قصر
ابن وردان: يعد قصر ابن وردان الواقع على أطراف البادية السورية من أحد أهم
المعالم الأثرية في سوريا لما يتمتع به من أسلوب ونسق معماري فريد من نوعه، فقد
أراد “ايزيدور” وهو المهندس الذي قام بتصميمه أن يجعله آبدة معمارية فريدة ومتميزة
عن المنشآت المعمارية الموجودة في ذلك الوقت في البادية السورية حيث بنى جدران
القصر من الطين الممزوج بماء الورد، فكلما هطل المطر أو رش الماء على جدرانه
انبعثت روائح الورد العطرة من القصر، كما استخدم في بناء القصر مواداً مختلفة عن
تلك المستخدمة في الأماكن الأخرى في ذلك التاريخ حيث بني القصر من الحجر المختلط
بالآجر الأحمر مشتركا في ذلك مع المباني الملكية في القسطنطينية. يعود تاريخ بناء
القصر إلى القرن السادس الميلادي أي فترة الإمبراطور “جوستنيان” جوستنيان
(527-565م) وقد حمل القصر هذا الاسم نسبة إلى أحد شيوخ قبائل البادية التي سكنته
في مراحل متأخرة، وبنيت بالقرب من
القصر
كنيسة تشبه في طرازها “كنيسة سان فيتال” في إيطاليا التي بناها الإمبراطور
جوستنيان أيضاً، وفي العهد العثماني تحول الدير إلى قصر، وكان يطلق عليه “دير
الأقواس” نظراً لكثرة الأقواس التي بنيت من الحجارة البازلتية السوداء ومن القرميد
المربع .
ويتألف قصر ابن وردان من ثلاثة أبنية مشيدة بمداميك من الحجارة البازلتية ومداميك
من الآجر بأسلوب متناوب يسمى [ الأبلق ] ، وهو أقدم مثل عن هذا الطراز في العمارة
السورية ، كما توجد بعض الحجارة الكلسية حول النوافذ بوجه خاص ، وهذه الأبنية الثلاثة
هي : القصر والكنيسة والثكنة ..
يقع قصر ابن وردان إلى الشرق من مدينة “حماة” السورية على بعد مسافة ستين
كيلومتراً ناحية “الحمراء” شرقاً بمسافة عشرين كيلومتراً،