأعمال حالية.. وإعلانات
الى طلاب كلية الحقوق ..بشأن التكميلية والتأجيل وقصة التسجيل..تفضلوا
برنامج الدورة التكميلة لكلية الحقوق 2012
برنامج امتحانات كلية الحقوق الفصل الثاني ..نهائي
الى طلاب الحقوق الاكارم..التحية
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الرابعة حقوق
الأرقام الامتحانية لطلاب السنة الاولى..كاملة
المحذوف والمطلوب في المقررات لكل السنوات..حقوق
برنامج امتحانات كلية الحقوق للفصل الأول..نهائي..بالتوفيق
برنامج دوام الدراسات العليا/معدل/
عضو + مشرف = منتدى هادئ وراقي ومحبب..تحت المجهر
مواضيع مميزة..


بســـــــــ الله ــــــــــم   الرحــــــــــــ الرحيم ــــــمن

 

أهلاً وسهلاً بكم

..العدل أساس الملك..

مركز تحميل الصور

  ملتقى طلاب جامعة دمشق --> كلية الحقوق --> -:- حـق (حــقــوقـيـيـن) يقـيـن -:- --> -:- مكتبة الحقوق العامة -:-
    --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--
عنوان البريد :  
كلمة المرور :  
                    تسجيل جـديد


صفحة 2 من 5 <- 1 2 3 4->

مشاركة : 11


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

01-09-2010 08:57 PM




كاتيا الجارة الجديدة


حين استأجرت السيدة كاتيا الشقة الفارهة في مبنى فخم مؤلف من أربعة طوابق في حي راق من أحياء مدينة حلب لم يكن احد يعرف إلا القليل من الناس أن كاتيا هو اسم الدلع للسيدة كلثوم لان كلا من الاسمين يبدأ بحرف الكاف إضافة إلى اسم كلثوم  شعبي وط"فولغير" واسم كاتيا أكثر حداثة وانسجاما مع روح العصر ومع متطلبات العلاقات الاجتماعية المخملية.
وطبقا للعادات الجارية فقد قام بعض الجوار ممن يسكنون في المبنى ذاته بزيارة ترحيب للسيدة كاتيا منهم من هو مدفوع بحكم التقاليد والأخر تحركه نوازع الفضول والاستطلاع لأحوال هذه الأسرة الجديدة ..
كان يحيط بأسرة كاتيا الكثير من الغموض والتناقضات فهناك من يقول أنها من أصل لبناني جاءت إلى سورية زمن الحرب الأهلية واستقرت في مدينة حلب وهناك من يقول أكثر من ذلك جاءت من لبنان ولكنها سورية الأصل وتنحدر من إحدى عشائر النور الرحل وعملت في مطلع صباها وهي صغيرة السن في احد ملاهي حلب الليلية فنانة مجالسة ثم ساقها الحظ الحسن إلى ملاهي بيروت مع رجل لبناني متمرس عرف كيف يقودها ويطورها ويستفيد منها.
وألان وبعد أن شبت عن الطوق وتقدمت بها السن أرادت أن تعود إلى حيث نشأت وبدأت وعاد معها أفراد أسرتها إضافة إلى خادمة فلبينية وبعض الأقارب بين مقيم وزائر عابر في غياب وحضور يطول أحيانا ويقصر أحيانا أخرى إلا أن الذي كان يلفت نظر الجوار كثرة الزوار والمترددين على منزل السيدة كاتيا ومن خلال متابعة بسيطة وجدوا أن نوعية الزوار ممن يركبون السيارات الفارهة وان معظمهم يدخل البناء بطريقة اقرب ما تكون إلى التسلل وغالبا ما كان يفتح لهم باب الدار دونما حاجة لطرقه ويغادرون بمثل ما أتوا وتزداد وتيرة المترددين على الدار وتبلغ ذروتها غالبا في الليل
الجيران يعقدون مؤتمرا طارئا
لم يكن وضع هذه الدار وساكنيها يحتاج إلى كثير من الشرح والبيان لا من خلال تاريخ حياة صاحبة الدار ولا من خلال واقع الحال الأمر الذي دفع السيد محمود الذي يسكن الشقة التي تعلو شقة السيدة كاتيا أن يفاتح بقية الجوار بالموضوع فوجد الجميع يعرف عنها كما يعرف بل راح بعضهم يزيد من تفصيلات لم يكن هو يعرفها فدعاهم إلى اجتماع في داره للتداول في أمر هذه الجارة المشبوهة السلوك والسمعة والبحث فيما يحفظ لهم سمعتهم وسمعة المبنى والحي الذي فيه يقطنون وخصوصا أن لديه شبابا وبنات خيري في الشهادة الثانوية و فتون في الحادي عشر
وفي الاجتماع علت الأصوات وكثرت الآراء والاقتراحات ثم استقر الرأي على أن يعلموا الشعبة الأخلاقية في المباحث الجنائية فهي أدرى بما يجب أن تفعله
كل الذي كانت تفعله الشعبة الأخلاقية أنها ترسل دورية عقب كل أخبار هاتفي عن زوار مشبوهين تدخل الدورية دار السيدة كاتيا ويخرج أفرادها بعد نصف ساعة والارتياح باد على محياهم والابتسامة تعلو وجوههم و كاتيا تودعهم حتى مشارف الدرج
تكررت الإخباريات وتكررت الشكاوي والنتيجة واحدة أن لا شيء مشبوها في الدار والجيران مغرضون وحاقدون
أمام هذه النتائج تطوع البعض من الجوار مدفوعا بباعث الغيرة والشرف ليلقن هذه الكاتيا درسا لا تنساه يجعلها تحزم أمتعتها وترحل وليكن بعدها الطوفان
البعض اقترح أن يرفع الأمر إلى المحافظ  اعتقادا منه انه لا يدري وهناك من أكثر تعقلا أن يذهب وفد من الجيران إلى دمشق ويتقدم بمعروض إلى السيد وزير الداخلية بالذات
من المخدع المخملي إلى السجن
ويبدو أن هذا الاقتراح الأخير هو الذي استقر الرأي حوله وكان فعلا هو الأجدى فأخذت الجهات المعنية الموضوع بجدية وأولته اهتمامها وبدأت المراقبة والمتابعة إلى أن جاء يوم داهمت فيه إحدى دوريات الأمن منزل السيدة كاتيا على غير توقع وضبطت من فيه بالجرم المشهود وإحالتهم إلى القضاء المختص وصدرت الأحكام عليهم جميعا وكان نصيب السيدة كاتيا سنة حبس مع الغرامة وختم المنزل بالشمع الأحمر إلى حين ......... وكان لهذا الإجراء صدى كبير في كل أنحاء المدينة
في السجن لم تكن كاتيا تتورع عن إرسال التهديد اثر الأخر إلى السيد محمود بأنها ستنتقم منه مهما كلف الثمن ومهما امتد الزمن وان الانتقام سيكون من نفس صنف العمل ولكن السيد محمود لم يعر تهديداتها أي اهتمام ولا سيما لجهة عبارة من نفس العمل فما المقصود من نفس العمل فكان يردد ماذا تستطيع هذه "العاهرة" أن تفعل .. "لتبلط البحر"
مرت الأيام سريعا و انقضى العام وخرجت السيدة كاتيا من السجن ونسي معظم الناس الموضوع إلا السيدة كاتيا التي عادت إلى دارها وهي أكثر عتوا وشراسة فقد أكسبتها تجربة السجن الشيء الكثير عادت وفي ذهنها أمر واحد أن تلقن جارها محمود درسا يتعظ منه كل الجوار كيف هذا هو الذي كانت تخفيه كاتيا في طيات نفسها حتى عن اقرب الناس إليها وبدأت تعيش أيامها على نحو مدروس وهادئ وعادي بعيدا عن كل شبهة وريبة بانتظار اللحظة المناسبة
ذات يوم حار من شهر أيار وفيما كان موسم الامتحانات على الأبواب كان الشاب خيري ابن السيد محمود معتكفا وحيدا في داره يحضر لفحص الشهادة الثانوية وإذا بالسيدة كاتيا تطرق الباب مستغيثة زاعمة أن شرارة كهربائية صدرت عن العداد وتخشى نشوب الحريق فأسرع الفتى خيري إلى نجدتها فورا ونزع فتيل الحريق في الوقت الذي زرعت كاتيا في قلبه فتيل حريق أخر دون أن يدري فقد كانت في دارها صبية حسناء تلبس قميص نوم شفاف يدير رأس أكثر الرجال عتوا ورصانة ومن هنا بدأت الحكاية
أميرة الانتقام
هذا اللقاء ذو الإخراج المتقن الذي حرصت كاتيا أن يبدو عابرا وبالصدفة المحضة فعل فعله في نفس الشاب خيري ولم يجد هذا الشاب أيه صعوبة بعدها في البحث عن لقاءات أخرى من دون علم أبيه طبعا وأخذت تتكرر هذه اللقاءات التي كانت الأولى في حياته وتزداد جمالا ووصالا وبدأ يكتشف خيري أن كاتيا كانت مظلومة بما فعله أبوه معها لأن "الإنسان حر بنفسه وحر في أن يفعل ما يشاء ويريد مادام داخل داره "
كان استدراج خيري إلى منزل السيدة كاتيا الخطوة الأولى من الخطة الجهنمية التي رسمتها بدقة وبعناية شديدتين وأخذت تسبغ على خيري من نعمها وكرمها ما يفوق الوصف فكلما وردتها زائرة ذات حسن وجمال ودلال هتفت لخيري عبر إشارات اتفقا عليها ليغرق هذا الشاب الغر في جنة الملذات حتى شحمة إذنيه وعرف من خبايا النساء من هن زوجات رجال لهم أسماؤهم اللامعة في البلد كما كانت بارعة في توريط الفتيات الجميلات المراهقات ولا سيما تلميذات المدارس وشهد منزل كاتيا الكثير من هذه الباذل والمآسي
عروس للمحروس
ذات يوم رن جرس الهاتف في منزل السيد محمود كانت المتحدثة سيدة ذات صوت وقور تطلب موعدا لزيارة الأسرة بغرض مشاهدة شقيقة خيري لصغرى فتون واتفقت المتحدثة على موعد تكون فيه فتون قد عادت من المدرسة فالبنت كبرت وأصبح الخطاب يطرقون الباب يطلبونها لأبنائهم لم لا فالزواج الناجح أمنية كل فتاة
في الموعد المحدد حضرت السيدة التي اتصلت هاتفيا وكان كل ما فيها يدل على إنها من الطبقة الارستقراطية المخملية وكان في صحبتها ابنها الشاب الوسيم الأنيق الممتلئ حيوية ورجولة والتي تتمناه كل فتاة في البلد
كانت جلسة سريعة خرجت فتون خلالها لترحب بالضيوف وتقدم لهم القهوة ثم تنسحب وفق العادات والتقاليد السائدة في بعض المجتمعات في حلب وقبل أن تهم السيدة الزائرة بالانصراف مع ابنها الشاب الذي جاء في زيارة توطئة لخطبة البنت كانت هذه السيدة قد مررت الكثير من الأحاديث المعلومات عن ابنها و الفيلا الأنيقة والسيارة الفارهة الرحلات إلى أوربا الثياب الفاخرة وكل ما يسيل له لعاب البنات باختصار عريس لقطة
في تلك الليلة لم تعرف فتون البريئة النوم ولم يغمض لها جفن وهي تحلم بهذا الفارس الذي هبط عليها فجأة ودون سابق إنذار وكذلك الأم والأب وسائر أفراد الأسرة ولكن هذا الشاب الذي بدا وكأنه الحلم الذهبي خرج ولم يعد ولم يسمع عنه احد أي خبر وتأكد لفتون أن زيارة هذا الفارس لم تكن إلا حلما جميلا لم تهنأ به
وذات يوم وفيما هي منصرفة من مدرستها تقف سيارة فارهة بجانب الرصيف ويترجل من وراء مقودها رجل كانت قد نسيت ملامحه واذ بها تتذكره انه ذلك الشاب الذي جاء ذات يوم مع والدته إلى دار أهلها وقفت أمامه في حالة اقرب إلى الذهول مرت لحظات من الصمت فقطعها قائلا هل تذكرتني يا فتون لم يكمل ولاذ بالصمت
احمر وجه فتون خجلا واضطربت ولم تعد تدري ماذا تقول هل عاد الحلم الذهبي يراودها ثانية أن أنها الحقيقة
ثم اتبع قائلا أريد أن أراك على انفراد يا فتون
*على انفراد أعوذ بالله ما هذا الكلام
لا تفهميني غلط يا فتون هناك أمور هامة يجب أن أطلعك عليها قبل أن أزوركم ثانية
*قل ما تشاء فانا أسمعك
هنا في الشارع
*أن لم تكن هان فأين
شعر الرجل أن الصيد بدا يقترب من المصيدة فالسؤال أين يعني أن لا خلاف على اللقاء ولكن على المكان فأتبعها على الفور وبلهجة مشبعة بالثقة من منزل خالتي
*ومن هي خالتك
إلا تعرفينها أنها السيدة كلثوم جارتكم
*كلثوم !!
هنا ضحك الرجل مقهقها "معك حق انتم تعرفونها باسم كاتيا .........كاتيا اسم الدلع منذ أن كانت خالتي صغيرة ما رأيك أن أراك عندها وعفا الله عما جرى سنصبح أقارب يا فتون"
تلعثمت فتون وقبل أن يتاح لها أن تنطق بحرف حسم الشاب الأمر وقال لها سأنتظرك عندها في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر وفتح باب سيارته وانطلق بها كالريح وعجلاتها تئز أزيزا حاد على لأرض الإسفلتية من سرعة دورانها
في المنزل كانت كلثوم تصغي بكل جوارحها لحديث هذا الشاب وعما أنجزه من المهمة الخاصة وحين انتهى من الكلام سألها : باعتقادك هل ستأتي
* بالتأكيد
ولكنها لم تجزم ولم اسمع منها الموافقة
*أنا اعرف البنات المتلهفات على الزواج من الشباب أمثالك أكثر منك
وأبوها
*لن تخبر أحدا بمجيئها إلى هنا فأنت لا تعرف البنات
نهضت كاتيا وكأنها أمام أمور تريد انجازها قبل أن تحين الساعة الثالثة
وفي تمام الساعة الثالثة والنصف كان خيري يطرق باب منزل السيدة كاتيا برفق كما اعتاد أن يفعل في كل مرة
فتحت الخادمة الفلبينية الباب ودعته إلى الدخول بصمت استقبلته كاتيا في منتصف الصالون وأشارت بإصبع يدها على فمها أن يلتزم الهدوء ألا ينبس بكلمة وأومأت برأسها إلى غرفة النوم وطلبت منه التريث ريثما ينتهي الزائر الذي سبقه
ما هي إلا لحظات حتى خرج الزائر وهو منهك بإكمال ارتداء ثيابه بما فيها أزرار البنطال واتجه إلى الحمام عندها أشارت كاتيا بيدها إلى خيري أن يتفضل إيذانا منها بالدخول فقد حان دوره من دون أن يدري من ينتظره في الداخل
عندما بدأت تلوح من بعيد أصوات سيارات لشرطة والإسعاف تولول في الشوارع القريبة لم يكن احد من سكان الحي يتوقع أن تقف أمام المبنى الذي يسكن فيه محمود ولم يكن السيد محمود نفسه الذي وقف في الشرفة أسوة بالآخرين من أهل الحي ليستطلع ما يجري يتوقع أن يحمل رجال الإسعاف ابنته فتون على المحفة مخنوقة وتقتاد الشرطة ابنه خيري مكبلة يديه اللتين خنقتا أخته ..؟!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 12


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

06-09-2010 06:25 AM




صاحب الذراع المكسورة .. يجبرها بمليوني ليرة؟؟


حين ألقى رجال الأمن القبض على نزار في صالة المطار وهو يهم في السفر إلى خارج البلاد تفرس في وجه احدهم وسأله الست أنت صاحب الذراع المكسورة وقبل أن يجيب على السؤال كان الأخر يسأله ولكن في صيغة التساؤل الهامس الحذر الم تشف ذراعك حتى الآن عندها وجد رجال الأمن في موضوع سفر نزار ثانية وذراعه مكسورة ما يدعوهم الى مزيد من التدقيق والتفتيش وتبين أنهم لم يخطؤا هذه المرة.
دق الهاتف في مكتب رئيس مفرزة الأمن في مطار دمشق وعرف المتحدث عن نفسه انه مخبر ابن حلال ويريد أن يخدم العدالة وينتقم من غريمه في الوقت ذاته ثم أغلق خط الهاتف
فكر رئيس المفرزة مليا وقلب الأمر على مختلف وجوهه في هذه الإجبارية بين مصدق ومكذب إلا انه لم يجد بدا من اتخاذ إجراءات الحيطة فقام من وراء طاولته واتجه إلى صالة الركاب ووقف يراقب المسافرين بأم العين بحثا عن ضالته ..
ما هي إلا نحو نصف ساعة تقريبا وإذ برجل أنيق طويل القامة في العقد الرابع من عمره يحضر مسرعا ويقف أمام مكتب إحدى شركات الطيران وقد ضمدت ذراعه اليسرى من أعلى الكتف إلى الرسغ بالجبصين ومعلقة على رقبته برباط طبي يريد انجاز معاملة الحجز والسفر
تقدم منه رئيس المفرزة و دعاه أن يرافقه إلى المكتب فورا ولما حاول أن يفهم لماذا اكتفى رئيس المفرزة بان أجابه وبلؤم بعدين بتفهم
في المكتب دقق رجال الأمن في أوراق هذا المسافر فوجدوها صحيحة وسليمة لا غبار عليها عندها طلبوا منه أن يكسر الجبيرة وينزع الجبصين عن ذراعه وافهموه أنهم تلقوا أخبارا هاتفيا قبل نصف ساعة أن الجبيرة تخفي في داخلها مادة الهيروئين
لما سمع نزار ما طلبوه منه ثارت ثائرته وبدأ يعلو صوته ورجال الأمن من حوله يهددونه أن لم يفعل ذلك وينزع الجبيرة بنفسه فسيلجأون إلى نزعها بالقوة عندها أذعن مرغما وهو يئن توجعا وألما واخذ يطلق عبارات التوعد والتهديد سيخرب بيتهم واحدا واحدا وسيغرمهم ثمن بطاقة السفر وكذلك بدل التعويض عما لحقه من أذى وضرر وان الدنيا ليست فلتانة إلى أخر هذه السلسلة من الشتائم والتهديدات ..
خيبة الأمل
بالتدقيق والفحص لم يجد رجال الأمن في الجبيرة غير فتات الجبصين لا هيرؤين ولا أي شيء مشابه وأدرك رئيس المفرزة انه ابتلع أخبارا كاذبا قد يدفع ثمنه غاليا أمام رؤساءه فأخذ يطيب من خاطر الرجل ويعتذر منه بكل أدب ويبدي له استعداده لتقديم كل مساعدة في المستقبل أن أراد
في اليوم التالي حضر نزار إلى المطار وقد أعاد تركيب جبيرة جديدة وحين رآه رجال الجمارك والأمن هرعوا إليه وقدموا له كافة التسهيلات الممكنة حتى أنهم رافقوه إلى سلم الطائرة يودعوه بالسلامة وكادوا أن يحملوه على الأذرع والأكف احتفاء ومداراة
في البداية لم يدرك رئيس المفرزة ولا سواه من رجال الجمارك والأمن أن نزارا حمل معه الهيروئين ولكن كان ذلك في المرة الثانية حينما أعاد تركيب الجبيرة في حين كانت المخابرة الهاتفية في المرة الأولى فخا لرجال الجمارك والأمن حتى يجتاز عملية التفتيش المنتظرة والصعبة وكان له ما أراد
في ألمانيا سلم نزار كمية الهيروئين التي حملها إلى أصحابها وقبض ثمنها على التمام والكمال مستفيدا من فارق السعر الذي يتضاعف عادة أكثر من مرة عما هو عليه ، وهنا قبل أن يعود إلى دمشق تعرف صدفة على الطبيب "ن ب"  الذي التحق بأحد المشافي لدراسة الاختصاص في الأمراض الجلدية وقامت بين الاثنين صداقة سريعة يفرضها غالبا الشعور بالغربة
وعرف نزار أن الدكتور "ن ب" يملك شقة في شارع بغداد في دمشق مغلقة الآن ولا احد يسكنها ويعزم على بيعها فور أن يعود إلى دمشق
الاستطلاع أولا
عاد نزار إلى دمشق بالسلامة وما أن اطل صباح اليوم التالي حتى كان يستطلع الشقة التي حدثه عنها الدكتور "ن ب" وتأكد أنها مغلقة فعلا أعاد عملية الاستطلاع ثانية وثالثة ثم ليلا وتأكد أن لا ضوء يصدر عنها ولا كهرباء فيها والنوافذ محكمة الإغلاق يعلوها غبار سميك ينبئ عن غياب أصحاب الدار منذ فترة طويلة
رجع نزار إلى بيته واستلقى على سريره مرهقا يحدق في سقف الغرفة يفكر وبشكل جدي بالطريقة التي يسرق بها هذه الدار
لم يكن من الصعب أبدا على نزار أن يقوم بتصنيع مفتاح لباب الدار وبصحبته امرأة تقوم على خدمة المنازل يعرفها على أهل دمشق باللفاية وأمرها بتنظيف البيت من بابه إلى محرابه وأجزل لها العطاء في عصر ذلك اليوم دخل نزار المكتب العقاري الكائن بذات الشارع قريبا من الدار لصاحبه أبو مالك وكان في المكتب عدد قليل من الرجال وألقى التحية عليهم جميعا وارتمى على مقعد قريب رد الحاضرون التحية بأحسن منها
ما هي إلا لحظات حتى التفت أبو مالك لهذا الزائر سأله عما يريد نعم نحن بالخدمة
أجاب انه يريد بيع الدار
*أي دار يا أخي
دار الدكتور "ن ب" جارك هنا بالحي
*هل تقصد الدكتور فلان
نعم هو نفسه البناية الثالثة على اليمين الطابق الرابع 
*متى حضر الدكتور من السفر الذي نعرفه انه مسافر في أوربا منذ ثلاثة أشهر تقريبا
وهنا بدأ نزار يسرد الحكاية من أن الدكتور يمت له بقرابة الرحم ابن خالته وقد كلفه ببيع هذه الدار حين كان عنده في ألمانيا منذ أسبوع ومن انه سيقبض الثمن وسيعود إليه لغرض شراء معدات طبية تعاقد عليها الدكتور وانه بحاجة ملحة إلى السيولة
رحب صاحب المكتب بالفكرة فصنعته بيع وشراء العقارات وطلب من نزار أن يكشف على الدار ويعاينها أولا لضرورات تقدير الثمن
في ضحى اليوم التالي كان نزار بانتظار أبو مالك وصحبة من الزبائن الشقيعة وهذا اصطلاح يتداوله تجار العقارات للزبون الذي يشتري العقار ويدفع جزءا من ثمنه فقط بغاية أن يبيعه إلى شخص أخر ويستفيد من فارق الثمن
وتجول الجميع في الدار وأعجبوا بها وبمواصفاتها وإطلالتها وملا أراد صاحب المكتب العقاري أن يستوضح عن الثمن المطلوب أجابه نزار بك هدوء وثقة بعد أن نشرب القهوة يا أبو مالك وهنا ومن وراء الباب نقرت امرأة استئذانا لتقديم صينية القهوة فتناولها نزار وشكرها بسلم أيديك يا حجة ..
كان نزار يعرف أن ثمن الدار يتراوح بين خمسة إلى ستة ملايين ليرة ( في ذاك الوقت ) ولكنه اكتفى بطلب أربعة ملايين ليرة فقط وقال لصاحب المكتب ثمن الدار يزيد عن ستة ولكني أريد أربعة فقط هل تسمعني أربعة فقط شرط أن يتم البيع قبل يوم الخميس المقبل فابن خالتي الدكتور أرسل إلي فاكسا يستعجلني في إحضار الثمن وإلا خسر صفقة شراء معدات طبية ..  واتفق الاثنان أن يلتقيا مع نزار بيك غدا في المكتب
مقلب حسب الأصول
في استطاع أبو مالك وصديقه الثري المليء هشام إقناع نزار بيك ببيع الشقة  بثلاثة ملايين ونصف
قبل نزار لقاء شرط واحد أن يتم الدفع مليونين فورا  وبالدولار وضرورة أما المليون الأخر فيدفع عند الفراغ في السجل العقاري ..
طلب ابو مالك من الطرفين المتعاقدين هشام ونزار أن يعطياه الهويات الشخصية فاخرج كل منهما هويته ووضعها على الطاولة ..
ثم التفت أبو مالك وسأل نزار ورقة الطابو سند التمليك يا نزار بيك
اخرج سند التمليك وبدت عليه أثار العتق والقدم فامسك به أبو مالك وبدأ يحدق مليا فسأله نزار عما يبحث فأجاب وبشيء من التردد الخجول اقرأ هنا المنطقة العقارية مسجد القصاب فهل الدار في هذه المنطقة ..
فأسرع نزار بالإجابة وبلهجة لا تخلو من السخرية "ولو يا أبو مالك هذه المنطقة كلها وأشار بيده إلى شارع بغداد وشارع مرشد خاطر والمناطق المحيطية هذه كلها مسجد الاقصاب هل من المعقول أن تسال وأنت صاحب اكبر مكتب عقاري في المنطقة" ..
خجل أبو مالك وهز رأسه موافقا "صحيح مظبوط عدم المؤاخذة يا نزار بيك" كان السؤال في محله ثم تابع وبلهجة أكثر أدبا ونعومة لو سمحت الوكالة عن الدكتور "ن ب"..
حاضر هذه هي الوكالة واخرج نزار صورة عن وكالة صادرة عن كاتب العدل في دمشق ..
قرأ أبو مالك نص الوكالة ثم ناولها إلى هشام الزبون العتيد فأخذ يقرأها بدوره ثم علق قائلا هذه صورة ابن الأصل أجاب نزار فورا ودون تردد موجودة وسأعطيكم إياها عند إجراء معاملة الفراغ ونقل الملكية ورجاهم أن يكلفوا معقب للمعاملات نشيطا ينهي نقل الملكية في غضون يومين أو ثلاثة ..
وشرع أبو مالك بكتابة عقد البيع أي اخذ يملئ الفراغات بين سطور العقد المطبوع سلفا واستوقع الطرفين عليه بحضور الشهود ثم بدأ أبو مالك يعد المبلغ وبعد أن فرغ هنأ الحاضرون البائع والمشتري على السواء بالصفقة ولم ينسى أو مالك أن يأخذ مفاتيح الشقة من نزار بيك
البائع حمار ولكن
حين غادر نزار المكتب وفي محفظته أربعون ألف دولار أمريكي أرسل أبو مالك نظرة ذات معنى مشفوعة بابتسامة الرضا إلى شريكه في الصفقة هشام وكأنه يقول له هل شاهدت في حياتك حمارا مثل هذا البائع
....
رن الهاتف في مكتب أبو مالك وكان المتحدث معقب المعاملات السيد احمد المكلف بإجراء معاملة نقل الملكية يقول بانفعال وعتب يا معلمي أعطيتني سند أخر بالغلط
"ما بيصير يا ابني هذا هو السند نفسه"
*يا معلمي السند الذي معي لا يعود للعقار موضوع عقد البيع أنا أتكلم معك من الطابو مديرية السجل العقاري ولقد كشفت على السجل بنفسي وإذا ما بتصدق تعال و شوف وقطعا لدابر كل جدل طلب أبو مالك من معقب المعاملات أن يبقى مكانه ريثما يصل إليه ويستطلع ملابسات الأمر
في مديرية السجل العقاري ومن خلال البحث والتدقيق اتضح أن سند التمليك الذي سلمه نزار لأبي مالك يعود إلى ارض بور جرت عليها عمليات التحديد والتحوير منذ زمن ولم يعد لها وجود في السجلات العقارية أما صورة الوكالة القضائية فكانت متقنة التزوير ولا أصل لها إطلاقا في سجلات كاتب العدل
لما وصل الخبر إلى المشتري الزبون العتيد هشام لم يصدق وكاد يفقد صوابه وهرع الجميع إلى إدارة المباحث يطلبون مقابلة مدير الإدارة فاستقبلهم العميد بنفسه وبهدوء وبرودة أعصاب غير متوقعة ولما انتهوا من حديثهم المتشنج وجه سؤالا صغيرا لا يخطر في بال احد منهم الرجل الذي تحدثتم عنه هل كانت في يده جبيرة من الجبصين
هنا اعترت الدهشة الجميع واخذوا يتطلعون في وجوه بعضهم البعض وسال أبو مالك وبلهفة زائدة وفضول شديد وكيف عرفته يا سيادة العميد
هنا علت وجه العميد ابتسامة ساخرة سأقول لكم سرا ارجو وان يبقى بيننا
تفضل يا سيدي
الدولارات التي أعطيتموها له
أيه ما بها يا سيادة العميد
وجدناها مخبأة في الجبيرة حين القينا عليه القبض في المطار وهو يهم بالمغادرة
وهل نستطيع استرداها  الآن يا سيادة العميد
هنا اتسعت ابتسامة العميد الساخرة والشامتة في أن وقال كلا  ولماذا
لأنها مزورة مع كل أسف  ؟!!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 13


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

12-09-2010 07:18 AM




لغز مقتل


كان ميشيل يعمل في مجال الدعاية الطبية ومن خلال عمله تعرف على الكثير من الأطباء وتعرف أيضا على الكثير من أنواع الأدوية والمخابر (المختبرات) حتى بات مرجعا لها عند الأطباء أنفسهم يسألونه عن الكبيرة والصغيرة .
وميشيل هذا تزوج من فتاة حسناء تدعى نجلاء يتمناها الكثير من الرجال زوجة وحتى صديقة ولم يكن ميشيل ينجو من تقرب أصدقائه الدائم لا حبا فيه إنما زلفى من هذه الزوجة الحسناء .
وهذه الحقيقة كانت مبعث ضيق وتأفف له على الدوام.
الأمر الذي جعل نجلاء في دائرة الشك والظن في كل حركاتها وسكناتها فإذا أرادت أن تخرج عليها أن تقول إلى أين ؟
وزاد الدلف عليها كلما أرادت أن تمسك بسماعة الهاتف سارع إلى رفع سماعة الجهاز الآخر وإذا عاد إلى المنزل في وقت غير متوقع ولم يجدها كان عليها أن تعطيه التفسير المرفق بالأدلة عن سبب الغياب.
بالمختصر تحولت حياة نجلاء الصبية الجميلة إلى ما يشبه الجحيم كما تحول زوجها ميشيل إلى رجل مهووس ولما تفاقم الأمر بينهما لم يجد أهل الزوجين إلا أن يسدوا إليهما النصيحة الأزلية بأن يسرعا في إنجاب الطفل الأول عل في مجيئه ما يشغل الطرفين على السواء ويمتن العلاقة بينهما.
مرت السنة الأولى ولم تحمل نجلاء ومرت السنة الثانية والزوجان في مسعى مستمر من طبيب إلى آخر والحقيقة الواضحة التي كانا يواجهانها في عيادات الأطباء والمشافي أن الزوجة عاقر ولا أمل في شفائها إطلاقا.
كان ميشيل وحيدا لأهله لم تنجب والدته سواه وكان هاجس الأسرة على الدوام أن يكون له ولد يحمل اسمه لهذا لم يكن مستبعدا أن يدور في أذهان الجميع أن يطلق ميشيل زوجته ليتزوج من سواها وهو حين ذهب إلى المحكمة الروحية وتقدم بالدعوى لم يتفاجئ أحد بما فعل.
الحكم عليه بالزواج المؤبد
في المحكمة الروحية لم يجد تفهما واضحا لرغبته لا سيما ليس في قوانينها ما يجيز لها أن تلغي الزواج فما يجمعه الله لا يفرقه إنسان وبعد جلسات طويلة ومحاكمات مرة مؤلمة صدر القرار من المحكمة الروحية برد الدعوى وإبقاء نجلاء زوجة لميشيل رغم أنفه رضي بها أم لم يرضى.
وما زاد الطين بلة أن المحكمة فرضت للزوجة نفقة مبالغا بها جدا استهلكت معظم دخله الشهري وبدأ ميشيل يئن ويئن تحت وطأة هذه الأحكام ولكن لا مناص له من الرضوخ لها صاغرا.
ذات يوم تبلغ ميشيل دعوة لحضور مؤتمر طبي لشركات الأدوية في مدينة اللاذقية يستمر يوما واحدا فقط.
حزم حقيبته وأبلغ زوجته أنه سيغيب ليلة واحدة فقط وسيعود في ضحى اليوم التالي ولم ينس ميشيل أن يتصل بأهله وأهل زوجته وبعضا من أصدقائه يعلمهم عن سفره المفاجئ وأن غيبته لن تتجاوز هذه الليلة وعند الباب أوصته زوجته أن يحضر معه بعضا من السمك البحري الطازج ما دامت العودة ستكون غدا أومأ برأسه بالإيجاب وركب سيارته وانطلق إلى اللاذقية.
الفاجعة في استقباله
في ضحى اليوم التالي كان ميشيل على مشارف دمشق في طريق العودة وفي ذهنه تدور شتى الأفكار وحين وصل إلى أول الشارع الذي يقع فيه منزله لفت نظره ذلك الجمع من الناس أمام البناء الذي يسكنه وقبل أن يترجل من السيارة لاحظ أن الكثير من هؤلاء ينتظر وصوله وبلهفة واضحة لا بل بقلق شديد وقبل أن يسأل عن الخطب كان البعض أسبق في بذل محاولاته في التخفيف من وطأة الخبر المشؤوم من خلال صيغ كلامية منمقة يعرفها الجميع.
لم يصدق ميشيل الناس كلام غير معقول البارحة ظهرا يترك زوجته في الدار على أحسن ما يرام ويعود اليوم ليجدها ميتة حاول البعض الإمساك بميشيل ومنعه من دخول الدار ليجنبوه الصدمة إلا أنه استطاع الإفلات واقتحم هذا الجمع من الناس وصار وسط الدار.
وفي وسط البيت وجد عددا من رجال المباحث منهمكين في جيئة وذهاب بعضهم ينزع عن مقابض الأبواب البصمات والكل يعمل بصمت ويتحدث بهمس.
وقف ميشيل لا يصدق ما حدث وما يدور أمام عينيه إن ما يراه حتما حلم مزعج وكئيب وقعت عيناه على رجل خرج على التو من غرفة الحمام فعرف أنه الطبيب الشرعي وعرف أن زوجته هناك وفي لحظة كالانفجار أطلق صيحة مدوية وركض إلى الحمام وارتمى على جسد زوجته يجهش بالبكاء ومصور الأدلة الجنائية مازال يلتقط صور الجثة بأوضاعها المختلفة.
تضمن تقرير المخبر الجنائي أن الوفاة كانت بسبب تعاطي المتوفاة السيانيد وهذه المادة تتصف بخاصتها السمية الشديدة حتى أنها غير موجودة في الطبيعة بشكلها الخام وإنما هي منتج مخبري ويكفي جزء بسيط من أجزاء الغرام الواحد لقتل إنسان في وزن سبعين كيلو غراما.
أسئلة دون أجوبة
الأسئلة التي كانت تبحث عن جواب هي من أين جاءت المغدورة بهذه المادة ؟ ولماذا تناولتها ؟
كان الجواب قاضي التحقيق على هذين السؤالين أنه مادام زوجها يعمل في مجال تجارة الأدوية فليس غريبا أن تكون يدها وصلت إلى العبوة بطريقة أو بأخرى أما لماذا تناولتها ؟
فالأغلب أنها حادثة فردية ولسبب لا يزال مجهولا وقد يكون عاطفيا وعلى ضوء هذا الاستنتاج اتجه قاضي التحقيق إلى حفظ الأوراق على أنها حادثة انتحار.
في مكتب المحامي
حين جاءني أهل الزوجة المتوفاة إلى مكتبي يطلعوني على شكوكهم في الزوج ميشيل لم يكن لديهم من الأدلة سوى حكايات عن الخلافات الزوجية الحادة والدعاوى التي كانت قائمة بينهما في المحكمة الروحية.
هذه الحكايا لا تصلح في حقيقة الأمر إلا للتنفيس عن أحقاد شخصية ولكن الذي استرعى انتباهي وتوقفت عنده ما جاء على لسان والدة المغدورة نجلاء وهي تقص علي ما جرى بينها وبين ابنتها صباح ذلك اليوم المشؤوم.
قالت حين اتصلت هاتفيا لأطمئن عليها استشعرت في حديثها مسحة من حزن وكآبة أرجعته إلى غياب زوجها عنها فرحت أطمئنها إلى أنه لا بد ومع مرور الزمن من أن تتحسن العلاقة بينهما ولكن نجلاء أخبرتني أن أعراضا صحية غريبة بدأت تنتابها منها التقيؤ والإسهال المفاجئ وطلبت مني أن أوفيها بأسرع ما يمكن.
وفعلا ارتدت الأم ثيابها على عجل وتوجهت إلى منزل ابنتها وحين وصولها فوجئت أن نجلاء لم تفتح لها الباب فاستلت من محفظتها النسخة الثانية من المفتاح التي تحتفظ بها عادة ودخلت ورأت ما رأت ماذا رأت الأم ؟
شاهدت ابنتها مرتمية على أرض الحمام وبقايا التقيؤ حول فمها وعلى الأرض سارعت الأم في محاولة لإسعافها ووجدت نجلاء جثة بلا حراك لأن الموت كان أسرع.
أمام قاضي التحقيق
في نقاش متوتر مع قاضي التحقيق أعلمته عما يدور في ذهني كمحام من تساؤلات منها إذا كانت القضية هي انتحار
فلماذا تخبر والدتها عما اعتراها من أعراض فالثابت في علم النفس القضائي والطب الشرعي أن المنتحر يكون عادة في حالة نفسية تفرض عليه البعد عن الآخرين.
ثم السؤال الأهم إذا كانت الزوجة قد تناولت السم بقصد الانتحار فأين هي العبوة الفارغة المفترض أن نجدها في الدار ؟
عندها نهض قاضي التحقيق من وراء طاولته وطلب مني أن أصطحبه إلى دار السيد ميشيل وفورا ودون إبطاء ثم أمسك بالهاتف واتصل مع إدارة المباحث.
وهناك في الدار كان في صحبة قاضي التحقيق عدد من رجال المباحث والمخبر الجنائي ومختار المحلة وآخرون بدؤوا جميعا في حملة البحث الدقيق عن عبوة السيانيد المنشودة.
لم يترك الرجال خزانة ولا درجا في غرفة النوم ولا الصالون وكل الغرف المتبقية حتى أنهم راحوا يفتشون في المطبخ وعلى السقيفة وفي كل مكان ولكن لم يعثروا على أي أثر لهذه العلبة اللعينة.
ماذا فعلت الصور الفوتوغرافية
وأنا أقف إلى جانب قاضي التحقيق أرقب الرجال وهم منهمكون في تفتيشهم عن علبة الدواء استأذنته وبكل هدوء وصمت أن يسمح لي بالاطلاع على الملف الذي كان يحمل كاتب الضبط فأومأ لكاتب الضبط بالإيجاب أمسكت الملف ورحت أقلبه ورقة.....  ورقة.
إلى أن وصلت إلى مغلف يحوي صور جثة الزوجة المتوفاة أخرجت الصور وبدأت أتفحصها مليا واحدة تلو الأخرى إلى أن استوقفتني صورة ظهرت في مغسلة الحمام والرف الذي يعلوها كما بدا في الصورة على الرف علبه معجون أسنان.
في صورة أخرى شبيهة بالأولى بدت جثة الزوجة في وضع مغاير للأول قليلا وبدت معها مغسلة الحمام والرف ولكن في هذه الصورة لم تظهر علبة معجون الأسنان.
أين علبة معجون الأسنان؟
على بساطة وتفاهة هذه الملاحظة حول ماسورة معجون الأسنان كانت المفتاح للوصول إلى أسرار موت المجني عليها الزوجة نجلاء
الأسئلة التي طرحتها على قاضي التحقيق
متى اختفت ماسورة الأسنان؟
ثم لماذا اختفت وأخيرا من الذي أخفاها؟
لم يكن صعبا الاستنتاج أن ماسورة المعجون اختفت في الوقت الذي وصل فيه الزوج ميشيل من اللاذقية ودخل الدار مشدوها بما حدث وبما حل بزوجته العزيزة الذي ارتمى عليها مجهشا بالبكاء والنحيب حتى جاء البعض من الحضور وأنهضوه عنها إلى خارج الحمام
اختفاء الدليل كان الدليل
وبطلب من قاضي التحقيق وبناء على استدعاء من جهة الإدعاء الشخصي ضيقت المباحث الجنائية الخناق على ميشيل بالأسئلة الصعبة والدقيقة التي لم يكن يجد لها أجوبة قطعية فاضطر للاعتراف بالحقيقة.
لقد أحضر ماسورة معجون أسنان جديدة وفرغها من أسفلها ومزجها بمادة السيانيد وهي على شكل سائل بلوري ثم أعاد المزيج على الماسورة مستفيدا من الخاصة السمية التي تدخل جسم الإنسان عبر أغشية الفم المخاطية مهما كانت الكمية ضئيلة معتمدا على فرضية سلوك زوجته العفوي من أنها أول ما تبدأ به صباحا أن تدخل الحمام وتبدأ بتنظيف أسنانها بالمعجون.
بعد ثلاث سنوات من المحاكمات المريرة والمضينة صدر الحكم على ميشيل
في المحكمة ...... وقف محامي الادعاء بصوته المجلجل يسرد مسار التحقيق ويكشف للمحكمة أساليب الزوج المخادع واستطاع المحامي أن يقيم الدليل على أن نية القتل متوفرة.
أمام مطالبة جهة الادعاء الشخصي لم يبق أمام جهة الدفاع سوى أن تطلب الرحمة والشفقة.
ويوم النطق بالحكم ...... نادى الرئيس على المتهم الذي كان يقبع في قفص الحديدي
وبدا يتلو القرار :
باسم الشعب قررت المحكمة ما يلي :
1- تجريم المتهم بجناية قتل زوجته عمدا وعن سبق الإصرار والتصميم
2- والحكم عليه بالإعدام
قرارا و جاهيا قابلا للطعن عن طريق النقض صدر وافهم علنا.





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 14


برشا

جامعـي جديــد




مسجل منذ: 15-09-2010
عدد المشاركات: 1
تقييمات العضو: 0

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

15-09-2010 06:21 AM




اتمنى لكم دوام التقدم ولكم جزيل الشكر على كل ما يقدم  لانه مليئ بالفائدة والمواضيع المتجددة المهمة والممتعة





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 15


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

15-09-2010 02:39 PM




برشا

مشكور على الرد

يامدلل

ردك على قلبي تسلل

وان شاء الله تظل مواصلين هذه السلسلة الشيقة والممتعة لاستاذنا الكبير
هائل اليوسفي





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 16


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

16-09-2010 05:11 PM




اعترافات رجل شجاع أمام حبل المشنقة


حين تأبطه شرطيان من ذراعيه وتقدم شرطيان آخران شرعا يلبسانه القميص الأبيض التفت سعيد واستدار برأسه إلي وقال: أمانة يا أستاذ تكتب قصتي ليتعظ منها كل من لا يخاف الله .....
زائر الليل
ذات ليلية باردة لن أنساها ما حييت نظرت إلى الساعة فوجدتها تقارب الحادية عشرة وهو وقت متأخر شتاء بالنسبة لي ألقيت التحية على أفراد أسرتي تصبحون على خير ودخلت غرفتي وأنا اذكر زوجتي وبصوت عال ألا تنسى إغلاق الباب جيدا .
داخل الفراش ظنتني ما أزال يقظا لولا صوت جرس الباب يرن في أذني مرات عدة عندها عرفت أنني كنت نائما أزحت اللحاف قليلا عن وجهي فسمعت دقات الجرس مرة أخرى وعرفت أن الطارق ملح أن نفتح له الباب..
إذن الباب يقرع حقيقة وليس ما سمعته مناما أضأت المصباح الذي في جانب السرير ونظرت إلى الساعة فوجدتها الواحدة بعد منتصف الليل أو بالأصح الواحدة صباحا.
سالت نفسي في ريبة ودهشة من عساه يكون؟؟؟ من هذا الطارق المنتاب ؟؟؟؟نهضت مسرعا نحو باب الدار فوجدت أولادي وزوجتي يهرعون أيضا معي والدهشة تعلو وجوههم نحن لم نعتد أن يطرق باب دارنا احد بعد أذان العشاء.
أشرت إليهم بيدي أن يرجعوا إلى الوراء قليلا ليفسحوا لي المجال لألقي نظرة من منظار الباب وكل واحد منهم يريد أن يفعل ذلك نظرت عمقت النظرة أكثر تمعنت بوجه الواقف وراء الباب فتبينت رجلا اعرفه وبصحبته أخر لم أتبين معالم وجهه تماما.
يا الهي إني اعرف هذا الرجل معرفة تامة ولهذا السبب ازددت دهشة واستغرابا معقول ما الذي سيأتي به إلى داري وفي هذا الوقت المتأخر وفي عتمة الليل البهيم !
قطع علي هذا التساؤل صوته المجيب من وراء الباب يا الله افتح أستاذ هائل ما عنا وقت.
ثم اتبع جملته.
أنا المحامي العام كنج شو ما عرفت صوتي ؟؟؟
وبإشارة صامتة من يدي طلبت من أفراد أسرتي أن يعودا والى الداخل ثم أزحت المزلاج وفتحت الباب ودعوتهم إلى الدخول.
في صالون المنزل الم تعرف فلان؟ أشار بيده إلى الرجل الذي كان بصحبته ولم ينتظر مني الإجابة وتابع: انه المساعد القضائي فلان شو بنا يا أستاذ ما عرفته؟ كاتب الضبط في ديوان النيابة ....
أجبت بفضول كاد يمزقني إربا إربا قلت:
اللهم اجعله خير أهلا وسهلا
ما في شيء كله خير جايين نشرب عندك فنجان قهوة.
*قهوة ؟؟؟
ابتسم الأستاذ سليم ثم تابع بهدوء وكأنه أدرك الحالة النفسية التي أوصلني إليها فأشفق علي وقال :نحن نعرف أن زيارتنا لك وفي مثل هذا الوقت كلها غلاظة ولكن ليس باليد حيلة سأحكي لك ماذا نريد ؟
*هات من الأخر يا أستاذ سليم .
حاضر رح أبدا معك من الأخر مليح ؟
*تفضل وبسرعة أرجوك.
ستصحبنا إلى السجن ....
وبسخرية شديدة أجبت: نعم؟
نعم سنقوم بتنفيذ حكم الإعدام بحق رجل محكوم منذ زمن طويل وأخيرا صدقت الحكم محكمة النقض.
أجبت على الفور ولهجتي لا تخلو من التمرد والرفض :وما علاقتي بالموضوع أعدموه يا أخي لحالكم.
أنت المحامي ويجب أن تكون حاضر وفقا لمراسم التنفيذ أنت والطبيب الشرعي ورجل الدين الشيخ ومندوب وزارة العدل بالإضافة إلى أشخاص آخرين.
الم تجدوا محاميا أخر سواي والبلد فيها أكثر من خمسة آلاف.
أجاب وقد علت ابتسامة شامتة وساخرة :
هيك بدو وزير الداخلية نائب الحكم العرفي هو الذي طرح اسمك....
*شو هالحكي ....
قال انك قريب من وسائل الإعلام
نظر إلى ساعة يده واستعجلني قائلا تأخرنا أستاذ شو بنا؟
في مكتب مدير السجن
في مكتب مدير السجن التفت المحامي العام بالسؤال إلى العقيد ادهم عكاش أن كان بقي احد ممن يفترض وجوده أجاب العقيد على الفور: كلا سيدي ها نحن كلنا أصبحنا موجودين.
عاد يسال المحامي العام: كم بقي من الوقت على موعد آذان الصبح ؟
أجاب الشيخ بشير عقلة :اقل من نصف ساعة .
إذن احضروا لنا المحكوم عليه لنباشر الإجراءات أومأ العقيد برأسه إلى الحاجب الذي يقف عند الباب  فلاحظت أن ثمة من الشرطة بانتظار تلقي هذا الأمر ساد الغرفة صمت ثقيل جدا ، البعض ينظر إلى سقف الغرفة والبعض الأخر إلى الأرض كل يشغل نفسه بشيء ما ولا يقطع هذا الصمت إلا حبات المسبحة التي كان يحملها الشيخ عقلة وتنهداته التي كان لا يتبعها إلا .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
في ظل هذا الجو المهيب دقائق شعرنا بها دهرا من الوقت إلى أن سمعت وقع أقدام عدد من الرجال عرفت أن عناصر المفرزة أحضرت الرجل المحكوم بالإعدام.
الرجل الرجولة
دخل رجل مهيب طويل عريض المنكبين متقدم في السن ذو شارب كث مفتول يداه إلى وراء ظهره مكبلتان بالقيد.
أمر المحامي العام بفك القيد وبسرعة تحررت بدا الرجل وراح يحرك معصميه بارتياح ثم دعاه إلى الجلوس واخرج من محفظته الجلدية القرار القضائي وبدأ يتلو مضمونه قاطعه الرجل على الفور وبأعصاب باردة تثير الأعصاب:
يكفي لا داعي أن تكمل .. فانا اعرف كل شيء تفضلوا ، ها أنا أمامكم وأشار إلى رقبته وكأنه يريد أن يقول ضعوا حبل المشنقة وانتهوا..
أجابه المحامي العام بصوت خفيض متهدج :اعذرنا ليس في اليد حيلة يا رجل ولكنها مشيئة الله.
اعرف الحمد لله الذي سيميتني على دين الإسلام.
من حقك أن تطلب منا ما هو في استطاعتنا قبل أن يلقنك فضيلة الشيخ الشهادتين.
المشهد القنبلة
وقف سعيد ثم تقدم بخطوة إلى الأمام وبلهجة حزينة ولكنها مشبعة بالثقة والصدق لم اسمع مثيلا لها في حياتي:
لن أتوسل إلى احد منكم ولن استرحم احد منكم فزمن التوسل والاسترحام قد فات وأنا اعرف انه بيني وبين لقاء ربي دقائق فلتكن دقائق صدق.
أقول لكم أني بريء... بريء من هذا الجرم الذي حكمتم به علي بالإعدام فانا لم اقتل "فلان" حين دخلت داره وجدته مقتولا يتخبط بدمائه وتضافرت الأدلة ضدي وأنا وعلى خمسة عشر عاما وحتى الآن اصرخ إني بريء ولم يصدقني احد.
هل تعرفون لماذا ؟
لأني استحق الإعدام فعلا نعم استحقه.
نطق سعيد كلمة نعم استحق بقوة وثبات وصوت يحمل كل معاني الصدق كلمة الصدق لا تخفي نفسها .
ساد الغرفة صمت رهيب والكل يحملق في وجه سعيد ماذا سيقول أيضا
سأحكي لكم لماذا استحق الإعدام؟
الحكاية المرعبة
في نهاية عام 1945 حين كانت القوات الفرنسية تقاتل بعضها على الأرض السورية قسم منها يتبع إلى الجنرال ديغول والأخر يتبع للمارشال بيتان الموالي لقوات المحور ألمانيا وكنت وقتها شابا يافعا في حدود الثامنة عشرة التحقت بسلك الدرك حديثا وكان تعينني في مخفر أبو الشامات على تخوم البادية.
ذات ليلة كنت مناوبا وحيدا في المخفر وقفت سيارة جيب فرنسية نزل منها ضابط برتبة ملازم أول وانزل معه بدويا مكبلا وسألني إن كان سواي في المخفر.
فأجبت بالنفي ..
فطلب مني أن استبقي هذا البدوي في المخفر أمانة عندي لأنه محكوم عليه بالإعدام وسيعود بعد أن ينتهي من مطاردة الجاسوس الأخير ثم ركب سيارته واقلع بها ينهب الأرض بلا وعي.
مخفر أبو الشامات لم تكن فيه وقتئذ سوى غرفة واحدة هي مكتب رئيس المخفر بل هي المخفر كله ثم إسطبل للخيل اقتدت هذا البدوي وأودعته الإسطبل وأحكمت عليه إغلاق الباب بالمفتاح.
في صباح اليوم الثاني أول ما قمت به فتحت باب الإسطبل لأتفقد البدوي الموقوف دخلت بخطى حذرة فلا صوت ولا حركة سوى صهيل حصاني تفحصت الإسطبل جيدا فإذا بي ألحظ دخول حزمة ضوء خافتة من فتحة حديثة في طرف الجدار تقدمت فتأكدت من أنني أرى كارثة السجين قد هرب....
ماذا افعل ؟ والضابط الفرنسي سيعود بين لحظة وأخرى ماذا أقول له والدنيا فوضى والجيش الفرنسي يعيث فسادا في البلاد دون حسيب أو رقيب قطعت هذا السؤال المرعب وأمسكت بالبارودة ووقفت أمام المخفر أترقب المجهول في تلك اللحظة ساق القدر أمامي بدويا يركب جملا يهيم وحيدا في متاهات هذه البادية فركت عيني حذرا من أن يكون ما أراه حلما ناديته فاقترب دعوته فنزل عندها استضفته بالترحاب وقدته إلى الإسطبل وهو لا يعلم من أمر ما يبت له شيئا.
لم يطل الأمر كثيرا وإذ بالسيارة العسكرية تمخر من بعيد عباب رمال البادية وتحط رحالها أمام باب المخفر وفيها جنديان والضابط نفسه نزل الضابط الفرنسي بسرعة وسألني بنزق شديد عن الجاسوس السجين هرعت فورا وبسرعة فائقة وأحضرت له البدوي البديل وقدمته للضابط الذي امسكه من شعره وجره وراء واركبه معه بالسيارة ودون أن يصغي إلى كلامه واستفساره وانطلقت السيارة بنفس السرعة التي جاءت بها وملأت وراءها الدنيا غبارا وعفارا وقفت أشيع السيارة بنظرة أخيرة.
ما هي إلا لحظة حتى توقفت على بضع مئات من الأمتار ونزل منها البدوي ثم سمعت طلقات نارية ترديه.
عبرة الندم أم دموع العبرة
حين انتهى سعيد من سرد ما جرى معه كانت الدموع تسيل على خديه هادئة صامتة وحزينة تقدم من الشيخ بشير العقلة ووقف قبالته تماما وهو ينطق الشهادتين أمام ذهول الحاضرين.
وها إني أوفيت العهد والوعد وكتبت لقصة ولو بعد حين فهل يرتدع من يظلم ولا يخاف الله ؟!!!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 17


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

21-09-2010 04:54 AM





زوج يقتل زوجته انتقاما لـ "الشرف" .. والحكم " اعدام

الجريمة الكاملة هي الجريمة المستحيلة إذ ما من جريمة يستطيع الفاعل أن يخفي وراءه كل معالمها مهما خطط لها وحبك خيوطها بحنكة ودراية وذكاء لا لشيء إلا لأن العدالة هي الأقوى والأذكى وعل في قصة هذا الملف ما يؤكد هذه المقولة.
قصد مكتب المحامي وفق موعد مسبق وحين اجتمع إليه استأذنه أن يغلق باب الغرفة بإحكام لخصوصية الموضوع وسريته ثم بدأ حكايته منذ أن تعرف عليها وأحبها وأعجب بها ثم كيف تقدم إلى خطبتها وتزوجها ومضى على زواجهما قرابة العشر سنوات وكيف أنه بدا يلاحظ عليها في الفترة الأخيرة انصرافها عنه ولا سيما في تفاصيل العلاقة الحميمية ..
.. الأمر الذي حفزه إلى مراقبة سلوكها فأخذ يراقب تحركاتها واتصالاتها بدقة أكثر ووضع جهاز تسجيل متطور لتنصت على جهاز الهاتف لا يمكن أن يلحظه إلا الذي وضعه بالذات وكانت الكارثة أكثر مما كان يبحث عنه أحاديث صريحة ومفضوحة بينها وبين أصدقائه الحميمين.
تكشف ليس عن علاقة عاطفية فحسب بل وجنسية أيضا ترجع إلى ما قبل سنتين ومن خلال لقاءات تتم في منزله لا بل وعلى فراش الزوجية
ولما سأله المحامي بلهفة وفضول: وماذا كانت ردة فعلها؟
أجاب :إنها لا تعرف أنني أعرف فهل لا تزال تمثل دور الزوجة الوفية وأنا في المقابل أمثل دور الزوج المخدوع.
ثم استدرك وقال: ولكن خبئت الأشرطة خارج المنزل كي لا تصل يدها إليها.
عاد وسأله المحامي :وماذا تنوي فعله الآن الطلاق ؟
وهنا انتفض الرجل وصرخ: طلاق هل تريدني أن أطلقها حتى تصبح حرة في ما تفعل إنني أريد أن أجرها إلى المحاكم أريد أن أفضحها وأفضح أهلها وأفضح شريكها بالجرم بالمختصر أريد أن أمسح بهما الأرض....
أخذ المحامي يهدأ من روعه ويفهمه أن الفضيحة التي يسعى إليها تسيء إليه بقدر ما ستسيء إليها وإلي شريكها وأن العاقل من كتم إهانة نفسه وليأخذ حسبة الله ثم الأهم أين الدليل على ما تقول؟
عندها فغر الرجل فاه دهشة وعجبا وقال في: حوزتي أشرطة التسجيل ألم أقل لك ذلك قبل قليل.
هز المحامي رأسه بأسى وأجابه :يا صاحبي القضاء لا يقبل في أدلة الإثبات التسجيل الصوتي
وبالتالي فإن دعواك التي تفكر بإقامتها ستكون خاسرة حتما.
......
بعد فترة دخلت مكتبي المحامي سيدة حسناء ترافقها والدتها تريد توكيله في دعوى طلب التفريق من زوجها ولم تترك الزوجة وأمها أية صفة سيئة إلا ألصقتها بالزوج وبشيء من الاستيضاح أدرك المحامي هذه المرأة هي زوجة ذاك الرجل الذي جاءه منذ فترة وقد حدثته نفسه كثيرا أن يخبر الزوجة بما يعرف ولكن سر المهنة منعه وانصرفت المرأتان على أن تعودا في وقت لاحق ومعهما الأوراق الثبوتية التي طلبها لضرورات الدعوى.
بعد أسابيع قليلة عادت أم الزوجة إلى مكتب المحامي ولكن بمفردها هذه المرة وقد اتشحت بالسواد حدادا واتضح أن المتوفى ابنتها التي قتلت وجاءته تشكو ببطء السير بالتحقيق الذي لم يتوصل بعده إلى معرفة الفاعل.
الجريمة الغامضة
في صباح اليوم التالي كان المحامي يزور رئيس النيابة في مكتبه ويخبره أنه وكيل جهة الإدعاء الشخصي ويريد أن يطلع على آخر ما وصل إليه التحقيق ودهش حين عرف أن الزوجة القتيلة لم تكن وحدها في المنزل بل كان معها قتيل آخر والذي زاد في دهشة المحامي أن جهة الإدعاء الشخصي كانت ممثلة في الدعوة في شخص الزوج.
ومن خلال أوراق التحقيق علم المحامي أن أم الزوجة حضرت إلى ابنتها ولما استغربت عدم فتح ابنتها لها الباب وهي تعلم أنها لم تغادر المنزل قصدت الجيران تستوضح منهم إن تركت لها ابنتها خبرا عندهم ولكن الجيران أخبروها أنهم لم يروها الأمر الذي دعاه أن يترك الحليب عندهم ليغلوه كي لا يفسد بانتظار عودتها وبينما هم في هذا الحوار أمام باب الدار وإذ بصوت استغاثة خافت يصدر من داخل بيت ابنتها صوت واهن يكاد لا يسمع وفجأة توقف الصوت فتم استدعاء الشرطة التي اكتشفت الجريمة.
حين حضر طاقم التحقيق وجدوا في الدار جثة الزوجة وقد وصلت في زحفها إلى وراء باب الدار كما وجدوا في الداخل جثة رجل غارق في لجة من الدم.
وتبين أن الرجل مصاب بطلق ناري في جبهته ومن مسافة متر واحد تقريبا والزوجة بطلق آخر في صدرها أصاب الشريان الأبهر ما أدى إلى نزيف صاعق لم يمهلها كثيرا كما وجد طاقم التحقيق المسدس مرميا على مسافة قريبة من جثة الرجل.
جاء تقرير المخبر الجنائي يؤكد وجود بصمات كل من القتيلين الرجل والزوجة على قبضة المسدس وعلى نحو يتفق مع الإمساك به الأمر الذي دفع برجال التحقيق إلى الظن والتخمين أن يكون كل منهما أطلق النار على الثاني من مسدس واحد وأنه هو أطلق النار أولا فارتمت وترنحت وانتزعت المسدس من يده بعد عراك وهي تترف وأطلقت عليه النار فأصابته في جبهته ولكن بقي السؤال الذي يبحث له عن إجابة ما هي أسباب هذه الجريمة ثم من هو هذا القتيل ما هي صفته ؟
جاء في إفادة الزوج أن القتيل هو واحد ممن يعرفهم سابقا وقد فاجأه أن يداهم منزله ولا توجد أية عداوة أو خصومة سابقة معه ويرجح أنه دخل داره لأحد احتمالين إما للسرقة وإما للاعتداء على زوجته وأنه لم يسبق له أن شك في سلوك زوجته يوما ولما سئل الزوج أني كان وقت زمن وقوع الجريمة ؟
أفاد أنه سافر صباح ذاك اليوم إلى حلب بالطائرة وأوصله إلى المطار صهره زوج أخته الذي أكد الرواية بكل حذافيرها.
الاحتمال الذي وصل إليه طاقم التحقيق من أن كلا من الزوجة والرجل أطلق النار على الآخر كان الأقرب إلى المنطق وسيكون هذا الاحتمال أساسا في طي ملف التحقيق لولا أن المحامي طلب التريث بانتظار الأيام القليلة القادمة التي تحمل أخبار جديدة تغير مجرى التحقيق.
وكانت المفاجأة أن الزوج جاء إلى مكتب المحامي ليوكله في هذه الدعوى كطرف منضم إلى جانب حماته في الإدعاء ظنا منه أن المحامي سيبادر متحمسا إلى قبول هذا التكليف سيما وأن الزوج أخرج من جيبه حزمة من الأوراق النقدية التي وضعها على الطاولة كدفعة أولى وكم كانت خيبته كبيرة حين اعتذر المحامي عن قبول التوكيل.
أدرك الزوج أن اعتذار المحامي عن قبول الوكالة يخفي وراءه ما لا يسر الخاطر كما أدرك المحامي أن مبادرة الزوج إلى توكيله ليست لقناعته بكفاءته بقدر ما هي لأمر آخر ستظهر الأيام القريبة سره.
قصد المحامي مكتب شركة الطيران وسأل عن أسماء المسافرين إلى حلب على الشركة السورية للطيران بتاريخ الجريمة نفسه فلم يجد اسم الزوج على قائمة المسافرين على الرغم من أنه سبق واشترى بطاقة سفر ذهابا وإيابا.
الاعتراف المفاجأة
حمل المحامي الأوراق من الشركة التي تؤكد هذه الحقيقة وأسرع بها إلى رئيس النيابة وما إن دخل مكتبه حتى فاجأه رئيس النيابة بقوله لقد حضر الزوج منذ قليل واعترف وجاء اعترافه على النحو التالي كنت مزمعا السفر إلى حلب فعلا ولكن ولسبب ما عدلت عن السفر وعدت إلى منزلي على غير توقع لأشاهد زوجتي وعشيقها على فراش الزوجة الأمر الذي أفقدني عقلي وتوازني فلم أجد نفسي إلا وقد أمسكت المسدس وأطلقت النار عليهما ومن ثم تراءى لي أن أطمس معالم ما فعلت.
هذه الحكاية جاءت تفصيلا على قياس نص المادة 548 من قانون العقوبات التي تنص على أن : يستفيد من العذر المحل من فاجأ زوجته أو أحد أصوله فأقدم على قتله أو إيذاءه بغير عمد.
وبالتالي وفي حال ثبوت تفاصيل هذا الاعتراف فالزوج سيستفيد من العذر المحل من العقوبة ويخلي سبيله فورا.
وأيقن المحامي أن الزوج استشار محاميا آخر بعد خروجه من مكتبه وقد رتب هذا الاعتراف بعد أن شعر أن أمره سيفتضح وخصوصا أن القتيل ليس كما ادعى الزوج بأنه يعرفه معرفة عابرة بل هو صديق حميم له.
ويؤكد ذلك كل الصور الفوتوغرافية التي تحتفظ بها أم الزوجة وكان سبب إخفائها لهذه الصور أن تبعد الشبهة غير الأخلاقية عن ابنتها ولم تدر أنها تخفي الدليل على جريمة صهرها
آدلة
حمل المحامي الصور الفوتوغرافية وكلها مأخوذة في مطاعم وفنادق الدرجة الأولى وفي كثير منها تظهر الزوجة وهي تراقص عشيقها وفي تشابك وارتماء متبادل غير مألوف يكشف حميمية العلاقة ولكن هذه الصور كافية لقلب المعادلة وكشف كذب الزوج.
لم يقتنع رئيس النيابة بما حملته الصور وقال: الصور وحدها لا تكفي لا سيما أن هذه الصور كانت مخبأة في منزل أم الزوجة الأمر الذي يؤكد عدم علم الزوج المخدوع بهذه الصور.
عاد المحامي إلى مكتبه محبطا يقلب في أوراق الملف ويستعيد في ذهنه الحوارات التي دارت بينه وبين الزوج وتذكر ما سبق وقاله له إنني أخفيت تلك الأشرطة الصوتية من المنزل هذه الأشرطة تكشف علم الزوج بعلاقة القتيلين والجريمة وضمن نطاق هذا التصور وهي نوع القتل العمد الذي يسبقه تصميم والعقوبة فيه الإعدام والفارق بين العذر المحل والإعدام كبير.
في اليوم التالي كان المحامي يلح على رئيس النيابة أن يبادر إلى اتخاذ قرار بتفتيش مكتب الزوج وتحت وطأة الإلحاح قرر الأخير تفتيش مكتب الزوج الذي استحضره من سجن عدرا ليتم أمامه وبحضوره.
وخلال التفتيش الدقيق عثر رئيس النيابة وفي مكان خفي على مجموعة أشرطة كاسيت محتواها لا يدع مجالا للشك أن الزوج كان يعلم بعلاقة زوجته ومنذ زمن بعيد الأمر الذي يؤكد النية المبيتة وينسف حكاية المفاجأة.
في المحكمة ...... وقف محامي الادعاء يسرد مسار التحقيق ويكشف للمحكمة أساليب الزوج المخادع واستطاع المحامي أن يقيم الدليل على أن نية القتل متوفرة.
أمام مطالبة جهة الادعاء الشخصي لم يبق أمام جهة الدفاع سوى أن تطلب الرحمة والشفقة.
ويوم النطق بالحكم ...... نادى الرئيس على المتهم الذي كان يقبع في قفص الحديدي
وبدا يتلو القرار :
باسم الشعب قررت المحكمة ما يلي :
1- تجريم المتهم بجناية قتل زوجته وعشيقها عمدا وعن سبق الإصرار والتصميم
2- والحكم عليه بالإعدام
قرارا و جاهيا قابلا للطعن عن طريق النقض صدر وافهم علنا





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 18


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

26-09-2010 03:56 AM




الإسوارة الرخيصة والثمن الغالي؟


حين وقف نايف أمام واجهة المحل الزجاجية يتأمل الأساور الذهبية والمصاغ على أشكاله معلقا على نحو أخاذ لم يخطر في بال السيد ميشيل صاحب المحل أن نايف ستكون له قصة طويلة وحين أطال نايف الوقوف اضطر صاحب المحل أن يسأله وبحركة من يده وراء الزجاج عما يريد.
عندها تشجع نايف ودخل على استحياء وسأل صاحب المحل عما إذ كان يرغب في شراء هذه الإسوارة دون أن ينتظر جوابه مد يده إلى جيبيه واخرج اسوارة مبرومة وقدمها للصائغ .
امسك ميشيل الاسوارة بلا مبالاة ونظر إليها مليا واخذ يقلبها يمنة ويسرى ثم وضع المنظار على عينه يبحث عن خاتم نقابة الصاغة فلما وجده وجد أن عيار الاسوارة 12 قيراطا سأله كم يريد ثمنها أجاب نايف وبلهجته البدوية المحببة قد ما يقول الشاري أصر ميشيل على هذا البدوي أن ينطق بالثمن أولا لأن هذا حقه والبدوي من جهته اخذ يراوغ مستدرجا ميشيل إلى أن يقول هو الثمن بالأول.
استنتج ميشيل من إمساك البدوي عن ذكر ثمن الاسوارة التي يريد بيعها له انه لا يعرف بالضبط ثمنها لا بل قد لا يكون هو صاحبها فأعطاه رقما اقل من ثلث ثمنها.
وكم كانت دهشته عظيمة حين قبل نايف هذا البدوي الساذج وعلى الفور أرسل ميشيل نظرات حذرة إلى خارج المحل ليتأكد أن ما من احد ينتظر هذا البدوي ومد يده إلى درج الطاولة وعد المبلغ بسرعة فائقة وناوله للبدوي الذي خرج سريعا إلى الشارع وغاب في زحمة الناس.
امسك ميشيل الاسوراة ثانية وكأنه لم يصدق ما جرى معه فالاسوارة ثمينة فعلا واشتراها بسعر بخس للغاية فأعاد فحصها ثانية ووضعها في الميزان ثم تناولها ووضعها في الخزانة الحديد وهو يدعو الله في سره أن يسوق له بدويا أخر بنفس السذاجة
عاد والعود احمد
بعد يومين وفيما كان ميشيل يرتب بضاعته في الواجهة وينسقها على نحو يلفت نظر الزبائن كما يفعل كل الصاغة أصحاب المحلات وإذ بسيارة جيب يقودها شرطي والى جانبه ضابط برتبة ملازم أول ينزل ويأمر عنصرا آخر بأن يصحب الرجل الموقوف إلى خارج السيارة انزل هذا الرجل وبدأ ينظر بنظرات قلقة زائغة محاولا أن يتذكر ويشير بيده إلى محل السيد ميشيل ويقول نعم هذا هو المحل لم يحتج ميشيل إلى الكثير من الوقت ليدرك تفاصيل الموضوع فهو كصائغ قديم في السوق يعرف تماما أن شراء المصوغات دون إيصال يثبت شراء صاحبها لها أمر ممنوع ويعرض المشتري إلى المساءلة والعقوبة ولكن ميشيل يدرك أيضا أن لكل شيء ثمنه فشراء اسوارة بعشرة ألاف ليرة بينما قيمتها الحقيقة خمسون ألف له مخاطرة ومن قبل المخاطرة فعليه أن يتحمل نتائجها ووالى هذه النتائج أن يتخلى عن هذه الاسوارة وعوضه على الله
المداهمة
دخل الضابط إلى المحل ومعه الرجل الموقوف ويداه مكبلتان بالقيد يتأبطه رجل من كل جانب وبدت علامات النعمة على وجهه بقايا الدم من انفه ومن فمه الكدمات على الوجنتين ما تحت الجفون ازرق كالكحل وبدا من الواضح أن هذا الرجل كان في جلسة استجواب حامية قادت هؤلاء الرجال إلى محل السيد ميشيل وميشيل لم يلزمه الكثير من قوة الذاكرة ليعرف من هذا الرجل انه البدوي نايف الذي جاءه قبل يومين وباعه الاسوارة
سال الملازم أول نايف إلى من بعت المصاغ يا كلب
فأجاب نايف وهو يرتعد ذعرا إلى هذا وأشار بيده إلى ميشيل
هل آنت الذي اشتريت منه المصاغ
أجاب ميشيل وكأنه لم يدرك بعد تفاصيل السؤال
نعم اشتريت منه هذه الاسوارة
وفتح ميشيل صندوق الحديد واخرج الاسوارة ذاتها وقدمها للضابط
امسك الضابط بالاسوارة وأعاد السؤال على نايف وبقية المصاغ لمن بعته يا كلب
أجاب نايف وشفتاه ترتعدان خوفا بعتها له يا سيدي هنا أدرك ميشيل تفاصيل السؤال انصرف معنى التفاصيل إلى كلمة بقية المصاغ أعاد الضابط السؤال على نايف بقية المصاغ يا كلب
بعتها له يا سيدي بس لا تضرب هو الذي اشتراها مني
هنا التفت الضابط إلى الصائغ ميشيل وطلب منه أن يخرج بقية قطع المصاغ الذي سبق واشتراها من هذا اللص الخطير الذي انتحل صفة الرجل البدوي وافهمه أن اللص واحد من أفراد عصابة خطيرة ارتكبت العديد من جرائم السطو المسلح وكانت معظم مسروقاتها من الحلي والجواهر الثمينة والمصاغ المشغول وأنهم بصدد استرداد كافة المسروقات وان عليه أن يكون متعاونا معهم ويثبت حسن النية في هذا الموضوع وإلا سيعتبرونه شريكا مخبئا للمال المسروق ولم ينس الضابط أن يذكره بمقدار هذه العقوبة سبع سنوات أشغال شاقة يا ميشيل
أحس ميشيل بمدى الورطة التي وجد نفسه فيها فهو لم يشتر حقيقة إلا اسوارة واحدة من هذا البدوي وإثباتا لحسن النية بادر فورا وسلمها للضابط ولكن من أين له أن يسلم بقية المسروقات وهو الذي لا يعلم عنها شيئا يا للمصيبة
حاول ميشيل أن يعترف الرجل البدوي طالبا منه أن يتذكر لمن باع بقية قطع المصاغ وإلا يتبلى لناس حرام عليك يا رجل خاف الله يا زلمة ولكن نايف الذي كان يتحدث قبل يومين بلهجة بدوية بطلاقة محببة بدأ يتحدث الآن بلهجة أهل المدينة وأصر على انه باع قطع المصاغ والألماس إلى هذا الرجل
هنا وجد الضابط نفسه يضع السيد ميشيل أمام حلين أما التوقيف بجناية الاشتراك في عمليات السطو المسلح وأما أن يصحبه إلى القسم ومعه كل البضاعة الموجودة وبهدوء مع أوصاف قطع المصاغ المسروق
أهون الشرين
أمام هذين الخيارين لم يجد ميشيل بدا من أن يقوم بجمع كل قطع المصاغ الموجودة في المحل وما أكثرها ويضعها في كيس واحد ويحكم قبضته عليه ويخرج مع رجال الدورية ويركب معهم السيارة الجيب على مرأى الأصدقاء والجيران حتى أن بعضهم سأله أن كان بحاجة إلى مساعدة فبادر الضابط وطمأن المتجمهرين بقوله ساعة زمن ويعود
في القسم
قسم الشرطة كان مؤلفا من طابقين الأرضي فيه النظارة مكان التوقيف وغرفة الديوان فقط أما الذي يعلوه ففيه مكتب رئيس القسم وغرفة المعاون وغرف أخرى ولهذا القسم مدخلان الأول يطل على الشارع العام والثاني على الزقاق الجانبي فلما وصل الملازم أول وبصحبته العناصر والموقوف نايف ومعهم الصائغ ميشيل الذي امسك بالكيس المليء بقطع المصاغ والألماس وقف الملازم أمام باب النظارة وأمر الشرطي أن يفتح الباب ويستقبل هذا الرجل أمانة لديه بعض الوقت وأشار بيده إلى الصائغ ميشيل ريثما يقابلون السيد العقيد رئيس القسم ووجد ميشيل نفسه ودون أن يدري وراء قضبان باب النظارة ، وكيس المصاغ بيد الملازم
مضت ساعة ساعتان بدا ميشيل يلح على الشرطي أن يتصل مع السيد رئيس المقسم ويسأله إلى متى سيبقى رهينة في هذا المكان ولم يصغ الشرطي سمعا  إلى أن تجاوزت الساعة الثانية بعد الظهر وقت انصراف الشرطي نفسه حينئذ فقط اتصل هاتفيا بالسيد العقيد وطلب منه أن يوافيه بورقة الزج وفق الأصول أن كانت هناك نية في إبقاء هذا الرجل موقوفا في النظارة ..
وهنا فقط توضحت الصورة العقيد لا يعلم من هو هذا الرجل ولا الشرطي نفسه يعلم ولا احد في القسم يعلم وان هؤلاء كانوا مجرد أشخاص غرباء احدهم يرتدي بذة الملازم أول دخلوا من الطابق الأول الرئيسي وغادروا من الطابق الثاني إلى الزقاق الفرعي وان العملية من أولها إلى أخرها كانت عملية نصب واحتيال تمت في وضح النهار بكل وقاحة
لا دخان بلا نار
انتشرت الحكاية كالنار في الهشيم وبدأ الناس يتناقلونها كأنها طرفة صالحة للتندر البعض ظن أنها فيلم سينمائي بوليسي من نسيج مخيلة كاتب صاحب تجربة درامية أما البعض الآخر فقال إن لم تكن هذه الحكاية نقلا عن فيلم سينمائي فإنها تصلح فعلا فيلما سينمائيا لذلك الفيلم
على الطرف الآخر كانت أجهزة الأمن تتابع ما حدث باهتمام شديد لأنها وجدت في هذه العملية الجريئة أكثر من سطو وانتحال صفة فيها تطاول بما يلامس الاعتبار ومن ثم من يدري أنها ستكون العميلة الأخيرة
أمرت إدارة المباحث بتشكيل فريق عمل يتفرغ لهذه القضية بكاملها بلا كلل حتى يميط اللثام عن فاعليها ويسوقهم إلى القضاء لتطمئن البلاد والعباد
كان لدى فريق العمل ثلاثة عناصر هامة تشكل ثلاثة منطلقات أساسية الأول هو السيارة الجيب والثاني وجوه الأفراد الذين داهموا محل الصائغ ميشيل أما العنصر الثالث فهو أن هؤلاء يعرفون أن المبنى الذي يشغله قسم الشرطة له مدخلان ومخرجان لا سيما أن المدخل الأخر المطل على الزقاق الفرعي لا يعرفه إلا المقيمون أو المترددون على القسم .
من هذه الثوابت انطلق فريق العمل فبدأ أولا في البحث عمن شاهد رقم السيارة الجيب ولم يكن صعبا أبدا أن أهل الجوار من الصاغة كانوا قد قرأوا الرقم الذي تحمله وحفظوه لا لأنهم شكوا بأمر السيارة وإنما ليعرفوا عائديتها إذا تم توقيف ميشيل وبالبحث والتدقيق تبين أن رقم السيارة الجيب لم يكن مزورا إنما يعود لسيارة هي في الخدمة وهذه المعلومة على بساطتها قادت فريق العمل إلى فك رموز هذه الأحجية التي كانت صعبة
أصل الحكاية
عصابة مؤلفة من نايف وهشام وهيثم جمعتهم ظروف التشرد والضياع والإفلاس الأول نايف لفظته بلدته أبو كمال فجاء إلى دمشق باحثا عن عمل وظيفي فانتهى متسكعا في المقاهي والبارات والثاني سعيد فراتبه لا يكفيه مدة أسبوع لأنه مصاب بداء القمار أما الثالث والرابع فهما من سجن عدرا المركزي ما أن يطلق سراحهما لانتهاء العقوبة حتى يعودان وكان في خروجهما فترة نقاهة وتنفس
أما حكاية السيارة و بذة الملازم الأول فيجدر ان نقف عندها لحظة البزة المستعارة والسيارة مسروقة
كان احد المصورين في ساحة المرجة يعرض نماذج من إنتاجه في اللوحة الزجاجية المعلقة مدخل البناء تشجيعا منه لمن يرغب في أن يتصور وفي جملة الأزياء التي يعرضها بذات عسكرية وبدوية وعقال وحطة وبذات مموهة كالتي يلبسها الفدائيون وبذات بحرية حتى أن لديه الكثير من الأسلحة الدمى وكل ما يشتهي قلب المغامر  والمراهق
من هنا استطاع هيثم أن يستعمل بزة الملازم الأول ولقاء زهيد أما السيارة الجيب فالمفتاح المصنع لذي يتقنه سعد كفيل بتشغيل اعقد سيارة والسيارة ستكون في مهمة لا تتجاوز النصف ساعة ثم تعود إلى مكانها أمام القسم
لا من شاف ولا من دري أما نايف فاستطاع بلهجته البدوية أن يدخل في روع الصائغ ميشيل انه ساذج ولم يدر ميشيل انه هو الساذج نفسه ووقع في مطب الجشع والطمع أمام هذه الواقعة التي هزت امن المدينة قرر وزير الداخلية إحالة هؤلاء الأشرار إلى المحكمة الميدانية وصدرت عليهم الأحكام عشرون عامل أشغال شاقة فقط لا غير .





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 19


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

02-10-2010 08:20 AM




سر اللحاف


ناديا عروس جميلة لم تبلغ السابعة عشرة بعد ولكنها تبدو أكبر من سنها لطولها الفارع وامتلاء جسمها يميزها عن اقرأنها شدة ذكائها وحيويتها التي لا تتوقف ، أما زوجها خالد فهو رجل عادي في الثلاثين من عمره يعمل نجارا متواضعا في ورشة لا تبعد كثيرا عن منزله في قرية سقبا في غوطة دمشق.
ذات يوم طلبت ناديا من زوجها أن يصحبها إلى حضور مسرحية جرى الإعلان عنها كثيرا سيما وان بنات خالتها حضرن المسرحية وتحدثن عنها كثيرا فهل هي اقل حظا من الأخريات؟؟؟
استجاب زوجها خالد وعدها أن يصحبها إلى المسرح يوم الخميس المقبل ، حيث ان الجمعة وهو يوم عطلة و يستطيع أن يتأخر في السهرة وفي صباح اليوم التالي أعدت ناديا كل ما يلزم لأناقتها وزينتها كما طلبت من زوجها أن يرسل البدلة كحلية اللون إلى المصبغة ليظهر إلى جانبها أنيقا ولا كل الرجال وبالفعل حجز خالد بطاقتين واصطحب زوجته إلى المسرح وكان ذلك في أواخر شهر آذار والطقس ينذر بمطر غزير .
وبدأت مسرحيات أخرى
انتهت المسرحية وبدأ الناس يهمون بالخروج من الصالة فوجئوا أن المطر كان غزيرا والسير تحته مشكلة مكلفة فالثياب جديدة وقد يفسدها ماء المطر لم يجد خالد بدا من أن يبحث له عن سيارة أجرة رغم انه لم يكن يحسب حسابا لهذا المصروف الإضافي أشار خالد بيده إلى أول سيارة تكسي وركبت ناديا إلى جانبها خالد كانت الساعة قد شارفت الواحدة بعد منتصف الليل أدار السائق رأسه إلى الخلف: وسأل إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأجابه خالد على الفور: إلى سقبا يا أخي ....
بدأ يعد العدة
طول الطريق لم يرفع لسائق ناظريه عن المرأة العاكسة وهو يحدق في وجه ناديا وأدركت ناديا ذلك لكنها لم تعر الأمر أيه أهمية معتقدة أن هذا التحديق من مستلزمات النباهة وحسن القيادة إلى أن وصلت السيارة إلى تحويلة جانبية فاضطر السائق أن ينحرف إلى طريق ترابية وعرة وسط عتمة البساتين وهطول المطر الغزير ما هي إلا بضع مئات من الأمتار حتى بدأت السيارة ترتج ويرتج محركها إلى أن هدأ صوت هديرها. سأل خالد: عما جرى؟؟؟؟ فأجاب السائق بعصبية: لقد تعطلت السيارة.......
حاول السائق تشغيلها ثانية وثالثة وخامسة دون جدوى فلم يكن من السائق إلا أن طلب من خالد الترجل من السيارة ويساعده على دفعها إلى الأمام عسى ولعل.
طبعا لم يكن أما خالد أي خيار فقد انتصف الليل ومن غير لامعقول أن يبيت هو وزوجته في العراء في هذا الليل البهيم فلا بد أن يدور محرك السيارة نزل خالد وبدأ يدفع السيارة من الخلف بكل ما أتاه الله من قوة والسائق يحاول تشغيلها بين الفينة والأخرى ناديا قابعة في مقعد السيارة الخلفي صامتة تنتظر المجهول..... ما هي إلا مسافة قصيرة حتى دار محرك السيارة وفرح الجميع بمن فيهم خالد الذي أضناه تعب دفش السيارة ومشت السيارة الهوينا الهوينا ثم أقلعت وبقوة ووقف خالد ينتظر ولكن السيارة تابعت سيرها واعتقد خالد أنها ستقف بعد أن يتأكد السائق من استمرار دوران المحرك ولكن السيارة تابعت السير ......
وخالد يتابع التحديق في مؤخرة السيارة وهي تغيب بين أشجار الفوطة وفي عتمة الليل ....
أدركت ناديا أنها وقعت في الفخ.... وان تعطل السيارة كان أمرا مفتعلا وان لا جدوى من الصراخ والاستغاثة وفي هذا المكان البعيد عن الناس .
وأخذت تتوسل إلى السائق ألا يمسها بسوء كما أنها أخذت تذكره بان لا بد وان تكون له أخت يحرص على شرفها وكرامتها عسى أن تدب فيه النخوة ويعف عنها .
لا حياة لمن تنادي واستمر في متابعة طريق وعرة وملتوية إلى أن توقف أمام منزل ريفي مبني من الطين فأمر ناديا بالنزول من السيارة ووعدها أن التزمت الهدوء فلن يمسها بسوء وان الموضوع ن يتعدى حدود الجلسة الإنسية.
استجابت ناديا مرغمة ونزلت من السيارة ولازمت الهدوء الذي لا خيار لها فيه ودخلت المنزل الريفي وهو عبارة عن فسحة سماوية صغيرة وغرفة واحدة و منتفعاتها وكأن هذا البيت معد خصيصا وفي هذا المكان البعيد لمثل هذه اللقاءات...
الذكاء أفضل سلاح
تظاهرت ناديا وهي الصبية الذكية المتقدة حيوية ونشاطا أنها استجابت لرغبات السائق وبدأت تتحدث متظاهرة باللامبالاة عن معاناتها مع زوجها وزعمت له أنها تزوجته تحت وطأه الضغط والإكراه وبالتالي فهي لا تحبه ولا تكن له ودا ولا وفاء
لمعت عينا لسائق على وقع هذا الحديث المفيد وغير المتوقع واستوقفته عبارة لا تكن له الوفاء إذا الصيد ثمين والجلسة طابت ولن يفوت هذه الفرصة فبدا يخلع ثيابه بهدوء ويقترب إليها علها تفعل مثله ولكن ناديا تمهلت قليلا ونظرت اليه بعتب ودلع وضحك: هكذا تكون الجلسة ويكون اللقاء ؟؟؟؟؟؟
وماذا تريدين ؟؟؟؟
مستلزمات القعدة ...
وما هي ؟؟؟؟؟؟؟؟
بعض المكسرات ولا بأس بقليل من الويسكي ...........
وتلعثم السائق قليلا وبدت عليه إمارات التردد ولكن ناديا قطعت عليه تردده وذكرته بضرورة العجلة قبل أن يتصرف زوجها بشي ....
ثم سألها :كيف اطمئن انك لن تهربي ؟؟؟
اقفل علي باب الغرفة وباب الدار أيضا هيا قبل أن يمضي الوقت.... لا تقف أمامي كالأبله هنا لمعت في ذهنه فكرة جهنمية ثم اندفع بالكلام وبحماس: سأذهب .....ولكن بشرط أن تخلعي ثيابك ؟؟؟؟
ولماذا ؟؟
ضمانة أن لا تهربي .
وتأكيدا على قبولها بالفكرة بدأت ناديا تخلع ثيابها قطعة قطعة وناولته كل ثيابها وبقيت عارية كما خلقها ربها حمل ثيابها معه وركب السيارة وانطلق كالريح وبقيت ناديا وحيدة في الدار أسيرة العري والقفل والمفتاح .
الهروب الكبير
نظرت حولها تفحصت الغرفة فوجدتها قليلة الأثاث : فراش ولحاف وأشياء أخرى بسيطة ولا يوجد للغرفة سوى الباب المطل على ارض الدار وشباك علوي يطل على الطريق الخلفي وهو ترابي موحل تسلقت حتى وصلت الشباك فوجدت انه في مقدورها الخروج منه فقررت الهرب فورا وقبل أن يعود السائق ولما كانت عارية من ثيابها كما ولدتها آمها تناولت اللحاف والتحفت به وما هي إلا لحظات حتى كانت ناديا في الطريق تسابق الريح أملة أن تجد من ينجدها ................

البحث عن الإبرة
على الطرف الأخر كان خالد في قسم الشرطة وقد أصغى رئيس القسم إلى حكايته باهتمام شديد ولما انتهى بادره بالسؤال: أين وقع؟؟؟
وعلى ضوء معلومات الزوج خالد توجهت دوريات الشرطة والمباحث تفتش وتمسح المنطقة ولكن كان بحثهم أشبه بمن يبحث عن إبرة في قاع المحيط ولما انبلج الصباح وعدت الشرطة الزوج أنها ستتابع البحث دون كلل وطلبت منه أن يعود الآن إلى داره ليستريح وهي بدورها ستتصل معه أن جد في الآمر شيء.
دخل خالد إلى منزله محبطا لا يعرف ماذا عليه أن يفعل فالأحداث المتلاحقة كانت بمثابة فيلم سينمائي مرعب وكم كانت دهشته بالغة حين وقعت عيناه على زوجته ناديا التي كانت قد وصلت لتوها من مشوارها المتعب وقد قبعت وهي تتحرق شوقا لتروي ما حدث لها بما لا يصدقه عقل وكيف استطاعت بذكائها الإفلات من أنياب هذا الذئب الكاسر فأطمأن إلى سلامتها وسلامة تصرفها وحمدا الله سويا على هذه العاقبة السليمة .
عودة السائق
عاد السائق مسرعا إلى الوكر الذي أودع فيه الطريدة يحمل بين يديه ما طلبته من مكسرات ومشروب وعشاء ......
وكانت المفاجأة أن وجد الدار خاوية والنافذة التي هربت منها تلعب بها الريح وأدرك أي مقلب شربه حتى الثمالة
ولكن ما أن استفاق بعد هنيهة حتى أطلق من أعماق حنجرته صوتا مرعبا: اللحاف ؟!!!!
أين اللحاف ؟؟؟!!!!!!!!
فقد شرب مقلبا أكثر مرارة فاللحاف هو كل ثروته وما جناه في عمره وحياته تحويشة العمر كان يخبئ في هذا اللحاف ثمن السيارة التي يعتزم شراءها فهي الحلم الذهبي لأن يعمل عليها هي ملك الناس .....
كان اللحاف محشوا بأوراق النقدية السورية وعملات دول الخليج وكل ما كانت تطاله يده من المصطافين العرب والأجانب فاللحاف كان بمثابة البنك الذي يودع فيه أمواله والحصيلة تزيد عن المليون و مصيبتاه ؟!!
وهكذا واجه آمران أحلاهما مر : أن بحث عن اللحاف يكون قد فضح نفسه في جريمة الخطف ومن سيصدقه انه لم يعتد على الضحية ويغتصبها وفي مطلق الأحيان الأمر سيان فالعقوبة جناية في كلتا الحالتين وان سكت يكون دفع ثمنا غاليا لقاء نزوة سخيفة وكما يقول المثل لا طعم لها ولا فاكهة فبدأ يلعن الساعة التي حلت فيها هذه المصيبة على رأسه ...
في قسم الشرطة جلست ناديا تروي لرئيس القسم ما جرى معها وكيف تفتق ذهنها عن هذه الحيلة الذكية وكيف صبرت وتماسكت حتى تمكنت من الهرب وتسترت بهذا اللحاف الذي تحمله تحت إبطها ودون أن تدري يما يحتوي عليه من ثروة وسلمته إلى رئيس القسم ....
أمر رئيس القسم بتنظيم برقية على كافة مراكز الشرطة والأقسام بأوصاف السيارة وأوصاف السائق عسى ولعل كما أمر بمصادرة اللحاف وإيداعه المستودع حتى يتم القبض على السائق !!
في ساحة القرية التي كان يسكنها خالد وزوجته ناديا لحظ بعض المتسكعين من أهل القرية الذين يمضون معظم ساعات النهار يتلمسون دفء الشمس ويتبادلون الحكايا والهموم .
رجل غريب عن أهل القرية لم يروه من قبل يسير بخطى وئيدة وحذرة يتلفت يمنى ويسرى بعيون زائغة كأنه يبحث عن أمر ما لا يجده .......
دفع الفضول احد الرجال أن يتقدم منه ويسال هان كان يبحث عن احد تردد الرجل قليلا في الكلام ثم حزم أمره وتشجع واخبره انه سائق سيارة عمومي يبحث عن منزل احد الزبائن أوصله البارحة مساء إلى هذه الجهة من الغوطة ويعتقد انه من سكان هذه القرية نسي في السيارة أغراضا ثمينة يريد أن يردها له !!!!
فأرشده إلى صاحب البقالية الموجودة في نهاية الشارع ليسأله عن هذا الرجل الذي يبحث عنه فهو أدرى بأهل القرية وأحوالهم...........
صاحب البقالية كان اسبق بمعرفة ما جرى في الليلة الماضية مع خالد وزوجته ناديا مع سائق السيارة العمومي فاستغرب مجيء السائق طواعية يسال عن زبون الليلة الماضية فاخذ يداوره مخاتلة بالحديث شيئا فشيئا.... يحاول الوصول إلى المزيد من الإيضاحات ليقطع الشك باليقين .
فعلا استطاع صاحب البقالية ان يقطع الشك باليقين حين عرف من السائق انه يبحث عن اللحاف وقصة اللحاف الذي التحفته العروس وهي عارية أصبح عقدة القصة لدى أهل القرية منذ ليلة أول أمس.
أمام باب دار خالد وقف صاحب البقالية والى جانبه السائق يضغط بإصبعه على جرس الباب فتحت ناديا باب الدار لتتفاجئ بوجه رجل يقف أمامها لم تتوقع رؤيته وفي هذه اللحظة التي لا تتجاوز رفة الجفن كان خالد يقف وراءها يستطلع طارق باب الدار المنتاب .
انسلت ناديا إلى ما وراء زوجها خالد الذي يقف عند الباب مهرولة إلى الداخل وعادت مسرعة تحمل بندقية صيد قديمة مخبئة على ظهر خزانة الملابس وسددت إلى وجه السائق وصرخت بأعلى صوتها : يا كلب!!!!!! وشددت أصابعها على الزناد .
وفي مستوصف القرية والجميع بانتظار وصول دورية الشرطة كان السائق ينزف وهو في نزعه الأخير يلفظ أنفاسه تتحرك شفتاه بكلمات لم يفهمها من المحيطين حوله سوى ناديا وهو يقول :اللحاف .....اللحاف..... المصاري!!!!!!





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.

مشاركة : 20


الثائرالسوري

جامعـي اســتثنائي

انـصـــروا الأقــصـــــى




مسجل منذ: 13-02-2008
عدد المشاركات: 979
تقييمات العضو: 1
المتابعون: 26

غير موجود
اشــترك بالتحديثات
رسالة مستعجلة

رد مشاركة : --:: البرنامج الشهير حكم العدالة ::--

09-10-2010 07:14 AM




شهر العسل المر


حين عقد سعيد قرانه على الآنسة المهذبة نوال لم يكن يخطر في بال احد أن سعيدا لن يكون سعيدا ولن يكون له نصيب من معنى اسمه في هذا الزواج خلافا لما جاء في الأثر لكل اسم من مسماه نصيب فكل منهما له طباع تختلف عن الأخر وخلفية اجتماعية مغايرة وثقافية نقيضة وقد طغت على سطح العلاقة الزوجية كل هذه المتناقضات خلال الأيام الأولى للزواج لا بل ومنذ صبيحة العرس
الحكاية من أولها
حين تعرف سعيد على نوال الصبية الجميلة ذات القوام الناهض واستطاع أن يستدرجها إلى منزله في وقت خلا من كل ساكنيه ودخل بها وهتك عذريتها لم يكن يدري أنها لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها واعتقد سعيد أن الأمر سيمر بسلام لولا أن  نوال اطلعت أمها وأمها بدورها تحدثت مع والدها وهذا بدوره راح لتوكيل المحامي والحكاية صارت قضية لان نوال قاصر والقاصر يحميه القانون وما فعله سعيد كان جناية .
استدعت إدارة المباحث الجنائية سعيد لاستجوابه واضطر أمام إفادة نوال ودموعها وتوسلاتها إلى الاعتراف بكل التفاصيل
ومن ثم جاءته النصيحة الذهبية أن لا مجال للخلاص من هذه الورطة إلا أن يعقد على نوال لان الزواج في مثل هذه الحالات يجب الجريمة ويوقف الملاحقات لغايات إنسانية أرادها المشرع لا مجال لذكرها الآن أمام هذا العرض السخي لم يكن لدى أهل نوال مانع من الزواج ولو أنهم كانوا يتمنون لو تم في غير هذه الظروف ولكنهم يريدون ضمانات حقيقية لاستمرار هذا الزواج الذي جاء تحت وطأة ضغظ هذا الظرف القانوني لذلك طلبوا من سعيد أن يسجل لنوال الدار التي يسكنها إذا كان صادقا في عاطفته نحوها ورغبته فيها كما قال وزعم أمام المباحث
اضطر سعيد أن يخضع لهذا الطلب وفي خلال 24 ساعة كانت الدار مسجلة بالسجل العقاري باسم نوال وأطلق سراح سعيد ليصبح زوجا غير سعيد لنوال أمام الله والناس وكذلك أمام القانون
الأدوار المقلوبة
مر يوم اثنان عشرة وجد سعيد نفسه قد فرط بثمن اكبر بكثير مما يساويه الزواج من نوال وهي الفتاة المفرطة وبدأت تلمع عنده مشاعر وأحاسيس خفية أن نوال لم تكن الطريدة وانه لم يكن الصياد بدأ يسأل نفسه كم كان غبيا وكم كان ثمن هذا الغباء فاحشا
بدأ سعيد حياته الزوجيه وبدأت تدور في رأسه شتى الحلول وكان كلما وصل إلى حل يمحصه ويدقق فيه يجد انه ليس حلا بل مصيبة
ذات ليلة وفيما كان يتابع احد المسلسلات البوليسية من فضائية أجنبية قفز من مقعده الوثير وصرخ بأعلى صوته على طريقة ارخميدس وجدتها وجدتها لقد وجد أخيرا الحل المنشود
فاتح زوجته في انه يرغب في السفر إلى شاطئ البحر لتمضية أسبوع من الزمان عسى ولعل يجد هناك الراحة والاسترخاء مما يعانيه من توتر وتشنج وسألها أن كانت ترغب في صحبته سيما وأنهما لم يقوما بشهر العسل كما يفعل كل الأزواج
ودون تردد وافقت نوال على الفكرة وأبدت حماسا منقطع النظير ووجدت في هذا العرض تباشير صفحة جديدة في علاقتها مع سعيد لا سيما وان نوال تحب البحر والسباحة
إجازة بحرية
اختار سعيد شاليه فاخرة على الشاطى مزودة بكافة وسائل الراحة بما في ذلك الحمام الأنيق وفيه المغطس البانيو الجميل علما أن حمامات الشاليهات على البحر قلما تحوي ضمنها بانيو فكل ما يحتاجه المصطاف نزيل لشاليه الدوش الساخن لا أكثر ولا اقل.
في اليوم التالي عرض سعيد على زوجته نوال بأن يقوما بنزهة بحرية على ظهر زورق صغير يستأجرانه ويطوفان به على الحوافي القريبة من الشاطئ ووجدت نوال أن الفكرة مناسبة وإلا ما معنى أن يكونا على شاطئ البحر وطابت لهما النزهة في اليوم الأول فعرض على صاحب اللانش أن يستأجرانه لمدة ثلاثة أيام أخرى والدفع سلفا
أصبح اللانش في حيازة سعيد وجعل له مربطا لا يبعد عن الشاليه سوى أمتار قليلة
أمضى سعيد جزءا من ليلته تلك أمام التلفزيون متظاهرا انه يتابع برامجه من محطة إلى أخرى ولكن في الحقيقة كان يتابع في مخيلته برنامجا آخر أكثر حيوية وإثارة وعلة حين غرة استأذن زوجته لدخول الحمام ليمضي وقتا سعيد في البانيو عل المياه الساخنة تمنحه متعة الاسترخاء تمهيدا للنوم الهانئ العميق.
فما كان منها إلا أن أبدت استعدادها للاستحمام في البانيو الساخن لا بل أرادت أن تدخل الحمام هي أولا أليست القاعدة الاجتماعية تقول السيدات أولا دخلت نوال الحمام وغطست في البانيو.
الزوجة تغرق تغرق تغرق
في الصباح الباكر كان سعيد يجدف زورقه وتجلس قبالته على الطرف الأخر من الزورق زوجته نوال وبدت عليه علامات الإجهاد واخذ الموج يقذف بالزورق شيئا فشيئا بعيدا عن الشاطئ استدرك سعيد وبدأ صراخه يعلو طالبا النجدة ويده تلوح يمنه ويسرة ولم يكن البحر خاليا من الناس فالكثير من زوارق النزهة تمخر الشاطئ القريب فما كان من هؤلاء الناس إلا أن بدءوا يهرعون إليه منهم سباحة ومنهم تجديفا ولكن القدر كان أسرع فانقلب الزورق بمن فيه وسقط سعيد وسقطت نوال في مياه البحر لكن مروءة سعيد فرضت عليه وبطريقة سينمائية مثيرة أن يحاول إنقاذ نوال زوجته الغالية إنما بلا فائدة لأن مشيئة الله قضت أن تموت نوال غرقا.
أكد الطبيب الشرعي ا ن الوفاة تمت بسبب الغرق وان نول غرقت قضاء وقدرا في مياه البحر وقرر قاضي النيابة تسليم جثتها إلى زوجها ليحملها معه عائدا إلى دمشق .
في دمشق كان وقع الخبر كالصاعقة على رأس أهل نوال وهي العروس التي لم تكمل الثامنة عشرة فاستقبلوا الخبر بشكوك بالغة تصل إلى حد عدم التصديق أن نوال لا تعرف السباحة.
من قال هذا الكلام نوال لم تنقطع في كل صيف عن التردد إلى مسابح لا بل أكثر من ذلك كانت نوال تمضي أيام العطلات المدرسية في بيت خالتها في اللاذقية تصحبهم إلى المسابح البحر ابنه خالتها ليلى والجميع يشهد على ذلك.
إذن حكاية الغرق سخيفة وغير مقنعة وتحتاج إلى كثير من السذاجة لتصديقها والقبول بها
إذن ما العمل وتقرير الطبيب يقول بان الوفاة تمت بسبب الغرق
هل نستجيب للظنون السيئة ولا سند لهذه الظنون في الأدلة والوقائع آو أن نخضع ونقبل بما جاء به الزوج المفجوع سعيد من المزاعم التي أيدها تقرير الطبيب الشرعي على نحو لا يدع مجالا للريبة والشك.
حين اتصل والد نوال بي هاتفيا وبطلب من زوجته واخبرني عن الفاجعة التي حلت بهم ليسألني عما يجب أن يفعلوا كنت اسمع عويل وبكاء والدة نوال وهي تقف إلى جانبه وشعرت أنها خطفت السماعة من يده وبدأت تصرخ على نحو هستيري قتلها يا أستاذ.
تجاوزت عبارات العزاء وبدأت استوضح عن تفاصيل ما جرى ولم اطل الحديث فاتجهت مباشرة إلى منزلهم وكانت نصيحتي الوحيدة والمباشرة أن يبقوا جثة نوال في براد المشفى قبل الحصول على إذن الدفن ووعدتهم أن الحق بهم فورا .
هنالك التقيت الزوج سعيد الذي تورمت عيناه من كثرة البكاء وبح صوته من شدة العويل وانفردت به جانبا ليحدثني بهدوء وبعيدا عن الآخرين عما جرى وكيف جرى بعد أن أفهمته أنني صديق العائلة وان الموضوع أثار فضولي كأي إنسان أخر.
بدأ سعيد يسرد لي كل التفاصيل التي وردت أيضا في هذا المقال وعندما انتهى طلب مني أن كنت احمل منديلا ورقيا ليمسح به دموعه فأعطيته وأنا أحدق بتفاصيل وجهه ولساني كاد ينطق ويخاطبه أنت تكذب يا سعيد ولكن كيف لي أن اثبت الكذب.
هل يكفي أن تكون نوال تعرف السباحة
فالكثير ممن غرقوا في البحر كانوا يعرفون السباحة ثم هل يكفي أن يكون زواجه من نوال إفلاتا وفرارا من حكم القضاء فالكثير تزوجوا على هذا النحو وعاشوا حياة عادية بل سعيدة وأنجبوا الصبيان والبنات .
كان سعيد متمترسا وراء تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة تمت غرقا وكان واثقا أن ما من احد يستطيع أن يوجه إليه إصبع الشبهة حتى أن الكثير من الأصدقاء والمعارف بدأوا يلومون والدة نوال على ما فرطت به تجاه صهرها من اتهامات وسباب بل راحوا يعزونها على فاجعتها التي أفقدتها صوابها فلم تعد تعي ما تقول.
كولومبو لا يخسر قضية
حين دخلت مكتب المحامي العام وعرفته بنفسي نظر إلي باستغراب ثم استدرك ورحب بي ببرود وقال نعم تريد أن تكتب مسلسلا بوليسيا في بلدتنا
أجبته وأنا ابتسم لقد كتبته وانتهيت يا سيادة المحامي العام
إذن عما تبحث يا كولومبو
عن الخاتمة لهذا المسلسل وهنا اتسعت ابتسامتي أكثر وأخرجت من محفظتي استدعاء كنت قد كتبته سلفا وضمنته كل الملاحظات والظنون التي تحيط بالقضية وطلبت بالنتيجة تشكيل لجنة ثلاثة أطباء شرعيين من ذوي الاختصاص التقرير الثلاثي
كان واضحا دقيقا لا لبس فيه ولا غموض قرأت صورة التقرير بفرح شديد واتجهت إلى مكتب المحامي العام الذي بادرني ودون أن ينتظر حتى سماع التحية والسلام لقد أحكمت طوق حبل المشنقة حول رقبته يا أستاذ .
هذه هي الخاتمة التي كنت ابحث عنها لقد أكد التقرير الطبي أن الوفاة تمت بفعل الاختناق الناجم عن الغرق ولكن ليس في مياه البحر ونما في مياه المغطس البانيو الذي استحمت فيه به المغدورة نوال ، ولقد وجد الأطباء بقايا أثار الصابون في حويصلات الرئتين ولم يجدوا أيه أثار لمياه البحر المالحة لان من خاصية الموت التيبس السريع للجثة الذي يستحيل معه بعدها دخول قطرة ماء واحدة إلى حويصلات الرئة وبالتالي يتضح ثبوت وفاة نوال قبل أن ينقلها سعيد جثة هامدة إلى الزورق الرابص على الشاطئ أمام الشاليه والقيام بتمثيلية الغرق في مياه البحر.
أخيرا اعترف سعيد بفعلته في كافة مراحل التحقيق.
وأمام محكمة الجنايات في اللاذقية قام سعيد بسرد الأحداث وبدقة شديدة لأنه لم يعد ينفعه أي إنكار أو مراوغة وبعد عدد من الجلسات بما فيها جلسة استدعاء الأطباء الشرعيين لسماع أقوالهم.
أصدرت المحكمة قرارها القاضي باعتبار الجرم الذي ارتكبه سعيد جناية القتل العمد الذي سبقه إصرار وتصميم وحكمت عليه بالإعدام.
وبتاريخ لاحق استيقظ نزلاء السجن في اللاذقية ليجدوا في ساحة السجن منصة الإعدام وقد تدلت منها جثة سعيد.





ملتقى طلاب جامعة دمشق




أنت غير مسجل لدينا.. يمكنك التسجيل الآن.
التعليق باستخدام الفيسبوك
صفحة 2 من 5 <- 1 2 3 4->
 








ملتقى طلاب الجامعة... منتدى غير رسمي يهتم بطلاب جامعة دمشق وبهم يرتقي...
جميع الأفكار والآراء المطروحة في هذا الموقع تعبر عن كتّابها فقط مما يعفي الإدارة من أية مسؤولية
WwW.Jamaa.Net
MADE IN SYRIA - Developed By: ShababSy.com
أحد مشاريع Shabab Sy
الإتصال بنا - الصفحة الرئيسية - بداية الصفحة