خسر الدولار الأميركي نحو نصف ليرة سورية في السوق السوداء خلال تداولات أمس، حيث هبط سعر الشراء إلى 71.5 ليرة سورية، من مستوى 72 ليرة في تداولات أمس الأول، كما هبط سعر المبيع إلى 71.90-72 ليرة من مستوى 72.5 ليرة. وذلك وفقاً لصرافين ومصادر مطلعة.
هذه التقلبات المحدودة في السوق السوداء تأتي على خلفية استقرار سعر صرف الدولار في السوق الموازية- المصارف وشركات ومكاتب الصرافة المرخصة- بحدود 70 ليرة مع تقلبات (+1%، -1%) أي تباين السعر بين 69.3-70.7 ليرة.
فمازالت تعاملات السوق السوداء هي المحتكرة لحركة الصرف مع وجود فارق مهم بين أسعارها وبين السوق الموازية.
وفي اتجاه آخر قالت مصادر مطلعة في شؤون الاستثمار الخاص: إن معظم التجار يحتفظون بسيولتهم بالدولار الأميركي، ولا يفضلون اليوم الدخول بأي استثمار حتى في الأسهم يضطرهم إلى تصريف الدولارات.
يفهم من هذا الكلام أن مستويات عرض الدولار في السوق مستقرة عند حدود معينة، وهذا يمنع حدوث تقلبات حادة في سعر صرف الدولار، كما أن التجار حذرون بالتعامل مع السوق السوداء، فإن انخفاضاً في سعر الصرف سوف يكبدهم خسائر، لتراجع قيمة ما يملكون من دولارات على أساس سعر السوق، لذا يعمدون عند حصول عمليات بيع إلى الدخول لقش السوق لضبط الانخفاض دعم الارتفاع.
ومن جهة أخرى فإن ارتفاعاً حاداً في الدولار فوق مستوى 80 ليرة قد يشجع العديد للبيع بسبب المكاسب المهمة التي تتخطى مستويات التضخم بمراحل، وهذا ما يؤدي إلى تراجع في سعر الصرف وخسارة للتجار، لذا نلاحظ تدخلاً للتجار للمحافظة على المستويات الحالية للدولار والتي مازالت تتراوح بين 70-75 ليرة منذ عدة أشهر. وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المصرف المركزي.
أما رسمياً فقد ارتفع الدولار بشكل طفيف إلى 58.99 ليرة مقارنة بـ58.84 في تداولات أمس الأول، وفق نشرة المصرف المركزي.
وكشف تقرير للمركزي أمس عن ارتفاع الطلب على الدولار الأميركي بشكل طفيف، إلا أنه بقي عند مستويات متدنية، في حين تراجع فيه العرض بشكل طفيف وبقي مقترباً من مستوى مليون دولار أميركي، وذلك بالتزامن مع تراجع تعاملات المصارف فيما بينها إلى مستويات ضئيلة.


             

الرأي الحر للفكر الواعي