اليوم الأول
أجمل يوم...
أطهر يوم...
اليوم الذي كنت فيه غير مرئي...غير ملحوظ...غير موجود
الآن عندي أفضل من يوم أصبحت فيه كل ما توقعت أني أريد أو أحتاج لكني خسرت نفسي..و روحي...و نقاء فكري
إن علمتني الحياة شيئاً هو أننا مهما راوغنا و تلاعبنا على قدرنا فإننا ما نحن و علينا أن نقبل أنفسنا و لا ندخلها متاهات لن نستطيع أبداً الخروج منها فالحقيقة أننا ضعنا في تلك المتاهة منذ أول منعطف فيها
كل شي رائع
كل شيء غريب
كل شيء جذاب في السنة الأولى
الإنتظار على الدور
استمارات التسجيل
طلاب لا أعرفهم يعرضون كل أنواع المساعدة ( ممثلي اتحاد الطلبة)
الفضول الذي يجعلك تبحث عن كل طالب ما هي المدينة التي أتى منها
رؤيتك للمدرجات لأول مرة
في اليوم الأول قمت بخمس دورات كاملة حول الكلية
جلست بمكتبة الفيزياء في الطابق الرابع
بحثت عن أكثر المطاعم ازدحاماً و تناولت الغداء فيه (مقصف الفنون- مطعم عبد)
في اليوم الأول رسمت ملايين المشاريع و صدقاً لم تكن واحدةً تخص دراسة الرياضيات
و للأسف تجحت معظم تلك المشاريع والتي أوصلتني إلى هذا اليوم  واقفاً على أطلال الذكريات أكتب عن يومي الأول في الكلية عن يوم كان مميزاً ليس بأهميته بل بخصوصيته عندي
فيومها كنت أملك قلبا صافياً...
قلباً نظيفاً
يومها كنت أنا
و اليوم لا أعرف حتى أين أنا...
                                                                                                          يتبع....

أخي أحمد ..

من وحي المأساة .. عشناها ..  و عاشها غيرنا  .. و أرجو أن يأتي يوم  لا يعيش المأساة أحد ..

كلامك فيه وراه كلام كتييير وانا بانتظار التكملة              

انا السنة هيي خلصت بكلوريا . وصدقني من هلا عم اتمنى عيش اول يوم بالجامعة

لكن من كلامك ئلئتني كتير .. ما بعرف الكل بيحكي انه الانسان بيتغير بعد الجامعة

وهاد الشي بيئلئ كل واحد باول طريقه ..

يا ريت ازا ما فيها غلبة تحكيلنا عن تجاربك بالجامعة ...حتى نستفيد منها ..

وتقبل مروري

أقولها بأسف بعد سنة 

ما زلت أذكر ذلك القلب الشبيه بقلوب الأطفال وتلك التصرفات العفوية من دون قيود

كيف لي أن أنساها    ولم يمر عليها من الزمان أكثر من سنة 

ولكن أتعرفون ما السبب 

وجدت أن طيبة القلب لن تنفع فقسى قلبي ولكن لم يقسَ على هؤلاء الغرباء فقط

بل قسى على كل شيء 

وهنا أقف محتارة

أأكمل مشواري مع قسوة قلبي أم بعد العودة إلى ما كنت عليه

ولكن إن عدت

ما الذي يفعله قلبي مع أصحاب القلوب القاسية

جواب سأتركه للزمن لينطق هو به


************************


نصيحة إلى كل من ستقود به الأيام إلى ذلك المكان " الجامعة "

حافظ على إخوتك في الله

ولا تجعل بضع علامات تفرق بينكم

فسيأتي ذلك اليوم وتشعر بقيمتهم

ما زلت أذكر ذلك اليوم

كان بعد شهر تقريباً من بداية المأساة

يومها أمضيت وأختي في الله    أكثر من 5 ساعات سوية

بعدها عادت إليّ روحي 



تحياتي 
 

كنت في بلدتي أنتظر الأخبار ..
مع كل صديق أو غير صديق يذهب لدمشق كنت أوصيهم على الأخبار من الكلية
جميعهم كانوا يوصلون لي الأخبار
طلاباً كانوا أم عمال في سوق الهال أو حتى عساكر في خدمة العلم
كلهم كانوا مكلفين بشيء واحد
شيء كنت في تلك الأيام أترقبه أكثر مما كنت أترقب الحب في حياتي
شيء أصبح مع السنوات لا أملك أي فكرة عنه
ذلك الشيء هو برنامج الدوام
يا زملاء و أصدقاء
من الصف السابع حتى الثانوية العامة وأنا أتخيل شيء واحد
الجامعة
الخروج من محاضرة لأخرى
الصداقة الحقيقية
الحب الحقيقي
الجامعة
هذا كان كل أملي
ولربما لأنه كان كذلك
أصبح أيضا مأساتي
بعد الملل من انتظار الأخبار ذهبت بنفسي إلى الكلية
كان السفر من البلدة إلى دمشق يأخذ حوالي الساعتين
كنت أحاول أن أحفظ الوجوه
ولكم كان شعوري بالغبطة عندما يسألني طالب جامعة في السنة الثانية و ما فوق عن اختصاصي و هل هي رغبتي أم لا؟
عندما وصلت للكلية
كان ذلك موضوعا مختلفاً...
كان ذلك 18/9/2001
واليوم نحن في 27/7/2009
*لا تعليق فالأرقام أيضاً لها أسلوبها الخاص في البلاغة*
لقد كان برنامج الدوام معلقاً منذ أربعة أيام و تبين أن كل مصادري كانت مخادعة فهم لم يذهبوا حتى للكلية
المهم
كتبت البرنامج كاملأ
كتبت البرنامج للفئتين
ولم أكتف بذلك
ذهبت إلى عبد (مقصف الفنون) و بيضت كتابتي للبرنامج
لم تعجبني تلك المبيضة
كتبته مرة أخرى
صدقاً
لا أذكر كم من مرة حللت البرنامج و رتبته
كان كتابة اسم المادة لأول مرة يشعرني بغبطة لا مثيل لها
و كان أهم تلك المواد (من حيث الإسم): الهندسة التحليلية و الفراغية
علماً أن هذه المادة رسبت فيها ست دورات ليس لصعوبتها لكن لخلفيتي الضعيفة فيها كوني من حملة الشهادة الثانوية في الإمارات
كنت ألحظ عيون بعض الطلاب ينظرون بفضول على طريقتي في كتابة البرنامج و تخطيط أسماء المواد ، كان أكثرهم يضحكون
لم أفهم يومها
لكن مع السنوات أصبحت أنا من يضحك على كل طالب حديث يكتب البرنامج
وحتى عندها لم أكن فعلاً أعرف لماذا أضحك أو أسخر ؟
ربما على نفسي؟
كنت طالباً جامعياً
كنت انساناً
كنت مهماً
كنت موجوداً
كنت مؤ ثراً
كنت أملك الفرصة
كنت أملك الخيار
كنت أملك الغاية
و الآن
لا أملك إلا قول ما كنت عليه
يا من تستعد الآن لدخول الجامعةهذه الأيام
أولى نصائحي لك
احذر الحب
احذر الحب
احذر الحب
و يامن طلب مني بكل براءة أن أكتب له عن تجاربي في الجامعة عله يستفيد أقول:
احذر من أول فتاة ستطلب منك دفترك كي تكتب ما فاتها من المحاضرة
وإن كنتي يوماً ما ستقرئين ما سأكتبه عنكي سأقول الآن و حصراً الآن أني أحببتك
أنت تعرفين أني أقصدك أنتي لا أحد سواكي
ثمان سنوات مضت
نساء أتين و رحن بغير سبب.....(هذه الجملة اقتباس من قصيدة لنزار قباني)
و مع كل واحدة أحببتها كنت أحبك معها
لم أخسرك يوماً
لأنك لم تكوني لي أبداً
لا تستغرب يا من تقرأ
هناك دائماً خلف و أمام كل سعادة أو مأساة  فتاة
هناك قصة حب
هناك فراق.
أعطيتها دفتري
أذكر أني طلبت منها أن تنتظر قليلاً
اختبأت خلف المقعد و كتبت في أول الدفتر كل ما أحفظه عن نزار
أول ما كتبت:
كلماتنا في الحب تقتل حبنا إن الحروف تموت حين تقال
كنت أكتب لها كي تفهم أني أحببتها قبل حتى أن أراها
أني كنت أعيش كل عمري الفائت بحثاً عنها
أردتها أن تفهم أنها لا تخاطب انساناً بل عاشقاً
أعطيتها الدفتر و كأني أعطيها عقد بيع لحياتي كلها
أعطيتها الدفتر دون حتى أن أسأل عن اسمها
و ما أهمية الأسماء طالما أني حفظت لون شعرها ؟
أتذكرين كم من مرة قلت لكي أني أحب لون شعرك الخرنوبي؟
صدقيني يا حرف الميم أني كنت أقصد في كل مرة أني أحبك أنتي....
و كان موعدنا اليوم التالي
اليوم الذي ستعيدين لي الدفتر
صدقاً _و أنا لم أفكر بكتابة كل هذه الأمور إلا لأكون صادقاً مع نفسي_
صدقاً أني يومها لم أنم
إلا ساعةً يتيمة عندما كنت اليوم التالي في الحافلة متوجهاً من جديد إلى دمشق
سامحوني كلكم إذا لمستم رومانسية نادرة فيما أقول
سامحوني إذا لم تحسوا بذلك يوماً
لكن هذا ما حدث
فأنا كنت يومها عاشقاً
وأنتي يا حرف الميم سامحيني إذا تأخرت ثمان سنين حتى أقول أني أحبك
وأنت أيها الدفتر سامحني أني فضحت أساليبك أمام كل من سيدخل الجامعة حديثاً لكن لا تحزن
فمهما قلت أنا أو حذرت
ستبقى أنت سيد الموقف
وأنا مجرد ذكرى
لا أكثر
وبعد أن كنت يوماً زيراً
أصبحت الآن عبرة
وربما أكثر
                                                                                  يتبع....
(شكر جزيل لمشرفين المنتدى الذين سمحوا بنشر مشاركاتي المتواضعة جداً و لكل من تفاعل معها للآن)