يحكى أن رجلا كان يركب بالونا هوائيا، لاحظ أنه قد ضل الطريق، فهبط قليلا حتى اقترب من الأرض ليسأل. فرأى سيدة في الأسفل، فنادى عليها بصوت عال: أريد أن أسألك سؤالا! لقد قطعت وعداً لأحد زملائي بأني سأقابله، وتأخرت عن موعدي ساعة كاملة! ولا أعلم أين أنا، إذ يبدو أنني أضعت طريقي! فهل يمكنك أن تخبريني أين أنا الآن؟
رفعت السيدة رأسها وأجابت: أنت الآن داخل بالون يعلو عن سطح الأرض 10أمتار. وجغرافياً أنت بين 40 و 41 درجة شمال عرض، و 59 و 60 درجة غرب طول!
فصاح بها الرجل: ما هذا الذي تقولينه؟ فأنا لم أفهم شيئاً!
فأجابت: انظر إلى المؤشرات الموجودة في البالون وستفهم!
فنظر الرجل، ثم قال لها: حسنا! هذه الأرقام موجودة بالفعل. هل أنت مهندسة؟ فأجابت: نعم. لكن كيف عرفت؟
فرد قائلا: لأن معلوماتك صحيحة، ولكنها غير مفيدة! وأنا لا أختبر قدراتك الهندسية. إنما أريد أن أعرف أين أنا! أرجوك! ألا تستطيعين الإجابة عن هذه السؤال البسيط دون استعراض أو تظاهر بالذكاء؟
نظرت إليه السيدة وقالت: هل أنت مدير؟ فأجابها الرجل: بالفعل! لكن كيف عرفتِ؟ قالت: لأنك لا تعلم أين أنت! ولا إلى أين أنت ذاهب! ولأنك لم تصل مكانك إلا بفعل قليل من الهواء الساخن! ولأنك قطعت وعداً على نفسك ولا تعلم كيف ستفي به! ولأنك تتوقع ممن هم تحتك أن يطيعوك ويحلوا لك مشكلاتك