الابداع والتفكير الابداعي .... 3
دوافع الإبداع:
علينا أن نتعرف على دوافع الإبداع ونؤكد عليها ونتبعها بالتدريبات المناسبة التي تحسن القدرات الإبداعية.
و إن كل فرد قادر على أن يكون مبدعاً لو عرف الطريق إلى ذلك, ثم استطاع تنمية الدوافع التي تكمن وراء العمل الإبداعي. و يمكن تصنيف هذه الدوافع إلى ما يلي:
أ- الدوافع الذاتية (الداخلية): وتتمثل فيمايلي:
1) الحماس في تحقيق الأهداف الشخصية:(يجب أن أكون مفيداً للمجتمع).
2) الرغبة في تقديم مساهمة مبتكرة وصياغة جديدة مبتكرة .
3) الرغبة في معالجة الأشياء الغامضة والمعقدة.
4) الرغبة في تجريب أكثر من مجال في العمل .
5) الحصول على رضا النفس و تحقيق الذات .
6) إشباع الحاجات الإنسانية بطريقة أحسن وأفضل من السابق والمساعدة على الوصول إلى الأهداف وتحقيقها بطريقة أسهل وأفضل.
ب- الدوافع البيئية (الخارجية): وتتجسد في الدوافع التالية:
1-الحاجة إلى الإبداع في مجالات العمل المختلفة:
ثمة تسليم بإبداع الفنانين و الكتاب و الرسامين، غير أن الإبداع في مجالات العمل لا يزال مهملاً إلى حد بعيد فهو يقترن عادة بالشعارات الدعائية، ولا يعتبر المدير العادي نفسه مبدعاً كما أنه لا يجد في الحقيقة حاجة لذلك، لكن هذا الاعتقاد بدأ يتغير مع ظهور إبداع مراكز التفكير((Think Tanks وما صاحبها من دعابة.
2-الحيوية والنمو يحتاجان إلى ومضة إبداع:
و تأتي المفارقة من أن التفكير الإبداعي ضروري بالطبع لإدارة أي مشروع, فالحيوية و النمو يعتمدان على ومضة إبداع و ليس مجرد المتابعة التحليلية للفكرة الخلاقة ، وعملياً فإن كل جانب من الإدارة ينطوي على تفكير إبداعي.
3- التصدي للمشكلات العامة و الخاصة يتطلب الإبداع:
إن الإبداع ضرورة للتصدي للمشكلات مثل سياسة خدمة الوطن, و تنويع و تحسين الخدمات والعلاقات العامة وتطوير القوى العاملة، كما أنه مهم كذلك في الهندسة والإنتاج, وكذلك هو ضروري جداً في مشكلات العمل وتحليل القيمة والنوعية، وفي شؤون الموظفين لدى الاختيار، وفي التدريب والعلاقات الإنسانية لمحاولة الوصول إلى حلول جديدة غير مسبوقة.
4-إننا في عالم سريع التغير و يحتاج إلى صنع الأحداث بطريقة إبداعية:
يقول (إدوارد دي بونو) و هو من أبرز رواد تعليم التفكير الإبداعي: أنه اقتنع منذ زمن طويل أن مجال الحياة العملية يعتمد كثيراً على التفكير، فالإبداع لا غنى عنه في عالم سريع التغير و نحتاجه دائماً لصنع الأحداث.
فثمة على الدوام أمور ينبغي القيام بها و مشكلات تتطلب الحل، و ثمة فرص مطلوب اكتشافها و تطويرها، و مشاريع يتعين تنظيمها ، و تنبؤات ينبغي القيام بها ، و تقييمات يلزم تأديتها،و يختلف التفكير المطلوب لهذه الأمور عن ذلك التفكير المألوف في العالم الأكاديمي حيث الوقت لا يكون ضاغطاً، و النفقات يسيرة.
5-إن التقدم و الازدهار مرتبطان بقدرتنا الإبداعية:
التفكير الإبداعي ليس حديثاً، فلقد وجده المبدعون منذ آلاف السنين، لكن التقدم الذي حصل منذ بداية هذا القرن في المجالات المختلفة للإلكترون والكمبيوتر والراديو والتلفزيون و الصواريخ وعلوم الفضاء يبين أن هذا القرن يعج بالمبدعين، إنهم يقدمون ومضة الأفكار الجديدة ، وعلى الرغم من السخرية التي تحوط أحياناً بالمبدعين فإن هؤلاء يواظبون على طرح أفكارهم التي تبدو مستحيلة, ففي بداية الستينات كانت الشكوك تحيط بأفكار من تنبأ بوصول الإنسان إلى القمر، لكنه وصل في النهاية.
لذلك علينا أن لا نتهيب من طرح أفكارنا الإبداعية مهما تشكك فيها أو سخر منها الآخرون، فللمبدعين عزائم و طموحات تتعدى هذه الأمور….
يتبع...
في الجزء القادم سنتحدث عن صفات الشخص المبدع، وعن شروط الابداع...