دراسة بعض الطرق الفردية الحديثة في التربية
أولاً :ـ طريقة منتسوري :
ترى منتسوري أن الغرض من التربية تربية الشخصية ، وأظهرت كثيراً من الشجاعة عندما قللت من التدخل في تربية وتعليم التلميذ بقدر الإمكان ، وألقت على التلميذ مسؤولية أن يتعلم بنفسه ويعتمد على ذاته 0
ويمكن تلخيص مبادئها بما يلي:
1ـ استقلال التلاميذ بأعمالهم وعدم تدخل المدرس إلا للضرورة0
2ـ كل تلميذ يتعلم بحسب رغبته دون وجود جدول محدد للدروس0
3ـ ليس هناك فصول كالتعليم الجمعي ، وكل تلميذ يقوم بعمل ما يريد 0
4ـ لا يوجد ثواب أو عقاب ، وإنما الباعث على العمل السرور بالنجاح0
عناصر طريقة منتسوري :
1ـ التربية تنمية: فكما أن التلميذ جسم ينمو فهو روح تنمو، وإذا عنيت به طفلا كونت منه رجلاً0
2ـ الحرية : ترى منتسوري أن النظام يجب أن بأتي من الحرية0
3ـ تربية الحواس: تعتقد منتسوري أن التربية باللعب التعليمية أساس متين للتربية العقلية0
4ـ التربية الاستقلالية : وتعني أن يعلم التلميذ نفسه بنفسه 0
وترى منتسوري كما يرى غيرها من علماء التربية المحدثين الذين ينادون بالاعتماد على النفس ، والتربية الاستقلالية ، والحرية في التعلم أن العقاب المدرسي ليس الغرض منه الاقتصاص أو الانتقام من التلميذ؛ بل هو وسيلة لحماية زملائه من التلاميذ وعدم الإضرار بهم ، فالتلميذ الذي يزعج غيره يعزل في حجرة ، ويخرج من الفصل الدراسي وتستعمل معه القوة بالقدر المناسب لإزالة الضرر0
ثانياً : طريقة دكرولي ( أوفيد دكرولي ) :
أصولها :ـ
1ـ المدرسة حياة ؛ لأن الغرض من المدرسة إعداد التلميذ للحياة ، فهي ليست سجناً ، وإنما هي الحياة التي يحبها التلميذ0
2ـ النشاط الذاتي : يرى دكرولي أن التلميذ هو مركز النشاط ، فهو يتعلم بنفسه، ويلاحظ بنفسه ،ويعبر عن نفسه ، ويربط الحقائق الحاضرة بالماضية بنفسه0
3ـ الوصول إلى الحقائق يكون من خلال الملاحظة والربط 0
4ـ المناهج ترتكز على محور أساسي هو الفرد ، وتدور في ميدان هو البيئة0
4ـ يجب أن تدور المناهج حول ميول التلاميذ ،ولذلك طريقتان :
أـ اختيار عدة مراكز للميول ، كل مركز يمثله مبحث خاص 0
ب ـ اختيار مركز واحد يمثله موضوع تدور حوله المباحث طوال العام الدراسي0
ثالثاً : طريقة دالتون في التربية :ـ
تنسب هذه الطريقة إلى المدينة الأمريكية التي أجريت فيها التجارب التعليمية ، وصاحبة هذه الطريقة ( مس هيلين باركهرست ) 0
أنشأت مس هيلين أول معمل تعليمي سنة 1911 ، وأسمت طريقتها بطريقة المعمل 0 وفي سنة 1913 اتجهت لتطوير وتنظيم الحياة المدرسية متبنية الأفكار التالية :
1ـ استبدال التعليم التلقيني بالتعلم الذاتي الذي يتمتع فيه الطالب بالحرية الصالحة0
2ـ إيلاء المعلمين العناية الكافية ، وتحسين مستواهم وتأهيلهم ؛ بحيث يكون كل مدرس مختصاً بتدريس مادة محددة 0
3ـ مراعاة ميول التلاميذ ورغباتهم ومستواهم العلمي والعقلي ؛ حتى يعمل كل تلميذ بحسب مستواه مشتركا مع الجماعة التي تناسبه، والمعمل التعليمي الذي يحب أن يذهب إليه0
ونستطيع القول أن طريقة دالتون ينتقل فيها من تعليم الفصل إلى تعليم مجموعة منه ، ومن تعليم المجموعة إلى تعليم الفرد، وهي طريقة مرنة قابلة للتغيير والتبديل، بحسب ما تقتضيه حال المدرسة والتلاميذ 0
أما المبدأ الجوهري عند مس هيلين فهو المحافظة على روح الطريقة ، وهو التوفيق بين التوأمين التعليم والتعلم ؛ فكما أنها لا تدعي الاستقلال في التعلم دائما ، كذلك لا تستغني عن المعلم مطلقا0
وباختصار فالطريقة مجموعة أفكار ومباديء ، لا مجموعة أوصاف وأوامر ؛ فقد أعطت المعلم الحرية كما منحتها للطالب 0 والفكرة الأساسية لها تدور حول تحويل حجر الدراسة إلى معامل تعليمية كمعامل الطبيعة والكيمياء ، مزودة بالكتب العلمية والمعاجم والأدوات التي تمكن الطلاب من البحث والتنقيب 0