انا عملت التعديلات حسب اوامر mone و انشالله ترضى علينا..منبلش
من المشاركة 54..فبتصير كالتالي...-دخلت أشعة الشمس من نافذة الغرفة و دغدغت مقلتي حنان النائمتين..فانتفضت في فراشها مذعورة..لم تتعود بعد على معنى ان تكون في امان فحواسها دوما في حالة استنفار ..
طرق الباب..و دخلت ابتسام حاملة باقة من الازهار..نظرت اليها حنان مستغربة..
قالت ابتسام:لقد وجدت هذه الباقة امام الباب اليوم صباحا و فيها بطاقة كتب عليها اسمك..
أخذتها حنان مستغربة و فتحت المظروف..اخذت دقيقة كاملة لتستوعب مضمون الورقة التي
كتب فيها
"حيث ان الالم الذي يتسلل بصمت قاتل الى احلامنا و ايامنا الصماء...حيث ان الظلام الذي يكسر الفرح و يمزق اوراقه يتربص بنا كوحش مريع..حيث ان الياس المرير لا يجب ان يجد السبيل الينا..نادتك هذه الورود لتتأملي برهة و لتلوحي للأمل الذي يقف بعيدا على طريقك..
طاهر"
اغرورقت عينا حنان بالدموع فبدت كمن قرأ سطور السنين..لم يكن حزنا لا.. لا ..تقول لنفسها..إنه نوع آخر ..انه أمل يضيء في وجهها..كلمات من الحياة طالما احتاجت اليها..
لم تعرف الثقة منذ زمان بعيد و ها هو ذاك المرسل من السحاب يأتي لينير البسمة في عينيها الكليلتين...
إنها و رغم كل الخطر و الآلام تجد ذاك النوع من السعادة الذي قرأت عنه في كتب المتفلسفين-كما سمّتهم جدتها يوما ما-..انها حقيقية..حنان شعرت بلحظة أمان..لكنها لم تدم طويلا....
طرق باب الغرفة و دخلت ام سعد التي شعرت حنان منذ لحظة لقائهما باللاراحة تجاهها...
تمتمت حنان"خير انشاء الله"...
وكانت محقة بتوجس الشر...
دخلت أم سعد غرفة حنان وحاولت أن تبدي لها الشر بوجدها هنا وأنا من رائحة وطن زوجها المرحوم ..
إلا أنها ما لبثت أن طرحت عليها كماً هائلاً من الأسئلة وأرادت منها أن تقص لها أدق تفاصيل رحلتها مع المشقة ..
كلمتها حنان بإجاز مقصود لأن الخوف كان يعتريها ..
شعرت حنان بالانزعاج من السيدة جيني وغدت كانها وردة ربيع سحب الخريف منها اجمل اطلالتها
عندها شعرت ابتسام بمدى الالم الذي سببته امها لحنان فاخذتها الى خارج الغرفة
و كان يتردد الى سمع حنان همهمات غير مفهومة من الغرفة المجاورة الى ان ارتفعت حدة النقاش
وسمعت السيدة جيني تقول:
اقسم بانني سابلغ عنها انا لا ارقبل بوجود ارهابية في منزلي.. مما صعق حنان
التي قررت الهروب
فتسللت من النافذة
وعبرت من خلال حديقة الخلفية للمنزل
وخلال خطواتهاالممزوجة بالالم والحيرة
جمعتها الصدفة وللمرة الثانية بطاهر الذي جاء ليطمئن عليها
لكنه صدم عندما شاهد
ملامح الخوف التي رسمت عليها
وبعد معرفته بالذي حدث .....
قرر ان ينقلها الى منزل تلتجا اليه الى ينظر الله في امرها..
و بعد ان وصلا الى المنزل استأذنها..و خرج ليجلب طعاما لكليهما..
و في هذه الاثناء عاد سعد الى المنزل و وجد امه في الغرفة تستمع الى احدى المقطوعات الموسيقية..
سألها:أين حنان و ابتسام يا امي؟
ردت دون ان تحول نظرها اليه"لقد غادرت تلك الارهابية منزلنا...لا تخف لم تسرق شيئا فقد فتشت المنزل بعد ذهابها.."
أجابها بانشداه تام:ما الذي تقوليه ؟؟أبتسام...أين حنان؟!و جاءت هذه من الغرفة المجاورة باكية.."لا أعلم أرجوك اذهب و ابحث
عنها.."
و دون اي كلمة صفق الباب وراءه و هام في الشوارع كالمجنون..
..و حين وصل الى جانب مطعم للوجبات السريعة وجد وجها مألوفا يخرج من الباب..إنه طاهر..
و ركض نحوه صارخا"حنان...لقد ضاعت.."
-هدئ من روعك انها في أمان عندي..بعد ان كادت امك تودي بها الى الهلاك..
-ما الذي تقوله؟؟
-هذه الحقيقة..اذهب الآن الى منزلكم فأنت بحاجة للراحة..و سنراك انا وحنان غدا..
-هذا محال..اريد ان ارى حنان..
-ما بالك يا رجل..انها بحاجة الى النوم و الراحة..دعها ترتاح اليوم وستطمئن عليها غدا..هيا اذهب
و اضطر سعد مع الحاح طاهر و حججه المنطقية الى المغادرة و لكن باله بقي عند بنت وطنه و ما
تخبئه لها الايام..
جلست حنان في المنزل الذي احضرها طاهر اليه تندب حظها الذي أوقعها في هذه المشاكل .. ماذا فعلت لجيني هذه ؟ ..
أو لماذا يحاول طاهر مساعدتي ؟
فكرت كثيراً حتى فقدت السيطرة عللى دماغها ..
فقررت فجأة الهرب .. إنه الحل الوحيد الذي ينجيني من هذه الورطة ..
هذا ما قالته وهي تغلق باب المنزل إلى طريق لا تعرف لأين يؤدي ..
و عندما عاد طاهر حاملا الطعام..جالت عيناه في أرجاء الغرفة حيث ترك حنان و لكنه لم يجد شيئاَ ...نزل الى الدور السفلي ثم خرج الى الحديقة و لا فائدة..ناداها كثيرا و لكن دون رد..و بعد أن تسلل العجز الى قلبه..جلس يبكي كالأطفال..
أما حنان..الضائعة في مدينة الضجيج..فخرجت الى المجهول لا تدري الى أين تتجه..و بينما هي تمشي ..زأرت معدتها الفارغة منذ الصباح...حدثت نفسها و الدموع تنسكب من عينيها"يا الله ..ليس لي أحد سواك..الجوع يعضني..فأنى لي الطعام؟!"و بينما تمسح دموع مقلتيها.جاء الامل العزيز مجددا..كالجنية التي في الحكايات..وجدت امرأة عجوزا تحمل سلة مليئة بالخبز..ركضت نحوها ..قالت بإنكليزية طليقة"أرجوك سيدتي..أطعميني..فأنا لم أذق الطعام منذ البارحة..."و لكن ذاك الكرم و الشهامة اللذين اعتادتهما من أهل بلدها..لم تجدهما للأسف هنا..حيث احتاجتهما..فما كان من تلك المرأة إلا أن حدجتها بنظرة ملؤها التوجس و الريبة و اخذت تنظر حولها بحثا عن دعم مرقوب..
و لكنها لم تحتج اليه..فالله أنعم على حنان..بذكاء و سرعة بديهة...و فهمت أن طلبها غير مستجاب..فاعتذرت للمرأة بلهجة تقطر أدبا..و سارت على الدرب مبتعدة..والمرأة خلفها,..
لم تر هذه المرأة دموع حنان التي زادت انهمارا..فهي لم تعتد الذل يوما و ما بالها قد طلبت طعاما و لم تجَب..يا للدنيا القاسية!
و لكن المرأة شعرت بالخجل من تصرفها ..و نادت"هي...يا فتاة..يا من طلبت الخبز.."
سمعتها حنان..و لم تدر لها بالا..لم تعد تريد طعاما مغمسا بالذل ..و زادت المرأة من صياحها و زادت حنان من سرعة مشيها و انعطفت سيرا في زقاق مقابل..
انطلقت بعيدا في شوارع لم تكن أكثر ضبابية من مصيرها …فكرت طويلا غرقت في بحر من الخيارات اليائسة ..
أتبقى رهينة الخوف طريدة الذعر ..أم ترفع الراية البيضاء لذوي تلك القلوب السوداء وتسلم نفسها كنعجة على المذبح لتكون نهايتها دليلا على تفوّق الاستخبارات الانكليزية…أم تقذف نفسها في في نهر التايمز لتنال منها مياهه قبل أن ينال منها رجاله.. قطعت أصوات أجراس سيل أفكارها اتجهت نحو الصوت ..لتقف أمام كنيسة..دخلتها .. جلست بصمت ..فوجئت بيد على كتفها.. وصوت يهمس بالانكيزية
"باركك الله"
جلس القس بجانبها حاول أن يشعرها بالأمان..بعد أن ارتاحت حنان لحديثه أخبرته أنها تائهة في هذه المدينة وطلبت منه أن يسمح لها بالبقاء في الكنيسة فترة ريثما تجد مأوى آخر ..رحب بوجودها وقال لها"بيوت الله مفتوحة لعباده يابنتي" غادر بعدها قليلا وعاد مع طبق من الطعام
انتظرها حنى انهت طعامها وقاها بعدها إلى غرفة فيها سرير واحد
"بإمكانك أن تنامي هنا"
و ما ان غادر الغرفة حتى استلقت على السرير و انشجت بالبكاء..
أما طاهر فكان قد غادر المنزل من فوره كالمجنون يجوب الشوارع حتى انتهى به المطاف امام بيت سعد الذي استقبله بانشداه تام حيث رأى ملامح وجهه التي تنذر بالموت..
"ما بالك؟!أين حنان؟ما الذي جرى؟"
"كل هذه الاسئلة لها جواب واحد...لا أعلم"و قال هذه الاخيرة بصوت أقرب الى الصياح..
"لاتعلم
اذا من يعلم؟"
قال سعد لطاهر:
ا"لم تخبرني عندما قابلتك بانك قد اخذتها الى منزل اعددته لها"
"لقد هربت من المنزل"قال طاهر
"ماذا ؟
هربت من المنزل" قال سعد
عندها مر الصمت كشبخ مخيف سرق الا نسانيةالمستودعة في عيونهم
فاخذ كل منهما يلقي اللوم على الاخر
حتى قرر طاهر الانسحاب ولكنه ومن سيارته كان يتوعد لسعد بالسوء اذ حدث لحنان اي مكروه
عندها جلس سعد على حافة الطريق واخذ يلوم نفسه ويلوم امه التى كان سببا لارباك حنان مجددا
في اثناء ذلك كانت حنان جالس على سريرها تناجي ربها وترجو منه ان ينقذها
فلا ملجئ لها الا هو سبحانه وتعالى...
و يا جماعة طلب خاص:::مشان الله رقموا المشاركات..و رح نبدا من المشاركة 80 تجاوزا..