كان يريد ان يثور على واقعه ,
أن يحلق
وأن يهوى
أن
وأن
وأن .......
كان يريد فقط أن يتذكر .
مضى الآن عشرون عاماً ...........
وعاشها في لحظة واحدة كانت لحظة آخر لقاء بينهما .
كان كالعادة لقاء سريعا كجميع ما سبقه , في الطريق في المكتبة في المحاضرة يسيران بعيدان عن بعضهما وعيونهما معلقة الى أي شئ , أما الذي يمعن النظر في حركاتهما يرى الشوق والألم لهذا البعد .
كانت ترهف الآذان لتسمع ضحكاته , وكان يسرق النظرات ليستأنس بوجودها , ورغم ذلك لم يعلما متى بدأ الناس الكلام عنهما ولا عن قصة الوجد والهيام التي تطل من أعينهما .
أما هما فلم يلقيا بالا لما يحدث حولهما , فلقد جعلهما حزنهما وشوقهما اشبه بالغريق الذي ينظر الى جزيرة بعيدة في يوم عاصف .
لم يعلما اذا كانت لحظات اللقاء تحدث بأمر مدبر أم هو القدر , ولكنها في كل لقاء كانا وكأنهما قد خططا للأمر منذ سنين !!! .
و منذ عشرين سنة , كانت في مسيرها عندما أوقفها في رفق ...
وقال لها : أتراني يا سيدتي استطيع رصف الكلام .
أجابته : وهل تراني احتمل وجد هذا البنيان .
- عندي اياه لك من قلبي هدية
- اقرؤه كل يوم في عينيك بروية .
- والحلم هل يصبح حقيقة .
- --------------------- .
- هو بحزن : والحلم هل يصبح حقيقة .
- لعل الحلم هو الحقيقة .
والآن...... بعد طول تلك السنين ...
بعد مدة جلسها يحاول أن يكتب ,,,
وجد أنه لم يكتب الا عن حياته الشخصية فقط ..... !!!
ولم يورد عنها كلمة واحدة .
تأمل الصفحة للحظات . . . . . .
وتذكر أن الحلم هو الحقيقة عندما أفاق من النوم الطويل ليستعيد حياته بعد ذلك الحادث المؤلم ,
أدرك وقتها أنها لم تكن سوى حبر على ورق .....
علم أن فقدان الذاكرة ليس بصعب ...
ولكنه ايضا ً علم أن ذلك الجزء من ذاكرته لن يتخلى ابدا عن أمله القديم ...
الذي وعد فيه أن سيراها يوما ما.... !!!!
ليحقق حلما دام سنين ...... !!!