بكلّ كلية يوجد مادة تعتبر عقدة الطلاب
تتشابه كلياتنا بوجود مادّة على الأقل بكل كلية من هذه الكليات يجمع أغلب الطلاب على أنها آخر مادة قد يقدمونها لصعوبتها أو يأسهم من النجاح بها .
ويتساءل الكثير من الطلاب أثناء دراستهم للمادة العقدة ( في محاولة للهروب من أثر الوقع النفسي الذي تحدثه هذه المادة فيهم ) عن جدوى هذه المادة وأهميتها وما الهدف الاستراتيجي المرتجى من هكذا مقرر
والحقيقة أن لمثل هذه المواد فوائد عظيمة وجمّة لا يدركها أصحاب التفكير السطحي والعقلية المنغلقة المتحجرة من شباب هذه الأيام ، سأذكر لكم ( على سبيل المثال لا الحصر ) بعض فوائد هذه المادة :
1 - تبقى على صلة وثيقة وحميمة جداً مع الكلية .. حيث أنك لن تتخرج في هذه السنة وستبقى تزور الكلية في كل دورة فصلية في محاولة فاشلة للصعود فوق الرقم 59 ( إلى أن يفرجها الله ) .. وبذلك تتعرف على أصدقاء جدد من باقي السنوات وتتبادل النصائح والخبرات وتسمع منهم آخر صيحات الموضة ( موضة الأسئلة طبعاً ) وقمة ما توصلت إليه تقنيات العلم الحديث في وضع أسئلة الأتمتة ( علماً أن دكاترة الكلية لا يزالون في جدل مستمر حول قضية هل وضع أسئلة الأتمتة هو علم أم فن أم هو جمع بين الاثنين ؟ والحقيقة أنا أرى أنها جمع بينهما ، فهي علم من حيث اتباع قواعد التعجيز المعروفة التي أرساها دكاترة مشهورون في بعض الكليات(د زي........) وهي فن من خلال قدرة وبراعة مدرس المادة في تطبيق هذه القواعد باستخدام الخبرة والحدس والحنكة وكثرة الجلوس عند خبراء التعجيز والاستقاء من حكمتهم وتجاربهم الطويلة في جعل نسبة النجاح في حدودها ما تحت الدنيا )
2 - تتيح لك الفرصة للقاء أصدقائك المناضلين القدامى الذين فرقت بينكم الأيام ومشاغل الحياة ، فجمعتكم هذه المادة ( أشة لمة ) وما أروعها من لحظات حين يجتمع الأصدقاء ويستحضرون الذكريات الجميلة في أيام الصبا ويقولون بصوت واحد ( ايييييييه الله يرحم هديك الأيام )
3 - تعزز صلة الطالب بربه وتجعله يتوجه بالدعاء ويكثر من الصلاة وفعل الخيرات والصدقات وتقوي عنده الإيمان والروحانيات حين يفقد الأمل ( كل الأمل إلا الأمل بالله ) من دراسة المادة ومن مقدراته الخرافية على البصم وتجعله يشعر بضعفه وعجزه أمام الخالق عز وجل وأنه بدون توفيق الله تعالى لا يمكن أن يحلم بالنجاح بهذه المادة ( بدها قدرة قادر )
4 - تجعلك تحلم بأحلام جديدة ( أو ربما كوابيس .. ) لم تعتد رؤية مثلها في السابق تدور كلها حول المادة مما يضفي مزيداً من الإثارة والتشويق على حياتك .
5 - في حال نجحت في المادة ( وأخيراً ) وكنت من أًصحاب المعدلات ( بالتأكيد لن تحلم بالحصول على معدل عالِ في هذه المادة وإذا راودتك هكذا أحلام فاعلم أنها وسواس من عمل الشيطان يوجب الاستعاذة منه ) فذلك سوف يدفعك لدراسة المواد الباقية بأقصى جهدك للتقليل من الخسارة وخيبة الأمل التي أصابتك منها وبالتالي تعود لترفع معدلك من جديد وتجعلك تشعر بسهولة وسلاسة مواد أخرى كنت تصنفها على أنها تعجيزية ( وتقول يا محلاها جنب هديك المادة ) وتقبل على دراستها بكل نشاط وحيوية
6 - تزداد قناعتك بانفصال العملية التعليمية عن الحياة العملية لاسيما وأنك ستظهر ( متل الأطرش بالزفة ) عندما يتحدث أحد أمامك عن هذه المادة وتطبيقاتها بالحياة العملية أو المهنية ، وتدفعك للبحث عن دورات تفيدك في هذا المجال مما ينعكس في تطوير ذاتك والاهتمام بتحصيلك العلمي العملي أكثر