طاليس المالطي
ولد طاليس في مدينة مالطة , قرابة العام 624 ق.م وتوفي في 546 ق.م. ويعتبر طاليس وسولون من أكثر الحكماء السبعة شهرة.
الوثائق التي تتضمن معلومات حول حياته متناقضة ومحيرة, لذلك هناك من يعتبره مواطناً مالطياً من أصل فينيقي , وهناك من يعتبره من أصل نبيل.
يعتقد البعض أنه كان متزوجاً وأنجب طفلاً, بينما يؤكد البعض الأخر انه بقي أعزب وأنه تبنى ابن أخيه.
وحكي أن أم طاليس كانت تلح على زواجه وأنه كان يجيبها بأن مازال الوقت مبكراً, ..إلى أن عادت وسألته بعد عدة أعوام.. فقال لها.. تأخر الوقت.
يقال أنه سافر إلى مصر حيث تعلم هناك الهندسة وقاس طول الأهرامات من خلال ظلالها كما اشتهر بالتنبؤات الفلكية ومن أكثرها شهرة هي تنبؤ الكسوف الذي وقع عام 585 ق.م والذي جعله من أشهر الفلاسفة آنذاك.
أفكاره:
حول كتاباته .. يقول البعض بأنه لم يكتب أي شيء بينما يعتقد آخرون أنه كتب عدداً من المؤلفات.
كان يعتقد طاليس أن الأرض كانت قرصاً يطفو على الماء.. ونسبت له جملة "إن كل شيء ماء", فكان يعتقد أن الماء هو المكون الأساسي للحقيقة, وبداية كل الموجودات وأن كل الأشياء كانت مؤلفة من الماء. لذلك اعتقد البعض انه تأثر بأساطير الشرق, ولكن أغلب المحللين يظن أن هذا الاعتقاد نابع عن تجربة وخبرة حياتية ذاتية.
ومن أفكاره أيضا .. إدراك "الكل" و" الجزء" والتمييز بينهما, حيث شرح الفرق بين ما ندركه وما هو حقيقي أو مادي.
يعتبر طاليس أول فيلسوف قدم شروحات ذات طابع منطقي حول الحقيقة , مقابل ما كان سائداً من شروحات دينية و أسطورية. فابتعد عن الماورائيات لتفسير الحقائق.. ولم يفسر بالحقائق الماورائيات.
مدرسة مالطة:
استمرت أفكار طاليس بعده مع الفلاسفة أنكسيماند وأنكسيمينس, فسمي مكان اجتماعهم بـ "مدرسة مالطة".. ومن أفكارها ما يلي:
تحديد البداية النهائية, الطبيعة النهائية للحقيقة, حيث وجدت معضلة الجزء ضمن الكل, وسمي المهتمون بهذا بالفيزيائيين أو الميليسيين.
وجوب أن يكون المسبب الأول للحقيقة أبدياُ وذو تركيب مادي.. فلم يقبلوا فكرة الخلق كبداية مطلقة.
وأن لا بد من وجود قانون ما يوازن عمل الكون وهذا القانون يمكن اكتشافه عن طريق المنطق.