عن الأحفاض نمنع من يلينا .
إعراب موفّق بإذنه تعالى، وإليك التفسير،
نحن: من ضمائر الرّفع المنفصلة ، وهذه الضمائر لا تعرب إلّا مبتدأ مرفوع، إلّا في حالة واحدة تعرب فالعل لفعل محذوف وهو الأصح والأرجح ، ويجوز إعرابها مبتدأ وذلك على رأي سيبويه ولكن هذا قبيح، ( كما قال إبراهيم عبداللّه إحدى محاضراته) أي يجوز الوجهان أن نعربها
1ـ فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده،
2ـ مبتدأ وما بعده خبر وذلك على قبح. وهذه الحالة
هي: أن تأتي إحدى هذه الضمائر بعد كلمة(إذا) الشرطية، ليس كما في المثال السابق لأنّها لم تأتي بعد إذا بل سبقتها فإعرابها مبتدأ فقط، أمّا إذا جاءتْ بعد "إذا " الشرطية كما في هذا المثال:
فلا وأبي العشاق ما أنا عاشقٌ
إذا هي لم تلعب بصبري المتاعبُ.
تكادُ تُضيءُ النارُ بينَ جوانحي
إذا هي أذكتها الصبابةُ والفكرُ.
لاحظ معي وقوع الضمير" هي" بعد إذا فإعرابه هنا
: ضمير رفع منفصل مبنيّ على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده ، لأنّ القاعدة تقول: إذا جاء بعد "إذا " اسم مرفوع يعرب هذا الاسم : فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده ، مثال : ونحن إذا عماد ُ الحيِّ خرَّت
ف عن الأحفاض نمنع من يلينا
كلمة عماد هنا بعد إذا ليست فعل ماضي ولا أمر ولا مضارع، وليست حرفاً أبقي شيء في العربيّة غير الاسم ، فهي اسم وهذا الاسم مرفوع طبعاً ، لأنه جاء بعد إذا، فعندما ترى اسماً بعد إذا فتذكّر كلامي واعرف على الفور أنّه مرفوع أوّلا ويعرب: فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده ثانيا، وهنا لا يجوز إعرابه إلّا فاعل لفعل محذوف ولا يجوز أن نعربها مبتدأ،أقصد كلمة "عمادُ" لأنّها ليست ضمير وإنّما اسم ظاهر، ومعنى فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده أي: أنّها فاعل لا خلاف في ذلك ولكن ننظر إلى الفعل الّذي يلي الفاعل" خرّت" هل هو مبني للمعلوم ،إذا كان مبني للمعلوم أُعرِبَتْ الكلمة "فاعل لفعل محذوف، وقد يكون الفعل مبني للمجهول فتعرب الكلمة: نائب فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده ، مثل: إذا ما الأصلُ أ ُلفِيَ " فهنا كلمة أ ُلفي مبنيّة للمجهول ولا نعرب الأصل: فاعل لفعل محذوف بل نعربها :نائب فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، وما" تعرب هنا زائدة فقط لأنّ القاعدة تقول: "أ ُفيدكَ فائدة ما بعد إذا زائدة" وقد يكون الفعل الماضي بعد الاسم المرفوع، ناقص فيحتاج إلى اسم فنعرب هذا الاسم ، اسم كان مرفوع، إذا الحقوق كان قد اغتصبها المحتل، فأينما وجدتَ إذا وبعدها اسم مرفوع انظر فورا على الفعل الّذي بعد الاسم هل هو مبني للمعلوم أم مجهول أم ناقص، وهذا معنى يفسّره المذكور بعده أي أنّ هذا الاسم يقف إعرابه على حقيقة الفعل الّذي يليه
. ومن الأخطاء الشائعة والّتي تؤدي بالطالب إلى 49 في الامتحان أنّ الطالب يعرب الجملة بعد "إذا" في محل جر بالإضافة في هذا الموضع وهذا خطأ لأنّ هناك جملة محذوفة تعرب " تفسيريّة لا محلّ لها من الإعراب ، والجملة الثانية هي الّتي تعرب في محل جر بالإضافة ، بمعنى جملة الفعل المحذوف تفسيرية لا محلّ لها من الإعراب ، وجملة الفعل المذكور في محل جر بالإضافة، مثال
:ونحن إذا عماد ُ الحيِّ خرَّت
عن الأحفاض نمنع من يلينا
أصل الكلام : "
ونحنُ إذا خرّت عمادُ الحيّ خرّت 000إلخ لاحظ الجملة الأولى المحذوفة ، والجملة الثانية المذكورة، مثال2ـ إذا الشعب يوماً أراد الحياة
فلا بدَّ أن يستجيبَ القدر.
أصل الكلام: إذا أراد الشعب يوماً أراد الحياة. خلاصة القول:
إذا جاء بعد إذا اسم فيجب معرفة ما
يلي: أـإذا كان الاسم ضمير له وجهان من الإعراب 1ـ أن نعرب إذا ظرفية شرطية ، والضمير : فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده ، وهنا أيضا ننتبه إلى الفعل الّذي يلي الضمير، إذا كان مبني للمعلوم أو مجهول أو ناقص، وجملة الفعل المحذوف "تفسيرية"، وجملة الفعل المذكور في محل جر بالإضافة:
إذا هي لم تلعب بصبري المتاعبُ. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور بعده. ( هي مع الفعل المحذوف) تفسيرية لا محل لها من الإعراب. (لم تلعب) في محل جر بالإضافة. والأصل: إذا لم تلعب هي لم تلعب بصبري المتاعب. 2ـ أن نعرب"إذا " ظرفية خالية من معنى الشرط، وفي هذه الحالة نعرب الضمير إمّا : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ ، وجملة (لم تلعب) خبر . أو ضمير فصل لا محلّ له من الإعراب كما قال الدكتور شوقي المعري في كتابه الأدوات النحوية.
بـ أمّا إذا كان الاسم ظاهر فإعربابه إما فاعل لفعل محذوف أو نائب فاعل لفعل محذوف أو اسم كان حسب ما بعده ويجب ملاحظة : جملة الفعل المحذوف وجملة الفعل المذكور.
نعود إذاً كلمة: عماد في البيت ليست خبر ، فهي جاءت بعد إذا ، انظر الفعل الّذي يلي كلمة عماد(خرّت) هي فعل ماض مبني للمعلوم ، إذاً: عمادُ: فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومن جملة يفسّره المذكور بعده نكتشف أنّ جملة (عماد مع الفعل المحذوف) تفسيرية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (خرّت) في محل جر مضاف إليه. والأصل: ونحنُ إذا خرّت عماد الحي خرت.
الآن: أعربنا نحنُ مبتدأ أين الخبر ؟ الخبر هو جملة (نمنع)إذ أصل الكلام: ونحنُ نمنع من يلينا عن الأحفاض إذا خرت عماد الحي خرت.[/ نمنع من يلينا: مَنْ: اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وليست حرف جر اطلاقاً ، فالحرف لا يدخل على الفعبل، ويلينا: مضارع مبني على السكون لاتّصاله بنا الدالة على لفاعلين ، ونا الدالة على الفاعلين ضمير متّصل في محل رفع فاعل: فنحنُ المقصود :هو أي الشاعر وصديقه. ومن ثمّ كيف قرأتها، مِنْ يلينا، بكسر الميم وسكون النون، إنّها ركيكة ، فمن حرف الجر تكون الميم مكسورة أمّا "مَنْ" بفتح الميم وسكون النون، تكون إمّا موصولة أو استفهامية حسب المعنى.
عن الأحفاض: جار ومجرور متعلقان بالفعل خرت.
في غير: جار ومجرور متعلقان بحال محذوفة من الرؤوس والتقدير: كائنةً في غير.
ماذا يتقونا: ماذا أينما وردت لها وجهان من الإعراب:
1ـ مفكّكة: ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. ذا: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر. (يتقونا) صلة الموصول الاسمي لا محل لها من
الإعراب. 2ـ ماذا: كاملة: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدّم ليتقونا. ، ويجوز إعراب ماذا: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .( يتقونا) في محل رفع خبر.
فما: الفاء استئنافية ما: نافية لا عمل لها دخلت على المضارع.
والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.