إلى كل الشباب والبنات المباركين المتشوقين لرؤيته

إلى من بات ودموعه قد بللت وسادته شوقا 


وإلى كل من لايعرف شكله الشريف
وغاب عنه العشق والجمال الحقيقي 

أقدم لكم شمائله الخَلقيّة الشريفة (شكله الشريف  ) 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال علي رضي الله عنه في وصفه: ’’من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه’’.

ووصفه هند بن أبي هالة فقال: ’’كان فخماً مفخماً (أي كان عظيماً معظماً في الصدور

والعيون، ولم تكن خِلْقَته في جسمه الضخامة)، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر’’.

       

وقالت أم معبد رضي الله عنها: ’’رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أي مشرق الوجه مسفره)،

وسيم قسيم (الوسامة: الحُسن الوضيء الثابت، والقسامة: الحُسن، ورجل مُقسّم الوجه؛

أي: جميل كله كأن كل موضع منه أخذ قسماً من الجمال)، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله

من قريب’’.

       

وقال البراء بن عازب رضي الله عنهما: ’’كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس

وجهاً وأحسنه خلقاً’’. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: ’’ما رأيت أحسن من رسول الله

صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه’’.وقال أيضاً: ’’كان أحسن الناس صفة وأجملها وإذا

ضحك يتلألأ’’.

       

وقال جابر بن سمرة رضي الله عنه: ’’رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةً إضحِيان

(أي مضيئة مقمرة) وعليه حلة حمراء، فجعلت أنظر إليه وإلى القمر؛ فلهو أحسن في عيني من القمر’’

       

وقد جاءت الأحاديث الصحيحة والمشهورة الكثيرة في بيان جمال صورته صلى الله عليه وسلم

وتناسب أعضائه في حسنه، وسنبسط صفات النبي صلى الله عليه وسلم الخَلقية من مجمل تلك الأحاديث..

يا ترى كيف ستكون تفاصيل جسده وجماله الشريف؟ 

يتبع إن شاء الله     

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رَبْعَة؛ ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد

(أي المتناهي في القصر كأنه تردّد بعض خَلْقه على بعض وتداخلت أجزاؤه)، وكان

إلى الطول أقرب، ضخم الرأس، كثير الشعر رَجِلُه، ليس بالجعد ولا السَّبْط ( السّبْط

من الشَعْر: المنبسط المسترسل، أي: لم يكن شعره صلى الله عليه وسلم شديد

الجعودة ولا شديد السبوطة)، إن انفرقت عَقِيْصَته (العقيصة: الشعر المعقوص، وهو

نحو من المضفور، وأصل العقص: الليّ وإدخال أطراف الشعر في أصوله) فرق وإلا

فلا ( أي: إن صار شعره فِرقين بنفسه في مفرقه تركه، وإن لم ينفرق لم يفرقه بل

يتركه على حاله)، يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره،

       

واسع الجبين، في وجهه تدوير، أزهر (الأزهر: الأبيض المستنير، والزّهْر والزهرة:

البياض النيّر، وهو أحسن الألوان.) أو أبيض اللون مشرب بحمرة، واسع العينين،

شديد سواد الحدقة، في بياض عينيه حمرة لا تفارقه، طويل الأهداب، أكحل ( الكحَل:

سواد في أجفان العين خلقة. وفي رواية عن جابر بن سمرة: ’’وكنت إذا رأيته قلت

أكحل العينين وليس بأكحل’’)، دقيق الحاجبين طويلهما مع تقوس، سوابغ في غير

قرَن ( القرَن: التقاء الحاجبين. ومعنى سوابغ في غير قرن؛ أن طرفي حاجبيه قد

سبغا؛ أي طالا حتى كادا يلتقيان. وقد جاء في حديث أم معبد أنه كان صلى الله عليه

وسلم أقرن الحاجبين ، فالمراد أنه كان كذلك فيما يبدو للناظر من بعيد ومن غير

تأمّل، وأما القريب المتأمل فيرى بين حاجبيه فاصلاً لطيفاً)، بينهما عرق يدرّه الغضب

( يُدرّه الغضبُ: أي يمتلئ دماً إذا غضب كما يمتلئ الضرع لبناً إذا درّ)،

     

أقنى الأنف (القنا في الأنف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه. والأرنبة: طرف

الأنف)، له نور يحسبه من لم يتأمله أشم (الشمم: ارتفاع قصبة الأنف واستواء

أعلاها وإشراف الأرنبة قليلاً)، أسِيل الخدين (أي غير مرتفع الوجنة)، ضليع الفم (أي

عظيمه، وقيل واسعه. والعرب تذم ضيقه وتمدح سعته لدلالته على قوة الفصاحة.

وقيل: هو كناية عن فصاحته. وقيل: المراد رقة الشفتين وحسنهما)، مفلّج الثنايا

(الفلج: فرجة لطيفة ما بين الثنايا والرباعيات)، أشنب (الشنب: البياض والبريق

والتحديد في الأسنان)، ويفتر عن مثل حب الغمام (يفترّ: أي يبتسم ويكشر حتى تبدو

أسنانه من غير قهقهة، وحب الغمام: البرد، شبه به ثغره في بياضه وبرده)، وإذا تلكم

رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه،

       

كثّ اللحية (الكثاثة في اللحية: أن تكون غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثافة)، شديد

سواد الرأس واللحية، توفاه الله عز وجل وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة

بيضاء، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريحه أطيب من المسك الأذفر (أي طيب الريح)، في

عنقه سَطَع (السطع: الارتفاع والطول. وفي رواية: أنه كان أحسن عباد الله عنقاً، لا

ينسب إلى الطول ولا إلى القصر)، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة (الجيد:

العنق. والدمية: الصورة المصورة، شبه عنقه صلى الله عليه وسلم بعنقها لأنه يُتألق

في صنعتها ويبالغ في تحسينها. وقيل: وصف عنقه بالدمية في الإشراق والاعتدال

وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال، وبالفضة في اللون والإشراق والجمال)،

       

عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمام يشبه

جسده، ضخم الكراديس (الكراديس: هي رؤوس العظام، واحدها كردوس. وقيل هي

ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد أنه ضخم الأعضاء)،

معتدل الخلق (أي أن جميع أعضاء جسمه صلى الله عليه وسلم خلقها الله تعالى

كاملة متناسبة مع بعضها غير متنافرة)، بادن متماسك (البادن: الضخم. والمتماسك:

هو الذي يمسك بعض أعضائه بعضاً، فهو معتدل الخلق. وقيل: المراد أنه ممتلئ

الجسم، ليس بالنحيل ولا الهزيل، وأن أعضاءه متماسكة بقواها وليست مسترخية)،

سواء البطن والصدر (أي هما متساويان لا ينبو أحدهما عن الآخر، وسواء الشيء:

وسطه لاستواء المسافة إليه من الأطراف)، أنور المُتجرّد (أي ما جرد عنه من الثياب

من جسده وكشف، يريد أنه كان مشرق الجسد)، موصول ما بين اللبّة (اللبّة: هي

النقرة التي فوق الصدر) والسرّة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما

سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر،

         

طويل الذراعين والساقين، سبط القصب (سبط القصب: الممتد الذي ليس فيه تعقد

ولا نتوّ، والقصب هنا: ساعداه وساقاه)، في ساقيه حموشة (حمْش الساقين:

وأحمش الساقين أي دقيقهما)، ضخم الكفين والقدمين، شثن الأصابع (أي في أنامله

غلظ بلا قصر، ويحمد ذلك في الرجال؛ لأنه أشد لقبضهم، ويذم في النساء) طويلهما،

كأنّ أصابعه قضبان الفضة، وكانت كفه ألين من الحرير، وأبرد من الثلج، وأطيب رائحة

من المسك، كأنها كف عطار مسها بطيب أو لم يمسها به، يصافحه المصافح فيظل

يومه يجد ريحها، ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان،

             

وكان مَنهُوس العقبين (أي لحمها قليل)، أخمص القدمين (الأخمص من القدمين:

الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء. والمراد أن ذلك الموضع من أسفل

قدميه صلى الله عليه وسلم مرتفع عن الأرض) مسيحهما (مسيح القدمين: أي

ملساوان لينتان، ليس فيهما تكسر ولا شُقاق، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما) ينبو

عنهما الماء (أي يسيل ويمر سريعاً لمَلاستيْهما)، إذا مشى تقلّع (أي رفع رجليه من

الأرض رفعاً قوياً، متداركاً إحداهما بالأخرى مشية أهل القوة والجلادة، لا كمن

يمشي اختيالاً ويقارب خطاه؛ فإن ذلك من مشي النساء ويوصفن به) وألقى جسده

إلى الأمام كأنما ينحط من صبب (أي: كأنما ينزل في موضع منحدر، وهي مشية أولي

العزم والهمة والشجاعة ، وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء)، وسار في خَطْوٍ

ثابت برفق وسكينة ووقار، وقد خفض بصره إلى الأرض، وهو مع ذلك سريع المشي

واسع الخطو (أي مع كون مشيه هوناً خطاه واسعة، كأنما الأرض تطوى له)،

       

قال أبو هريرة رضي الله عنه: ’’ما رأيت أحداً أسرع في مشيه من رسول الله صلى

الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنُجِهد أنفسنا وإنه لغير مكترث’’، وقال جابر

رضي الله عنه: ’’كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إذا مشى، وكان ربما

تعلّق رداؤه بالشجرة أو بالشيء فلا يلتفت حتى يرفعوه، لأنهم كانوا يمزحون

ويضحكون وقد أمنوا التفاته’’، و إذا التفت التفت جميعاً (أي أنه لا يسارق النظر،

وقيل: لا يلوي عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشيء، وإنما يفعل ذلك الطائش

الخفيف، ولكن كا يقبل جميعاً ويدبر جميعاً)،

       

وكان صلى الله عليه وسلم حسن الصوت قويّه، وفيه صحَل (أي بُحة يسيرة، وهي

أحلى في الصوت من أن يكون حاداً)، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سماه وعلاه

البهاء، لم يُر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.

     

قالت عائشة رضي الله عنها: ’’كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس

وجهاً، وأنورهم لوناً، لم يصفه واصف قط بمعنى صفته إلا شبه وجهه بالقمر ليلة البدر،

يعرف رضاه وغضبه في سرار وجهه (السِّرار والسِّرر: واحد أسارير؛ وهي الخطوط

التي تجتمع في الجبهة وتتكسّر)’’، وكان صلى الله عليه وسلم إذا رضي أو سُرّ

فكأن وجهه المِرآة، أو قطعة قمر، وإذا غضب تلون وجهه واحمرّت عيناه، وكان إذا

اشتد وَجْده أكثر من مس لحيته صلى الله عليه وسلم.

       

وقال عليّ رضي الله عنه: ’’كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض شديد الوضح

(الوضح: البياض من كل شيء)، أغرّ أبْلَج (الأغرّ: من الغرة وهي بياض الوجه.

والأبلج: هو الذي وضح ما بين حاجبيه فلم يقترنا، وقيل: أبلج الوجه؛ أي مشرقه)، ولم

يكن بالمُطَهّم (المطهّم: المنتفخ الوجه، وقيل: الفاحش السِّمَن، وقيل: النحيف

الجسم، وهو من الأضداد) ولا المُكَلْثم (المكلثم: هو من الوجوه القصير الحنك الداني

من الجبهة، المستدير مع خفة اللحم، والمراد أنه كان أسيل الوجه ولم يكن مستديراً)’’.

       

وقيل لأبي الفضيل: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، قيل: كيف

رأيته؟ فقال: ’’كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مليحاً مُقَصَّداً (المُقَصَّد: هو الذي

ليس بطويل ولا قصير ولا جسيم، كأن خَلْقه نُحِيَ به القصد من الأمور والمعتدل الذي

لا يميل إلى أحد طرفي التفريط والإفراط، أي كان متوسطاً في جميع صفاته)’’.

وقال أنس رضي الله عنه: ’’ما مسست حريراً ولا ديباجاً ألين من كف رسول الله صلى

الله عليه وسلم، ولا شممت مسكاً ولا عنبراً أطيب من رائحة رسول الله    ’’

       

اشتقنا إليك يا رسول

         

أهديكم المرفق بتنسيق وورد 

............................................................
المصدر: كتاب الجامع في السيرة النبوية/ للأستاذة سميرة الزايد

السلام عليكم:

مع أنني لم أكمل جميع الصفات بعد.. فبقي لي ردين لم أقرأهما.. لكن لم أستطع أن لا أعلق..

صلى الله على محمد.. صلى الله عليه وسلم..

وصف رائع جداً.. دقيق جداً.. زدت شوقنا لرؤيته..


مع أنك سبقتني.. في ذلك.. لكن موضوع بالفعل رائع.. ويستحق الشكر والتعقيب..

تحيتي لك..
بنــان

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا ومشرفتنا الفاضلة بنان

أسأل الله عز وجل أن يزيد شوقاً إليه وأن يجمعك به عاجلاً ويقر عينك برؤيته البهية 

وجميع إخوتنا الأفاضل في المنتدى وجميع المسلمين

أتمنى أن تكحلي عينيك بقراءة تتمة أوصافه الجذابة الشريفة

نقبلي تحياتي 

     

استغرب لعدم وجود الردود


و الله يجزيك الخير فعلاكان الوصف
دقيق الهي يكون كل حرف بميزان اعمالك

و نلتقي برسولنا محمد ص بالجنة امين يارب العالمين

موضوعك رائع

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد

اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد