نظرة أخرى...
نظرة أخرى ...
ليكن هنالك صف يحوي على مجموعة من المقاعد , وفي هذا الصف عدد معين من الطلاب , وهؤلاء الطلاب يخضعون إلى امتحان , ولكل طالب ورقة تحوي على مجموعة من الأسئلة , طبعاً الأسئلة موحدة بين جميع الطلاب , وأمام كل طالب عدد كبير من الأوراق البيضاء لكتابة الإجابة عليها حيث يمكنه تغيير ورقة الإجابة كما يحلو له, ولكل طالب قلم رصاص و ممحاة و مبراة فقط ...
ويوجد في مقدمة الصف مراقب يراقب حركات الطلاب وكلامهم فهو مسؤول عن الامتحان وعما يحدث فيه وحتى أنه مسؤول عن الطلاب بحد ذاتهم في رعايتهم وتأمين ما يحتاجون إليه من ماء طعام ....الخ وتأمين كافة الأمور التي يحتاجها الطالب لضمان سير الامتحان ريثما ينتهي و أهم شيء في عمله أنه هو من سيصحح الأجوبة ...
وهنالك رجل يقف في أحد زوايا الصف ويرتدي لباساً مختلفاً , ولكن معظم الطلاب لم يلقوا له بالاً لأنه يقف ساكناً بلا حراك ولا يتحرك أبداً إلا بأمر المراقب ...
ولهذا الصف ثلاثة أبواب فقط لا غير أبداً , باب في آخر الصف يدخل منه الطلاب ويغلق ولا يسمح لأحد بالخروج منه , والبابان الباقيان يوجد بالقرب من المراقب واحد في اليمين و الآخر في اليسار ...
ولا ننسَ أن لهذا الامتحان وقت محدد
وقبل أن يبدأ الامتحان , يقول المراقب للطلاب أنّ هذه الأسئلة بالإمكان أن تجاوبوا عليها من دون إعانة إن أردتم ذلك , ولكن إن أردتم فهنالك أمام كل طالب مرجع يحتوي على كافة الأجوبة المطروحة في الورقة , و ويوجد معكم أيضاً عدد كبير من المرشدين الذين سيساعدونكم في حل الأجوبة وحتى في استخدام المرجع وفي كيفية الاستفادة من الوقت ...
ويبدأ الامتحان ...
وهنا سنميز عدد من الطلاب وذلك بحسب طريقة عمله داخل الصف ...
القسم الأول : يعمل على الاستفادة من خبرات المرشدين في استخدام المرجع لحل الأجوبة كما وأنه علم أن المراقب هو من سيصحح الأسئلة فسيعمل جهده على كتابتها وفق ما يحب المراقب أن تكون الإجابة ووفق ما يحب أن يكون ترتيب الورقة ويعمل بكافة طاقته في حل الأجوبة وإن أخطأ أثناء الكتابة فيعمل مباشرة على إزالتها بالممحاة ولكن إن اضطر الأمر يمزقها ويأتي بورقة ناصعة البياض ليبدأ من جديد مستفيداً من الخطأ السابق ولا ينسَ استخدام المبراة وذلك من أجل أن يساعده ذلك في الكتابة بخط جميل فلذلك أثر يساعد على المتابعة ...
القسم الثاني : لا يبدأ بالحل أبداً حتى يسأل المراقب هل في حل هذه الأسئلة فائدة أو أي جائزة , فيجيبه المراقب نعم فعندها يبدأ هذا الطالب بالكتابة ويستعين بشكل لا بأس به بالمرشدين و المرجع الذي أمامه , ولكنه نادراً ما يستعمل الممحاة إن أخطأ أو أن يقوم باستبدال الورقة بورقة بيضاء ناصعة ...
القسم الثالث : شبيه جداً بالقسم الأول في كافة حركاته و أعماله , ولكنه كلما قام بحل جواب يذهب إلى غيره ويقول له مباهياً : انظر ماذا كتبت , انظر ماذا أجبت , كم أنا ذكي , كما أنا فطن وأنا أفضل منك...
القسم الرابع : قسم الطلاب المشاغبين الذين لا يكترثون لا للامتحان ولا للوقت كما أن بعضهم يلقون بالمرجع الذي أمامهم و يسخرون بالمرشدين ومن رفاقهم من كافة الأقسام السابقة , حتى وأنهم يسخرون من المراقب الذي ينظر إليهم ويعطيهم إنذارات وتحذيرات من أعمالهم وسوء تصرفاتهم و ينصحهم ولكنهم لا يكترثون له ...
طبعاً القسم الثاني هم أكثر المتأثرين بالقسم الرابع ...
أما من حيث وقت الامتحان , فليس له وقت محدد , فلكل طالب وقت خاص به يقرر ذلك المراقب ...
فإذا قرر المراقب بأن الوقت انتهى لطالب معين أياً كان قسمه من الأقسام الأربعة , فإنه يأمر الرجل الذي يقف في الزاوية بأن يسحب ورقة الطالب ويسحب منه قلمه وممحاته ومبراته وكافة الأوراق الموجودة معه ويسلمها للمراقب ثم يكمش الطالب من كلتا يديه ولن يستطيع الطالب المقاومة فمهما قوي الطالب فهو لا يقدر على قوة ذلك الرجل , فيأخذ به إلى المراقب وعندها ينظر المراقب إلى ورقة الإجابة فإن كان من القسم الأول أو الثاني فيأمر أن يخرج من الباب الموجود على جهة اليمين , وأما إن كان من القسم الرابع فيأمر أن يخرج من الباب الموجود في جهة اليسار ...أما القسم الثالث (المتباهون) فهو يقرر فإما إلى اليمين أو إلى اليسار ...
===============
تعاريف :
الصف : تمثل الدنيا , فهي محدودة كالصف تماماً صغيرة مقارنة بالآخرة ...
المقاعد : مكان وجود الإنسان في موضع معين في الدنيا فمهما قعد عليه فهو ليس ملكه , فسيأتي غيره من يقعد مكانه ...
الطلاب : هم الناس بكافة أقسامهم ... المؤمنون , و الظالمون , والمعتدون .... الخ
المراقب : ولله المثل الأعلى تعالى شأنه وعظم سلطانه ...
الرجل : الموت .
الباب الموجود في آخر الصف : دلالة على ولادة الإنسان ودخوله للدنيا فهو لا يستطيع الخروج عبره
الباب اليمين : لأهل اليمين
الباب اليسار : لأهل النار
المرشدين : هم الأنبياء والرسل
المرجع : هو القرآن
ورقة الأسئلة : هي ما يمر عليه الإنسان من اختبارات في حياته
القلم الرصاص : تمثل حالة الشخص ... شباب .. كهولة عندما يصيح القلم صغيراً من كثر الكتابة فيه وبريه
الممحاة : لتمحو ما أخطأت وأذنبت
الورقة الناصعة البيضاء : دلالة على بداية صفحة جديدة ...
المبراة : لها أكثر من دلالة .... فهي التي تذيب وتصغر قلمك ... فإما أن تمثل الأيام التي تمضي من عمرك ... أو تشحذ همتك بها من خلال تنشيط حياتك مثلما تفعل عندما تحد رأس القلم , فهي تعطي دافع للعمل ...
----------------------------------
فارماسي