هاد مقال كتير حلو..
عن النانو كمان,,
بس ما دخله بالصيدلة ,بحثت كتير و ما لقيت,,
تفضلو
تبدأ القصة من شيء جديد تماماً اسمه النانو، عمره في المختبرات أعوام فقط، وقادر بحسب ما يقوله العلماء على الأخذ بيد العالم إلى ثورة علمية هائلة لا تقل عن الثورة الصناعية التي نقلته إلى عصر الآلات، هذه الثورة الجديدة اسمها الـنانو تكنولوجي "Nanotechnology" أو التكنولوجيا متناهية الصغر، "التي تقوم على استخدام جزيئات المادة في صناعة كل شيء بمواصفات جديدة وفريدة ومتميزة وبتكلفة تصل في كثير من الأحيان إلى عشر التكلفة الحالية".
جزء من الكلام السابق ورد في برنامج "بلاحدود" على قناة الجزيرة القطرية قبل أسابيع، والعديد من وسائل الإعلام العالمية بدأت في الفترة الأخيرة، تتحدث عنه بشكل مكثف أكثر من ذلك الحديث الخجول الذي كان يدور عن هذه التقنية مطلع التسعينيات، وتشير التقديرات الآن إلى أن حجم ما سيباع في سوق تكنولوجيا النانو العالمية رغم حداثتها سيصل بعد خمسة أعوام إلى 17% من إنتاج العالم من السلع الضرورية للبشر في ذلك الوقت، أي 3 ترليون دولار أميركي( 3آلاف مليار)، بعد أن حققت هذه السوق في الوقت الحالي ما يقرب من سبعمائة مليار دولار.
حتى يبدو الموضوع قابلاً للفهم يمكن القول إن النانوتكنولوجي مشتق من النانومتر، وهذا الأخير وحدة قياس تساوي واحد على بليون من المتر، بمعنى لو قسمنا المتر إلى ألف قسم لحصلنا على المليمتر ولو قسمنا المليمتر إلى ألف قسم لحصلنا على المايكرومتر، هذا المايكرومتر الصغير جداً لو قسمناه إلى ألف قسم فسوف نحصل حينها على النانومتر.. دعونا نبسط المسألة أكثر، حاول أن تنزع شعرة من رأسك وتأمل فيها وتخيل أنك تستطيع أن تقلص قطرها ثمانين ألف مرة، حينئذ تحصل على فكرة واضحة عن هذا النانومتر.
حسناً .. وماذا تفعل تقنية النانوتكنولوجي؟ تعمل ما يشبه المعجزات، يقول العلماء: استعدوا "للرواصف" أو الرجال الآليين المتناهين في الصغر، الذين سيصنعون كل شيئ من حولنا كالتلفزيون وقطع الجبن بواسطة تركيب الذرات ومركباتها قطعة قطعة، بينما سيتجول آخرون في أجسامنا وفي مجاري الدم محطمين كل جسم غريب أو مرض عضال، وسيكون بإمكاننا إطلاق جيش من الرواصف غير المرئية لتتجول في منازلنا ومكاتبنا على السجاد والرفوف والأوعية محولة المخلفات والغبار إلى ذرات يمكن إعادة تركيبها إلى محارم وصابون وأي شيء آخر نحتاج إليه.
ذلك في المستقبل، وهذا لا يعني أنه لا يوجد شيء في الوقت الحاضر، فالعلماء الروس اخترعوا بواسطة هذه التقنية مواد تفوق متانة الفولاذ مرتين وتقل عن وزنه أربع مرات، و العلماء الكوريين تمكنوا بدورهم من إدخال نانو الفضه إلى المضادات الحيوية، لأن الفضة قادرة على قتل نحو 650 جرثومة دون أن تؤذي الجسم البشري. وفي الولايات المتحدة سيتمكنون قريباً من صنع رقاقات إلكترونية قادرة على تخزين البيانات أكثر بآلاف المرات من هذه التي نعرفها..
ما يقوله العلماء يصعب تصديقه، لكنه يثير لدى القارئ قدرته على التخيل، فهم يقولون إن هذه التقنية قادرة على صنع أجهزة كمبيوتر خارقة يمكن وضعها على رؤوس الأقلام والدبابيس، وسفن فضائية بحجم الذرة يمكنها الإبحار في جسد الإنسان لإجراء عملية طبية والخروج دون جراحة، وموجات كهرومغناطيسية تعمل عند ملامستها كطاقية الإخفاء فتخفي البشر والحجر.. كما يمكن صناعة مشروب لا لون له ولا طعم وعند وضعه في الثلاجة على درجة حرارة معينة يصبح عندنا عصير ليمون وعلى درجة أخرى يصبح هو نفسه شراب التفاح، وهكذا..
في بلادنا يمكن التعليق على هذا الكلام بكلمتين: "قامت القيامة"، لكن مهلاً.. هذا التعليق يقترب من مخاوف بعض العلماء المتشائمين بهذه التقنية فهم يقولون مثلاً إن هذه التقنية يمكن أن تنتج "آلة متقدّمة تكنولوجياً، دقيقة الحجم، تستطيع أن تستنسخ نفسها، كما تفعل الكائنات الحيّة الدقيقة، وتتحوّل إلى جحافل من التجمّعات الآلية الصغيرة، تقتلع أي شيء في طريقها، وتبيد كل أشكال الحياة على وجه الأرض".