بعدما أدرك الإنسان عام 1960 أن الأرض عبارة عن مغناطيس كبير، بدأ يفتح الطريق باتجاه هذه الظاهرة الهامة والتي تعتبر الأساس الذي مكنته من الانتقال لعالم التحريض المغناطيسي والمجال الكهرطيسي الذي يشكل أساس حياتنا وأساس العلاقة التي بناها الإنسان مع الكون، إلا أن القمر يعتبر بعيدا عن هذه الظاهرة، لكن ظهر هناك لغز منذ أن جلب رواد "ابولو" صخور قمرية في أوائل السبعينيات حيث يوجد لبعض هذه الصخور خصائص مغناطيسية، و لكن كيف لذلك أن يكون ؟ إن القمر لا يملك مجالا مغناطيسيا، و حتى الآن فإن هذه الصخور القمرية لها خواص مغناطيسية لا يمكن تجاهلها...لقد كان هناك شيء ما غيرمفهوم بخصوص قمرنا.
الآن يعتقد فريق من الباحثين من جامعة California ، Santa Cruz أنهم كشفوا هذا اللغز المغناطيسي الغامض، فمن أجل أن يكتسب جسم ما مجالا مغناطيسيا ، فهو بحاجة لأن يكون لديه نواة مصهورة، فمثلا للأرض نواة مصهورة متعددة الطبقات وللحرارة في الطبقة الداخلية دور هام خاصة تأمين حركة الجريان (للمادة المصهورة) التي تؤدي لحصول احتكاك كاف لتوليد تيارات كهربائية اضافة لدور القلب الحديدي ، مما يولد مجالا مغناطيسيا ينتشر بعيدا إلى الخارج في الفضاء، وبدون المجال المغناطيسي ستكون الأرض معرضة للرياح الشمسية والأشعة الكونية، و من المحتمل أن الحياة لم تتطور كما تتطورت حتى الآن وربما لم تنشأ في الأساس.
ببساطة ، فإن المجال المغناطيسي للأرض مصيري و حاسم للحياة ، و هو يستطيع منح الصخور خصائص مغناطيسية، و لكن القمر أصغر بكثير من الأرض و ليس لديه نواة مصهورة، لكن البحث في بيانات أجهزة الزلازل التي تركت على سطح القمر أثناء Apollo EVAs تكشف حاليا أن القمر لايزال يملك نواة مصهورة نسبيا ، و استنادا لوثيقة نشرت في إصدار 10 تشرين الثاني لمجلة Nature ، وضعتها Christina Dwyer و هي طالبة متخرجة من مركز علوم الأرض و الكواكب في جامعة California ، فإن Santa Cruz و المؤلفين المساعدين لها Francis Nimmo و David Stevenson أوضحوا أن هذه النواة السائلة الصغيرة على الأرجح استطاعت تكوين مجال مغناطيسي قمري .
إن القمر يدور حول نفسه بنفس المعدل و لذا نفس الوجه القمري يظل مطلا على الأرض، ولكن لديه ميلانا صغيرا على محوره (كما الأرض)، هذا الميلان يدعى بالإمالة وقد كانت أقوى نتيجة قوى مدية جزرية عندما كان القمر أقرب للأرض في تاريخه المبكر، ويقترح Dwyer et al أن إمالة القمر أدت الى خفق نواته السائلة، لأن الغطاء الصلب المحيط سيكون قد تحرك بمعدل مختلف، وبالتالي فإن هذا التأثير الخفقاني - الناتج من الحركات الميكانيكية لدوران القمر، وليس بتأثير حراري - قد يكون أنتج تأثير الدينامو ، مما ينتج عنه مجالا مغناطيسيا، وقد يدوم هذا المجال لزمن ما ولكن لا يمكن له الدوام للأبد، و في حين أن القمر يتحرك مبتعدا عن الأرض فإن معدل الإمالة يتباطأ ، و هذا يؤدي بالخفقان ( أثر الدينامو ) إلى التوقف .
و حتى الآن فإن نموذج الفريق يشكل الأساس لكيفية هكذا دينامو أن يتواجد لمليارات السنوات، وهذا سيكون طويلا كفاية لتشكيل صخور ستظل تظهر بعض الخصائص المغناطيسية لليوم، وما زالت الأبحاث مستمرة لهذا الموضوع.
http://news.ucsc.edu/2011/11/lunar-dynamo.html