الأفتتان
أفتتان تعتبر مرحلة أولية (لكن من الممكن إستعادتها بعد حين) يجد من خلالها العاشق نفسه "مفتوناً" (ماسوراً, مسحوراً) بصورة المعشوق.
( الأسم العامي لهذه المرحلة: علق بشباكه والأسم العلمي: انغرام)
* منذ عهد بعيد أقامت اللغة (المفردات) موازنة بين العشق والحرب: إذ المقصود وفي الحالتين هو الإخضاع والأفتتان والأسر......إلخ. ففي كل مرة يقع المرء في الغرام, يستعيد بعضاً من الزمن القديم حيث كان على الرجال إختطاف النساء (تأميناً للزواج الخارجي). ففي داخل كل عاشق يشعر بالعشق الصاعق بعض من أو من أية واحدة من المخطوفات الشهيرات.
وعليه ثمة تلاحق مثير:
ففي الأسطورة القديمة يكون الخاطف ايجابياً كي يلتقط فريسته, إنه فاعل الخطف (ومفعوله المرأة التي كما نعلم هي دائماً سلبية) أما في الاسطورة الحديثة, أسطورة (الحب-الشغف) فيحصل عكس ذلك, لايريد الخاطف شيئاً, ولا يقوم بأي شيء, هو جامد (كصورة) يتحول المخطوف إلى فاعل الخطف, وموضوع الخطف إلى فاعل العشق وينتقل فاعل الإخضاع إلى موقع المعشوق.
( يتبقى من النموذج القديم أثرعام: العاشق-أي المفتون- هو ضمنياً, دائماً, متأنثاً).
* كما أن ثمة خدعة زمنية في زمن العشق ( أي في الأسطورة الحديثة) هذه الخدعة تدعى قصة العشق, أعتقد "كسائر الناس" أن ظاهرة العشق هي "فصل" له بداية (الحب الصاعق) ونهاية (انتحار هجران فقدان للعواطف, انعزال....سفر....إلخ) وعليه فان المشهد الأول الذي أفتتنت خلاله لا أكف عن أسترجاعه إنه يقظة, أستعيد صورة موجعة أعيشها في الحاضر ولكنني أصرفها(اقولها) في الماضي.
يعبر دوما عن الحب الصاعق بصيغة الماضي, لأنه ماض (معاد بناؤه) ومنته إنه إذا ما أستطعنا القول, فوري سابق, تتناسب هذه الخدعة الزمنية مع الصورة إنها واضحة, ومفاجئة ومؤطرة, وهي ايضاً وفي الأن " ذكرى" ( لا يمكن واقع الصورة في تقديمها بل في وضعها للتذكر) , عندما أستعيد رؤية مشهد الخطف, ألحقه بصدفة. ولهذا المشهد روعة الصدفة: لا أكف عن التعجب لمتعتي بحظ كبير, أي ألتقائي بما يناسب شهوتي, أو مغامرتي بخطر كبير, خضوعي فجأة لصورة مجهولة.
(ويبدو المشهد المستعاد كعملية مونتاج رائعة لما هو مجهول).
أهداء إلى العزيز بيبو وإلى كل فرد من المنتدى وإلى كل عاشق بشكل عام